اصرار الجيش على السيطرة على الانتقال وتشكيل نتائج الانتخابات لصالح الاسلاميين هو مدعاة لتحريم الشراكة مع العسكر وبناء جيش بعقيدة جديدة واجتثاث الاسلام السياسي من ارض السودان

د. عبد المنعم مختار
استاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية

خلفية تاريخية: حلف سوار الدهب – الترابي

سيطر الجيش السوداني، المدمن على الحكم ، على الفترة الانتقالية اللاحقة لانتفاضة مارس-ابريل ١٩٨٥.

وكان الهدف الرئيسي لتلك السيطرة هو الحفاظ على المكتسبات وحماية المصالح التي راكمها الجيش أثناء ١٦ عام من حكم الجيش بقيادة الجنرال النميري عبر التحكم في الانتقال وسياقات الانتخابات ونتائجها. كذلك سيطرت من خلف الجيش الجبهة الإسلامية القومية على تلك الفترة الانتقالية بوصف الجبهة هي الحزب الحاكم منذ ١٩٧٦ وتملك اكبر واقوى شبكة مصالح بل وعضوية قيادية داخل الجيش والشرطة والأمن والخدمة المدنية. وقد نتج عن حكم الجيش والجبهة الاسلامية القومية لذلك الانتقال استمرار قوانين سبتمبر في الشمال والحرب الأهلية في للجنوب واستغلال سدنة نظام مايو المباد ، اي الكيزان، نفوذهم في المجلس العسكري الانتقالي ووجودهم في مفاصل الدولة أثناء الانتقال لتشكيل نتائج الانتخابات. وكانت نتيجة انتخابات ١٩٨٦ حصول الجبهة الإسلامية القومية على ٥٥ مقعدا في البرلمان واعتبارها ثالث اقوى كتلة برلمانية بعد حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي.

الدرس المستفاد إذن هو أن قيادة الجيش للانتقال تجري غالبا بتحالف مستتر مع الحزب الحاكم للنظام البائد وتهدف للحفاظ على مصالح الجيش وهذا الحزب أثناء الانتقال وبعد الانتخابات.

الحاضر: حلف البرهان – كرتي

مؤخرا اقسم الفريق ياسر العطا ، مساعد القائد العام للجيش السوداني، ثلاثا بأن الجيش لن يسلم السلطة للمدنيين الا عقب انتخابات وان القائد العام ، الفريق أول عبد الفتاح البرهان, هو من سيحكم الفترة الانتقالية بمساندة الجيش وجهاز الأمن والشرطة. وأوصى العطا برعاية قوية للمستنفرين، مما يوحي بأنهم سيكونوا الغطاء المدني للانتقال وعملاء الجيش الذين ستشكل الانتخابات لصالحهم. ومن المعلوم أن أغلب المستنفرين كيزان من كتائب البراء وبقيادة علي كرتي، زعيم الحركة الإسلامية.

نحن نفتقد صرخة المرشح لرئاسة مجلس السيادة الانتقالي محمد سليمان الفكي، ان هبوا لحماية ثورتكم من انقلاب اكتوبر ٢٠٢١، أكثر اي من وقت مضى. اذا أن ما صرح به العطا هو محاولة قتل معلن للانتقال وللانتخابات. وان لم يتم الرد بحسم وعزم على ياسر العطا وكل الجيش والكيزان من خلفه، فلن ننتقل الا لشمولية انتقالية ثم لشمولية مدنية بغطاء انتخابي. وسيعاد انتاج حلف الجيش-الحزب الحاكم أثناء الانتقال وسيتم تشكيل الانتخابات لصالحهما.

ما العمل؟ تحريم الشراكة مع العسكر وبناء جيش بعقيدة جديدة واجتثاث الاسلام السياسي من ارض السودان

المطلوب في تقديري وعاجلا:

اولا: *إجازة تحالف تقدم لقرار من مؤسساتها برفض اي شكل من اشكال الشراكة مع جميع العسكريين*

ثانيا: *رفض تحالف تقدم لمشاركة جميع العسكريين في التفاوض حول أي أجندة غير عسكرية*

ثالثا: *شن حملة إعلامية شرسة ضد ما صرح به مساعد القائد العام ياسر العطا ومحاصرة البرهان وكل قيادات الجيش لتوضيح موقفهم من هذه التصريحات*

رابعا: *بناء جيش بعقيدة جديدة يستوعب افضل ما في الجيش القديم مع دمج افضل من في قوات الدعم السريع والحركات المسلحة فيه ومراعاة التوازن المجتمعي في تشكيل قيادته وقواعده*

خامسا:*وضع خطة معلنة لاجتثاث الاسلام السياسي من ارض السودان فما عادت إزالة التمكين كافية*

moniem.mukhtar@googlemail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشراکة مع

إقرأ أيضاً:

اجتماع موسع للجنة أمن ولاية الخرطوم بمشاركة الفريق العطا

شارك مساعد القائد العام للقوات المسلحة عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر عبدالرحمن العطا في إجتماع لجنة أمن ولاية الخرطوم بحضور رئيس اللجنة والي الخرطوم الاستاذ أحمد عثمان حمزة كما شارك في الاجتماع نائب رئيس جهاز المخابرات العامة فريق ركن أمن محمد عباس اللبيب وقائد ثاني هيئة الاستخبارات العسكرية وقادة المناطق العسكرية وقادة الشرطة وقادة أجهزة المخابرات بولاية الخرطوم.
وخرج الإجتماع بجملة من القرارات المهمة التي ستنعكس على أمن مواطني ولاية الخرطوم وستظهر نتائجها خلال الأيام القادمة ومن أبرزها انتقال كل الاجهزة النظامية لمواقعها لمباشرة مهامها الطبيعية بجميع المحليات التي تم تطهيرها من التمرد.
وتأتي هذه الخطوة لبسط الأمن والقضاء على الظواهر السالبة والمتفلتين وتأمين المواطنين في أرواحهم وممتلكاتهم
وفي المقابل ستواصل الولاية مجهوداتها لتقديم الخدمات التي تساعد على العودة للديار إضافة لعدد من القرارات المهمه التي اتخذها مساعد القائد العام للقوات المسلحة عضو مجلس السيادة وتوجيهاته للجنة أمن بالولاية باستكمال كل المطلوبات لممارسة دورها من مناطقها التي كانت فيها قبل الحرب في مدة أقصاها 48 ساعة.

سونا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحزب الديمقراطي يحقق فوز مفاجئ في غرينلاند وسط تهديدات ترامب
  • بالتزامن مع خطة ترامب..المؤيدون للاستقلال يفوزون بالانتخابات في غرينلاند
  • الحزب الديمقراطي يفوز بانتخابات غرينلاند وتقدم للقوميين
  • توجيهات صارمة من العطا لحسم المتفلتين فى ولاية مهمه
  • اجتماع موسع للجنة أمن ولاية الخرطوم بمشاركة الفريق العطا
  • البرهان: الجيش لن يعود لمفاوضات جدة إلا بعد إلقاء المليشيا السلاح ومحاسبة منتسبيها
  • رئيس وزراء كندا المقبل يتعهد بإقامة علاقات تجارية جديدة
  • إمام أوغلو يدشن حملته.. هل تتجه تركيا لانتخابات مبكرة؟
  • الجيش السوري يستعيد السيطرة على المناطق ويعزز الأمن والاستقرار في الغرب
  • الخميس.. عرض نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي في إخفاقات 7 أكتوبر