أحمد بن موسى البلوشي
الإجازة هي فترة تُمنح للأفراد للاسترخاء والاستمتاع بوقتهم بعيدًا عن الالتزامات والضغوط المختلفة، وعلى الرغم من أنَّ البعض قد يرى أن الإجازة مجرد وقت للتسلية، إلّا أن لها أهمية كبيرة للصحة العقلية والجسدية، ويُعد اتخاذ الإجازة من الأمور الضرورية للحفاظ على التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، وتحسين الصحة العامة.
لكن اليوم سنتحدث عن إجازة مختلفة عن الإجازة التي نعرفها وهي الإجازة عن وسائل التواصل الاجتماعي، ففي عالمنا المعاصر المتصل بشبكة الإنترنت، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبحت أحد مكونات الحياة لما لها من فوائد مختلفة إذا استخدمت الاستخدام الأمثل، ولكن في خضم عالمنا الرقمي المتسارع، قد نغفل عن أهمية التواصل الحقيقي والراحة النفسية. ففي ظلّ سيطرة منصات التواصل الاجتماعي على حياتنا، قد تُصبح هذه المنصات مصدرًا للقلق والتوتر وفقدان التركيز. لذا، قد يكون أخذ إجازة من وسائل التواصل الاجتماعي فعالًا للغاية في تحسين الصحة النفسية والعاطفية وإعادة تقييم العلاقة مع هذه المنصات الرقمية. خلال هذه الفترة، يمكن للأفراد الابتعاد عن الضغوطات والتوترات التي قد تنشأ نتيجة الاعتماد الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز على الأنشطة الإيجابية والمُمتعة التي تُساعدهم على الاسترخاء والاستمتاع بالحياة بدون التشتت الذهني الناجم عن الإنترنت.
أظهرت الدراسات أنَّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مُفرط قد يؤدي إلى الشعور بالضغط والتوتر النفسي نتيجة للمقارنة المستمرة بين حياة الأشخاص الآخرين وحياتنا الخاصة. عندما نأخذ استراحة من هذه الوسائل، نعطي أنفسنا الفرصة للتركيز على أنفسنا واحتياجاتنا الشخصية، مما يمكن أن يساعد في تحسين الشعور بالراحة النفسية والسلام الداخلي.
عندما نُقلل من الوقت الذي نقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، نفسح المجال لزيادة التركيز والإنتاجية في مهامنا اليومية. لذا يمكن لهذه الاستراحة أن تساعد الأفراد أن يستغلوا الوقت الذي كانوا يقضونه عادة في التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي في أنشطة أخرى مفيدة ومثمرة. يمكن أن تتضمن هذه الأنشطة القراءة، وممارسة التمارين الرياضية، والرسم، والاستمتاع بالطبيعة، والقيام بأنشطة اجتماعية في الحياة الحقيقية مع الأصدقاء والعائلة.
كذلك بدلًا من الاعتماد على التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للاستراحة من وسائل التواصل الاجتماعي أن تشجعنا على التواصل مع الأصدقاء والعائلة في العالم الحقيقي، وتعزيز العلاقات الشخصية وخلق تجارب لا تُنسى خارج عالم الشاشات.
إضافة إلى ذلك كله، يمكن للأفراد أثناء هذه الإجازة أن يُعيدوا تقييم علاقتهم بوسائل التواصل الاجتماعي ويحددوا الطرق التي يمكن من خلالها استخدام هذه المنصات بشكل أكثر صحة وتوازنًا في المستقبل، ويمكن أن تساعد الاستراحة القصيرة عن وسائل التواصل الاجتماعي في إعادة ترتيب الأولويات وتحديد الحدود الشخصية التي تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية والاستمتاع بالحياة بشكل أفضل.
إنَّ اتخاذ قرار الإجازة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد خطوة فارغة؛ بل هي استثمار في صحتنا النفسية والعلاقات الاجتماعية الحقيقية، ويجب أن نكون على علم بتأثير هذه الوسائل على حياتنا ونتخذ الخطوات الضرورية للحفاظ على التوازن الصحي بين العالم الافتراضي والواقعي.
أخيرًا.. قد تكون إجازة من وسائل التواصل الاجتماعي فرصة رائعة للتركيز على نفسك وأهدافك، وتعزيز علاقاتك مع الآخرين، واكتشاف جوانب جديدة في حياتك، ولكن تذكر بأنه تختلف تجربة كل شخص عند أخذ إجازة من وسائل التواصل الاجتماعي. قد لا يشعر الجميع بالفوائد نفسها أو يواجهون نفس التحديات.
من المهم الاستماع إلى نفسك وتحديد ما هو مناسب لك.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هل فتحت «التواصل الاجتماعي» المجال لتقارب الفنانين مع الجمهور أم أظهرت الجانب السلبي من حياتهم؟.. نقاد يجيبون
لاشك أن منصات التواصل الاجتماعي فتحت مجالًا لتفاعل نجوم الفن مع جمهورهم، سواء من خلال «فيسبوك أو إنستجرام أو تيك توك»، حيث أصبح الجمهور على مقربة من فنانهم المفضل ويمكن التعليق على أعماله الفنية أو آرائه في القضايا المختلفة التي يطرحها على صفحته الشخصية.
ومؤخرًا حدثت بعض الوقائع التي أثارت الجدل مؤخرًا أبرزها واقعة مشادة الفنان صبري فواز مع بعض متابعيه بسبب آرائه الشخصية بشأن الموالد وظهور ابنته بملابس اعتبرها البعض جريئة بعض الشئ، مما أثار بعض التساؤلات «هل فتحت التواصل الاجتماعي المجال لتقارب الفنانين مع الجمهور أم أظهرت الجانب السلبي من حياتهم؟».
ماجدة موريس: أصبحت همًا أكثر ما هي حلا في بعض الأحيانقالت الناقدة ماجدة موريس، إن السوشيال ميديا غيرت الكثير من علاقة الفنانين مع الصحفيين وبالتالي مع الجمهور لأنها أتاحت فرصة أكبر لمعرفة الفنان شخصيا من خلال الصورة والحركة والصوت من خلال الحوارات الإلكترونية.
وأوضحت أن ذلك أتاح للفنان أن يكون على طبيعته أكثر في حرية التعبير عن أرائه، مضيفة: «ومن هنا فإنه حين يصطدم بأراء مختلفة عنه وعن حياته من خلال السوشيال ميديا، فإن ردود فعله تتراوح بين محاولة مناقشة وجهة نظره، أو رفض الهجوم عليه أو عمل بلوك، وبالتالي أصبحت الشوسيال ميديا هما بقدر ما هي حلا في بعض الأحيان».
حسين شمعة: أبعدت الفنانين عن وسائل الإعلامأكد الناقد الفني حسين شمعة، أن السوشيال ميديا كانت بمثابة أفضل وسيلة تواصل بين الفنانين والجمهور في فترة ما قبل، حيث كان يفضل بعض الفنانين تجب المواقع الإلكترونية لنشر أخبارهم الفنية والاكتفاء بنشرها على صفحاتهم الشخصية
وأوضح شمعة أن اكتفاء النجوم بنشر أخبارهم على صفحاتهم الشخصية بمواقع السوشيال ميديا أبعدهم عن الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة إذا أنه بنى حاجز بينهما حاليًا إلا أنه لم يبنى حاجزًا بين الفنانين والجمهور حيث أتاح لهم التواصل مع نجوم والرد على منشوراتهم الشخصية.
كما أشار الناقد الفني إلى أن كثيرا من صفحات الفنانين يتولى إدارتها مشرف مسؤول عن الرد مع الجمهور المتابعين حيث يضطر للتعامل مع تعليقاتهم، مما قد يجعله يدخل في مشادات معهم نتيجة لاختلاف الآراء، وكان أبرزهم موقف عمرو دياب عندما أعلن أن إحدى أغنياته في ألبومه الجديد أحتل المركز الأول بموقع «يوتيوب»، مما أثار مشكلة بين عمرو دياب وتامر حسني.
ولفت أن هناك بعض الفنانين لا يتفاعلون مع السوشيال ميديا بشكل كبير مثل الفنان كريم عبد العزيز رغم امتلاكه عدد من الحسابات بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث يهتم بعمله فقط ولا يلتفت للتفاعل مع جمهوره.
مها متبولي: من حق الجمهور معرفة الجديد في حياة الفنان.. وعليه تقبل آرائهممن جانبها أكدت الناقدة الفنية مها متبولي، أن السوشيال ميديا جعلت المجتمع المصري بطبقاته المختلفة منفتح على بعضه، مما جعل تسبب في مشكلة السوشيال ميديا مع الفنانين، فمثلا قد يرى أحد الجمهور أن فستان يسرا حلو وقد يرى آخر أنها يجب احترام سنها، وقد يقولها لها آخر «في نار جهنم وبئس المصير».
وأوضحت أن الجمهور في الصحافة الفنية يهتم دائمًا بمعرفة الحياة الشخصية للنجوم، مشيرة إلى أن من حق الجمهور معرفة الجديد في حياة الفنان الشخصية، كمثال زواج الفنانة منة شلبي من حق جمهورها التحدث عنها.
وتابعت أن المهرجانات والفعاليات تشهد دخول عدد من الأشخاص بدون إثبات شخصي لكونه صحفي أو متخصص في تغطية أخبار الفنانين والنجوم، مؤكدة أن أصحاب الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي أساءوا لمهنة الفن.
وبشأن مشادة الفنان صبري فواز مع بعض متابعيه بصفحته الشخصية بموقع «فيسبوك» بشأن ظهور ابنته بمابس جرئية بعض الشئ، أكدت أن من حقه الدفاع عنها ضد المتجاوزين في حقها، مشيرة في الوقت ذاته أن الفنان عبارة عن سلعة معروضة عليه تقبل الرأي والرأي الآخر إذا كان النقد متعلقًا بفنه أو آرائه الشخصية.
اقرأ أيضاًهجوم على السوشيال ميديا ورسالة حب لها.. صبري فواز يدعم ابنته بعد انتقادات ملابسها الجريئة
صبري فواز: تعلقت بالمسرح منذ الصغر.. والموالد الشعبية رافدا مهما في تكويني الفني
«سلامتك يا أستاذ».. صبري فواز يوجه رسالة لـ محمد صبحي بعد تعرضه لوعكة صحية