تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتذكار نياحة قداسة البابا شنودة الثالث ،  كان بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية. ولد  قداسة البابا شنودة الثالث في 3 أغسطس 1923 وتنيح في 17 مارس 2012 ، وقد اشتهر قداسة البابا شنودة الثالث بلقب "معلم المسكونة" نظرا لدوره الهام وتأثيره في الكنيسة القبطية والمسيحية عامة ،كما كان يعرف أيضا باسم "أثناسيوس الجديد" و "ذهبي الفم الثاني"، وتميز بقيادته الروحية والرؤية الراقية لخدمة الكنيسة.

ولد الراحل البابا شنودة الثآلث في قرية سلام في محافظة أسيوط بمصر يوم الجمعة الموافق 3 أغسطس 1923، بعد التخرج من جامعة فؤاد الأول بتقدير ممتاز في عام 1947، التحق قداسته بالكلية الإكليريكية القبطية الأرثوذكسية في السنة النهائية من كلية الآداب.

وبعد التخرج، عمل قداسته كمدرس للغة العربية واللغة الإنجليزية. لاحقًا، ترقى قداسته إلى رتبة القمصية وتولى العديد من المسؤوليات الكنسية. وفي عام 1959، تم اختياره ليكون أسقفًا وتسمية مطران الإسكندرية وتوابعها.

ومنذ تنصيبه في منصب البابوية كبطريرك الكرازة المرقسية في عام 1971، بدأ قداسة البابا شنودة الثالث في تطبيق العديد من الإصلاحات وتعزيز الخدمات الروحية والاجتماعية للكنيسة القبطية. وقد لعب دورًا هامًا في تعزيز الوحدة بين الكنائس المسيحية وتعزيز الحوار الإسلامي.

كان شخصية متعددة المواهب ومهتمة بالكتابة والأدب ،كان يحب الكتابة، وخاصة كتابة القصائد الشعرية ، وقد عمل لسنوات كمحرر ثم رئيس تحرير في مجلة "مدارس الأحد"، وهي مجلة تهتم بتعليم الأطفال والشباب القيم والعقيدة المسيحية.

وبالإضافة إلى ذلك، كان قداسة البابا شنودة الثالث يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة، مما يظهر اهتمامه بالتراث التاريخي والثقافي .

وهو من الأشخاص النشطين في الكنيسة القبطية، حيث كان خادمًا في مدارس الأحد وشغل منصب ضابط برتبة ملازم في الجيش ، وفي يوم السبت 18 يوليو 1954، قرر أن يترك العالم ويرسم راهبا في الرهبنة تحت اسم "أنطونيوس السرياني" ، وقد صرح قداسة البابا شنودة الثالث بأنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء والتفاني لله.

خلال الفترة من عام 1956 إلى عام 1962، قضى قداسة البابا شنودة الثالث حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير  في هذه المغارة، كان يكرس وقته للتأمل والصلاة، وربما استفاد من هذه الفترة في تعزيز روحانيته وتقربه من الله.

وبعد سنة من رهبنته، تمت سيامته قسا، ونيافة الأنبا ثاؤفيلس قام بتكليف قداسته بإدارة المكتبة الاستعارية والمخطوطات في دير السريان ، كان هذا بعد أن تركها القس مكاري السرياني، حيث تم تسليم المسؤولية لقداسته للعناية بهذه المكتبة الثمينة.

وقد أمضى فترة طويلة في الدير دون مغادرته، وعمل كسكرتير خاص لقداسة البابا كيرلس السادس في عام 1959 ، و تم تعيينه بعد ذلك كأسقف للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أيضًا أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية في 30 سبتمبر 1962.

عندما تنيَّح قداسة البابا كيرلس السادس في مارس 1971، تمت انتخاب قداسة البابا شنودة الثالث ليكون البابا الجديد. وفي حفل التتويج في نوفمبر 1971، أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة. خلال فترة حكمه، تم تنصيب أكثر من 100 أسقف وأسقف عام، بالإضافة إلى أسقف الشباب وعدد كبير من الكهنة والشمامسة في القاهرة والإسكندرية والكنائس في الخارج.

قدم قداسته اهتمامًا خاصًا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعمل جاهدًا على تعزيز الرهبنة واستعادتها في الكنيسة. قام بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر وأعاد تعمير الأديرة التي اندثرت. تم توسيع الابارشيات وإنشاء العديد من الكنائس داخل وخارج مصر، وتحولت الكنيسة القبطية من أن تكون محلية إلى أن تكون عالمية.

تم تقديس وصنع الميرون المقدس والغاليلاون في عهده عدة مرات، وتنيَّح قداسة البابا شنودة الثالث في مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عامًا. أقيمت صلاة الجنازة بحضور ممثلي الكنائس ورجال السياسة وآلاف المسيحيين والمسلمين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسة البابا شنوده الثالث أثناسيوس الكنيسة الکنیسة القبطیة فی الکنیسة العدید من فی عام

إقرأ أيضاً:

السفارة المصرية برومانيا تقيم حفل استقبال على شرف قداسة البابا

أقام السفير مؤيد الضلعي سفير مصر في رومانيا، حفل استقبال على شرف قداسة البابا تواضروس الثاني، وذلك بحضور عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى بوخارست، وممثلين عن الكنائس والمنظمات الدولية.

ورحب السفير المصري في كلمته بقداسة البابا قائلاً: "نتشرف جميعًا بوجودكم بيننا، مرحبًا بكم في بيتكم، بيت مصر. نتمنى لزيارتكم كل النجاح والتوفيق".

روح المحبة 

وفي بداية كلمته قال قداسة البابا: "هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها رومانيا الجميلة، والمرة الأولى التي يجتمع فيها القلب المصري مع هذه الدولة الصديقة صاحبة التاريخ العريق والحضارة الغنية. إن مصر الدولة الكبرى في منطقة الشرق، كانت ولا تزال بيتًا لكل العرب"

وأضاف: "لقد علمت مصر العالم فن الأعمدة، حيث ارتفعت المسلة رمزًا للشموخ، تنتهي بالمثلث الذهبي الذي كان يرمز إلى عين الإله المضيئة مع الشمس، فتعلن بدء يوم العمل. وعندما دخلت المسيحية أرض مصر، تحولت المسلة إلى منارة ترمز إلى الاستقامة، ثم جاء الإسلام وأضاف المئذنة كفن معماري أصيل، ليبقى العمود دائمًا تعبيرًا عن طريق الإنسان من الأرض نحو السماء، وهو طريق يحتاج إلى استقامة".

وتابع قداسته: "نحن نصلي قائلين مع صاحب المزامير: قلبًا نقيًّا اخلق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدد في داخلي"

كما استشهد قداسة البابا بما قاله المفكر المصري الكبير الدكتور جمال حمدان، الذي وصف مصر بأنها "فلتة الطبيعة وعبقرية التاريخ وأم الجغرافيا”، لافتًا إلى عبقرية الموقع والدور عبر العصور.

وأكد قداسته أن مصر وطن عريق تعاقبت عليه حضارات متعددة من الحضارة الفرعونية إلى القبطية، ثم الإسلامية والعربية، وصولاً إلى الحضارة الإفريقية وحضارات البحر الأبيض المتوسط والحضارة اليونانية الإغريقية، وهو ما صنع من مصر بوتقة غنية بالوحدة والتنوع في آن واحد.

وتحدث عن نهر النيل الذي كان محور وحدة المصريين عبر العصور: "إن نهر النيل كان وما يزال سر وحدة المصريين، إذ جمع بين الأرض والإنسان، وزرع في قلوبنا حب الحياة الهادئة، والوحدة الوطنية التي لم تكن صناعة أو قرارًا، بل نتاج طبيعة متجذرة في وجداننا".

صلاة من أجل سلام العالم 

واختتم: "نصلي من أجل السلام في العالم، ومن أجل أشقائنا في غزة والسودان، ونصلي من أجل إنهاء الحروب في أوكرانيا وروسيا، وفي الهند وباكستان، ونطلب من الله أن يفيض بسلامه على الأرض، ويبارك جميع الشعوب والأمم بمحبة وسلام دائمين".

واختتم الحفل في أجواء وطنية مليئة بالحب والتقدير، حيث أعرب الحاضرون عن سعادتهم بلقاء قداسة البابا، وتمنوا لزيارته لرومانيا كل التوفيق والنجاح.

علاقات تاريخية بين البلدين.. قداسة البابا يلتقي رئيس وزراء رومانيا | صورالبابا يلتقي أبناء الكنائس الأرثوذكسية والموارنة برومانيا | صورالبابا تواضروس يستقبل قيادات دار برويما للنشر في رومانياالبابا تواضروس يلتقي قيادات كنيستي الروم والأرمن الأرثوذكس في رومانيا | صور

يأتي هذا اللقاء، في إطار زيارة قداسة البابا الرعوية لإيبارشية وسط أوروبا، والتي بدأت بوصوله إلى بولندا يوم الجمعة الماضي، ثم غادرها قداسته أمس، وصولًا إلى رومانيا التي يقضي فيها عدة أيام بين أنشطة رعوية وزيارات رسمية، وفقًا لأجندة الزيارات الرعوية لقداسته لعام ٢٠٢٥.

طباعة شارك البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني سفير مصر في رومانيا الكنائس

مقالات مشابهة

  • السفارة المصرية برومانيا تقيم حفل استقبال على شرف قداسة البابا
  • البابا تواضروس يستقبل قيادات دار برويما للنشر في رومانيا
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يستقبل وفد الكنيسة الأرثوذكسية لتقديم التعازي في انتقال البابا فرنسيس
  • كرادلة الكنيسة الكاثوليكية يجتمعون في روما لانتخاب خليفة للبابا فرنسيس
  • مفيش أصوام.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بأيام الخمسين المقدسة| تعرف عليها
  • البابا تواضروس: أزمة العالم ليست اقتصادية.. بل في نقص المحبة
  • لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا تواضروس يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية
  • البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح
  • البابا تواضروس يجيب على 6 أسئلة تشغل بال الأقباط
  • لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية |صور