مواقف الرئيس السيسي بشأن معبر رفح.. لم نغلقه يوماً واحدا
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
دائما ما أكّدت مصر بشكل رسمي حرصها على فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، وأنّها لم تغلقه ولو يوماً واحدًا، وأنّه ما سنحت الفرصة لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع تقوم مصر بإنفاذها بشكل دائم على مدار 24 ساعة.
مع بداية العدوان على غزة عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، ساهمت مصر بشكل كبير في محاولات تخفيف العبء عن أهالي غزة عبر وصول المساعدات من خلال معبر، لكن وبسبب الحرب والتعنت الإسرائيلي في وصول المساعدات لم تصل بالكميات المطلوبة، فضلا عن منعها بشكل قاطع مع بدء العملية العسكرية منتصف أكتوبر.
الرئيس عبدالفتاح السيسي أكّد خلال المناسبات واللقاءات المعنية بالحرب على غزة أن مصر لم تغلق يومًا واحدًا معبر رفح الرابط بين مصر وقطاع غزة، وأن المساعدات الإنسانية سواء أكانت مصرية أو أجنبية، تدخل إلى القطاع بأي حجم متى أتيحت الفرصة لذلك، كان آخر تلك المناسبات خلال الاحتفال بيوم الشهيد في التاسع من مارس الحالي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة.
في أكتوبر وعقب إطلاق الاحتلال الإسرائيلي للعملية العسكرية البرية في غزة، أكّد الرئيسُ السيسي، أن مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت في جهود مضنية آناء الليل وأطراف النهار لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة، ولم تغلق معبر رفح البري في أي لحظة إلا أنّ القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني حال دون عمله وفي هذه الظروف الميدانية القاسية.
السيسي: تشغيل المعبر بشكل مستدام بإشراف وتنسيق كامل مع الأمم المتحدةكما أشار الرئيس السيسي، خلال كلمته، إلى الاتفاق الذي دار بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشراف وتنسيق كامل مع الأمم المتحدة، ووكالة «الأونروا»، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأن يتم توزيع المساعدات، بإشراف الأمم المتحدة، على السكان، في قطاع غزة.
في احتفالية تحيا مصر - استجابة شعب تضامنًا مع فلسطين في نوفمبر الماضي أكد الرئيس السيسي أن مصر مستمرة في فتح معبر رفح وأضاف أن مصر قررت باستمرار فتح معبر رفح البري لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وكذا استقبال الجرحى والمصابين، وأنه على الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعبر، وقد بلغت المساعدات التي قامت الدولة المصرية بإدخالها إلى قطاع غزة وقتها حوالي 12 ألف طن نقلتهم 1300 شاحنة منهم 8400 طن قدمتها الدولة المصرية من خلال الهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وصندوق تحيا مصر، وبما يبلغ ٧٠٪ من إجمالي المساعدات. كذلك قامت مصر بتخصيص مطار العريش الدولي لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج بإجمالي 158 رحلة جوية.
وفود دولية تتفقد معبر رفح من الجانب المصريتاكيد الرئيس السيسي على ضرورة فتح معبر رفح من الجانب الآخر كانت متصلة خلال لقاءه مع قادة العالم الذين وفدوا إلى مصر طيلة الحرب على غزة، كذلك في الاتصالات بهم، وإمعانا في ذلك قام العديد من قادة العالم بزيارة معبر رفح البري من بينهم الامين العام للأمم المتحدة، و وفود الاتحاد الأوروبي من قادة النمسا واسبانيا وبلجيكا، وكذلك وفود الكونجرس الأمريكي، و وفد البرلمان الأوروبى و وفد البرلمان الفرنسي الذي ضم 16 عضوا و وفد البرلمان السويدي وغيرهم من الوفود الرسمية ومنظمات المجتمع المدني.
على مستوى القنوات الرسمية أكدت وزارة الخارجية على لسان الوزير سامح شكري إن حكومة الاحتلال الإسرائيلية لم تتخذ بعد موقفا يسمح بفتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وشدد في أحد اللقاءات الصحفية إن محاولات تشويه الموقف المصري بشأن معبر رفح "غير مقبولة"، مشيراً أن معبر رفح تعرض للقصف الجوي من قبل إسرائيل 4 مرات، وبالتالي لا يعمل بالشكل الطبيعي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معبر رفح فتح معبر رفح السيسي الخارجية غزة الرئیس السیسی فتح معبر رفح أن مصر
إقرأ أيضاً:
مواقف تتبدل ومعادلات تتغير
عاد العالم خطوات إلى الخلف بعد إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. كثيرون عادوا لاستذكار مواقفه خلال رئاسته الأولى (2016-2020)، والتي كانت مستغربة من زعماء دول ومؤسسات دولية وشعوب عدة، وكثيرون عادوا لمراجعة ما أعلنه من نوايا خلال تجمعاته الانتخابية التي جال فيها معظم الولايات الأمريكية.
دول انزعجت من الفوز ودول سعدت به، ولكن المنزعجين والسعداء تسابقوا تهليلاً وتهنئةً وتعبيراً عن السعادة والاستعداد للتعاون معه خلال السنوات الأربع المقبلة، وكلها مواقف طبيعية في الدبلوماسية. وعندما يتعلق الأمر برئيس القوة الأكبر عالمياً فلا بد أن يلتزم الجميع بالقواعد، وعندما يكون هذا الرئيس هو ترامب فإن كثيرين مجبرون على مواقفهم خشية من العواصف المقبلة. هم يتوقعون عواصف وهو يعد بالتهدئة، والحقيقة بينهما تائهة، فما أسهل الوعود ولكن ما يكشف عما إذا كانت لمجرد الدعاية الانتخابية أو كانت عن قناعة ويقين بأن هذا العالم يحتاج إلى بعض الهدوء بعد أن مر بسنوات عجاف خلال الإدارة الأمريكية الحالية، سنوات شهدت عواصف وبراكين وزلازل سياسية في أكثر من بقعة حول العالم، ارتفع فيها صوت القصف والتدمير والتفجير والقتل على صوت التسامح والتعايش واحترام سيادة الدول وحق الناس في الحياة الآمنة. والذي يكشف جوهر هذه الوعود هو الإجراءات التنفيذية الكفيلة بتحويلها إلى واقع أو كشف زيفها، وأول الإجراءات اختيار الرئيس ترامب لمعاونيه، والذين تم إعلان العديد منهم خلال الفترة الماضية ومعظمهم أسماء لا تشجع على وقف آلة الحرب والتدمير بالمنطقة والعالم، فالأسماء المعلنة بعضها منحاز لإسرائيل وبعضها يخشى الصين وبعضها يعادي إيران وبعضها يحذر من كوريا الشمالية وهو ما يوحي بعدم استبعاد أن تشعل أمريكا توترات جديدة.قد تكون لدى ترامب رغبة حقيقية في وقف الحروب المشتعلة حالياً، من منطلق أنه يريد أن يكون متفرداً ومختلفاً عمن سبقوه بما في ذلك عن ترامب الأول، ولكن هل سيكون ذلك بإعادة الحق لأصحابه ونصرة المظلوم أم بفرض إرادة الظالم وسلب المزيد من الحقوق؟ الأيام هي التي ستجيب، ولكن المؤكد أن فوز ترامب قلب معادلات وأربك حسابات وأسعد طامعين وسيغير تحالفات، ولذا فقد سارعت دول ورؤساء للتصريح بما تطمح إليه استغلالاً للمرحلة القادمة أو خوفاً منها.
أول من بدلوا المواقف الرئيس بايدن نفسه، والذي يريد أن يشعل العالم قبل أن يغادر البيت الأبيض حتى يغلق أمام سلفه تحقيق وعده، فكان قراره بالموافقة على ضرب أوكرانيا للعمق الروسي بصواريخ أمريكية بعيدة المدى، وهو القرار الذي أبهج الدول الغربية التي تخشى تخلي أمريكا عنها وتركها وحيدة في مواجهة روسيا. القرار تم تنفيذه فعلياً، واعتبرته روسيا تصعيداً كبيراً، وهو ما دفع الرئيس الروسي بوتين لتعديل العقيدة النووية بعد ألف يوم على بداية الحرب الروسية الأوكرانية بما يقضي باعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا من قبل أية دولة، بمشاركة دولة نووية، يعتبر هجوماً مشتركاً على بلاده، في خطوة قد تحول «عملية روسيا الخاصة» في أوكرانيا إلى حرب عالمية نووية. وتحسباً للعواقب بدأت روسيا فعلياً بناء ملاجئ متنقلة تحمي الناس من الانفجارات النووية والكوارث الكبرى. الغريب أن قرار بايدن المفاجئ جاء بعد أن انقلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ثوابته منذ اندلاع الحرب وأعلن أن عام 2025 سيكون عام إنهائها بالطرق الدبلوماسية، وقال: «الحرب ستنتهي بشكل أسرع مع تولي ترامب منصب الرئيس». الأكثر سعادة بفوز ترامب هي الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والتي تنتظر أن يحقق لها ترامب ما عجز بايدن عن تحقيقه، فهي تعلم أن ترامب أعلن نواياه لوقف الحرب ولكن من دون المساس بطموحات إسرائيل التوسعية، خصوصاً وأنه هو الذي قال في إحدى جولاته الانتخابية في أغسطس(آب) الماضي «مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيعها»، وهو الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأقر بسيادتها على هضبة الجولان المحتلة، ولذا فمن الطبيعي أن يخرج الوزير الإسرائيلي المتطرف سموتريتش ليعلن أن عام 2025 سيكون عام ضم الضفة لإسرائيل، فيما ظهرت مؤشرات جديدة داخل حكومة الاحتلال على وجود خطط لإقامة حكم عسكري طويل في قطاع غزة، وهو ما يعارضه الجيش ويصر عليه نتنياهو حسب تأكيدات إسرائيلية، ولعل هذا هو ما يفسر إصراره على إطالة أمد الحرب حتى يقضي على أمل حل الدولتين.
كثير من زعماء أوروبا هنأ ترامب ويده على قلبه خشية المستقبل خصوصاً أن الرئيس المنتخب لم يدخر جهداً للتقليل من شأن أوروبا وزعمائها وحلف الناتو واتفاقية باريس للمناخ واتفاقية التجارة الحرة خلال رئاسته الأولى، وأكثر ما يخشاه الأوروبيون هو انكشاف هشاشتهم الأمنية والعسكرية حال تخلي الولايات المتحدة عنهم.