رشان أوشي: لم تعد حرب السودان مسألة سياسية أو عسكرية. إنها قضية أخلاقية
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
الطريق الثالث الذي تتجاهله القيادة !
يعود الناس إلى الماضي عندما يخذلهم الحاضر، ويبحثون فيه عن تلك النماذج المثالية التي تغيب الآن عن مواقعها وأدوارها، ولكن التغافل عن نماذج مثالية حاضرة وتقوم بدورها، والتعلق بأشياء من الماضي ربما يمكن وصف هذه الحالة بالتوهان.
هو ذات التوهان السياسي الذي تعيشه الدولة الآن ، وأعني بالدولة هنا ليست المؤسسات الوطنية وإنما الشخصيات والعقول التي تدير الأمور وتوجهها.
غريبة المقارنة بين مجموعة أحزاب وشخصيات من الماضي، تمت تجربتها حتى نفذت صلاحيتها الجماهيرية أولاً، وقدرتها على الفعل السياسي ثانياً، وبين تيار المقاومة الشعبية الذي قاد الجيش إلى النصر في معركته الدولية، بأن هزمت المقاومة الشعبية كل دعاوى المليشيا وحاضنتها السياسية، التي حاولت أن تدفع بالحرب إلى اتجاه كونها تعبر عن تطلعات شعبية في التحول الديمقراطي، وأن تجعل من القوات المسلحة كياناً موازياً لمليشيا ولدت من رحم موقف سياسي وليس وطنياً.
هل يحتاج الجيش لمؤيدين؟ نعم ، ها هو يحظى بتأييد كل الشعب السوداني، الذي قدم أروع نموذجاً للصمود والبطولة؛ بأن احتمل السكنى بمعسكرات إيواء وانتظار المساعدات الإنسانية؛ لم يتذمر، أو يتراجع لحظة عن دعم القوات المسلحة وتأييدها، بل ومضى الشعب السوداني في تضحياته ومساندته للجيش إلى مرحلة الدفع بفلذات أكبادهم إلى معسكرات الاستنفار الشعبي للقتال جنباً إلى جنب مع الجيش الوطني.
هل يمكن مقارنة هذه الحاضنة، بحفنة أحزاب بالية وشخصيات عفا عليها الزمن؟ وإنفاق المال على مؤتمرات هلامية لن تقدم خطوة واحدة على طريق معركة الجيش السياسية والعسكرية.
لم تعد حرب السودان مسألة سياسية أو عسكرية. إنها قضية أخلاقية ترسم صورة لحالة البشر وتقسمهم ما بين مجموعة انتهازيين ، وآخرين عملاء و ما بين شباب المقاومة الشعبية وإبطال معركة الكرامة.
إذا كان الجيش يبحث عن حاضنة جماهيرية، فالشعب السوداني كله خلفه، وإن كان يبحث عن سياسيين فمن يتصدرون المشهد الآن ليسوا بالشخصيات المناسبة لخوض معركة سياسية بحجم المؤامرة على السودان، ينبغي أن تراجع القيادة العليا رؤاها وأدواتها.
بهذه المناسبة أحب أن أرفع قبعات الفخر والإعزاز بإبطال الدفعة (٥٤) قوات مسلحة، من ضباط مشاة، نسور الجو وبحرية ، لقيادتهم المذهلة للمعركة على الأرض باحترافية يحسد عليها الجيش السوداني، وان انحني تقديراً لتضحيات الشهداء الأبطال من الدفعة (٥٤) قوات مسلحة، الشهيد الرائد سهل، والشهيد الرائد ناصر عجيب و (٢٢) شهيداً آخر من رحم هذه الدفعة المميزة.
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور عماد البشتاوي أستاذ العلوم السياسية، إن الأوضاع المأساوية في قطاع غزة تتفاقم بشكل كبير، مؤكداً أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع.
وأوضح أن "كلما طال الوقت، زادت إسرائيل من إجراءات الحصار والتجويع"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري وعدم ترك الأمور تحت سيطرة إسرائيل التي تتحكم في دخول الماء والغذاء والدواء للشعب الفلسطيني.
وأضاف البشتاوي، خلال مداخلة هاتفية على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن قطاع غزة يمر بحالة تجويع غير مسبوقة في التاريخ، مشيراً إلى أن إسرائيل تشن حرباً على شعب أعزل لا يمتلك حتى قوت يومه، مما يجعلها تتهرب من كافة التزاماتها القانونية والسياسية والأخلاقية.
وشدد البشتاوي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي قائلاً: "من المؤسف أن يقف العالم متفرجاً وصامتاً أمام ما يحدث من تجويع وتدمير ممنهج في غزة".
وأكد أن الأمم المتحدة والدول الكبرى، خاصة الإقليمية والولايات المتحدة، عليها دور كبير في التدخل. كما أشار إلى أنه لا يوجد أي مبرر يمنع الولايات المتحدة من التحرك الإنساني لوقف القتل والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.