ناشونال إنترست: أيام صعبة تنتظر باكستان في المستقبل القريب
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
نشر موقع "ناشونال إنترست" الأميركي مقالا للأستاذة المساعدة في السياسة بجامعة طومسون ريفرز الكندية سايرا بانو تتوقع فيها فترة صعبة ستواجه الحكومة الباكستانية برئاسة رئيس الوزراء الجديد شهباز شريف.
وقالت بانو إن حكومة شهباز الجديدة وُلدت من ائتلاف هش يتكون من 6 أحزاب يعتبره كثير من الباكستانيين غير شرعي، وتعيش في وسط سياسي مضطرب، واستقطاب قوي ومزاعم تزوير الانتخابات، والمشاركة العسكرية المتزايدة في السياسة، والمشاكل الاقتصادية، والمخاوف الأمنية، ومن غير المرجح أن تمتلك الحكومة الجديدة القدرة على التصدي بفعالية لهذه العقبات الهائلة.
وأضافت أنه "علاوة على أن الحكومة الجديدة عرضة لتعقيدات سياسات الائتلاف، التي تقتضي بذل جهود متواصلة لتلبية طلبات الشركاء في الحكومة وتأمين دعمهم المستمر، فإنها تواجه تحديات في تنفيذ إصلاحات اقتصادية صارمة قد تنفر حلفاء التحالف، الذين يترددون في تحمل وطأة الأزمة المالية، ويعطون الأولوية لجني فوائد تقاسم السلطة".
رهينة لسياسات حركة إنصاف التحريضيةكذلك ستكون هذه الحكومة رهينة للسياسة التحريضية لحزب "حركة إنصاف" الباكستاني المعارض، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عمران خان، والذي يقول إن تفويضه "قد سُرق في انتخابات مزورة الشهر الماضي"، ويرفض الاعتراف بشرعية الحكومة الحالية.
وأشارت الكاتبة إلى قوة حزب "حركة إنصاف" وفوزه بمقاعد في البرلمان تتجاوز ما حصل عليه أي حزب في البلاد، رغم دعم الجيش الباكستاني القوي لأحد هذه الأحزاب، وهو حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، بزعامة نواز شريف.
وهناك عائق هائل آخر أمام هذه الحكومة، تقول الكاتبة، وهو الدور الضخم للجيش في السياسة. ويستعد الجيش المؤثر للحفاظ على نفوذه والاحتفاظ بدوره "صانع الملوك".
تدخل أقوى للجيش في السياسة
وذكرت بانو أن شهباز تنازل خلال حكومته الائتلافية الأولى، من بعض سلطاته للجيش، وهو اتجاه من غير المرجح أن ينعكس. ونتيجة لذلك، واصل الجيش تشكيل الأمن والسياسة الخارجية. وهذا يعني أن احتمالات تحسين العلاقات مع الهند وتعزيز التجارة لتحسين الوضع الاقتصادي المزري في باكستان ستظل ضئيلة.
وأوضحت أن باكستان تعاني حاليا من أزمة اقتصادية حادة، مما يستلزم اتخاذ قرارات صعبة من الحكومة لتأمين خطة إنقاذ لصندوق النقد الدولي مع اقتراب انتهاء الخطة الحالية (نهاية مارس/آذار الجاري).
وأشارت إلى أن عجز حكومة شهباز السابقة عن تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الضرورية، من المحتمل أن يتسبب في لجوء حكومته الحالية إلى زيادة الاقتراض، وعمليات الإنقاذ الإضافية، وتراكم المزيد من الديون، وهذا من شأنه أن يطيل أمد التضخم، وأزمة الطاقة المستمرة، والنمو المنخفض، وعبء الديون الخارجية الثقيل.
تدهور مؤشرات التنمية البشريةوتناولت الكاتبة التوقعات في مجال التنمية البشرية، قائلة إنه سيعاني أيضا من التدهور وفقا لتقرير التنمية البشرية العالمية لعام 2022 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إذ تراجعت باكستان من المرتبة 161 إلى المرتبة 164 من أصل 192 في مؤشر التنمية البشرية.
وعلقت بأن من شأن هذا الاتجاه الهابط في مؤشرات التنمية البشرية: الأمية والتعليم والصحة والمساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية، أن يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار السياسي والتحديات الاقتصادية.
كما لا تزال البيئة الأمنية في باكستان محفوفة بالمخاطر، ويرجع ذلك أساسا إلى المخاوف بشأن الهجمات الإرهابية المحتملة من حركة طالبان باكستان، التي تحتفظ بملاذات آمنة في أفغانستان. وعلى الرغم من تحذيرات إسلام أباد العلنية لحكومة طالبان لاتخاذ إجراءات ضد حركة طالبان الباكستانية، لم يتم اتخاذ خطوات ذات مغزى، إما بسبب قيود القدرات أو عدم وجود استعداد من جانب طالبان.
وتزداد صعوبة التصدي لهذه التحديات في بيئة سياسية محفوفة بالمخاطر تحد فيها القيود المفروضة على سلطة الحكومة بشدة من قدرتها على تنفيذ تدابير سياسية مهمة. ونتيجة لذلك، تستعد باكستان للبقاء على مسار يتسم بالاضطرابات وعدم الاستقرار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات التنمیة البشریة فی السیاسة
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد يتفق مع باكستان لإقراضها ملياري دولار
أعلن صندوق النقد الدولي عن توصله إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة الباكستانية لمنحها قرضين جديدين بقيمة إجمالية تبلغ ملياري دولار أميركي، وذلك في إطار دعم جهود البلاد لإعادة بناء اقتصادها الهش وتعزيز قدرتها على التكيّف مع تغيّر المناخ.
وبحسب بيان صادر عن الصندوق فإن الاتفاق يشمل صرف نحو مليار دولار كدفعة ثانية من حزمة الإنقاذ السابقة التي تبلغ قيمتها الإجمالية 7 مليارات دولار، والتي تم التوصل إليها في عام 2023.
كما أقرّ الصندوق اتفاقًا جديدًا تحت ما يُعرف بـ"برنامج الصمود والاستدامة"، يتيح لـباكستان الوصول إلى تمويل إضافي بقيمة 1.3 مليار دولار على مدى 28 شهراً.
وقالت وكالة بلومبيرغ إن مؤشر بورصة كراتشي (KSE-100) سجل أعلى مكاسبه خلال ثلاثة أسابيع، وأغلق مرتفعًا بنسبة 0.9% اليوم الأربعاء عقب الإعلان.
كما ارتفعت قيمة السندات الدولارية الباكستانية، حيث وصل العائد على سندات 2029 إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من شهر.
وقال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى باكستان نيثان بورتر، "أحرزت باكستان تقدماً كبيراً في استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي وبناء الثقة، على الرغم من التحديات العالمية الصعبة".
شروط صارمةوذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذا الاتفاق الجديد، الذي يُعد الـ24 لباكستان منذ عام 1958، يرتبط بشروط صارمة، من بينها:
إعلان تحسين الإيرادات الضريبية، خصوصاً ضريبة الدخل. خفض الدعم الحكومي لقطاع الكهرباء. تبني سياسة نقدية متشددة. إجراء إصلاحات هيكلية لخفض الإنفاق.وأضاف بيان صندوق النقد أن برنامج "آر إس إف" يهدف إلى تعزيز قدرة باكستان على مواجهة الكوارث الطبيعية، وتحسين التخطيط الاستثماري والميزاني لتسريع التكيّف مع تغيّر المناخ.
وبحسب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، فقد وافق الصندوق على خفض هدف تحصيل الضرائب بمقدار 600 مليار روبية (نحو 2.14 مليار دولار)، ليصل إلى 12.3 تريليون روبية (نحو 43.89 مليار دولار) حتى يونيو/حزيران المقبل.
خطوات حكوميةوأفادت بلومبيرغ أن الحكومة الباكستانية اتخذت بالفعل سلسلة من الخطوات الصارمة لتلبية متطلبات الصندوق، منها:
رفع الضرائب على الوقود. إقرار قانون لفرض ضرائب على دخل القطاع الزراعي. السعي لخصخصة شركة الخطوط الجوية الباكستانية.وأكدت الحكومة في محادثاتها الأخيرة مع بعثة الصندوق أنها ملتزمة بمواصلة ضبط أوضاع المالية العامة، وخفض الدين العام تدريجياً. كما تعهّدت بتنفيذ إصلاحات لمعالجة الاختلالات البنيوية القديمة في الاقتصاد.
من جهته، أشار صندوق النقد إلى أن الحرب السياسية والانكماش الاقتصادي خلال عام 2023 أوصلا باكستان إلى حافة التخلف عن السداد، ما استدعى الحصول على حزمة الإنقاذ.
ومنذ ذلك الحين، تحسنت المؤشرات الاقتصادية، مع تراجع معدلات التضخم وزيادة احتياطات العملات الأجنبية.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن وكالتي التصنيف الائتماني "موديز" و"فيتش" قد قامتا العام الماضي برفع التصنيف الائتماني لباكستان، ما يعكس تحسناً في النظرة إلى الاقتصاد الباكستاني.
وأكد بيان صندوق النقد أن موافقة المجلس التنفيذي على المراجعة الثانية من البرنامج الحالي ستُتيح لباكستان الحصول على مليار دولار إضافي، مما سيرفع إجمالي المبالغ المُسددة في إطار البرنامج القائم إلى نحو ملياري دولار.
إعلانواختتم بورتر تصريحه قائلاً: "في الأشهر الـ18 الأخيرة، أحرزت باكستان تقدّماً كبيراً في استعادة استقرار الاقتصاد الكلي وإعادة بناء الثقة"، رغم الظروف الدولية والمحلية الصعبة.