أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن قمة جيتو دبي الدولية تحمل أهمية كبيرة في استكشاف فرص الاستثمار وتعزيز التبادل التجاري بين الهند ودول أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما يعكس التزام الإمارات بتعزيز التعاون الدولي والاقتصاد العالمي، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.

وقال معاليه، إن النمو أصبح من أهم أولوياتنا، في ظل ما تتمتع به الإمارات من علاقات تجارية واقتصادية وثيقة مع معظم دول العالم، تؤكد على دورنا في تعزيز التنمية والتعاون الإقليمي والعالمي، من أجل تقديم نموذج اقتصادي يمكن للجميع اعتماده، لأن النموذج الإماراتي يؤكد أن الازدهار الاقتصادي هو أساس المجتمع الناجح وأمر ضروري لتحسين جودة حياة الشعب.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليه، في قمة جيتو دبي الدولية، بحضور أكثر من 600 شخصية اقتصادية من أكثر من 18 دولة، حيث تحدث في القمة سعادة عبدالله الهاشمي، المدير التنفيذي للعمليات بباركس اند زونس وموانئ دبي العالمية لدول مجلس التعاون الخليجي، وسعادة سانجاي سودهير سفير الهند لدى دولة الإمارات، وعدد كبير من الشخصيات الدولية، كما تم تكريم فينود أداني، رئيس مجلس إدارة أداني جلوبال بمنحه جائزة جيتو راتنا من قبل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لمساهماته البارزة في النمو الوطني وتعزيز جيتو.

وقال معاليه : من دواعي سروري الانضمام إليكم هذا الصباح في قمة جمعية التجارة الدولية الجينية (جيتو) في دبي، والتي تهدف إلى استكشاف فرص الاستثمار وبناء الجسور بين الهند ودول أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنا سعيد بتواجدكم هنا في دبي وآمل أن تنعش أجواء الإمارات العربية المتحدة النابضة بالحياة مناقشاتكم وتداولاتكم.

وأضاف معاليه : إن قمتكم تعد نداء للمجتمعات التجارية في الهند ودول أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للشراكة من أجل النجاح، ومن المهم أن ندرك أن إدارة تدفقات الاستثمار ورؤوس الأموال على نطاق واسع بين الهند وتلك الدول تتطلب الصمود والعمل الجاد، من خلال مبادرات اجتماعية مناسبة، والتشديد على الصفقات الأخلاقية والشفافة، وتوسيع المشاركة الفردية والمؤسسية في جميع المشاريع المشتركة والاستثمارات.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان : أتطلع إلى مناقشاتكم حول كيفية تحقيق المزيد من التكامل بين الهند ودول أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة، كيفية بناء روابط تجارية واقتصادية أقوى لتعزيز التجارة والاستثمار الإقليمي، وكيفية تعزيز القطاع الخاص في كل جانب وزيادة مشاركته في التنمية الوطنية والإقليمية، وعلى التوالي، في الاقتصاد العالمي، وكيفية إدارة العولمة مع المشاركة في فوائد التكنولوجيا الحديثة، وكيفية بناء وتعزيز المؤسسات التي تجعل التعاون الاقتصادي ممكنا، وكيفية الاستفادة من المكانة الخاصة المتنامية والمتزايدة للهند وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاقتصاد العالمي.

ووجه معاليه، الحضور بأهمية أن ينظر الجميع في كيفية تدريب وتطوير القادة الأعمال الذين تحتاجهم الهند وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل تحقيق إمكاناتهم الكاملة من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، حتى يكون لدى مثل هؤلاء القادة القدرة على التكيف مع التغيرات في بيئات العمل، داعيا إياهم إلى تطوير المهارات اللازمة لتخطي العقبات وبناء العلاقات عبر الحدود.

واختتم معاليه كلمته قائلا : أتمنى لكم قمة ناجحة بكل تأكيد، وأتطلع أيضا إلى أن يستمتع ضيوفنا من الخارج بوقتهم في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، واستغل هذه الفرصة لأتمنى لكم جميعا ولجميع شعب الهند الازدهار والاستمرار في الرفاهية في السنوات القادمة، ونحن في دولة الإمارات نقدر بعمق صداقتنا مع الهند ونأمل أن تتطور العلاقات الممتازة بين بلدينا وتصبح أكثر إنتاجية.

كما وجه معاليه تحية خاصة للسفراء الأفارقة الذين حضروا القمة، معبرا عن تقديره العميق للعلاقات الوثيقة والدائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع دول أفريقيا؛ وقال : نعتز كثيرا بصداقتنا مع إخوتنا وأخواتنا في أفريقيا ونتطلع إلى مستقبل من التعاون والازدهار لنا جميعا.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: نهیان بن مبارک دولة الإمارات بین الهند آل نهیان

إقرأ أيضاً:

الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق

2 يناير، 2025

بغداد/المسلة: سوريا الجديدة، بعد سقوط نظام الأسد مؤهلة أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بدور الممر الاستراتيجي لنقل الطاقة من منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط والغاز إلى أوروبا.

وشهدت السنوات الماضية طرح عدة أفكار لمشاريع خطوط لأنابيب الغاز التي تربط الشرق الأوسط بأوروبا النهمة للطاقة، من بينها خط الغاز العربي الذي استهدف ربط مصر بالأردن ولبنان وسوريا، ومن ثم تركيا وينتهي بأوروبا.

خط الغاز القطري التركي يمثل تحولاً استراتيجياً في مشهد الطاقة في الشرق الأوسط وأوروبا، مع تداعيات قد تكون عميقة على العراق. بصفته دولة غنية بالموارد الطبيعية وذات موقع جغرافي حيوي، يمكن أن يصبح العراق لاعباً رئيسياً في هذا المشروع أو منافساً متأثراً بتغير ديناميكيات السوق.

إذا نجح المشروع، فقد يخلق مساراً جديداً لنقل الغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا، مما يقلل من الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، الذي تقلصت حصته من 40% إلى أقل من 15% من واردات الاتحاد الأوروبي بعد الحرب الروسية الأوكرانية. هذا التحول قد يدفع العراق إلى إعادة تقييم دوره في سوق الطاقة العالمي، خاصة أن الخط المقترح يعبر دولاً منافسة مثل قطر وسوريا وتركيا.

العراق يعاني من مشكلات هيكلية في قطاع الطاقة، منها تراجع إنتاجه بسبب ضعف البنية التحتية وسوء الإدارة، فضلاً عن التحديات الأمنية. لكنه يبقى شريكاً محتملاً قوياً، إذا ما أراد تعزيز حضوره الإقليمي. يمكن للعراق أن يمد المشروع بالغاز عبر ربطه بخطوط تصدير جديدة، ما يمنحه فرصة للاستفادة من البنية التحتية المحدثة وخفض الاعتماد على صادرات النفط التقليدية. هذا الخيار يتطلب استثمارات ضخمة وإصلاحات داخلية لضمان استقرار الإمدادات.

على الجانب الآخر، قد يكون العراق عرضة للتهميش إذا لم يُدمج في المشروع. نجاح خط الغاز القطري التركي قد يضعف من فرص العراق في تحقيق مشاريعه الخاصة لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا. كما أن المنافسة مع الغاز القطري الأكثر تنافسية في الأسعار قد تجعل الغاز العراقي أقل جاذبية للأسواق الأوروبية.

الجغرافيا السياسية تلعب دوراً كبيراً في نجاح المشروع. الدول التي سيمر بها خط الأنابيب، مثل سوريا وتركيا، تواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة. تحقيق الاستقرار في سوريا سيظل شرطاً أساسياً لإنجاز المشروع، وهو ما قد يستغرق سنوات. من ناحية أخرى، يشكل الوضع الأمني في العراق تحدياً مماثلاً، حيث لا تزال المناطق الحدودية غير مستقرة، مما قد يهدد سلامة أي خطوط أنابيب مقترحة.

قطر تركز حالياً على الغاز المسال، الذي يمثل خياراً أقل مخاطرة وأكثر ربحية، مما يثير الشكوك حول مدى التزامها بالمشروع. كما أن الدول الأوروبية قد تميل لتفضيل شحنات الغاز المسال، التي تُعتبر أكثر مرونة مقارنة بخطوط الأنابيب الثابتة.

في ظل هذه الظروف، يجب على العراق صياغة استراتيجية متوازنة تعزز تعاونه الإقليمي وفي الوقت ذاته تحمي مصالحه الوطنية. ذلك يشمل تحسين بنيته التحتية للطاقة، وزيادة إنتاج الغاز، وتطوير علاقاته مع الدول المشاركة في المشروع لضمان دور محوري في هذا النظام الإقليمي الناشئ.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • فوضى الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
  • وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تصدر تقريرًا حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية متعددة الأطراف
  • نهيان بن مبارك يعزّي حميد الظاهري بوفاة زوجته
  • نهيان بن مبارك يعزي حميد حمد دلموك الظاهري في وفاة زوجته
  • 183 مليار دولار حجم إنفاق الشرق الأوسط وشمال افريقيا على تكنولوجيا المعلومات
  • وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تُعلن جهود تعزيز التحول الأخضر وتنفيذ المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»
  • وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستعرض جهود تمكين القطاع الخاص خلال عام 2024
  • وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تُعلن الحصاد السنوي لعام 2024
  • الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق
  • مصر تستضيف مؤتمر علوم البيانات والذكاء الاصطناعي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025