برج العسكر بولاية طاقة.. نافذة تاريخية بأسلوب حداثي
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
العُمانية: تضم سلطنة عُمان شواهد أثرية في كل ولاياتها تروي للأجيال تفاصيل التاريخ العُماني بمختلف مراحله، ويأتي برج العسكر في ولاية طاقة بمحافظة ظفار واحدًا من هذه الشواهد حيث مُزجت في هذا البرج الأصالة والعراقة مع الحداثة لتحكي تفاصيل حقبة من التاريخ.
ويقع برج العسكر على قمة صخرية مرتفعة تشرف على مدينة طاقة القديمة وحصنها من الجهة الشمالية، ويضم ثلاثة أبراج، الأول من الجهة الشمالية الشرقية، والثاني من الجهة الغربية والأخير من الجهة الجنوبية، واستخدم في بنائه الحجر الرملي والأخشاب.
ويرجح بحسب الروايات إلى أن البرج بُني في أواخر القرن التاسع عشر، بينما ترجح رواية أخرى إلى أنه تم بناؤه في عهد السلطان تيمور بن فيصل آل سعيد (۱۹۱۳-۱۹۳۲م)، وكان يستخدم مسكنا لحرس الوالي، وهو برج عسكري دفاعي، ورُمّم في عام ۲۰۰۸م.
وكان الهدف من بناء البرج سابقا هو حماية مدينة طاقة من أي هجوم خارجي ومراقبة الداخلين والخارجين منها، حيث سكن فيه عسكر المدينة، بينما كان يسكن عقيد العسكر في الحصن، والعسكر هم شرطة المدينة ويعملون تحت قيادة والي المدينة الذي كان يسمى حتى عام ۱۹۷۱م عقيد العسكر، وكانوا جميعهم يتبعون إداريًّا وماليًّا والي ظفار في ولاية صلالة.
وقال محمد بن أحمد صواخرون المشرف والمستثمر في البرج: بدأ استثمار البرج ليكون مزارًا سياحيًّا تعريفيًّا عن ولاية طاقة في عام 2022م، إذ تم تشغيله في مارس من عام 2023م، لافتًا إلى أن البرج يحتل موقعًا يطلّ على بحر العرب مما يجعله واحدًا من مزارات الجذب السياحي على مستوى محافظة ظفار على مدار العام.
وأضاف: إن وزارة التراث والسياحة قامت بطرح البرج للاستثمار ضمن جهودها لإثراء حركة السياحة الثقافية، مؤكدًا على أن البرج يلقى إقبالاً كبيرًا من الزوار من مختلف الجنسيات، إذ بلغ عددهم في موسم خريف ظفار السياحي الماضي نحو 68 ألف زائرٍ.
وأشار إلى أن برج العسكر يضم ثلاثة أبراج للمراقبة لها إطلالات على بحر العرب، حيث تمت الاستفادة منها من خلال عمل جلسات للزوار للاستمتاع بمشاهدة منظر الغروب الذي يزداد جمالا في موسم الخريف عندما تكتسي جبال ظفار بالخضرة وتشكل عامل جذب سياحيا للمنطقة.
وأردف أن البرج يضم كذلك ثلاث غرف، بالإضافة إلى البرزة، حيث تمت الاستفادة منها من خلال تقسيمها إلى غرفة تعرض الزي العُماني التقليدي، والثانية صُممت لتجسد البيت العُماني القديم وتحتوي على مجموعة من المقتنيات التراثية، والغرفة الثالثة خُصصت لتكون معرضًا دائمًا لتاريخ البرج، وتضم عددًا من الأسلحة التقليدية، وصورًا نادرة له عبر مراحله التاريخية، موضحًا أنه عُثر على أقدم صورة للبرج تعود لعام 1929 التقطها الرحالة البريطاني برترام توماس.
وأشار محمد بن أحمد صواخرون المشرف والمستثمر في البرج إلى أن مشروع برج العسكر جاء بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية من بينها مكتب محافظ ظفار الذي اعتمد موقع البرج ضمن برنامج الزيارات السياحية للوفود الرسمية الزائرة للمحافظة، إلى جانب قيام بلدية ظفار برصف الطريق المؤدي إلى قمة البرج وتوفير المرافق الخدمية التي يحتاجها الموقع، كما قامت هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باختيار البرج لإقامة القرية الحرفية في موسم خريف ظفار 2023م، بالإضافة إلى تنظيم عددٍ من الفعاليات خلال الموسم الشتوي.
ويضم برج العسكر عددا من المرافق والخدمات السياحة منها مطعم ومقهى وجلسات خارجية، بالإضافة إلى مدرجات زراعية حول القمة الصخرية للبرج لتوفير كل الخدمات السياحية للزوار على مدار العام، بالإضافة إلى تنظيم الأنشطة المتنوعة خلال المواسم السياحية لتنشيط الحركة السياحية والثقافية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بالإضافة إلى من الجهة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة توثق تقارير مروعة عن الانتهاكات بولاية الجزيرة السودانية
وثّق صندوق الأمم المتحدة للسكان "تقارير مروعة" عن الانتهاكات التي تعرضت لها النساء بولاية الجزيرة وسط السودان منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع "مجازر" وهجمات "غير مسبوقة" تشنها قوات الدعم السريع على مناطق بالولاية.
وتشهد الولاية هجمات غير مسبوقة من قوات الدعم السريع منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب انشقاق قائدها بالولاية أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش السوداني.
وتشمل الانتهاكات التي وثقها صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير -نشر أمس الأول الثلاثاء- روايات "صادمة" عن العنف الجنسي، ورحلات نزوح طويلة بلغت أياما مشيا على الأقدام.
خريطة ولاية الجزيرة (الجزيرة)وأفاد بعض النازحين إلى ولاية القضارف شرق السودان بأنهم رأوا "نساء يلقين بأنفسهن في النهر لتجنب تعرضهن للإساءة من رجال مسلحين"، بينما أوضحت مستشارة تابعة للصندوق بالقضارف أن الناجيات من العنف الجنسي يهربن ويختبئن، لأن أسرهن يدعوهن للانتحار "لغسل العار"، على حد تعبيرها.
وقالت المستشارة إن "عددا من الفتيات زودهن إخوتهن وآباؤهن وأعمامهن بالسكاكين، وأمروهن بقتل أنفسهن إذا تعرضن للتهديد بالاغتصاب"، مضيفة أنهن "ينكرن ما حدث لهن أو يخشين أن يتم اتهامهن أو استهدافهن، خشية أن يفقدن حياتهن إذا كشفن عن تجاربهن".
وفي مخيم النازحين بولاية كسلا شرقي البلاد، شاركت ناجيات تحذيرات مؤلمة من عائلاتهن قبل مغادرتهن، إذ قال لهن ذويهن: "إذا رأينا مقاتلين مسلحين يأتون إلى القرية ويحاولون اغتصابك، فسوف نقتلك لحمايتك قبل أن يحدث هذا".
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان إنه سمع "تقارير مثيرة للقلق عن أعمال نهب وتهديدات وهجمات واسعة النطاق على المنازل، أدت إلى نزوح جماعي، وتعرضت للهجوم عائلة نازحة أطلق عليها الصندوق اسم (علياء)، مما أجبرها على الفرار سيرًا على الأقدام".
وأشار التقرير إلى أن تصاعد الصراع في ولاية الجزيرة أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص، ومن بينهم العاملون في مجال الصحة، وتعرضت 6 مرافق صحية على الأقل للهجوم، وتم نقل المرضى إلى مراكز صحية بديلة، رغم أن "واحدًا فقط من كل 4 مراكز صحية يعمل حاليًا في الجزيرة".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان إنه أحصى خلال أقل من شهر نزوح أكثر من 343 ألف شخص في أنحاء ولاية الجزيرة، بسبب تصاعد الاشتباكات العنيفة.