اللاذقية-سانا

بخور مريم أو ما تعرف “بالدغنينة” نبتة برية جميلة تنمو بكثرة في المناطق الجبلية في الساحل السوري، تتميز بأوراق خضراء غضة والبعض منها بنفسجي، كلوية شبه قلبية تغطي سطحها بقع بيضاء باهتة، ويكون الجزء السفلي أرجواني اللون، وتحمل ساقها الطويلة زهرة بيضاء وردية مقلوبة رأسها للأسفل.

وتحمل هذه النبتة مسميات مختلفة من منطقة لأخرى، حيث تعرف “بالتروغنينة” و”التوغينة” أو “الدغمان” وتعود أصول تسميتها للعهد الفينيقي القديم، وتنمو بكثرة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وفقاً للباحث البيئي إياد السليم، حيث يوجد منها أكثر من 23 نوعاً حول العالم.

وأوضح السليم لمراسلة سانا أن هذا النوع المنتشر في جبال المنطقة الساحلية يعرف بأنه يزهر في أواخر الشتاء، وهي أكثر كثافة من الأنواع الأخرى، وتنمو في المناطق الجبلية التي ارتفاعها أقل من 1000 متر، وقد تنمو في مناطق غير متوقعة مثل نموها في الثقوب المرتفعة في الصخور، وتفضل الأماكن الرطبة، وقادرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.

وأشار إلى أن مثل هذه الزهور تنتشر في أوروبا وتباع في محلات بيع الزهور والزينة نظراً لجمال زهرتها، وتتصف بأنها نبتة عشبية مقاومة ومعمرة دون الحاجة للماء باستمرار، وذلك بفضل احتوائها على درنات تخزن بها الغذاء طوال العام، والدرنة عصيرية ذات اللون الأحمر، تحتوي على مادة سامة تعمل كمضاد دفاع ضد الديدان والحشرات الأرضية، لذلك لا تؤكل كما تتميز الدرنة بقدرتها على العيش لعشرات السنين في التربة، ويصل وزنها في بعض الحالات إلى 1 كغ.

وبين أن ثمار بخور مريم تكون بشكل كروي مغلق على رأس الزهرة، وهذا العرق لا يلبث أن ينحني باتجاه التربة، محاولاً غرس الثمرة بالأرض لتنمو البذار منه في الموسم القادم، كما أن أوراقها الغضة الخضراء تعتبر غذاء للإنسان وتباع في الأسواق المحلية، بينما النبتة ذات الأوراق البنفسجية تعتبر سامة غير صالحة للأكل.

وبدوره، الباحث في التراث الثقافي اللامادي في الساحل السوري نبيل عجمية أكد أن هذه النبتة تطبخ وتؤكل وتتميز بطعمها الشهي واللذيذ، حيث تقطف أوراقها الغضة الخضراء وتسلق بالماء ثم تحمس مع إضافة زيت الزيتون والملح والبصل، والبعض منهم يفضلونها محشوة بالرز واللحمة، حيث أوراقها ملتفة وتتبل بعد الاستواء بعصير الليمون والثوم مع الكزبرة والكمون مثل طريقة طهي أوراق العنب.

وتابع عجمية: إن هذه الزهرة ارتبطت بذكريات الطفولة، حيث يصنع منها شكل الخروف حيث إن ميسم الزهرة مقلوب للأسفل، ما يعطيه شكلاَ كالخروف وبعد نزع مكان الاتصال بين الميسم والساق يصنع الأطفال بذلك الخروف على أنغام أغنيتهم “خروفي تيكا تيكا.. خروفي من بلجيكا خروفي أنا عملتو تا ياخد سرتفيكا (أي الشهادة الإعدادية حاليا)”.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

ضبط المتهمين بالاستعراض بسيارات فى موكب زفاف أعلى كوبرى الساحل

كشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى يظهر خلاله قائدو 3 سيارات يقومون بآداء حركات استعراضية حال سيرهم بموكب زفاف أعلى كوبرى الساحل بالقاهرة، وقيام أحدهم بفتح الباب الأمامى للسيارة أثناء سيرها مُعرضين حياتهم والمواطنين للخطر .

بالفحص تم تحديد وضبط السيارات وقائديها (3 أشخاص – مقيمين بالجيزة).. وبمواجهتهم أقروا بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية حيال السيارات وقائديها.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • إيلام الفيلية.. صدور أول كتاب سردي بالكوردية البهلوية للكاتبة مريم رهنما
  • قوات الأمن السورية تنتشر في جرمانا قرب دمشق
  • قوات الأمن تنتشر في مدينة بانياس لحفظ استقرار المدينة والحفاظ على السلم الأهلي
  • "كوكبات الشتاء".. مشاهد فلكية مميزة تتزامن مع شهر رمضان
  • العراق ينفذ أول عملية نقل برية تاريخية دولية
  • ضبط المتهمين بالاستعراض بسيارات فى موكب زفاف أعلى كوبرى الساحل
  • شاهد| هلال ليلة الثاني من رمضان يتألق تحت الزهرة وفوق عطارد في عرعر
  • هلال ليلة الثاني من رمضان يتألق في سماء عرعر تحت كوكب الزهرة وفوق كوكب عطارد
  • هلال ليلة الثاني من رمضان يتألق في سماء عرعر
  • محصول الحمضيات ركيزة الإنتاج الزراعي في الساحل السوري ومطالب بدعم مزارعيه‏