كشفت أحدث التقارير عن التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاع الأسعار بنسبة 3.2% في فبراير الفائت على أساس سنوي، وبنسبة 0.4% في على أساس شهري. ويعتبر هذا المعدل السنوي أعلى قليلاً من المتوقع، على الرغم من أن المكاسب الشهرية جاءت مطابقة للتوقعات.

وحتى بعد استثناء أسعار المواد الغذائية و الطاقة المتقلبة، ظل التضخم أعلى من المستوى المستهدف لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والبالغ 2%.

وكانت تكاليف الطاقة، خاصة البنزين، من أبرز العوامل الجوهرية التي ساهمت في هذه الزيادة. كما أن ارتفاع تكاليف المأوى، بما في ذلك الإيجارات، قد لعب دوراً هاماً في تعزيز الارتفاع. وما يزال هذا المعدل أعلى بكثير من المستوى المستهدف للاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. بالإضافة إلى ذلك، وارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 1.6% على أساس سنوي في فبراير، متخطياً التوقعات البالغة 1.1%. وجاءت تلك القراءة بعد انخفاض هامشي في يناير.

ويساهم هذا الارتفاع غير المتوقع في تصاعد الضغوط على أسعار المواد الغذائية مع اقتراب واحد من أهم اجتماعات السياسة النقدية الأسبوع المقبل وفق تحليل بنك الكويت الوطني. وعلى الرغم من تلميح مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الحالي، إلا أنهم ما زالوا حذرين بشأن وقف زخم التضخم في وقت سابق لأوانه. وأشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أن الفيدرالي يقترب من النقطة التي يمكنه فيها تيسير السياسة النقدية، إلا أنه يحتاج لمزيد من الثقة في أن التضخم قد أصبح تحت السيطرة. وأنهى مؤشر الدولار تداولات الأسبوع مغلقاً عند 103.432 نقطة.

انتعاش الإنفاق الاستهلاكي هامشياً في الولايات المتحدة

وانتعش الإنفاق الاستهلاكي هامشياً في الولايات المتحدة في شهر فبراير الماضي وبنحو 0.6% بعد انخفاضه في يناير (قراءة منقحة بنسبة -1.1%). وقد يكون الطقس البارد قد أثر سلباً على مشتريات شهر يناير، في حين ساهمت عوامل أخرى مثل مرونة سوق العمل واستمرار نمو الأجور في دعم الإنفاق. ووفقاً للمؤشرات الفرعية، ارتفعت مبيعات الفئة الفرعية المتعلقة بأعمال تحسين المنازل والسيارات والإلكترونيات و المطاعم، بينما انخفضت مبيعات الأثاث والبقالة والملابس والمبيعات عبر الإنترنت. ومن ضمن العوامل السلبية التي أثرت على آفاق نمو الاقتصاد الأميركي ارتفاع أسعار الفائدة وتضاؤل المدخرات، في حين يعطي انخفاض معدلات البطالة وتحسن معنويات المستهلكين انعكاساً إيجابياً. وبصفة عامة، ما يزال لدى المستهلكين بعض الاحتياطيات المالية، إلا أن التضخم وتغيرات سوق العمل قد تؤثر على الإنفاق خلال الفترة القادمة.

75% معدل التوظيف في المملكة المتحدة

ارتفع عدد الموظفين في المملكة المتحدة الذين يتقاضون رواتب، هامشياً الشهر الماضي (0.1%) على الرغم من نموه بوتيرة مطردة خلال العام الماضي (1.3%)، إلا أن معدل النمو بدأ يتباطأ. وكان المستوى الإجمالي للوظائف أعلى من العام الماضي ولكنه أقل من الربع السابق. بالإضافة إلى ذلك، يبلغ معدل التوظيف 75%، مما يعد أقل من العام السابق والربع السابق. وفي ذات الوقت، ظل معدل البطالة مستقراً عند 3.9%، فيما يعد أعلى قليلاً من العام الماضي، إلا أنه لم يتغير عن الربع السابق. وانخفض عدد الوظائف الشاغرة للربع العشرين على التوالي لكنه ما يزال أعلى من مستويات ما قبل الجائحة. وارتفعت الأجور (بما في ذلك المكافآت) بنسبة 5.6% على أساس سنوي، في حين زادت الأجور العادية (باستثناء المكافآت) بنسبة 6.1%. وعلى الرغم من ذلك، ومع تعديل هذا المعدل وفقاً للتضخم، يعتبر نمو الأجور الحقيقية أقل بكثير، عند مستوى يتراوح ما بين 1.4% - 1.8%.

نمو الاقتصاد البريطاني 0.2%

تشير البيانات الرسمية إلى نمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.2% في يناير الماضي، متجاوزاً بذلك فترة قصيرة من الركود.وجاء قطاع الخدمات، والذي يعتبر جزءاً رئيسياً من اقتصاد المملكة المتحدة، في الصدارة بتسجيله نمواً بنسبة 0.2%. وانتعشت تجارة التجزئة بشكل ملحوظ، وسجلت قفزة كبيرة بنسبة 3.4%. كما كان أداء قطاع الإنشاءات جيداً هو الآخر، إذ نما بنسبة 1.1%، بدعم من الأداء القوي لشركات بناء المنازل خلال الشهر. إلا أن إنتاج الصناعات التحويلية تراجع بنسبة 0.2%. وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية، شهدت الثلاثة أشهر الماضية انكماشاً اقتصادياً طفيفاً. وأشاد وزير الخزانة جيريمي هانت بالتقدم الذي شهده الاقتصاد وسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من التدابير لتعزيز التوسع الاقتصادي على المدى الطويل. واختتم زوج الجنيه الإسترليني/ الدولار تداولات الأسبوع عند 1.2739.

تحسن الناتج المحلي الإجمالي لـ اليابان

تجنبت اليابان الركود التقني كما انعكس على أحدث بيانات الناتج المحلي الإجمالي المنقحة التي صدرت يوم الثلاثاء. وعلى الرغم من أن هذا الرقم ما يزال أقل من التوقعات التي أشارت إلى تسجيل نمواً بنسبة 0.3%، فقد شهد ارتفاعاً مقارنة بالتوقعات المبدئية البالغة -0.4% إلى نمو بنسبة 0.1% في الربع الرابع من العام 2023. ويُعزى هذا النمو بصفة رئيسية إلى تحسن إنفاق الشركات بوتيرة أقوى من المتوقع على المصانع والمعدات. وارتفعت النفقات الرأسمالية بنسبة 0.2% على أساس ربع سنوي، والتي تعد نسبة أعلى بكثير من الانخفاض الذي أعلنته الحكومة في البداية بنسبة 0.1%. وفي ذات الوقت، انخفض الاستهلاك الخاص، الذي يشكل نحو 60% من اقتصاد اليابان، بنسبة 0.3% خلال هذا الربع. وتتوقع الأسواق الاجتماع القادم لبنك اليابان المركزي في منتصف مارس، حيث أشارت البيانات الأخيرة إلى انه سينهي أسعار الفائدة السلبية في وقت قريب قد يكون بدءاً من الاجتماع القادم المقرر انعقاده هذا الأسبوع. واختتم الدولار الأمريكي/ الين الياباني تداولات الأسبوع عند 149.02.

اقرأ أيضاًتقرير: التضخم في أمريكا عكس التوقعات.. واقتصاد اليابان والمملكة المتحدة نحو ركود تقني

تقرير: «الفيدرالي الأمريكي» يُعوّل على تراجع سوق العمل تمهيدا لخفض الفائدة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اليابان الأسعار تقرير الطاقة المملكة المتحدة أسعار الفائدة الاحتياطي الفيدرالي الاقتصاد ارتفاع الأسعار المطاعم التضخم أسعار المواد الغذائية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الاقتصاد البريطاني التقرير الأسبوعي أزمة الأسعار الاحتياطيات المالية الفائدة السلبية

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار الذهب : ملاذ آمن أم غسيل أموال؟

4 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: يبحث المواطن العراقي اليوم عن ملاذ آمن لأمواله وسط حالة من التوتر الاقتصادي والاضطرابات المالية.

وسوق الذهب في العراق، الذي يشهد تحولات متسارعة، يعكس هذا القلق العام، حيث ارتفع سعر المثقال (4.25 غرامات) إلى 585 ألف دينار عراقي (نحو 448 دولارًا أمريكيًا).

وافادت تحليلات أن ارتفاع أسعار الذهب بهذا الشكل يشير إلى توجه كثيرين نحو المعادن الثمينة كوسيلة للحفاظ على قيمة الأموال في ظل التضخم وتذبذب سعر صرف الدولار.

وذكرت آراء مختصين أن هذا الارتفاع غير المفاجئ لسعر الذهب قد يعكس دور العرض والطلب المتزايد، بينما أكد المتحدث باسم غرفة تجارة بغداد، رشيد السعدي، أن “الذهب قد يمثل بديلًا جذابًا لشراء العقارات، خاصة في ظل ما يشاع عن عمليات غسيل الأموال”.

وأضاف مختص في الشؤون المالية أن هناك دائمًا مخاوف من استخدام السوق المحلية في العراق كوسيلة لغسل الأموال، الأمر الذي قد يؤدي إلى تضخم في الأسعار وارتفاع غير مبرر في قيمة المعادن الثمينة.

وفق معلومات من مصادر مالية محلية، فإن سعر الذهب في العراق لا يعتمد فقط على الأسعار العالمية، وإنما يتأثر أيضًا بآليات العرض والطلب داخل السوق المحلية وسعر صرف الدولار مقابل الدينار.

وتحدثت مصادر عن تراجع القدرة الشرائية للمواطنين خلال الفترة الأخيرة، مع تزايد الأعباء الاقتصادية بشكل عام، مما أدى إلى انخفاض الإقبال على شراء الذهب، حتى من العيار الذي يفضله العراقيون عادةً وهو عيار 21.

وقال المواطن علي الجبوري، أحد الزبائن الذين تأثروا بارتفاع الأسعار، “لم يعد بإمكاني شراء الذهب كاستثمار كما كنت أفعل سابقًا، فالمثقال أصبح باهظ الثمن”.

وأشار إلى أن هناك معوقات إضافية تواجه المشتريين، حيث يشترط عند شراء الذهب من المنصة الحكومية أن يكون لدى المشتري حساب مصرفي برصيد لا يقل عن 13 مليون دينار.

وأضاف مختص في الاقتصاد أن ارتفاع أسعار الذهب والدولار يرتبط بزيادة في أسعار السلع الأخرى، وهو ما يؤثر سلبًا على الاقتصاد العراقي ككل، “فالذهب ليس فقط وسيلة للادخار، بل هو مؤشر على ثقة الناس بالاقتصاد”.

وتحدثت مصادر أن هناك تراجعا في الإقبال على شراء الذهب بسبب ارتفاع الأسعار، فيما شكك مختصون في مصدر الأموال التي تُستخدم لشراء كميات كبيرة من الذهب، ما أثار المخاوف من احتمال وجود عمليات غسيل أموال تتسبب في تضخم الأسعار وزيادة الطلب بشكل غير طبيعي.

واعتبر أحد المحللين أن استمرار ارتفاع الأسعار قد يدفع المواطنين إلى البحث عن خيارات استثمارية أخرى، بينما قد يبقى الذهب محط الأنظار لمن يملكون رؤوس الأموال الكبيرة ويبحثون عن ملاذات آمنة.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ارتفاع الذهب وتراجع الدولار مع متابعة الأسواق للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة
  • الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه لخفض أسعار الفائدة مجدداً وسط ضبابية ما بعد الانتخابات
  • تقرير: التضخم السنوي في تركيا 89.77%
  • تقرير: ارتفاع الأسعار والصراع وصدمات أخرى أدت إلى معاناة 725 مليون نسمة
  • ارتفاع أسعار النفط.. وبرنت يتداول أعلى 74 دولارا للبرميل
  • ارتفاع أسعار الذهب : ملاذ آمن أم غسيل أموال؟
  • الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه إلى خفض الفائدة مجدداً
  • الخميس.. الفيدرالي الأمريكي يبحث تخفيض أسعار الفائدة للمرة الثانية
  • أسعار الذهب تغلق عند 2736 دولارا للأونصة نهاية تداولات الأسبوع الماضي
  • في الولايات المتحدة .. ارتفاع الإنفاق على البناء إلى 2.149 تريليون دولار خلال أيلول