مكافآت الجيش للفشل في الحكم والمهنية!
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
الرأى اليوم
صلاح جلال
رد على مقال دكتور عبدالله علي إبراهيم
لعناية دكتور عبدالله علي إبراهيم يجده صائما بخير
اطلعت على المقال المنشور لك تحت عنوان (هل للأمة قوات مسلحة أم للقوات المسلحة أمة)، الذي اتهمت فيه القوى المدنية بعدم فهم طبيعة القوات المسلحة، وتريد فيه توطين فهم ثقافة العسكر (القوات المسلحة) لدى المدنيين، حتى يتمكنوا من التعامل معهم بمعرفة وفهم.
(2)
آخر كتاب اطلعت عليه قبل عامين إمبراطورية الضباط في مصر للكاتب الإخواني محمود جمال
الكتاب الأهم عن ثقافة الجيوش والحكم للباحث المجيد د.عزمي بشارة الجيش والسياسة نماذج عربية جاء الكتاب في ثلاثة فصول بين العسكرية والمجتمع المدني وحالات تطبيقية امتدت على خريطة الجيوش والسلطة في العالم العربي وبعض النجاحات وأسبابها وأخيرا الانزلاق للفشل ثم الانهيار بالدولة درس فيها نماذج لتجارب الجيوش العربية الفاشلة التي تحقق تنمية مؤقتة، وتهزم التحول الديمقراطي، وتنتهي بفشل الدولة وسقوطها.
(3)
وهناك دراسات عديدة وعميقة عن تجارب القوات المسلحة السودانية في كل جوانبها العسكرية، وفي السلطة منها كتاب الجيش والانقلابات في السودان العميد عصام الدين مرغني الذي طُبِع في قاهرة التسعينات، لقد تجرأت عدة مرات وزرت المكتبة العسكرية بالقوات المسلحة التي كان يقودها فرع التاريخ العسكري بدرجة لواء مليئة بالبحوث والدراسات عن طبيعة القوات المسلحة وتطورها ومفاهيمها، القوى المدنية السودانية يا دكتور عبدالله ليست جاهلة بمعرفة العسكر كما تقول اهتمت باكراً بدراسة القوات المسلحة ومحاولة فهم ظاهرة الانقلابات العسكرية
(هذا المجتزأ منقول من كتاب “من أجل التوثيق- مذكرات العم فضل النور عليه رحمه الله” ص، 101 مدير مكتب الأمير عبدالله نقد الله وزير الداخلية 1966) وهي متاحة الآن في أمازون ذكر أن الأمير عبدالله نقد الله بعد أدائه القسم استدعى القائد العام الفريق الخواض، وناقش معه فكرة حل القوات المسلحة وإعادة تكوينها بطريقة محترفة وقومية متوازنة هو العلاج الوحيد لجرثومة الانقلابات في داخلها وقابليتها للتآمر منذ ذلك التاريخ بعد ثاني انقلاب في البلاد بقيادة إبراهيم عبود، أما عن أدلجة القوات المسلحة، فقد كانت تجربة تمت تحت نظرنا ١٩٩٠م إلى ٢٠١٩م بعد تفريغها من الضباط الوطنيين وأيلولة قيادتها لمحاسيب التنظيم السياسي الحاكم وآخر شهادة بهذه الحقيقة انقلاب مفتش عام القوات المسلحة الفريق أول ركن هاشم عبدالمطلب الذي ذكر أنه يتلقى تعليماته من د. نافع والجاز وعلى كرتي إلى انقلاب اللواء بكراوي.
(4)
كما أن القوى الوطنية والمدنيين ليست خلو من دراسة ظاهرة الجيش المؤدلج في البلاد فهناك كان نقاش عميق للظاهرة في التسعينات ابتدره دكتور عبدالله بولا ببحث مبذول في الإنترنت بعنوان (نسب أمنا الغولة) لتأصيل ممارسات الكيزان الأصولية وعبثهم بمؤسسات الدولة وقواتها المسلحة المؤدلجة لصالح التنظيم بقيادة عسكرية (الحزب تحت الكاب)، لقد ساهم في ذلك النقاش د. فاروق محمد إبراهيم النور والرفيق باقان أموم وشخصي صلاح جلال والمناقشات موجودة في أرشيف صحيفة الخرطوم الصادرة بالقاهرة في التسعينات، القوات المسلحة يا دكتور عبدالله كتاب مفتوح للدراسة والنقد وهناك معرفة حقيقية بها لا كما ادعيت ورميت الأحزاب السياسية والقوى المدنية بالجهل وعدم المعرفة بالجيش، وأذكر مقولة لدكتور حسن الترابي -رحمه الله- أرسل له شخص مقاله ناقدة قدمها له صديق مشترك بينهم سأله هل تذكرت هذا الكاتب رد عليه قائلاً (هل ينسى أحد منا غريمه) القوات المسلحة هي غريمنا الذي باسمه تمت مصادرة حرياتنا وزُج بنا في السجون والمنافي وباسمها تم تعذيبنا وقتلنا عدة مرات فهي غريمنا الذي لن ننساه ولا نغفل عنه.
(5)
ختامة
هذا الرد العفوي والتدفق التلقائي جاء على عجل في شكل خواطر من سطح الذاكرة، ولكن سأعود إلى هذا الموضوع الهام يوماً ليس ببعيد، برد أكثر تأصيلاً في الموضوع والاتهام والنفي له بالدليل الذي لا يقبل الجلجة، نعترف لك دكتور عبدالله بحق الأستاذية علينا والاجتهاد في البحث، ولكن نختلف معك في هواك تطفيف وعي القوى المدنية قرباناً للعسكر، الذين قاومتهم في شبابك، وتواددهم في شيخوختك الراهنة نتفهم تعبك وإرهاقك من النضال الطويل ورغبتك في الاستراحة والابتعاد عن مصادر القلق والإزعاج، رجائي أن تذهب وحدك دون تنظير لجر الآخرين معك، هناك قانون في القوات المسلحة يسمى (الوقاحة وعدم الانقياد) مخالفته تقود العسكري إلى الإعدام والتجريد من الخدمة، أنا عاصي سيادتك جنابو دكتور عبدالله لا أشتري مقالك أعلاه بشروي نقير لجرنا لفهم جديد للقوات المسلحة الانقلابية دون المطالبة بتقويمها ومعالجتها، الجيش لا يصلح للحكم يجب أن يعود إلى الثكنات نقطة سطر جديد وقناعة ترسخت لدينا منذ الصبا إلى الكهولة، كما قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين المجلد الثاني في وصفه الإيمان الراسخ (بإيمان العجائز)، نحن *نؤمن بضرورة إعادة تأسيس القوات المسلحة لتكون قوات قومية التكوين مهنية ومحترفة وموحدة تحتكر العنف في الدولة بلا شريك وحل جميع المليشيات والحركات المسلحة وتصفية وجودها العسكري وفق ترتيبات أمنية والدمج والتسريح (DDR) ، وأن تبتعد القوات المسلحة وبقية القوات الأمنية عن السياسة والاقتصاد هذا هو الوعي الذي أكدته مجريات الحرب العبثية الراهنة التي يجب أن تقف فوراً أو الطوفان والحرب الأهلية الشاملة وهي القاصمة التي لا تبقى لنا عمود في دولة.
الوسومصلاح جلالالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صلاح جلال القوات المسلحة القوى المدنیة
إقرأ أيضاً:
حماس تحيي القوات المسلحة اليمنية
الجديد برس|
حيّت حركة المقاومة الإسلامية حماس، قوات صنعاء، على دعمها المستمر للشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة، في بيانٍ لها الأحد، انها توجه الشكر والتقدير للقوات المسلحة اليمنية و”جماعة انصار الله” على دعمهم المستمر للشعب الفلسطيني في غزة، على الرغم من العدوان الهمجي الأمريكي البريطاني الصهيوني.
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، كشف السبت، عن تمكن صاروخ بالستي فرط صوتي، نوع “فلسطين 2” من الوصول الى هدفه في تل ابيب بدقة، وهو ما أكده جيش الاحتلال الذي اعترف بفشل منظوماته الدفاعية في اعتراضه.
كما كشف سريع في مؤتمر صحفي آخر عن افشال الجيش اليمني، عملية تقدم لحاملة الطائرات الامريكية “هاري ترومان” في البحر الأحمر، عبر وابلٍ من الصواريخ المجنحة، والطائرات المسيرة.