الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

ليس سرًّا أن السيّاح الإسرائيليين باتوا معروفين جدًا في جميع أرجاء العالم بسبب صلفهم ووقاحتهم وميلهم إلى البخل، واستغلال الفنادق التي يزورونها سرقة الأغراض منا، في هذا السياق،  كشفت صحيفة) إسرائيل اليوم(، عن توتر بين الأردن وحكومة الاحتلال، إثر قيام الأمن الأردني بقص “سوالف” عدد من اليهود المتدينين على أحد المعابر الحدودية.

وقالت الصحيفة إنّ تصرف الأمن الأردنيّ، جاء على اعتبار أنّه أكثر أمانًا لهم داخل المملكة عدم إظهار أنهم يهود، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ خارجية الاحتلال اعتبرت التصرف “مسًّا بمشاعر اليهود“.

 من جهته أرسل وزير خارجية الاحتلال، إيلي كوهين، مذكرة احتجاج للسفارة الأردنية في تل أبيب معربا فيها “عن صدمته من التصرف وداعيًا السلطات الأردنية إلى عدم تكراره”.

وقال كوهين: “إنّها ليست المرة الأولى التي يطلب فيها من اليهود اتخاذ مثل هذه الخطوات التمييزية“.

وأضاف أنّه قبل أسبوعيْن احتجز 150 متدينًا يهوديًا على المعبر الحدودي مع الأردن لمدة 48 ساعة، حيث تم إجبارهم على قص “السوالف” بناء على طلب السلطات الأردنية، متحدثًا عن “تمييز يتعرض له اليهود المتدينون يمنعهم من دخول الأردن“.

 وأكّد وزير خارجية الاحتلال، أنّ سفارة إسرائيل في عمّان ستشترك بالأمر بهدف إيجاد حل، لآلاف الإسرائيليين الذين يريدون زيارة الأردن، لكن تمنعهم قوانين المملكة التي تنص على “منع اليهود من إدخال كتبهم الدينية أو اصطحاب وسائل صلاة أو أطعمة”.  وفي شهر أيّار (مايو) الفائت، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وازنةٍ في كيان الاحتلال، إنّ السلطات الأردنية منعت عبور 40 مستوطنًا إسرائيليًا إلى أراضيها.  وأوضحت صحيفة (اسرائيل هيوم)، أنّ السلطات الأردنية عثرت بحوزة الإسرائيليين على ما يعرف بـ”التيفلين”، وهو صندوق جلدي يوضع على الجبهة ويلف الخيط على اليد اليسرى، قبل ممارسة اليهود طقوسهم.  ونقلت الصحيفة عن بعض الإسرائيليين الممنوعين من دخول الأردن، قولهم: “بمجرد أنْ قاموا بفحص الحقائب بدأوا بإخراج (التيفلين) من الأكياس، وفي نفس الوقت طلبوا جوازات السفر. وضعونا في غرفة وهناك أوضحوا لنا أنّ الرموز الدينية غير مسموح بها”، على حدّ تعبيرهم.  وأكّدت وزارة خارجية الاحتلال الخبر، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ الأردن يمنع دخول الإسرائيليين الذين يحملون رموزًا دينيّةً، فيما لم يصدر عن الجانب الأردنيّ أيّ تعليقٍ أوْ تعقيبٍ على القضية.  وكانت صحيفة (يديعوت احرونوت) العبريّة قد وصفت السياح الإسرائيليين، الذين يتوجهون إلى الأردن بالبخل والوقاحة وقلة الأدب. فقد اعترفت الصحيفة مؤخرًا أنّ “الانطباعات السيئة تتولّد اليوم عن هؤلاء السياح ليس في الأردن وحده، بل وفي كل مكان تصله أقدامهم، سواءً في تركيا، أوْ الشرق الأقصى أوْ أمريكا الجنوبية”.  وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ السياح الإسرائيليين يتجاهلون القوانين المحلية، التي تنص على أنّ كلّ مجموعةٍ من السياح يجب أنْ يقودها دليل محلي يحمل رخصة رسمية أردنية. وبهدف التهرّب من هذه التعليمات اعتاد الإسرائيليون اجتياز الحدود بشكلٍ منفردٍ واحدًا تلو الآخر، ثم يتجمعون فيما بعد.  وشدّدّت الصحيفة العبريّة في تقريرها على أنّه إضافةً إلى تهرّبهم من دفع بدل الدخول إلى الأماكن الأثريّة والسياحيّة، ولهذا الغرض يسلكون طُرقًا غير رئيسية لدخول البترا وغيرها من المواقع الأثرية، ويتخذون من المتنزهات القوميّة والمناطق المفتوحة أماكن للنوم بدلاً عن الفنادق، مع ما يرافق ذلك من انتهاك للتعليمات والقوانين وتلويث متعمد للبيئة وتشويهًا للمظهر العام للموقع، زد على ذلك تعاملهم بقلة أدب مع الشرطة وقوات الأمن الأردنية، على حدّ تعبير المصادر الإسرائيليّة، التي اعتمدت عليها صحيفة (يديعوت أحرونوت) في تقريرها. عُلاوةً على ما جاء أعلاه، أوضحت الصحيفة أنّ السيّاح الإسرائيليين درجوا على سرقة غرف الفنادق التي يقيمون فيها، وهم لا يكتفون بإحضار المواد الغذائية التي يحتاجونها من إسرائيل، حتى لا يضطرون لشرائها من الأسواق المحلية مع أنّ ثمنها بخس، بل اعتادوا أيضًا على سرقة الأطعمة وأدوات الطعام من مطاعم الفنادق التي بات عددًا كبيرًا منها يرفض استقبالهم، حرصًا منها على الإبقاء على المستوى الرفيع لفئة السياح الأجانب الزائرين للمملكة. ويُهدد السياح الإسرائيليون أنفسهم بالسفر إلى مناطق قريبة من الحدود السعوديّة والعراقيّة، ويتمادون بالاقتراب من مواقع عسكريّةٍ حساسةٍ ومحظورةٍ، ولعلّ هذه الممارسات تكشف أنّ بعضًا منهم يحضرون إلى المملكة ليس بصفتهم سياحًا يهتمون بتنوع البيئات المحلية، أو التمتع بجمال وادي رم والصحراء الشرقية ومياه البحر الميت العلاجية.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: ظهور السنوار مقاتلا في ما خفي أعظم يثير الإحباط لدى الإسرائيليين

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية البرنامج الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة ضمن برنامج "ما خفي أعظم" بعنوان "الطوفان"، مركزة على ما اعتبرته كشفا غير مسبوق لتحركات قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال المعركة وتفاصيل التخطيط لعملية 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وأفردت قناة "كان 11" الإسرائيلية تقريرا مطولا عن الوثائقي، مشيرة إلى أن "اللقطات أظهرت يحيى السنوار وهو يتنقل بين مبانٍ متهدمة في رفح متنكرا، حيث ظهر وهو يدرس خرائط ويصدر تعليمات حول كيفية القتال في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي، وذلك خلال لقاء جمعه بقائد كتيبة تل السلطان في مدينة رفح، محمود حمدان، الذي قُتل بعد أيام".

ولفتت القناة إلى أن الوثائقي أظهر السنوار وهو يقود المعركة من داخل مبنى كانت قوات الجيش قد "طهرته"، ويبدو أنها تواجدت فيه حيث كُتبت على جدرانه كلمات بالعبرية مثل "شمال" و"غرب".

كما ظهر في الوثائقي القائد عز الدين الحداد، الذي يُعتبر حاليا الشخص الثاني في الذراع العسكرية لحماس.

وفي السياق ذاته، أشارت قناة "آي 24" الإسرائيلية إلى أن وثائقي الجزيرة عرض لأول مرة لقطات من الفترة التي سبقت 7 أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك صور التقطت للسياج الأمني من الجو، والوسائل الإلكترونية التي كان يفترض أن تشكل دفاعا ضد الاختراق.

إعلان

حماس لا تزال موجودة

وأظهر الوثائقي أيضا عناصر من الذراع العسكرية لحماس وهم يقيسون سمك الإسمنت في الجدار لتحديد كمية المتفجرات اللازمة لتفجيره.

واستنكرت القناة الإسرائيلية حصول حماس على هذه المعلومات الاستخبارية بهذه السهولة، معتبرة ذلك "أمرا لا يعقل"، كما عرض الوثائقي تعليمات بدء العملية التي أعدها القائد محمد الضيف للهجوم.

وخلصت التقارير الإسرائيلية إلى أن حماس تحاول، من خلال هذه المشاهد، بث رسالة بأنها لا تزال موجودة وقادرة على إعادة بناء نفسها والبقاء.

وأشارت إلى أن هذه المقاطع المصورة تضاف إلى مقاطع أخرى حصرية سبق أن بثتها شبكة الجزيرة، التي أغلقت مكاتبها في القدس ورام الله والأراضي الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • مشروع ترامب لتهجير أهالي غزة.. رفض أردني ومصري وجدل واسع
  • ما البنود الإنسانية التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • "ثقافتنا في الأردن".. ندوة تستعرض أواصر الثقافة المصرية الأردنية بمعرض الكتاب
  • الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة وأقوال الفقهاء في ذلك
  • أمام صفقة القرن الثانية: المطلوب أردنيًا موقف موحد لإنقاذ الوطن
  • إعلام إسرائيلي: ظهور السنوار مقاتلا في ما خفي أعظم يثير الإحباط لدى الإسرائيليين
  • حركة حماس: نثمن الموقف الأصيل للمملكة الأردنية الهاشمية
  • وزير أردني سابق: موقف الأردن ومصر ثابت بشأن القضية الفلسطينية
  • “العمل الإسلامي” يستنكر مخطط ترامب ويدعو لتحرك أردني عربي في مواجهته