من يقف خلف بيان فتح الذي هاجم حماس بشراسة؟ وهل عباس على علمٍ به؟ أم هُناك جهات خلف الكواليس؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
سرايا - أثار البيان الذي نُسب إلى حركة “فتح” وهاجم بشدة حركة “حماس” بسبب حرب غزة وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى، حالة كبيرة من الجدل داخل الأوساط الفلسطينية، وكشف مدى عمق وتأزم الخلافات بين الحركتين رغم حرب غزة الدامية التي دمرت الأخضر واليابس.
بيان “فتح” التي وصفه الكثير من الفصائل الفلسطينية بأنها “تصعيد في وقت خاطئ”، فجر موجة كبيرة من الانتقادات ضد الحركة، في وقت “حساس” بحاجة فيه الفلسطينيين أكثر من أي وقت مضى للوحدة الداخلية والتصالح وتجاوز كل عقبات الانقسام، لمواجهة المخططات الصهيونية التي تُحاك في الغرف المغلقة ضد قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
وفي بيان صحفي صدر ليل الجمعة الماضية، شنت حركة “فتح” هجوما حادا على “حماس”، متهمة إياها بالتسبب في إعادة احتلال (إسرائيل) لقطاع غزة، وقالت في البيان، إن “من تسبب في إعادة احتلال (إسرائيل) لقطاع غزة، وتسبب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خصوصا في قطاع غزة، لا يحق له إملاء الأولويات الوطنية”.
وأكدت فتح أن “المفصول الحقيقي عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني هي قيادة حركة حماس، التي لم تشعر حتى هذه اللحظة بحجم الكارثة التي يعيشها شعبنا المظلوم في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية”.
أزمة تشتعل
وأعربت فتح عن “استغرابها واستهجانها من حديث حماس عن التفرد والانقسام، وتساءلت هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية أو أي طرف وطني فلسطيني عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر الماضي، التي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة 1948؟ وهل شاورت حماس القيادة الفلسطينية وهي تفاوض الآن (إسرائيل) وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات”.
وانتقدت “فتح” تصرفات وممارسات قيادة “حماس” وسلوكياتها اتجاه الحرب في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه “على ما يبدو أن حياة الرخاء التي تعيشها هذه القيادة في فنادق السبع نجوم قد أعمتها عن الصواب، متسائلة لماذا تعيش معظم قيادات حماس في الخارج، ولماذا هربت وعائلاتها وتركت الشعب الفلسطيني يواجه حرب الإبادة الوحشية دون أي حماية”.
ودعت “فتح” قيادة “حماس” إلى “وقف سياستها المرتهنة لأجندات خارجية، والعودة الى الصف الوطني من أجل وقف الحرب وإنقاذ شعبنا وقضيتنا من التصفية، ومن أجل إغاثة شعبنا وإعادة إعمار غزة، وصولا إلى الانسحاب الكامل عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس”.
وبعد تكليف محمد مصطفى بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة الأسبوع الماضي، من قبل الرئيس محمود عباس، قالت “حماس” في بيان مشترك مع حركتي الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “تعيين حكومة من دون توافق وطني هو خطوة فارغة من المضمون وتعمق الانقسام”.
في المقابل، أبدت فتح استهجانها لاتهامات حماس.
يأتي ذلك، في حين تشهد علاقات السلطة التي تسيطر عليها حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس، توترات منذ فترة طويلة مع “حماس” التي تدير غزة، وخاض الفصيلان حربا قصيرة الأجل قبل طرد فتح من القطاع في عام 2007. مع هذا، نددت السلطة الفلسطينية مرارا بالهجوم الإسرائيلي على القطاع وتصر على لعب دور في إدارة غزة بعد الحرب.
ورغم أن بيان حركة “فتح” الأخير كشف الوجه الحقيقي للعلاقات المتوترة والمشحونة بين “فتح” و”حماس”، إلا أنه فجر كذلك موجه انتقادات وخلافات داخلية “غير مسبوقة” داخل قيادات حركة “فتح” في رام الله بين مؤيد ومعارض، وآخرين لا يعلمون من أصدره أو من يقف حتى خلفه.
خلافات فتحاوية داخلية
مصادر كشفت، أن “خلافات حادة وصلت حد التلاسن دبت داخل أروقة حركة “فتح”، بعد البيان الذي أصدرته جهات معينة في الحركة وهاجمت فيه حركة حماس”، وقالت المصادر إن “الغالبية العظمى من القيادات الوازنة في فتح من اللجنة المركزية للحركة ومجلسها الثوري لم تكن على علم بالبيان ولم يتم استشارتها فيه مطلقا، على عكس ما درجت عليه العادة أن يتم توزيع مسودة البيانات قبل اعتمادها على عدد من الشخصيات السياسية وكوادر التنظيم في المناطق، لأخذ ملاحظاتهم”.
وأشارت المصادر، وفق ما نشره “قدس برس”، إلى أن “الدائرة الإعلامية أو دائرة التعبئة والتنظيم (الجهتان المكلفتان فقط بإصدار البيانات وتعميمها)، وحسب المعلومات فلم يتم اشراكهما في البيان الأخير”، مرجحةً أن “تكون جهات أمنية هي التي تقف خلف إصدار البيان الذي لاقى استنكارا شعبيا جارفا، وعجت منصات التواصل الاجتماعي بالانتقادات العنيفة للبيان ولحركة فتح”.
ورغم تزامن إصدار البيان مع حملة تشويه ضد المقاومة الفلسطينية بشكل عام وحركة “حماس” على وجه الخصوص، إلا أن أصواتا داخل حركة فتح رفضت ما جاء فيه.
ونشر عضو المجلس الثوري لحركة فتح بسام زكارنة منشورا على صفحته على فيسبوك أكد فيه أن “البيان لا يمثل حركة فتح”، وقال “دون الخوض بالتفاصيل: النظام ينص على أن بيانات فتح تصدر بعد اجتماعات المركزية أو الثوري أو الإقليم”.
وتابع “لا تُكتب من أشخاص، كثير من البيانات لا تُعبر عن رأي الحركة وأفرادها”.
وختم بقوله “أنا كعضو ثوري أرفض أي بيان يصدر باسم الحركة دون أن يصادق عليه الثوري أو ينسجم مع قرارات المؤتمر الحركي والثوري والمركزية”.
وذيّل منشوره بعبارة “لا ناطق ولا بيان يمثلنا، دون إشراك الفتحاويين المخولين”.
وتبقى التساؤل المطروح..
من يريد صب الزيت على نار الخلافات الفلسطينية المشتعلة أصلاً؟ ولماذا بهذا التوقيت الحساس؟ وما هدف إصدار هذا البيان؟
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : بالفيديو .. طوابير بالمئات لاستلام الطحين لأول مرة منذ أربع أشهر في شمال غزةإقرأ أيضاً : الاحتلال يؤكد اغتيال "مروان عيسى" في قصف على وسط غزة إقرأ أيضاً : وزير متطرف في حكومة الاحتلال: (إسرائيل) تخسر الحرب مع حماس في غزة والجيش أخطأ في التعامل مع رفح
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة الحكومة محمد غزة غزة الشعب الشعب قيادة غزة قيادة الشعب قيادة فلسطين محمد الرئيس محمود فلسطين الرئيس محمود القطاع القطاع غزة الله التوقيت قيادة فلسطين الحكومة الله غزة الاحتلال الشعب محمود التوقيت محمد الرئيس القطاع حرکة فتح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
“الزكاة والضريبة والجمارك” تحث على تقديم البيان الجمركي قبل 72 ساعة من وصول الإرساليات للمنافذ
حثت هيئة “الزكاة والضريبة والجمارك” على تقديم البيان الجمركي والمستندات اللازمة للاستيراد قبل 72 ساعة من وصول الإرسالية إلى المنافذ الجمركية، مؤكدة أنه يُعد خطوة أساسية وهامة لضمان سرعة وصول البضائع، وتسريع الفسح، وتخفيض تكاليف الاستيراد.
وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة الزكاة والضريبة والجمارك الأستاذ حمود الحربي: تؤكد الهيئة على جميع عملائها وشركائها من المستوردين والمخلصين الجمركيين أهمية وضرورة تقديم البيان الجمركي مسبقًا قبل وصول الإرسالية، والتحقق من صحة المعلومات المرفقة مثل بوليصة الشحن والفاتورة، إضافة إلى استكمال جميع متطلبات الفسح الجمركي من الجهات المعنية، وذلك فيما يتعلق بالبضائع التي يتطلب فسحها الحصول على موافقات مسبقة قبل عملية الاستيراد.
وأضاف الحربي: تقديم واستكمال جميع المتطلبات وأذونات الاستيراد للبضائع التي يتطلب فسحها أو استيرادها الحصول على موافقات مسبقة من الجهات المعنية قبل عملية الاستيراد يُسهم بشكل مباشر في تسريع عملية الفسح الجمركي، وتجنب أي تأخير أو تكاليف إضافية، ويعزز من سرعة العمليات الجمركية والخدمات اللوجستية المرتبطة بها.
وفي سياق تعزيز السرعة والفعالية في المنافذ الجمركية سلط الحربي الضوء على مبادرة الفسح خلال ساعتين، التي تهدف إلى تمكين الفسح الجمركي خلال ساعتين فقط من استكمال المتطلبات اللازمة، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تمثل جزءًا رئيسيًا من استراتيجية الهيئة للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030 بتعزيز تنافسية المملكة كمركز لوجستي عالمي.
وأشار إلى أن الجهود التي تبذلها الهيئة بالتعاون مع 26 جهة حكومية تُمثل جهات الفسح الجمركي، وتهدف باستمرار لتيسير عمليات الاستيراد والتصدير، وتعزيز مرونة العمليات الجمركية والخدمات اللوجستية المرتبطة بها، مشيرًا إلى أن الهيئة ستواصل العمل جنبًا إلى جنب مع شركائها لضمان سلاسة وكفاءة الإجراءات الجمركية، وتقديم خدمات متكاملة، تدعم التجارة الدولية، وتعزز من قدرة المملكة على المنافسة عالميًا في مجالات الاستيراد والتصدير.
ودعت “الزكاة والضريبة والجمارك” جميع الراغبين في الحصول على مزيد من المعلومات إلى التواصل معها على الرقم الموحد لمركز الاتصال “19993”، أو حساب “اسأل الزكاة والضريبة والجمارك” على منصة “X” “Zatca_Care@” ، أو البريد الإلكتروني “info@zatca.gov.sa”، أو من خلال المحادثات الفورية عبر الموقع الإلكتروني.