يتواصل القصف المتبادل بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي للشهر السادس على التوالي، تزامنا مع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، ما يثير تساؤلات حول احتمالية توسع القتال وصولا إلى حرب شاملة على الجبهة اللبنانية.

وسلّط تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية، الضوء على هذه الاحتمالية المتزايدة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حريصان على عدم الانزلاق إلى "الهاوية".



وأوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي منتشر في غزة، ولا يرغب في فتح جبهة جديدة، أو إثارة توتر دولي جديد، فيما يقف حزب الله بموضع "رد الفعل"، مفضلا خوض حرب استنزاف.

تخوف حقيقي
واستدرك التقرير بقوله: "التخوف الحقيقي هنا هو من سوء التقدير والانصياع للضغوط، فنتنياهو يدهمه شعور بأنه ترك بلده يتعرض لأسوأ هجوم في تاريخه، وهناك تنديدات قاسية من أهالي المختطفين تنهال عليه مطالبينه بأن يوقع اتفاقا لإعادة ذويهم من غزة".

وشدد على أن "الخوف في احتمال أن يرى نتنياهو في توسيع دائرة القتال إلى لبنان، طوق نجاة لحياته السياسية، وأن يرى أن إسرائيل مضطرة للإقدام على خطوة عسكرية مع استمرار وجود تهديد من حزب الله في الشمال".


ونقل التقرير عن أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت هلال خشان، بقوله: "الحرص النسبي الذي تبديه إسرائيل حتى الآن على الجبهة الشمالية لا يحكي عن القصة الحقيقية".

وأضاف خشان أن "نتنياهو يريد الحرب بوضوح، وهجمات تل أبيب بلغت نحو أربعة آلاف موقع في أنحاء لبنان منذ أكتوبر الماضي"، معتبرا أن نتنياهو انتهى سياسيا، وسوف يخضع للمحاسبة بمجرد انتهاء الحرب.

تغيير الحسابات
وتابع قائلا: "لا أعتقد أنه سيأبه بما تقوله الولايات المتحدة أو أوروبا، لقد عقد عزمه ضد حزب الله".

وبحسب "بي بي سي"، فإن إيران تحرص على عدم الانزلاق إلى حرب مباشرة، لكن ضربات إسرائيلية كبرى ضد حزب الله، قد تدفع طهران إلى تغيير حساباتها.

وأشار التقرير إلى أنه في لبنان لا توجد رغبة تذكر في صراع شامل مع الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما عند الجماعات الدينية التي لا تنتمي إلى تحالف حزب الله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حزب الله الحرب اللبنانية الاحتلال نتنياهو لبنان نتنياهو حزب الله الاحتلال الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

قراءات سياسية تلخص المشهد العام.. هل يحتمل لبنان حربا جديدة مع إسرائيل؟

تشهد جبهة جنوب لبنان تصعيدا مستمرا حيث تواصل القوات الإسرائيلية استهداف بلدات وقرى الجنوب بغارات جوية وقصف مدفعي، فيما يستمر "حزب الله" بمهاجمة مراكز ومواقع تابعة للجيش الإسرائيلي.

إقرأ المزيد سموتريتش: لا أستخف بالثمن.. لكن لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع حزب الله

وعلى وقع التصعيد المستمر، تبرز مواقف السياسيين اللبنانيين من كل الأطراف، التي تقدم قراءات مختلفة لأي حرب محتملة قد تشنها إسرائيل على لبنان. 

فقد قال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، إن "المشكلة لدى إسرائيل، إذ إن هناك عددا من القياديين في إسرائيل من أصحاب الرؤوس الحامية و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لديه مصلحة في أن تستمر وتتوسع الحرب لكي يفلت من العقاب الداخلي، كما أننا لا نثق في أن إسرائيل ستوقف الحرب في ما لو توقفت في غزة. نحن لا نثق بأن إسرائيل ستلتزم وقف النار، لا نثق بذلك إطلاقا".

وأضاف السنيورة، الذي كان على رأس الحكومة اللبنانية عام 2006 حين اندلعت "حرب تموز" مع إسرائيل، أن "المسالة لا تتعلق بحزب الله. ولبنان حريص جدا أن لا يصار إلى توسيع الحرب. نحن نحذر من توسيع الحرب، لأن لبنان لم يعد يحتمل انفجار أزمات جديدة فوق أزماته. ولا يستطيع خوض حروب جديدة وهو وصل إلى نقطة أنه مدمر، ولا يستطيع تحمل حرب".

وختم السنيورة: "صحيح أن حزب الله يمكنه إلحاق خسائر كبيرة بإسرائيل، لكن علينا أن نسال ما هي الخسائر التي قد تلحق بلبنان وهل يستطيع تحملها؟".

من جهته، رأى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أن "لبنان اليوم مهدد بسبب إسرائيل وجميعنا نسأل السؤال نفسه عن حدوث الحرب". وقال: "نحن ضد أي سياسة تأتي بالحرب".

وأضاف "صحيح أننا نعمل لمنع الحرب عن لبنان ولكن هذا لا يعني الاستسلام، وسواء وقعت الحرب أم لا فلبنان سيخرج منها منتصرا ولو بكلفة مرتفعة". 

أما نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فقد أكد أن "حزب الله يفصل بين ما يجري في الجنوب وغزة وبين انتخابات الرئاسة في لبنان بدليل ‏أن حياة اللبنانيين تسير بشكل طبيعي رغم الحرب".

وقال قاسم إن "البعض يسأل كيف يذهب حزب الله لقتال إسرائيل بدون شرعية، إذ أن الشعب اللبناني لا يقبل بذلك، نرد ‏عليه بأن 19 بيانا وزاريا لـ19 حكومة منذ سنة 1989 تحدث عن حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ورد ‏اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة، وهذا ما يعد نصا واضحا في شرعنة رسمية للمقاومة الشعبية.. ومن يقول إننا نعمل خلاف رأي الشعب، ‏نقول له أليس الشعب ممثلا من خلال مجلس النواب ومجلس النواب هو من اختار حكومته؟ إذا هناك ‏غطاء رسمي سياسي حكومي يمثل القاعدة الشعبية لهذه ‏المقاومة".

وتشهد جبهة جنوب لبنان تصاعدا في حدة الاشتباكات في الآونة الأخيرة، وسط تحذيرات دولية من أن إسرائيل ستحول أنظارها الآن من غزة إلى لبنان، ورغم ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة "نيويورك تايمز" أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "غير موقفه" بشأن فتح جبهة جديدة للحرب في الشمال مع "حزب الله" اللبناني.

من جهة أخرى، دعت سفارات عدة رعاياها في لبنان إلى المغادرة، تحسبا من تطور الوضع مع إسرائيل.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • مخاوف فرنسية من حرب نتنياهو بعد خطاب الكونغرس
  • دراسة إسرائيلية: لا نمتلك القدرة للدخول في حرب مفتوحة مع لبنان
  • وزير المالية الإسرائيلي يدعو إلى الحرب مع حزب الله
  • قراءات سياسية تلخص المشهد العام.. هل يحتمل لبنان حربا جديدة مع إسرائيل؟
  • هذه آخر دراسة إسرائيليّة عن حرب لبنان.. كيف وصفتها؟
  • حربٌ في لبنان وأسئلة حول سعة نيرانها
  • صحف عالمية: نتنياهو يخوض 3 حروب استنزاف وتحقيق بشأن الرصيف العائم
  • تحذير إيراني من حرب إبادة في حال شن الاحتلال عدونا شاملا على لبنان
  • تحذير إيراني من حرب إبادة حال شن الاحتلال عدونا شاملا ضد لبنان