عربي21:
2024-12-22@10:17:25 GMT

المقاومة الفلسطينية في فلسفة طه عبد الرحمن

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

الأحداث التاريخية الكبرى تطرح أسئلة فلسفية كبرى تعجز السياسة أمامها عن طرح أجوبة مقنعة؛ كانت هزيمة عام 1967 أحد هذه الأحداث التي استنفرت العقل والوجدان العربي لاستيعاب الصدمة ومن ثم التعامل معها على مستويات مختلفة. وكان الفيلسوف المغربي الدكتور طه عبد الرحمن واحدا من هؤلاء الذين شكلت هذه الهزيمة نقطة تحول في حياتهم وانطلق في رحلة فلسفية بحثية ناهزت أكثر من نصف قرن ليجيب على سؤال توصيف هذا العقل الذي هزم العرب في تلك الحرب، فمهد الفيلسوف المغربي وأفسح الطريق أمام تأسيس عقل منطقي عربي جديد.



ويبزغ السؤال هنا: إلى أي مدى يتحاج العرب إلى الفلسفة في هذا الظرف شديد الخطورة؟ والجواب أن هذا الظرف هو الأنسب لتأطير هذه المفاهيم؛ لأن الأحداث المتلاحقة التي تعيد ترتيب المشاهد والمواقف والمبادئ تسببت في سيولة فكرية هائلة، وحدهم الفلاسفة أصحاب المشاريع الجادة هم القادرون على إعادة ترتيب الأوراق الفكرية لزخم الحركة المتسارعة.

إلى أي مدى يتحاج العرب إلى الفلسفة في هذا الظرف شديد الخطورة؟ والجواب أن هذا الظرف هو الأنسب لتأطير هذه المفاهيم؛ لأن الأحداث المتلاحقة التي تعيد ترتيب المشاهد والمواقف والمبادئ تسببت في سيولة فكرية هائلة
من حسن حظ جيلنا أن الدكتور طه عبد الرحمن حي يرزق بين ظهرانينا ينظر إلى تزاحم أحداث عملية طوفان الأقصى بعين الفيلسوف والمفكر وليس المحلل، ولفت نظري أن الفيلسوف الذي أخذ على عاتقه التنظير للعقل والأخلاق اعتبر أن المقاومة الفلسطينية انتصرت على إسرائيل في معركتي العقل والأخلاق، وشرح أن الهزيمة السياسية لإسرائيل في هذه المعركة هي مجرد تابع للهزيمة العقلية والأخلاقية.

يعتبر عبد الرحمن أن المقاوم الفلسطيني تجاوز حدود بلده وقضيته المحلية إلى الأفق العالمي الأرحب، إذ أنه لم يكشف فقط عن العوار الأخلاقي الذي أصاب العالم، بل أصبح منقذا للعالم من السقوط الأخلاقي بعد أن أعاد ربط السياسة بالأخلاق. وهنا يتجاوز الأمر من وجهة نظر الفيلسوف المغربي حتى المعارك الدائرة؛ إلى طور انبعاث جديد للأمة واستئناف جديد للحضارة ومخاض ميلاد إنسان جديد يعيد المرء فيها اكتشاف ذاته.

في معركة طوفان الأقصى التي دخلت شهرها السادس تدور معركة أخرى في الوجدان العربي الذي يغلي بسبب ما يجري وبسبب غل أيديه عن أي فعل مناصرة جاد للمستضعفين في غزة. ينقل عبد الرحمن أتون المعركة من الأرض والوجدان إلى العقل ليكشف أن هذه الحرب "تعيد تأسيس القيم على الصفات الإلهية، وتعيد تأسيس الإسلام على الصبغة المقدسية، وتعيد تأسيس الروح على القرب الإلهي".

فعل المرابطة قد يتجلى في فعل المناصرة للقضية الفلسطينية بأشكال مختلفة منها التضامن الذي يستهدف رفع الظلم وبالتالي إقامة العدل، مما يعني الحفاظ على الفطرة السوية
كانت القضية الفلسطينية هي من أخرجت المفكر المغربي عن طبيعة الفيلسوف التي لا تميل إلى الاشتباك مع قضايا الساعة، وقرر في كتابه "ثغور المرابطة" الابتعاد عن التاريخ والسياسة والخوض في التحليل الفلسفي لفكرة ومفهوم المرابطة، وأخرجه من نطاقه المكاني في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس إلى فضاء أوسع، ويشمل هذا الفضاء مرابطة السياسي والفقيه ومرابطة المثقف.

ينطلق عبد الرحمن في حديثه من نظريته الائتمانية كنظرية أخلاقية تنظر للأصول الدينية للإنسان والحضارات، سواء اعترفت هذه الحضارات بهذا الجذور أم لا. فهو يرد القضايا والمشاكل إلى أصولها، وعندما يتورط الإنسان في الظلم مثلا، فإنه يخون أمانة العدل وهنا فإنه يتنازل عن جزء من آدميته لأن أمانة العدل جزء من الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها.

وبالتالي، فإن فعل المرابطة قد يتجلى في فعل المناصرة للقضية الفلسطينية بأشكال مختلفة منها التضامن الذي يستهدف رفع الظلم وبالتالي إقامة العدل، مما يعني الحفاظ على الفطرة السوية. وهكذا يجرد الدكتور طه عبد الرحمن كثيرا من المفاهيم والأفعال وأشكال النضال المختلفة داخل وخارج فلسطين عربيا وعلميا وفق هذا المنظور الأخلاقي الائتماني.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسفة الفكرية المقاومة الفلسطينية فلسطين المقاومة الفكر الفلسفة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طه عبد الرحمن هذا الظرف

إقرأ أيضاً:

الفصائل الفلسطينية تعرض فيديو يجمع يحيى السنوار وهنية والعاروري

عرضت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مساء اليوم السبت مقطع فيديو تحت عنوان «يقتلونا بل ونحيا لا يموت الشهداء، نحن طوفان لأقصى فيه طاف الأنبياء» يظهر خلاله قاداتها إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري للمرة الأولى خلال تفقدهم لعملية التصنيع العسكري للأسلحة

قادة الفصائل يتابعون التصنيع العسكري

وبحسب مقطع الفيديو الذي تداوله رواد السوشيال ميديا بشكل كبير، يظهر هنية والسنوار والعاروري، وهما يتابعان تصنيع الأسلحة والصواريخ المحلية، ويتحدثون مع رجال المقاومة الفلسطينية، مما يعكس التزامهم بتطوير قدرات الحركة القتالية.

وظهر هنية برفقة يحيى السنوار متحدثًا عن «أبو خالد»، وهو كنية القيادي بالفصائل محمد الضيف، المطلوب الأول لإسرائيل.

كما ظهر صالح العاروري في حديثه مع رجال المقاومة الفلسطينية، بحضور السنوار.

كتائب القسام تنشر مشاهد للسنوار وهنية تحت عنوان:

"يقتلونا بل ونحيا لا يموت الشهداء، نحن طوفانٌ لأقصى فيه طاف الأنبياء" #طوفان_الأقصى #طوفان_نحو_التحرير pic.twitter.com/EVkzCzeUMN

— احمد ابن حسين ???? (@ahmadru_303) December 21, 2024 استشهاد قادة الفصائل الفلسطينية

كانت قوات الاحتلال قد اغتالت القيادي صالح العاروري في يناير الماضي في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.

فيما استشهد رئيس الفصائل إسماعيل هنية في يوليو الماضي إثر اغتيال استهدفه بصاروخ موجه خلال وجوده في طهران في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

أما القائد يحيى السنوار فقد استشهد مشتبكًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تل السلطان وهي منطقة خالية من المدنيين في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

يعكس هذا المقطع دور القيادات الثلاث في دعم وتسليح المقاومة الفلسطينية، وهو توثيق لتضحياتهم، حيث يبدو من الفيديو أنه «قديم» وتم تصويره منذ عدة سنوات.

مقالات مشابهة

  • المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة
  • المقاومة الفلسطينية تجهز على خمسة جنود صهاينة وتشتبك مع قوات الاحتلال في جباليا
  • الفصائل الفلسطينية تعرض فيديو يجمع يحيى السنوار وهنية والعاروري
  • مقتل 5 من جنود الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية في جباليا
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تثمن شجاعة وثبات اليمنيين في نصرة غزة وتؤكد أن هذا الموقف مدعاة فخر واعتزاز لكل أحرار العالم
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
  • ما الذي يريده محمود عباس من مطاردته لرجال المقاومة بعد كل تلك الملاحم؟!
  • الفصائل الفلسطينية تستهدف موقع عسكري للاحتلال بطائرة الزوراي الانتحارية
  • المقاومة الفلسطينية تسيطر على طائرة استطلاعية في سماء مدينة خانيونس
  • المقاومة الفلسطينية تعلن عن طعن أربعة عسكريين صهاينة في مخيم جباليا