أقيم مساء السبت 16 مارس 2024 ملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين، تحت عنوان: فروض الكفايات، وذلك في إطار نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة،

وينظم ملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية يوميًّا عقب صلاة التراويح، حاضر فيه الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية (متحدثًا)، وأ.

د/ عثمان أحمد عثمان وكيل المعهد العالي للدراسات الإسلامية (متحدثًا)، والقارئ الشيخ/ عبد الناصر حرك (قارئًا)، والشيخ/ محمد حسن الصعيدي مبتهلًا، وبحضور الدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور/ محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور/ محمد نصار مدير عام الإدارة العامة للمساجد، والدكتور/ خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد.

وأشاد الدكتور عبد الله النجار بهذه اللقاءات الدعوية التي توضح للناس الكثير من المفاهيم الضرورية في أمور دينهم ودنياهم، مؤكدًا أن الله (عز وجل) أوجدنا للطاعة والعبادة، حيث يقول (عز وجل): "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، والعبادة لا تكون إلا بما شرعه الله (عز وجل)، فهو لا يحب أن يعبد إلا بما شرعه، ولم يترك اختيار العبادة للعباد حتى لا يتفرقوا في المذاهب، فأراد منهم أن يكونوا على صراطه المستقيم، والمطلوبات الشرعية التي أمر الله بها تنقسم إلى قسمين، قسم يؤديها الإنسان بنفسه دون إنابة ومنها الإيمان بالله والصلاة والحج، وهو ما يسمى فروض الأعيان، ولا تبرأ ذمة العبد حتى يؤديها بنفسه، كما قال الله (عز وجل): "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا"، والمصلحة تعود على الإنسان وهي براءة الذمة، وأما القسم الآخر إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وهي فروض الكفايات، وسميت بذلك من باب إضافة الشيء إلى سببه، لأن الله فرضها لتكون كفاية، فلا تجب على إنسان بعينه ويخاطب بها جموع أناس أكفاء لديهم القدرة للقيام بهذه الشرعية، من باب إسناد الشيء إلى أهل الكفاءات، كمثل قول الله (عز وجل) حكاية عن نبيه يوسف (عليه السلام): "قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ"، فهذه الفروض لا يمكن أن يؤديها شخص واحد، فهي واجب عام على الأمة ككل، كالمصالح العامة التي تتعلق باستقامة أمور المجتمع، كالمحافظة على الحدود وحفظ أمن المجتمع ورعاية مصالحهم، ولكن إذا تم تعيين أناس للقيام بهذه المهام لكفاءتهم يتحول الأمر في حقهم إلى فرض العين، فيسأل الطبيب أو المعلم أو الجندي عن هذا العمل كما يسأل عن صلاته، ومن هذا المنطلق تبنى الحضارة وتتقدم الأمم والشعوب والمجتمعات، مضيفًا أن المصلحة العامة أعظم من المصلحة الخاصة، وحيثما تكون المصلحة فثم شرع الله.

وأكد الدكتور عثمان أحمد عثمان أن الله (عز وجل) خلق آدم (عليه السلام) من أجل الإيمان بالله وإعمار الكون، فالإيمان بالله (عز وجل) فرض عين وإعمار الكون هو ما يمثل فروض الكفاية، وفروض الكفاية أساس قيام الدولة وبناء الأمم، فالمجتمع لا يقوم إلا بالعلم والعمل، وكل عامل في المجتمع يقوم بدوره يكفي غيره عن المسئولية والمسائلة، ويدخل في ذلك كل جوانب وشتى مناحي الحياة، مبينًا أن ذلك يتطلب من كل فرد من أفراد المجتمع أن يقوم بعمله على أكمل وجه وأن يحسن في أداء دوره، وقد أمر الله (عز وجل) بذلك: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، وقال النبي (صلى الله عليه وسلـم): "إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ" وهو ما يمثل التكاتف والتعاون بين جميع أفراد المجتمع، ويبني تقدم ورفعة المجتمع الإسلامي.

اقرأ أيضاًالأوقاف: افتتاح 35 مسجدًا الجمعة القادمة وتجديد 25

وزير الأوقاف يهدي موسوعة رؤية إلى الأمير فيصل بن الحسين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدكتور عبد الله النجار الدكتور عثمان أحمد عثمان المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مسجد الإمام الحسين ملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين وزارة الأوقاف عز وجل

إقرأ أيضاً:

الدكتور أسامة الجندي يفسر اشتياق سيدنا زكريا لإنجاب الولد.. فيديو

أكد الدكتور أسامة الجندي، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن سورة مريم تناولت قصة النبي زكريا عليه السلام، الذي كان يتمنى الولد ليس لحمل اسمه أو ليكون امتدادًا له في الدنيا، وإنما ليواصل الدعوة إلى الله ويحمل منهجه، وينقل الناس من عادات الأرض إلى أخلاق السماء.

أسامة الجندي: مفهوم التوبة في الإسلام يرتكز على التوازن بين صفات الجمال والجلال للهأسامة الجندي: رمضان هدية إلهية وفرصة للتقرب إلى الله

وأوضح خلال تقديم برنامج «وبشر المؤمنين» المذاع على قناة «صدى البلد» أنه على الرغم من أن الأسباب الطبيعية للإنجاب كانت معطلة – فقد بلغ زكريا من الكِبر عتيًّا، وكانت زوجته عاقرًا – إلا أن الله سبحانه وتعالى أكرمه برحمته، كما ورد في مطلع السورة: "ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا"، ليؤكد أن الأسباب لا تعمل بذاتها، بل بأمر الله.

واختتم: يظهر في دعائه المستمر: "رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ" أن طلبه للولد لم يكن بدافع شخصي، بل لغاية نبيلة ترتبط بنشر رسالة الحق. وتأتي القصة لتُرسخ مفهوم التوكل على الله، والتأكيد على أن تحقيق الأمنيات بيد الله وحده، مهما بدت الظروف مستحيلة.


 

مقالات مشابهة

  • مجلس النقبيين الرمضاني: عام المجتمع يعكس فلسفة بناء الوطن
  • الدكتور فضل مراد يوضح سبل النجاة من شرك النفس والهوى
  • بودكاست "بداية جديدة".. أحمد فؤاد هنو يوضح دور "الثقافة" في بناء المجتمع وتشكيل الهوية
  • تقديرًا لدوره في نشر القيم المجتمعية.. وزير الأوقاف يكرم الفنان القدير سامح حسين
  • وزير الأوقاف يكرِّم سامح حسين.. ويؤكد: الفن الواعي شريكنا في مسيرة التنوير
  • الدكتور أسامة الجندي يفسر اشتياق سيدنا زكريا لإنجاب الولد.. فيديو
  • عثمان النجار: “الحظ لم يكن إلى جانبنا أمام اتحاد خشلة”
  • هل توجد علامات تؤكد الثبات على الطاعة؟.. عويضة عثمان يجيب
  • القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
  • ليه ربنا حطنا في اختبار وهو عارف نتيجته.. رد حاسم من الدكتور علي جمعة