أحمد عمر هاشم: الأزهر يحمي أشرف تراث في الوجود وينشر عبير الإسلام بالأرض
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أنَّ تأسيس الجامع الأزهر يوم تاريخي مهم في ذاكرة التاريخ لا ينسى لأنه يمثل حقبة مهمة في تاريخ الإسلام شاءت الإرادة الإلهية أن يكون هذا الأزهر وأن يبزغ نجمه في سماء أرض الكنانة بعد القرون الثلاثة الأولى الفاضلة التي قال عنها الرسول ﷺ: "خيرُ القرونِ قرْني، ثمَّ الَّذين يلونَهم، ثمَّ الَّذين يلونَهم.
."، وبعد هذه القرون كثرت الفرق والانحرافات وجاء الزحف التتري على تراث الأمة فإذا بالإرادة الإلهية تظهر الأزهر على أرض الكنانة، حاميًا لأشرف تراث في الوجود من الهجمة، ومحتضنًا في أروقته أبناء المسلمين من كل الأرض، وباعثًا بعلمائه إلى الدنيا بأسره لينشر فيها عبير الإسلام، من أجل ذلك سعد العالم بظهوره.
وخلال كلمته بالاحتفالية التي أقامها الأزهر اليوم بذكر مرور 1084 عامًا على تأسيس الجامع الأزهر، ردد كلمات من قصيدة كتبها للأزهر الشريف تؤكد قيمة وعراقة هذه المؤسسة، يقول فيها: "يا مصر نادى المخلصون وكبروا لما تجلى في سماك الأزهر، من ألف عام بل يزيد ومجده في قمة التاريخ لا يتقهقر، صان التراث وصان دين محمد وبهديه ينبوعه يتفجر، يا مصر فيك النيل عذب سائغ لكن أزهرنا الشريف الكوثر"، مؤكدًا أن الأزهر الشريف نهض برسالته وكانت له وقفاته التاريخية والقومية حيال الحياة ومواجهة الغزاة على أرض مصر، فقاوم الحملة الفرنسية، وقاد أولئك الثائرين الذين ناهضوا أيضًا الاستعمار الفرنسي والاستعمار الإنجليزي.
وأكد عضو كبار العلماء أنه لا يوجد في العالم دولة من الدول أو قطرًا من الأقطار نزله الاستعمار إلا وغير لغته وهويته، وبقايا الاستمعار وهمجياته ما زالت حتى الآن في كثير من الدول، إلا مصر فلم يستطع أبدًا أن يغير لغتها ولا هويتها وذلك بفضل الله حين ساق لهذا البلد الأزهر الشريف، لذلك قال كبار المؤرخين إن من لم يذهب إلى مصر ما رأى مجد الإسلام ولا عزه لأن فيها الأزهر، متابعًا أن هذا الكلام لا نقوله لنتباهى بأمجادنا وأسلافنا، ولا لنحفر في ذاكرة التاريخ أشياء هامة يعلمها الناس، ولكن نقول ذلك من أجلكم يا أبناء الأزهر ويا طلاب الأزهر ويا أيها العاملون في الأزهر: انهضوا وضاعفوا جهودكم فالحياة الآن في حاجة إليكم وإلى مضاعفة جهودكم في الدعوة إلى الله.
ووجه د/ أحمد عمر هاشم نداء إلى كل المسؤولين في كل الأرض وفي مصر خصوصًا لمضاعفة الدعم القوي للأزهر حتى يستطيع أن ينتشر في كل شبر في العالم، لأنه لو انتشر هديه في كل بقاع العالم لانقشع الظلام والجهالة والضلالة ولأبصر الناس حياتهم الإسلامية حقيقة ماثلة لا شك فيها، ومن هنا تأتي أهمية هذه الاحتفالية، وهنا لا نتغنى بماضٍ قدمه أسلافنا ولكن ننادي أنفسنا وأنفسكم والمسؤولين أن ضاعفوا جهودكم لدعم رسالة الأزهر ليس في مصر وحدها وإنما في العالم كله، لأن الأزهر وإن كان مصري الموقع فإنه عالمي الرسالة، يستمد عالميته من عالمية الإسلام التي بعث بها سيد الأنام ﷺ، وبالقرآن الذي رجى به أن يكون أكثر الأمم تابعًا يوم القيامة، فقد قال ﷺ: "ما من الأنبياء من نبيٍّ إلا وقد أُعطَى من الآيات ما مِثلُه آمنَ عليه البشرُ، وإنما كان الذي أُوتيتُه وحيًا أوحاه اللهُ إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعًا يومَ القيامةِ".
عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أسفه لما حدث وما جرى من الاستعمار ومن سماسرته الذين فرقوا ومزقوا أمتنا الإسلاميةوأبدى عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أسفه لما حدث وما جرى من الاستعمار ومن سماسرته الذين فرقوا ومزقوا أمتنا الإسلامية، مؤكدًا أنه قد آن الوقت لأن نضاعف دعمنا وجهودنا ورسالتنا مع الأزهر قُدمًا للإمام حتى يرد الله عنا عداء المعتدين وظلم الظالمين والغاشمين الذين يحتلون الآن أشرف البقاع وأقدسها أرض الإسراء التي أسرى إليها حبيبنا وشفيعنا المصطفى ﷺ وصلى فيها بالأنبياء جميعًا معلنًا عالمية الإسلامية تطؤها أقدام شذاذ الأرض ويُذبَّح أبناؤها ويهجرون بهذه الصورة الماثلة، موجهًا رسالة من الأزهر إلى كل الحكومات العربية والإسلامية وشعوب هذه الدول لنصرة الإسلام والمسلمين والمستضعفين وأرض القدس من هذه الهجمات الشرسة ودعم أهلنا في غزة والأراضي المحتلة.
ونظم الأزهر الشريف اليوم احتفالية بذكرى مرور (1084) عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر، وذلك في رحاب الجامع الأزهر، بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وجمعٍ من كبار علماء الأزهر وقياداته، مع إقامة احتفاليات لهذه الذكرى الطيبة في جميع محافظات الجمهورية بتنظيم قطاع المعاهد والمناطق الأزهرية. وكان المجلس الأعلى للأزهر قد قرر فى مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر فى السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحمد عمر هاشم تراث كبار العلماء الجامع الأزهر أرض الكنانة تاسيس تاسيس الجامع الازهر عضو كبار العلماء الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء تأسیس الجامع الأزهر کبار العلماء
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يواصل اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية
يواصل الجامع الأزهر والمحافظات الخارجية لليوم الرابع، فعاليات اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية، حيث يؤدي الدارسون اليوم الاختبارات، بالمراحل التمهيدية والمتوسطة والتخصصية، وتابع اختبارات الجامع الأزهر بكليتي أصول الدين واللغة العربية بالقاهرة، وتفقد الاختبارات فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور جميل تعيلب، وكيل كلية أصول الدين، والدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور مصباح منصور وكيل كلية أصول الدين للدراسات العليا.
وفي سياق سابق ذكر د. عبد المنعم فؤاد، أنه من المقرر أن تنعقد الاختبارات لما يزيد عن ٢٣٤٧٤ دارسا، موزعة لجانهم على كافة المقرات التي تم تجهيزها لاستيعاب الدارسين بجميع محافظات الجمهورية، حيث يؤدي دارسو الرواق بكافة مراحله: التمهيدية، والمتوسطة، والتخصصية، اختباراتهم في ٢٧ مقرًا.
من جهته، أضاف د. هاني عودة ، أن فترة الاختبارات تمتد لمدة ٣٠ يومًا ، كما هو موضح بالجداول المرفقة، إذ يبلغ مجموع مواد الرواق في كافة مراحله وتخصصاته ١٥٠ مادة.
تأتي هذه الاختبارات برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ، وباعتماد من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وتحت إشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، وبمتابعة من د. هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر، والشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية بالجامع الأزهر.
ملتقى الأزهر بلغة الإشارة يوضح فضل شهر شعبان وتجديد العهد مع اللهوعلى صعيد اخر، عقد الجامع الأزهر ندوته الأسبوعية لذوي الهمم من فئة الصم تحت عنوان" شهر شعبان وتجديد العهد مع الله"، وحاضرت فيه الدكتور منى عاشور، الواعظة بالأزهر الشريف وعضو المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة.
تناولت الواعظة بالأزهر الشريف، فضل شهر شعبان وأهمية استغلاله في الطاعات وعدم الغفلة عنه، وقد سلطت الضوء على كيفية الاستعداد الروحي والنفسي لشهر رمضان المبارك، مشددةً على أهمية العمل الصالح وتجديد التوبة والعهد مع الله قبل قدوم رمضان.
وشجعت د. منى عاشور، الحضور على اغتنام كل فرصة للإكثار من العبادات خلال هذا الشهر المبارك، موضحةً أن شهر شعبان هو بمثابة تمهيد لشهر رمضان وفرصة لتطهير القلوب والأرواح، ففي هذا الشهر العظيم تُرفع الأعمال إلى الله، مستشهدةً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم" - رواه النسائي.