كشف تقرير حالة برمجيات المطاردة 2023 من كاسبرسكي أن ما يقرب من 31,000 مستخدم للهاتف المحمول في جميع أنحاء العالم قد تعرضوا لبرمجيات المطاردة، وهي برمجيات مراقبة سرية يستخدمها مرتكبو العنف المنزلي لمراقبة ضحاياهم. لكن المشكلة لا تقتصر على برمجيات الملاحقة فقط، حيث قال 40% من الأشخاص الذين شاركوا باستطلاع الرأي في جميع أنحاء العالم أنهم تعرضوا للمطاردة، أو اشتبهوا في تعرضهم للمطاردة.


عادةً ما تتنكر برمجيات المطاردة كتطبيقات مشروعة لمكافحة السرقة أو الرقابة الأبوية على الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والحواسيب، ولكنها في الواقع مختلفة تماماً. إذ يتم تنصيب هذه البرمجيات دون موافقة وإخطار الشخص الذي يتم تعقبه عادة، وتزوّد المعتدي بالوسائل اللازمة للسيطرة على حياة الضحية. تختلف قدرات برمجيات المطاردة حسب التطبيق. 
حالة برمجيات المطاردة هو تقرير سنوي تصدره شركة كاسبرسكي ويهدف لتوفير فهم أفضل لعدد الأشخاص المتأثرين بالمطاردة الرقمية على مستوى العالم. ففي عام 2023، كشفت بيانات كاسبرسكي أن 31,031 فرداً مختلفاً حول العالم تأثروا ببرمجيات المطاردة، وذلك بزيادة قدرها 5.8% مقارنةً بعام 2022. وتشكل الأرقام اتجاهاً معاكساً للهبوط في عام 2021، مما يؤكد أن المطاردة الرقمية لا تزال تمثل مشكلةً عالميةً. 
وفقاً لشبكة كاسبرسكي الأمنية، كان المستخدمون في روسيا، والبرازيل، والهند هم الأكثر تضرراً في عام 2023. كما دخلت إيران المراكز الخمسة الأولى في العام السابق وما تزال هناك. وبالمقارنة بعام 2021، فقد تغيرت البلدان العشرة الأكثر تضرراً قليلاً. وفي حين تراجعت ألمانيا من المرتبة السابعة إلى العاشرة، لم تكن المملكة العربية السعودية (التي احتلت المرتبة الثامنة في عام 2022) من الدول العشر الأكثر تضرراً هذا العام.

 

الدول العشر الأكثر تأثراً ببرمجيات المطاردة في العالم عام 2023
المطاردة والعنف – على الإنترنت وفي العالم الواقعي
يتنوع نطاق الاعتداءات، حيث أبلغ أكثر من ثلث (39%) المشاركين في جميع أنحاء العالم عن تعرضهم للعنف أو الاعتداء من شريك حالي أو سابق. ومن بين الذين تم سؤالهم في التقرير، كشف 23% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم أنهم واجهوا شكلاً من أشكال المطاردة عبر الإنترنت من شخص كانوا يواعدونه مؤخراً. علاوة على ذلك، أفاد 40% بشكل عام أنهم تعرضوا للمطاردة أو اشتبهوا في تعرضهم للمطاردة.
من ناحية أخرى، اعترف 12% من المستجيبين بتثبيت تطبيقات أو ضبط إعدادات على هاتف شريكهم، فيما أقر 9% منهم بالضغط على شريكهم لتنصيب تطبيقات المراقبة. ومع ذلك، لا تحظى فكرة مراقبة الشريك دون وعيه بموافقة غالبية الأفراد (54%)، مما يعكس المشاعر السائدة ضد هذا السلوك. أما بالنسبة للموقف من مراقبة أنشطة الشريك عبر الإنترنت برضاه، أعرب 45% من المشاركين عن عدم موافقتهم، مما يسلط الضوء على أهمية حقوق الخصوصية. وفي المقابل، يؤيد 27% الشفافية الكاملة في العلاقات، ويرون أن المراقبة الرضائية مناسبة، في حين يرى 12% أنها مقبولة فقط عند التوصل لاتفاق متبادل.
قال ديفيد إيم، خبير الأمن وخصوصية البيانات لدى كاسبرسكي: «تسلط هذه الاكتشافات الضوء على التوازن الدقيق الذي يحققه الأفراد بين العلاقة الحميمية وحماية المعلومات الشخصية. من الإيجابي ملاحظة زيادة الحذر، خصوصاً فيما يتعلق بالبيانات الحساسة مثل كلمات مرور أجهزة الأمان. ويتوافق الإحجام عن مشاركة مثل هذا الوصول المهم مع مبادئ الأمن السيبراني. فيما تشير الرغبة في مشاركة الصور وكلمات مرور خدمات البث إلى تحول ثقافي، وبالرغم من ذلك، يجب على الأفراد إدراك المخاطر المحتملة حتى في تبادلات المعلومات التي لا تبدو خبيثة. تعكس هذه الأفكار  أهمية تعزيز التواصل المفتوح داخل العلاقات، بالإضافة لرسم حدود واضحة، وتعزيز المعرفة الرقمية. وبالنسبة لمتخصصي الأمن، فهو يعزز الحاجة إلى التعليم المستمر حول أفضل ممارسات الأمن السيبراني وتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مشاركة المعلومات الشخصية داخل العلاقات».
المعركة ضد برمجيات المطاردة تحتاج إلى شراكات
في معظم البلدان حول العالم، لا يُحظر استخدام برمجيات المطاردة حالياً، ولكن يُعد تثبيت تطبيق مثل هذا على هاتف ذكي لشخص آخر دون موافقته أمراً غير قانوني ويعاقب عليه القانون. ومع ذلك، يتحمل المعتدون المسؤولية في تلك الحالات، وليس مطورو التطبيق. بجانب التقنيات الأخرى ذات الصلة، تُعد برمجيات المطاردة أحد عناصر الاعتداء المُمكّن تقنياً، وغالباً ما يُستخدم في العلاقات المؤذية. 
وعلقت إيريكا أولسن، المدير الأول لمشروع شبكة الأمان في الشبكة الوطنية لإنهاء العنف المنزلي (NNEDV) في الولايات المتحدة، على التقرير قائلةً: «يسلط هذا التقرير الضوء على انتشار سلوك المطاردة المنفذ بواسطة التكنولوجيا، وكذك للتصورات المُتعلقة بالخصوصية في العلاقات الحميمة للشركاء. إذ أفاد جزء كبير من المشاركين أنهم على استعداد لمشاركة بعض المعلومات، سواء لأسباب تتعلق بالسلامة أو غير ذلك. وقد ذكر 4% منهم أنهم وافقوا على مضض على المراقبة بناءً على إصرار شريكهم وهذا لا يُعد موافقةً حقاً. لذا من المهم إنشاء تمييز واضح بين المشاركة الرضائية والمراقبة غير الرضائية. فالرضا هو اتفاق خالٍ من القوة أو الإكراه».
قالت إيما بيكرينج، رئيسة فريق الاعتداء المُمكّن تقنياً والتمكين الاقتصادي في منظمة Refuge في المملكة المتحدة: «إن الإحصائيات التي يسلط عليها هذا التقرير الضوء مثيرة للقلق حقاً، ولكننا لم نتفاجأ للأسف. هنا في Refuge، نشهد زيادة مثيرة للقلق في عدد الناجين الذين يبلغون عن مخاوفهم المتعلقة ببرمجيات المطاردة. كما من المهم جداً أن نلاحظ أننا نادراً ما نرى أي شكل من أشكال إساءة استخدام التكنولوجيا يتم بشكل معزول. فبجانب برمجيات المطاردة، غالباً ما يسيء المعتدون استخدام أشكال أخرى من التكنولوجيا للتسبب في الأذى والضيق. ولهذا السبب، يجب علينا، كوكالات، التأكد دائماً من أننا نقوم بإكمال تقييم تقني مفصل وندعم الناجين لاستعادة الوصول إلى جميع الحسابات والأجهزة. ولهذا السبب، من الضروري أن نواصل معاً العمل مع مجتمع التكنولوجيا الأوسع لفهم التكنولوجيا المستخدمة، لمحاولة منع استخدامها في إلحاق الضرر ومحاولة تضمين السلامة من خلال التصميم بشكل تعاوني.
ففي المقام الأول، لا تعد برمجيات المطاردة مشكلة تقنية، بل أنها تعبير عن مشكلة تتطلب اتخاذ إجراءات من جميع فئات المجتمع. لا تكتفي كاسبرسكي بشكل نشط بحماية المستخدمين من هذا التهديد فحسب، بل تجري أيضاً حواراً متعدد المستويات مع المنظمات غير الربحية، ووكالات البحث والعمل العام في المجال حول العالم، وذلك للعمل معاً على إيجاد حلول تعالج هذه المشكلة. 
في عام 2019، كانت شركة كاسبرسكي أول شركة أمن سيبراني في القطاع تطور تنبيهاً جديداً ملفتاً للانتباه يُعلم المستخدمين بوضوح في حالة العثور على برمجيات مطاردة على أجهزتهم. وفي حين أن حلول شركة كاسبرسكي كانت تقوم، منذ سنوات عديدة، بوضع علامات على التطبيقات الخبيثة المحتملة، والتي لا تُعد برمجيات خبيثة مثل برمجيات المطاردة، تفيد وظيفة الإشعارات الجديدة في تنبيه المستخدم لحقيقة وجود تطبيق قد يكون قادراً على التجسس عليه على جهازه. 
كجزء من مشكلة أوسع، تعمل كاسبرسكي مع الخبراء والمنظمات ذات الصلة في مجال العنف المنزلي، بدءاً من خدمات دعم الضحايا، ومروراً ببرمجيات المعتدين، ووصولاً للوكالات البحثية والحكومية، لتبادل المعرفة ودعم المتخصصين في المجال والضحايا على حد سواء.  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فی جمیع أنحاء العالم فی عام

إقرأ أيضاً:

وزير المالية: إجراء 3 مراجعات لرواتب المستخدمين في الوظيف العمومي

كشف وزير المالية عبد العزيز فايد، أن مشروع قانون المالية تم تحضيره في ظرف زمني خاص. ويندرج في إطار التنفيذ الفعّال لنمط الحوكمة الجديد.

وأضاف وزير المالية خلال عرضه لمشروع قانون المالية 2025 أمام النواب. أن للسنة الثالثة يتم اعداد الميزانية بنمط البرنامج تعكس توجهات السياسة العمومية والميزانية متوسطة المدى 2025/2027. كما أنه ومن خلال المشروع سيتم ختم مرحلة تميزت بتحديات ميزانياتية كبيرة خاصة ما تم بمعالجة آثار جائحة كورونا .

وأوضح وزير المالية، أنه تم إجراء 3 مراجعات لشبكة رواتب المستخدمين في الوظيف العمومي، ومست المراجعة الأولى للأجور 2 مليون و700 ألف موظف ومتقاعد بأثر مالي يقدر بـ220 مليار دينار، أما المراجعة الثانية للأجور سنة 2023 مست 2 مليون و800 ألف موظف ومتقاعد بأثر متالي بلغ 585 مليار دج . أما المراجعة الثالثة للأجور سنة 2024 مست أكثر 3 مليون موظف ومتقاعد بأثر مالي بلغ 578 مليار دج.

وفي ما يخص النفقات الإستثنائية، أكد الوزير أن المتعلقة بجائحة كورونا والذي بلغ أثره الميزانياتي 450 مليار دج من 2020 إلى 2025. ورفع التجميد عن مشاريع الإستثمار المجمدة منذ سنة 2014 والذي بلغ عددها 982 عملية استثمارية بمبلغ 1838 مليار دينار. ناهيك عن إنشاء أكثر من 374 ألف منصب عمل في الوظيف العمومي من سنة 2020 إلى 2024.

كما تم إدماج مستفيدي جهاز الادماج المهني البالغ عددهم 338 ألف مستفيد. بالإضافة ك>لك إلى تحويل عقود 179 ألف مستفيد من جهاز نشاط الإدماج الإجتماعي إلى عقود غير محددة المدة. ناهيك عن مواصلة إنجاز المشاريع الكبرى التي بلغت 178 شروع بمبلغ 9815 مليار دينار تغطي قطاعات الاشغال العمومية، الري، السكن، الفلاحة، الصحة، البيئة، الطاقة والمناجم النقل.

مقالات مشابهة

  • كاسبرسكي تقدم نظرة عامة على سوق الإشتراكات عبر الإنترنت
  • طفرة في استخدام الإنترنت بقارة إفريقيا.. مصر ونيجيريا بهما ثلث المستخدمين
  • البرهان: نفخر بالنهضة التي حققتها مصر في جميع الخدمات الإنسانية
  • «نوبات هلع وصرع».. أسما شريف منير تكشف عن سبب زيادة وزنها
  • مرض نادر .. أسما شريف منير تكشف سبب زيادة وزنها
  • البترول تكشف حقيقة زيادة أسعار الغاز الطبيعي
  • وزير المالية: إجراء 3 مراجعات لرواتب المستخدمين في الوظيف العمومي
  • شركة النفط بمأرب تكشف حقيقة زيادة أسعار المشتقات النفطية
  • أخبار التكنولوجيا| آبل تطلق ميزات Apple Intelligence لأجهزة آيفون وآيباد.. وان بلس تكشف عن تكاليف إصلاح OnePlus 13
  • "دي- كاف".. تجارب إنسانية فريدة في "من بين جميع الناس في جميع أنحاء العالم" و"معجم نازح"