يحقق مسلسل تاج للفنان السوري تيم حسن نجاحًا جماهيريًا لافتًا خلال الموسم الحالي، ويتناول العمل حقبة تاريخية خلال فترة الاحتلال الفرنسي للعاصمة السورية دمشق.

اقرأ ايضاًمسلسل تاج: بداية بعنوان "احدهم خان".. وتيم حسن "المقص" الذي خسر كل شيءترجمة مسلسل تاج تثير ضجة كبيرة في السوشال ميديا

نظرًا لطبيعة الأحداث والحقبة الزمنية التي يتناولها المسلسل فقد احتوى العديد من الحوارات باللغة الفرنسية عند المقاطع الخاصة بالعسكر الفرنسي.

واشتكى العديد من الجمهور حول عدم وجود ترجمة عند الحوارات باللغة الفرنسية مما أثر على فهم بعض الأحداث نظرًا لكثرة واهمية المشاهد التي جاءت باللغة الفرنسية.

وبهذا الخصوص رد الفنان السوري تيم حسن نجم العمل عبر حساباته في السوشال ميديا من خلال نشر صورة تضم ترجمة وأرفقها بتعليق: "صباح الخير  حبايبنا الي عم تسأل عن عدم وجود ترجمة في مسلسلنا تاج :  اكيد المسلسل مترجم وبعناية لكل من يشاهدنا  على :  MBC1  ،  شاهد ،  و تلفزيون الجديد  . لكن النُسخ المتوافرة خارج أمكنة العرض الأساسية لابد أن تنقصها مزايا و منها الترجمة .
شكرا على المتابعة والسؤال".

مسلسل تاج

يتناول العمل قصة الملاكم تاج الحمال الذي يُتهم بخيانة زملائه الثوار ظلمًا، ليعود إلى ممارسة القمار ويخسر زوجته نوران "فايا يونان" وابنته، ليعود لمواجهة الفرنسيين بعد أن يقنعه سليم "كفاح الخواص" ان براءته موجودة في احد الأرشفة وأن الخائن هو رياض بيك "بسام كوسا" الذي تزوج من زوجته.

ويضم العمل تخبة من النجوم أبرزهم فايا يونان، نورا رحال، بسام كوسا، كفاح الخوص، سوسن ابو عفار، اندريه سكاف وآخرون.
 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: مسلسل تاج تيم حسن مسلسل تاج

إقرأ أيضاً:

رحلة الوعي

هل علينا أن نعيد ترجمة بعض الكتب التي سبق لها أن أخذت مكانتها في المكتبة العربية، وشكلت جزءا من وعينا الثقافي والمعرفي، مثلما وجدت صداها لجودتها الفعلية؟ سؤال أجدني منساقا إليه وأنا أقرأ ترجمة جديدة لرواية الكاتب الألماني الكبير هرمان هسه، «سدهارتا»، الصادرة مؤخرا عن «دار الكرمة» في مصر ونقلها إلى العربية سمير جريس. أنساق وفي بالي ترجَمَتي فؤاد كامل وجيزلا فالور حجار (كما ترجمة ثالثة صدرت في دمشق وأعتذر على نسيان اسم الدار التي أصدرتها كما اسم المترجم)، لأسأل: ألم يكن من الأحرى، وبدلا من صرف الجُهد على كتاب حاضر بهذه الكثافة، أن يعمل المترجم على عنوان آخر، وخاصة أن المكتبة العربية، إلى اليوم، ما زالت تعاني من قلة الترجمات على الرغم من هذه النهضة التي نشهدها مؤخرا في نقل ثقافة الآخر إلى لغتنا؟

سؤال مشروع من دون شك، ولكن أيضا، أجد أن إعادة الترجمة، أمر مشروع بدوره، على الأقل لسببين؛ أولا حين تأتي الترجمة من لغة وسيطة، لا شك أنها تثير حساسية ما، لذا لا بدّ أن الترجمة عن اللغة الأصل، سوف تفرد لنفسها مكانة خاصة؛ وهذا أمر بديهي. وإن كان ذلك لا يعني، أن بعض الترجمات عن هذه اللغة الوسيطة، لا يملك حضوره، بل على العكس من ذلك، لأننا نجدها أحيانا ترجمات أكثر من رائعة. أما الثاني، فهي مقولة تي. أس. إليوت الشهيرة: إن علينا أن نعيد الترجمة كلّ عقد من الزمن، لأن اللغة تتغير، لذا فإن الترجمة الجديدة تبث حياة وحيوية في النص من جديد. ربما لهذا السبب نجد أن بعض الدور الفرنسية، مثلا، تعيد من سنوات قليلة ترجمة بعض الكلاسيكيات معتبرة أن اللغة التي نقلت بها أصبحت قديمة لذا من الضرورة إعادة تحديث لغة النص المنقول إليها (راجع مقالتنا عن جيمس بالدوين في «جريدة عُمان» بتاريخ 14 نوفمبر 2023).

في أي حال، أعيد قراءة «سدهارتا» لهرمان هسه، بالمتعة عينها التي اكتشفته بها للمرة الأولى. فهذه الرحلة «التعليمية» التي كتبها واحد من كبار الأدب في العالم، ما زالت تملك قوتها القادرة على أخذنا في رحلة على مشارف الوعي واكتشاف الذات (على الأقل). أقول: رحلة، لأن الرواية (القصيرة أو ربما نوفيلا) تبدو وكأنها كتاب رحلة، أو ربما أيضا أشبه بــ «فيلم على الطريق»، على طريق الحكمة في الهند الذي قام بها الكاتب وهو في حالة من الاضطراب الروحي الكامل. فعلى العكس ممّا يخاله القارئ للوهلة الأولى، فإن سدهارتا ليس بوذا نفسه، ولا حتى مريدا لهذه الشخصية الروحانية الكبيرة الذي تعرض للانتقاد من قبل الشخصية الرئيسية التي قررت عدم اتباع تعاليمه بعد لقائه.

قد تكون قصة هذا الرجل قصة كلّ إنسان، لأننا جميعًا نواجه خلال حياتنا أزمات وجودية تحدث عندما نجد أنفسنا عند مفترق طرق من دون أن نعرف أيهما نتبع في ما بقي لنا من أيام على هذه الأرض. إنه مفترق الطرق الشهير واللقاء المحتمل مع «الشيطان»، وهي قصة رمزية قديمة تمّ تبنيها في جنوب الولايات المتحدة وتجد صداها كثيرًا في أغاني رجال البلوز القدامى. أمام ذلك لا بدّ أن نسأل أنفسنا: أي طريق يجب علينا أن نختار؟ ذلك الذي يسمح للإنسان بالتمتع بالسلع المادية وأن يكون سعيدًا إذا نجح أو لم ينجح عندما يؤدي نقص الوسائل إلى سيطرة الإحباط على حياته. أو ذاك الآخر الخالي من كلّ الطموحات المادية والذي يستطيع أن يجلب السعادة ولكن بعد الكثير من التضحيات. سدهارتا، الذي يرى نفسه ناسكًا، لا يفي بالالتزام الذي قطعه على نفسه لصالح التأمل الداخلي والعوز. فمن أجل حبّ الأميرة، سوف يتذوق هو أيضًا حياة الفخامة والترف. إن الشباب موجود مع احتياجاته ورغباته وأحلامه أيضًا لأن النسغ المتدفق الذي يجري في عروقه يقود الإنسان في أغلب الأحيان، وبخاصة في بداية طريقه، إلى محاولة الاستمتاع بالعناصر بدلاً من الوقوع في التأمل في وجود يتدفق من دون فرح ومن دون شغف.

بيد أن سدهارتا كان يحمل في داخله هذا التساؤل الحيوي الذي يدفعه إلى التخلي عن كلّ شيء، بما في ذلك ابنه حديث الولادة، لمواصلة سعيه نحو الروحانية المطلقة. سيفعل كل شيء لكي يبتعد عن المادية التي تعيق، بالنسبة إليه، كل المشاعر وتقتل تلك الخيرية والأساسية للإنسان. فبالقرب من النهر وتيّاراته الهادئة، سيجد هذا السلام، في الحياة الصارمة التي يتقاسمها مع رفيق خالّ من الخيرات الأرضية، يرافقه في ساعاته الطويلة من التأمل والخشوع والتفكير. من هنا، كان سدهارتا يرتبط بأرواح كل من سبقوه على الأرض، على إيقاع الكون الذي واصل ثورته البطيئة لمليارات السنين. كان فهم هرمان هسه للبوذية والأديان الأخرى التي ازدهرت في الهند في العصور الوسطى صادقًا ودقيقًا بشكل لا يصدق. لم يتم تصوير مدى الحياة أبدًا بشكل جيد كما هو الحال في هذه الرواية الصغيرة التي تلغي ثقل الأسابيع والأشهر والسنوات إلى الحدّ الذي تجعل اللحظة الحالية ضرورية للغاية.

يقدم لنا هرمان هسه في كتابه هذا أحد أعماله الأكثر سهولة على الفهم، لذا تأتي بعيدة مثلا عن روايته المدهشة «لعبة الكريات الزجاجية»، أو عن «ذئب السهوب» التي، بسبب «جفافها» (وإن كان جفافا مدهشا في واقع الأمر)، حبست عقل القارئ في قفص حديدي محاط بسلك شائك. لقد قدم كتاب «سدهارتا» لقرائه حرية ضمير حقيقية، تمامًا كما تقدمه لنا الحياة إذا تركنا وراءنا العقائد التي ورثناها من طفولتنا. ربما نجد أن الرسالة التي ينقلها «سدهارتا» قد لا ترضي العقول الديكارتية التي سرعان ما سوف تتخلى عن قراءتها (أعتقد ذلك)، ولكنها لن تترك العقول الإنسانية المنفتحة غير مبالية، التي غالبًا ما تعاني من عذابات زمنية لا يمكن تصورها لروحها... ثمة عمق جميل لا يمكن أن نمر إلى جانبة مرور الكرام.

ثمة الكثير ممّا يقال عن هذه التحفة الأدبية، وثمة الكثير من الأسئلة التي لا بدّ أن نطرحها على أنفسنا، لكن الأجوبة عليها لن نجدها إلا عبر أنفسنا، لسبب بسيط: لا يكتسب الإنسان مطلقا الحكمة من معلّم، بل بصبر دؤوب ومن تلقاء نفسه، كما يخبرنا هسه نفسه، الذي كان بدوره معلّما عظيما. ولكن ماذا بعد ذلك كله؟ في الحقيقة لا أعرف. ليس علينا سوى أن نعيد قراءة هذه الكتاب مرارا وتكرار. قد نكتشف فيه ما نبحث عنه في هذا العالم المعاصر الذي أضاع بوصلته من دون شك.

مقالات مشابهة

  • أزمة أبطال ولاد الشمس خلال رمضان 2025.. كيف تتصرف إذا رُفضت في عمل بسبب التنمر؟
  • ريال بات رمزا لعملة السعودية.. ما الذي نعرفه عن رموز عملات العالم؟
  • Youdao تكشف عن جهاز ترجمة جديد بقدرات ذكاء اصطناعي متطورة
  • أمين الفتوى يوضح ضوابط التعامل بين الرجال والنساء في بيئة العمل
  • نقاد: مصطفى شعبان نجم كبير.. ويبحث عن جمهور جديد من خلال «حكيم باشا»
  • “رامز إيلون مصر” يشعل الجدل قبل عرضه في رمضان
  • «قضاء أبوظبي» تنجز 4000 معاملة توثيق باللغة الإنجليزية خلال عام
  • رحلة الوعي
  • كيف تتصرف المرأة عندما تعرف بارتباط زوجها من سيدة أخرى؟ أزمة يناقشها مسلسل وتقابل حبيب
  • ما العمل إذا لم تحصل على المقعد الذي دفعت ثمنه على متن الطائرة؟ خبير يجيب