اليوم.. الكنيسة تحتفل بتذكار نياحة قداسة البابا شنودة الثالث
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتذكار نياحة قداسة البابا شنودة الثالث ، كان بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية. ولد قداسة البابا شنودة الثالث في 3 أغسطس 1923 وتنيح في 17 مارس 2012 ، وقد اشتهر قداسة البابا شنودة الثالث بلقب "معلم المسكونة" نظرا لدوره الهام وتأثيره في الكنيسة القبطية والمسيحية عامة ،كما كان يعرف أيضا باسم "أثناسيوس الجديد" و "ذهبي الفم الثاني"، وتميز بقيادته الروحية والرؤية الراقية لخدمة الكنيسة.
ولد الراحل البابا شنودة الثآلث في قرية سلام في محافظة أسيوط بمصر يوم الجمعة الموافق 3 أغسطس 1923، بعد التخرج من جامعة فؤاد الأول بتقدير ممتاز في عام 1947، التحق قداسته بالكلية الإكليريكية القبطية الأرثوذكسية في السنة النهائية من كلية الآداب.
وبعد التخرج، عمل قداسته كمدرس للغة العربية واللغة الإنجليزية. لاحقًا، ترقى قداسته إلى رتبة القمصية وتولى العديد من المسؤوليات الكنسية. وفي عام 1959، تم اختياره ليكون أسقفًا وتسمية مطران الإسكندرية وتوابعها.
ومنذ تنصيبه في منصب البابوية كبطريرك الكرازة المرقسية في عام 1971، بدأ قداسة البابا شنودة الثالث في تطبيق العديد من الإصلاحات وتعزيز الخدمات الروحية والاجتماعية للكنيسة القبطية. وقد لعب دورًا هامًا في تعزيز الوحدة بين الكنائس المسيحية وتعزيز الحوار الإسلامي.
كان شخصية متعددة المواهب ومهتمة بالكتابة والأدب ،كان يحب الكتابة، وخاصة كتابة القصائد الشعرية ، وقد عمل لسنوات كمحرر ثم رئيس تحرير في مجلة "مدارس الأحد"، وهي مجلة تهتم بتعليم الأطفال والشباب القيم والعقيدة المسيحية.
وبالإضافة إلى ذلك، كان قداسة البابا شنودة الثالث يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة، مما يظهر اهتمامه بالتراث التاريخي والثقافي .
وهو من الأشخاص النشطين في الكنيسة القبطية، حيث كان خادمًا في مدارس الأحد وشغل منصب ضابط برتبة ملازم في الجيش ، وفي يوم السبت 18 يوليو 1954، قرر أن يترك العالم ويرسم راهبا في الرهبنة تحت اسم "أنطونيوس السرياني" ، وقد صرح قداسة البابا شنودة الثالث بأنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء والتفاني لله.
خلال الفترة من عام 1956 إلى عام 1962، قضى قداسة البابا شنودة الثالث حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير في هذه المغارة، كان يكرس وقته للتأمل والصلاة، وربما استفاد من هذه الفترة في تعزيز روحانيته وتقربه من الله.
وبعد سنة من رهبنته، تمت سيامته قسا، ونيافة الأنبا ثاؤفيلس قام بتكليف قداسته بإدارة المكتبة الاستعارية والمخطوطات في دير السريان ، كان هذا بعد أن تركها القس مكاري السرياني، حيث تم تسليم المسؤولية لقداسته للعناية بهذه المكتبة الثمينة.
وقد أمضى فترة طويلة في الدير دون مغادرته، وعمل كسكرتير خاص لقداسة البابا كيرلس السادس في عام 1959 ، و تم تعيينه بعد ذلك كأسقف للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أيضًا أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية في 30 سبتمبر 1962.
عندما تنيَّح قداسة البابا كيرلس السادس في مارس 1971، تمت انتخاب قداسة البابا شنودة الثالث ليكون البابا الجديد. وفي حفل التتويج في نوفمبر 1971، أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة. خلال فترة حكمه، تم تنصيب أكثر من 100 أسقف وأسقف عام، بالإضافة إلى أسقف الشباب وعدد كبير من الكهنة والشمامسة في القاهرة والإسكندرية والكنائس في الخارج.
قدم قداسته اهتمامًا خاصًا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعمل جاهدًا على تعزيز الرهبنة واستعادتها في الكنيسة. قام بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر وأعاد تعمير الأديرة التي اندثرت. تم توسيع الابارشيات وإنشاء العديد من الكنائس داخل وخارج مصر، وتحولت الكنيسة القبطية من أن تكون محلية إلى أن تكون عالمية.
تم تقديس وصنع الميرون المقدس والغاليلاون في عهده عدة مرات، وتنيَّح قداسة البابا شنودة الثالث في مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عامًا. أقيمت صلاة الجنازة بحضور ممثلي الكنائس ورجال السياسة وآلاف المسيحيين والمسلمين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسة البابا شنوده الثالث أثناسيوس الكنيسة الکنیسة القبطیة فی الکنیسة العدید من فی عام
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس: "شعب المقطم شعب مبارك ويحافظ على كنيسته"
تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني، في ختام عظته باجتماع الأربعاء الأسبوعي اليوم، والذي عُقِد في كنيسة القديس الأنبا بيشوي بزهراء المعادي، عن تفاصيل خاصة بالخدمة في قطاع كنائس المقطم، والذي يتبع إيبارشية قداسته.
قال قداسة البابا إن خدمة المقطم بها آباء كهنة مباركين، وشعب المقطم شعب مبارك، ونتذكر بالخير "أبونا سمعان" الذي بدأ الخدمة في المنطقة منذ أكثر من خمسين عامًا، والآباء الكهنة الآخرين بالقطاع، وهم محافظون على كنيستهم القبطية الأرثوذكسية.
ولَفَت قداسة البابا إلى أن الكنيسة بها آباء مطارنة وأساقفة للإيبارشيات، وأساقفة آخرون عموم، ومهمتهم الأساسية مساعدة "البابا البطريرك" في إيبارشيته نظرًا لاتساعها فهي تشمل القاهرة والإسكندرية، وأماكن أخرى خارج مصر. وأضاف أنه بالإسكندرية يوجد ثلاثة أساقفة عموم، وفي القاهرة ١٢ من الآباء الأساقفة العموم المساعدين للبابا، وبناءً على ذلك فإن تزكية الأسقف العام تأتي عن طريق "البابا"، وليس له بالطبع تزكية من الشعب.
وأوضح قداسة البابا أن خدمة الأسقف العام يمكن أن تتغير من مكان إلى آخر أو أن يذهب إلى الدير، لأن مجال عمله واسع ومتعدد.
وعاد قداسته للحديث عن قطاع المقطم فقال إن نيافة الأنبا أبانوب له هناك أكثر من عشر سنين، ظهرت خلالها بعض الضعفات والخلافات بينه وبين الآباء الكهنة، وجلست معه كثيرًا ونصحته مرات عديدة، وشكلنا عدة لجان لمساعدته في عمله هناك، وما زالت هذه اللجان تعمل حتى الآن، ولكن لم تكن استجابة نيافته ملائمة.
واستكمل قداسته: "مؤخرًا ظهرت من نيافة الأنبا أبانوب بعض التجاوزات، ليس من المناسب أن نتكلم عنها هنا، فتم التحقيق معه، وفي نهاية هذا التحقيق قدم استقالته، بلا إجبار، ولم تُمارَس عليه أي ضغوط، بل قال إنه يفضل أن يعيش حياة المغارة والوحدة، ولقد كتب هذه الاستقالة بخط يده، ومن بين ما قاله نصًّا فيها: "بسبب ظروفي الصحية"، واختار أن يعود إلى ديره دون إجبار من أحد على الإطلاق.
ونوه قداسة البابا قائلًا: "استقالته حاليًّا قيد الدراسة، حيث يجب أن أجتمع مع آباء المقطم لمزيد من التشاور."، وأكد: "بكل يقين نحن نعمل من أجل صالح الشعب والخدمة، وعملنا هذا نقدمه لله أولًا، وبضمير خالص أمامه."
ثم وصف قداسة البابا ما نُشِر على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الموضوع بأنها "أكاذيب"، فقال: "امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص هذا الموضوع بالعديد من الروايات والأكاذيب، منها مثلًا أن الاستقالة جاءت بالإجبار وهو ما لم يحدث إطلاقًا، وأيضًا قيل إن هنالك خمسة أشخاص لهم ميول غير أرثوذكسية ستتم سيامتهم كهنة وهو أمر بعيد تمامًا عن الحقيقة فلا يوجد أي حديث عن سيامة مثل هذه.
الأكذوبة الثالثة التي قيلت هي أن هناك ترتيبات لإقامة يوم صلاة عالمي في المقطم، وأيضًا لا يوجد أي تفكير في أي شئ من هذا القبيل."
وحذر قداسته أبناءه: "أرجوكم انتبهوا من صفحات الإثارة والسوداوية، لأن الهدف منها أن تقسم الكنيسة، "خد بالك، خليك ناصح" ولا تشارك في نقل مثل هذه الشائعات والأكاذيب، والأفكار الفاسدة التي يرددونها".
ثم أكد قداسته: "صاحب الكنيسة هو المسيح ونحن جميعًا خدام في يده وما يحكمنا هو الأمانة (أمانة العمل)".
وعاود قداسة البابا التوضيح: "يوم سيامة الأسقف العام لم تكن له تزكية من الشعب بل هو من اختيارنا للقيام بتكليفات محددة، قد يحدث قصور في أداء هذه التكليفات وينتهي الأمر".
ونبه قداسته أبناء الكنيسة: "أرجوكم لا تستمعوا للأكاذيب، الكنيسة بخير، وعمل الله سيستمر والخدام الأمناء كثيرون والخدمة تحتاج إلى حكمة وتعقل وروية وهدوء لكي تتم بكل سلام وخير."
وأكد أن "السوشيال ميديا" ليست المكان المناسب لأن تطرح عليها الطلبات فيما يخص الكنيسة، وأن أي إنسان له طلب، "أبوابنا مفتوحة، بابي مفتوح، وكافة الآباء كذلك لكل من يريد طرح رؤية أو رأي، بدلًا من أسلوب الإثارة والفوضى والتصرف برعونة"، وشدد قداسته على كل أبنائه: "انتبه لئلا تصنع خطية تأتي نتيجتها عليك وعلى بيتك وعلى عملك وحياتك بشكل عام!"
واختتم قداسة البابا حديثه: "في كل أمورنا حتى أمام هذه الضيقات التي نواجهها نرفع قلوبنا إلى الله ونطلب منه قائلين: "يارب اذكر عملك واحرسه وباركه، وكن معنا واحفظ كنيستك وأرضنا وسلامة حياتنا".