التحديات الطاقوية والمائية: هل استفادت تركيا أمنيا من العراق من دون ضمانات لحسم الملفات الاخرى؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
17 مارس، 2024
بغداد/المسلة الحدث: ريطت تركيا جميع الملفات الاقتصادية والتجارية والمياه، وحتى التعاون الأمني مع العراق بملف حزب العمال.
ويبدو أن ملف حزب العمال الكردستاني أصبح محورًا رئيسيًا للتوترات بين العراق وتركيا، حيث بطت جميع الملفات الاقتصادية والتجارية والمياه، وحتى التعاون الأمني بما يتعلق بالمطلوبين بين البلدين، لصالح متابعة التحركات والأنشطة التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية.
تواصلت الاجتماعات والتحركات الدبلوماسية بين العراق وتركيا، ولكن بشكل ملحوظ تغلبت الانتقادات والتهديدات على جهود التسوية، مما يعكس تصاعد التوترات والتحديات بين البلدين في هذا الصدد.
لا تزال الجهود متواصلة لإيجاد حل سلمي ومستدام لهذه الأزمة، إلا أن التقدم في هذا الاتجاه يبدو معقدًا نظرًا لتعقيدات المواقف والمصالح الداخلية والخارجية التي تتداخل في هذا الصراع.
من الواضح أن هذا التصعيد في العلاقات بين العراق وتركيا بسبب ملف حزب العمال الكردستاني يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه جهود تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، ويضع ذلك الجميع أمام ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية تُعالج القضايا الملحة بطريقة تحافظ على سلامة العلاقات بين البلدين وتحقق مصالح الشعبين دون اللجوء إلى التصعيد والتوترات الزائدة.
واستفادت تركيا بشكل مباشر من الاتفاقات التي أبرمتها مع العراق، ولكن يجب النظر في هذه الاستفادة في سياق أوسع للعلاقات الثنائية بين البلدين والتحديات التي تواجهها.
ويُعتبر الاتفاق بين تركيا والعراق بشأن ملف حزب العمال الكردستاني خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، وهو ما يعود بالفائدة على تركيا والعراق على حد سواء، حيث يسهم في تقوية العلاقات بينهما وتعزيز التعاون الأمني المشترك.
أما بالنسبة لملف المياه والطاقة، فإن الضمانات المطلوبة لمنع حبس المياه وضبط ملف الطاقة يجب أن تكون جزءًا من أي اتفاقية أو تفاهم بين البلدين. من المهم أن تلتزم تركيا بتطبيق الإجراءات والسياسات التي تحافظ على حقوق العراق في المياه وتضمن عدم تعطيل تدفقها، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة بما يعود بالفائدة على الجانبين.
أما بالنسبة للاتفاق الثنائي بين تركيا وإقليم كردستان العراق لتصدير النفط وتهريبه، فهذا يمثل تحديًا للحكومة العراقية في بغداد، حيث يعتبر هذا الاتفاق تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق وتجاوزًا لسيادته.
والتقى فيدان برفقة وزير الدفاع التركي يشار غولر، في بغداد الخميس الماضي، بوزراء الخارجية فؤاد حسين والدفاع ثابت العباسي، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس “هيئة الحشد الشعبي”، فالح الفياض.
واتفق الطرفان على تشكيل لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب وتطوير العلاقات الاقتصادية، تمهيداً لتبني مذكرة تفاهم في مختلف أوجه العلاقات. وأكدا أن حزب “العمال الكردستاني” يمثل تهديداً أمنياً للبلدين، وأن وجوده على الأراضي العراقية هو خرق للدستور.
و اعتبر النائب ثائر الجبوري، عضو “ائتلاف دولة القانون”، وهو جزء من تحالف “الإطار التنسيقي الحاكم في البلاد”، أن “تركيا اعتدت على العراق عندما أنشأت السدود على نهرَي دجلة والفرات، وهذا الأمر مخالف للقانون الخاص بالدول المتشاطئة، مع العلم أن هناك إمكانية لاستثمار الملف الاقتصادي كورقة ضغط على تركيا لتحقيق أعلى قدر ممكن من المصالح للعراق”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی بین البلدین
إقرأ أيضاً:
النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
الأثنين, 10 يونيو 2024 10:05 ص
متابعة/ المركز الخبري الوطني
قال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في العراق غازي شبيكات، إن الصندوق يدعم الإصلاحات العراقية التي تحقق استدامة مالية تبعد العراق عن أي أزمات تتعرض لها السوق النفطية والتي يعتمدها العراق في تغطية نفقاته السنوية، متوقعاً حصول نموّ في الاقتصاد العراقي خلال السنوات المقبلة.
*ماذا يتوقع الصندوق لمستقبل الاقتصاد العراقي؟
– الصندوق يتوقع حصول نمو في الاقتصاد الكلي العراقي، بالتزامن مع الإصلاحات التي تتبناها الحكومة بهدف خلق معالجات واقعية لمجمل المشكلات الاقتصادية، ولمسنا جدية من الحكومة العراقية في مجال تحقيق إصلاحات اقتصادية توطد العلاقة مع الصندوق وهذا يشجع على ترصين التعاون بالشكل الذي يخدم الاقتصاد العراقي الذي يعاني مشكلات مزمنة.
*كيف يدعم الصندوق الاقتصاد العراقي وما وجه الدعم؟
إنَّ صندوق النقد الدولي يدعم الإصلاحات العراقية التي تحقق استدامة مالية تبعد العراق عن أي أزمات تتعرض لها السوق النفطية والتي يعتمدها العراق في تغطية نفقاته السنوية، لاسيما أنَّ بلداً مثل العراق يحتاج إلى إيرادات كبيرة لتغطية حاجة جميع القطاعات، وهذا يحتاج إلى خلق استدامة مالية حقيقية من خلال إحياء القطاعات الإنتاجية والخدمية وجعل دورة رأس المال في إطار محلي.
*بماذا تنصحون بشأن تخفيف معدلات البطالة؟
العراق يجب أن يركز على سوق العمل وأن تُخلق مزايا في القطاع الخاص توازي ما يحصل عليه في القطاع العام، ليتم التوجه إلى التوظيف في القطاع الخاص الذي يجب أن ينشّط بحدود تتناسب وقدرات العراق الاقتصادية.
*ماذا تحتاج سوق العمل العراقية؟
- لابد من العمل على تدريب وتأهيل الموارد البشرية في جميع الاختصاصات في ظل وجود ثروة بشرية يمكن أن توظف بالشكل الذي يخدم العراق، مع ضرورة خلق أيدي عمل ماهرة في جميع القطاعات وبالشكل الذي يتناسب مع السياسة الحكومية الإصلاحية.
*برأيكم أين مكامن القوة في الاقتصاد؟
– إنَّ القطاع الخاص يمثل قوة اقتصادية يمكنها أن تقهر التحديات وتنهض بالاقتصاد الوطني بشكل تدريجي فهو يعالج كثيراً من المشكلات، لا سيما أنَّ العراق يمكنه تحقيق تعدد في الإيرادات من القطاعات ومنها يتميز بتحقيق إيرادات مستدامة.
*ماذا عن القطاع المالي؟
إنَّ التنافسية في قطاع المال يمكنها أن تخلق قطاعاً مالياً رصيناً ذا خدمات متطورة وبمسارات أموال آمنة وشفافة داعمة للاقتصاد ومراحل النهوض التي ينشدها ويعمل على بلوغها ويصل إلى أهم الأهداف المتمثلة بالاستدامة المالية.