أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن المولى -عز وجل- جعل الأزهر الشريف منحة لمصر وللعالم الإسلامي، وحصنًا للدين والعربية، ودرعًا للأمة، يرد عنها غوائل الزمان ونوازل الحدثان.

رئيس جامعة الأزهر:‏ تدبر القرآن هو العطاء الأكبر الذي يفتح مغاليق القلوب رئيس جامعة الأزهر يبحث مع سفير مصر في المالديف فتح آفاق علمية

وقال رئيس الجامعة خلال كلمته في الاحتفال بمرور 1084 عامًا على إنشاء الأزهر الشريف: إن ذكرى تأسيس الأزهر الشريفِ مِنْ أحبِّ الذكريات إلى قلبي، طوى القرون والأعصر منذ ألف وأربعة وثمانين عامًا مضت من عمر الزمن وهو شامخ عزيز :
     فما لانت له أبدًا قناةٌ

وأوضح رئيس الجامعة أن الأزهر الشريف منذ إنشائه وهو يقود الشعب في كل الجهات، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف ليس مما يُنْسَى فيُذْكَرُ؛ فالمدارس في الدنيا بلا عدد وليس فيها لعمري مِثْلُ الأزهر الشريف.

وأوضح رئيس الجامعة أن الأزهر الشريف هو واحد لا نظير له في العالم كله؛ ولا بديل له في العالم كلِّه، ولا عِوَضَ له في العالم كلِّه؛ ولذا كان الحرصُ عليه والعملُ الدؤوبُ على إصلاحه ونهضته شُغْلَ كلِّ عالم مخلص وهَمَّ كُلِّ ناصح أمين.

وأنشد رئيس الجامعة قائلًا
يا أيها الأزهر المعمور:

 من سره فخر بغيرك إنني حتى بجدران المباني أفخر

أنت الأميـن على الديار وأهلها    والحـر في النكبــــــــات لا يتأخر

فيك العـروبة أدركت تــــاريخها وبساحك الفصحى غدت تتبختر

وبين رئيس الجامعة جهود الأزهر الشريف التي لا تعد ولا تحصى وأنشد يقول:
بمن احتمت كتب الشريعة عندما هجم التتار على العقول ودمروا؟

بمن احتمت العلماء حين تنكرت لهم الطريقُ وبان منها الأوعر؟

جاؤوك من شرق البلاد وغربها أنت الذي بك لم يخب مستنصرُ

وأوضح رئيس الجامعة أن السر في بقاء الأزهر الشريف طيلة هذه القرون المتطاولة مصري الموطن عالمي الرسالة؛ أنه جمع بين القديم والحديث، والطارف والتليد، وعاش هموم الأمة وواقعها، وكان علماؤه دائمًا مشاركين في الحياة لا على هامش الحياة، وهذا ما ضمن للأزهر الشريف أن يبقى شابًّا لا يدركه المشيب، ويبقى له دائمًا ما يميزه عن مؤسسات التعليم في كل مكان.

داود: الأزهر الشريف شهد تطويرًا شاملًا في السنوات الأخيرة

وذكر رئيس الجامعة أن الأزهر الشريف شهد تطويرًا شاملًا في السنوات الأخيرة؛ فحين أضاف مادة الفقه إلى كليات الطب والتجارة جعل الفقه في كليات الطب بطعم الطب؛ ليدرس الطالب فيه الأحكامَ الشرعية التي لا غنى للطبيب عنها؛ من المحافظة على أسرار المريض والحرص على أخلاقيات المهنة، وحكم التلقيح المجهري، وأطفال الأنابيب، ونقل الأعضاء، وغير ذلك مما يستجد في واقع الحياة، وفي كليات التجارة جعل الفقه بطعم التجارة؛ فدرس الطالب كل ما يتعلق بالمصارف والبنوك والتورق المالي والاستثمار وغير ذلك مما يستجد من أقضيات الزمان؛ ولهذا لم يكن الأزهر الشريف بعيدًا عن أن يتربع في التصنيف العالمي ذروة سنام الجامعات المصرية، وأن يكون في الترتيب الأول عليها، موضحًا أنه مما ضمن للأزهر الشريف البقاءَ هذه القرونَ المتطاولةَ أنه يرعى حريةَ الرأي والفكر، ويربي أبناءه على ذلك كما يربيهم على ضرورة الاجتهاد والتجديد والاستنباط، وأنه يناقش الفكرة من حيث هي فكرة مثنى وثلاث ورباع دون تعصب لأصحابها وإن كانوا من أصحاب الهالات المشهَّرة؛ ولذا كان طلابُ العلم في الأزهر مُثُلًا عليا في الجد والإقبال على العلم والانقطاعِ له، لم يكن همُّهم اجتيازَ عقبة الامتحان، بل الاستعداد والتأهب لحمل أمانة العلم وتأدية رسالة الإسلام، ولن تجد في الدنيا كلها أحدًا من أولى الفضل يلقب بـ "صاحب الفضيلة" إلا علماءَ الأزهر الشريف.

وأضاف رئيس الجامعة أن 
العصور الذهبية للأزهر الشريف –كما ذكر الشيخ محمد المدني عميد كلية الشريعة الأسبق عضو هيئة كبار العلماء– هي التي كان فيها الأزهر الشريف موجهًا للحياة، مضطلعًا برسالته الكبرى في القيام على حفظ الشريعة واللغة، والمرابَطَةِ على ثغور فكرِ الأمة وثقافتها ووعيها وتبصيرها بالحق في حوالك الظلمات وشحذ همة الأمة لاستعادة مجدها وعزها، فالأزهر الشريف يعالج أمراض الأمة بما يتوافق مع هدي القرآن والسنة ويهذب السلوك الإنساني ويسمو بالنفس الإنسانية، مبينًا أن عصور ضعف الأزهر الشريف هي العصور التي لم يعْدُ دورُه فيها أن يكون مدرسة للتعليم والتخريج فحسب، تخرج المعلمين والدعاة والوعاظ.

وأكد رئيس الجامعة أن قوة الأزهر الشريف قوةٌ لمصر، وزعامتَه للعالم الإسلامي تعني زعامة مصر للعالم الإسلامي؛ لذا كانت كلمات شيوخ الأزهر الشريف لها وزنُها وتقديرُها ومكانتُها وتأُيرُها في العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، وبخاصة في الأزمات التي تَكْسِفُ الأبصار وتُرْمِضُ الأفئدة.

وبين رئيس الجامعة أن كلمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في هذه الحوالك التي تعيشها الأمة اليوم في حرب غزة والعدوان الصهيوني الغاشم عليها؛ هي كلمات صيغت من النور والحكمة، وأماطت اللثام عن دعاوى الحرية والعدالة في النظام العالمي الذي عجز طوال خمسة أشهر عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار؛ نصرة للمظلومين الذي يتعرضون لإبادة جماعية لم يشهد لها العالم مثيلًا.

وفي ختام كلمته دعا رئيس الجامعة المولى -عز وجل- أن يحفظ الأزهر الشريف كعبة العلم وقبلة العلماء، وأن يجعله شامخًا عزيزًا يواصل مسيرة عطائه الممتد في خدمة الإنسانية كلها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر الأزهر سلامة داود الأزهر الشريف تأسيس الأزهر أن الأزهر الشریف فی العالم

إقرأ أيضاً:

توقيع مذكرة تفاهم بين جامعتي الأزهر وسلطان أجونج الإسلامية بإندونيسيا.. صور

استقبل الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفد جامعة سلطان أجونج الإسلامية بإندونيسيا برئاسة الدكتور أندري سوجيونو، نائب أول رئيس الجامعة. 

كيفية أداء الصلاة المنسية.. الأزهر العالمي للفتوى يجيبكيفية اختيار الأصدقاء .. الأزهر للفتوى يوضح

حضر اللقاء الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، والدكتور سيد بكري، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عطا السنباطي، عميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة؛ لتوقيع مذكرة تفاهم بين الجامعتين.

ورحَّب رئيس جامعة الأزهر بالوفد الإندونيسي في رحاب الأزهر الشريف جامعًا وجامعة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

وأوضح أن الجامعة يدرس فيها أكثر من 30 ألف طالب وطالبة من مختلف أنحاء العالم نصفهم من إندونيسيا، وأن فضيلة الإمام الأكبر يولي الطلاب الوافدين عناية خاصة؛ 
كونهم سفراء للأزهر الشريف في بلادهم يحملون رسالة الوسطية والاعتدال.

يذكر أن مذكرة التفاهم تضمنت بنودها تبادل الأنشطة المنهجية، وتبادل طلاب الدكتوراه، والتبادل العلمي، والإشراف المشترك، والتعاون في المشاريع البحثية، والدراسات والنشر العلمي، وتبادل طلاب الليسانس والدراسات العليا بعد استيفاء الشروط بين الجانبين، إضافة إلى تبادل أعضاء هيئة التدريس، والمنشورات الأكاديمية والوثائق العلمية، علمًا بأن مدة الاتفاقية خمس سنوات، ولا تجدد إلا بعد موافقة الطرفين.

وفي ختام اللقاء تم تبادل الدروع بين جامعتي الأزهر وجامعة سلطان أجونج الإسلامية بإندونيسيا.

ضم الوفد الاندونيسي المصاحب لنائب رئيس الجامعة: الدكتور جوادي حافظ، عميد كلية القانون، والدكتور أنيس ماسدورا حاتون، رئيس برنامج الدكتوراه في القانون، والدكتوره سري إينداه وحيو نينجسيه، رئيسة هيئة التأديب بالجامعة، والدكتورة لطيفة هانم، سكرتير برنامج الدكتوراه في القانون، والدكتور محمد دياس ساكتياوان، مدرس القانون بكلية القانون، والدكتور سوجنج هاريادي، مترجم ومدرس الدراسات الإسلامية بالجامعة.

طباعة شارك جامعة الأزهر إندونيسيا التبادل العلمي بروتوكول تعاون الأزهر الشريف

مقالات مشابهة

  • الضويني: مؤسسة الأزهر الشريف تولي اهتمامًا بالغًا بمناهجها التعليمية
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود القيادة السياسية في رفض التهجير القسري لأهل غزة
  • البحوث الإسلامية: الأزهر لديه وعي كبير بقضايا الأمة وقادر على مواجهة التحديات الفكرية
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يشهد حفل ختام الأنشطة الطلابية بكلية التربية بنين بأسيوط
  • الأزهر الشريف يدين قتل مصلٍ في مسجد بفرنسا
  • توقيع مذكرة تفاهم بين جامعتي الأزهر وسلطان أجونج الإسلامية بإندونيسيا.. صور
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يفتتح ورشة عمل عن استخدام الإنترنت في الاستزراع السمكي بكلية العلوم بأسيوط
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: ‏المسجد محور مهم للتربية والثقافة وترسيخ الهوية
  • ‏وكيل الأزهر: بناء الإنسان قضية أمن قومي وهدف استراتيجي في عالم مضطرب
  • داود:الأزهر يقود الاجتهاد والتجديد ‏‏وقادر على مواجهة أي شذوذ فكري يهدد أمن ‏المجتمع‏‏