التحديات الجديدة لدولة الحريات ومستقبل تيك توك في ميزان السياسة والأمن
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
زهير عثمان حمد
في ظل التطورات الأخيرة، تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، التي طالما رفعت راية الحرية والرأسمالية الحرة، تحديات جديدة تتمثل في كيفية التعامل مع تطبيقات الواقع الافتراضي القادمة من الخارج. قرار حظر تطبيق "تيك توك" يُعد مثالاً صارخاً على هذه التحديات، حيث يُظهر تناقضاً محتملاً مع قيم الحرية التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من النسيج الأمريكي.
التداعيات السياسية والدبلوماسية القرار أثار ردود فعل قوية من الصين، التي حذرت من أن الحظر المقترح قد يكون له تأثيرات عكسية على الولايات المتحدة، مما يُعقد العلاقات الدبلوماسية بين القوتين العظميين.
الجوانب القانونية شركة "تيك توك"، من جانبها، أعلنت عن نيتها تشكيل تحدي قانوني ضد القرار، مما يُنذر بمعركة قضائية قد تكون طويلة ومعقدة.والأبعاد الاجتماعية والثقافية المستخدمون الأمريكيون لتيك توك يعبرون عن قلقهم إزاء فقدان منصة تواصل اجتماعي تُعد جزءاً مهماً من حياتهم اليومية، مما يُبرز الدور الذي تلعبه هذه التطبيقات في النسيج الاجتماعي.
التأثيرات الاقتصادية والحظر قد يؤثر سلباً على الشركات الصغيرة والمبدعين الذين يعتمدون على "تيك توك" كمصدر دخل، مما يُلقي الضوء على الأهمية الاقتصادية للتطبيق.
الموقف القانوني والتشريعي أن مجلس النواب الأمريكي صوت بأغلبية كبيرة لصالح قانون يُلزم "تيك توك" بالانفصال عن شركتها الأم، ByteDance الصينية، والآن ينتظر القرار مزيداً من الإجراءات القانونية والتشريعية.
البدائل المتاحة لهذا التطبيق وعلى الرغم من التحديات، يوجد العديد من التطبيقات التي يمكن اعتبارها بدائل لـ "تيك توك"، مثل "تريلر"، "دبسماش"، "بايت"، "سناب شات"، "إنستغرام ريلز"، و"يوتيوب شورت"، مما يُوفر خيارات متعددة للمستخدمين.
المنافسة العالمية والحرب الإعلامية , ان هذا القرار يُعيد إلى الواجهة النقاش حول الحرب الإعلامية العالمية وكيفية تأثيرها على صورة الولايات المتحدة كدولة تُعلي من شأن الحريات. ويُظهر التنافس الشديد بين الولايات المتحدة والصين، ليس فقط في مجال التكنولوجيا، بل أيضاً في مجالات أخرى مثل القوة البحرية والصناعية.
المستقبل المحتمل إذا تم تطبيق الحظر، فمن المحتمل أن تفقد ByteDance قاعدة مستخدميها في الولايات المتحدة، مما يُشكل تحدياً كبيراً للشركة. ومع ذلك، لا يزال الوضع قيد التطور والنقاش القانوني، مما يُبقي الباب مفتوحاً أمام تطورات مستقبلية.
الحرب الإعلامية هي عملية استخدام وسائل الإعلام لنشر الأفكار، المعلومات، أو الإشاعات بطريقة تهدف إلى إلحاق الضرر بمؤسسة، قضية، أو شخص معين. تتميز هذه الحرب بتعمد طرح وجهة نظر من جانب واحد، وتشكيل آراء الجمهور وتوجيه سلوكهم لتحقيق مصالح جهة معينة. تتضمن الحرب الإعلامية استراتيجيات مثل التغطية الإعلامية الواسعة لقصص مختارة، استخدام حقائق جزئية، وتضييق نطاق مصادر المعلومات لتشكيل الرأي العام.
و الحرب الإعلامية هي عملية استخدام وسائل الإعلام لنشر الأفكار، المعلومات، أو الإشاعات بطريقة تهدف إلى إلحاق الضرر بمؤسسة، قضية، أو شخص معين. تتميز هذه الحرب بتعمد طرح وجهة نظر من جانب واحد، وتشكيل آراء الجمهور وتوجيه سلوكهم لتحقيق مصالح جهة معينةتتضمن الحرب الإعلامية استراتيجيات مثل التغطية الإعلامية الواسعة لقصص مختارة، استخدام حقائق جزئية، وتضييق نطاق مصادر المعلومات لتشكيل الرأي العام.
لتجنب أثر الحرب الإعلامية على المصالح الشخصية، يمكن اتباع عدة استراتيجيات مثل التثقيف الإعلامي: تعلم كيفية تحليل المحتوى الإعلامي وفهم الأجندات وراء الرسائل المختلفة , التنوع في المصادر والبحث عن معلومات من مصادر متعددة للحصول على وجهات نظر مختلفة.
التحقق من المعلومات لابد من التحقق من صحة الأخبار والمعلومات قبل تقبلها كحقائق , الوعي النقدي وتطوير القدرة على التفكير النقدي وعدم قبول المعلومات دون تساؤل , الحذر من التأثير العاطفي وكذلك الانتباه إلى كيفية تأثير الرسائل الإعلامية على المشاعر والتصرف بناءً على الحقائق لا العواطف. وباتباع هذه الخطوات، يمكن للفرد حماية نفسه من التأثيرات السلبية للحرب الإعلامية واتخاذ قرارات مستنيرة تخدم مصالحه الشخصية.
وموقف المنظمات المناصرة لحرية الإعلام في الولايات المتحدة يتمحور حول الدفاع عن الحق في التعبير والوصول إلى المعلومات. هذه المنظمات تعارض بشكل عام أي محاولات لحظر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، لأنها ترى في ذلك قيودًا على حرية التعبير موقف الحكومة الأمريكية من حرية التعبير يُعتبر داعمًا بشكل كبير، حيث تُعد حرية التعبير محمية بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي يحظر هذا التعديل على الكونغرس وضع قوانين تقيد حرية التعبير أو الصحافة. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات التي تسمح للحكومة بتقييد الخطاب في حالات معينة، مثل الخطاب الذي يحرض على العنف أو الخطاب الفاحش. وتعتبر المحكمة العليا الأمريكية أن بعض أنواع الخطاب تستحق حماية أقل أو لا تحمى على الإطلاق بموجب التعديل الأول، مثل الخطاب الذي يحرض على اتخاذ إجراءات غير قانونية وشيكة، والخطاب التجاري مثل الإعلانات.
يمكن تقييد حرية التعبير في حالات محددة وفقًا للقانون الدَّوْليّ لحقوق الإنسان والمعايير الوطنية. وتشمل هذه الحالات, خطاب الكراهيَة و يُمنع الخطاب الذي يحرض على العداوة ويشجع على العنف أو يدعو لارتكاب التطهير العرقي ,الأمن القومي: يُمكن تقييد التعبير الذي يُعتبر تهديدًا للأمن القومي.
النظام العام يُمكن تقييد التعبيرات التي قد تُعرض مع هيبة النظام العام للخطر, حقوق الآخرين يُمكن تقييد التعبير لحماية حقوق وسمعة الآخرين , الصحة العامة أو الأخلاق و يُمكن تقييد التعبير لحماية الصحة العامة أو الأخلاق.
يجب أن تكون هذه القيود واضحة ومحددة في القانون، وأن تكون ضرورية ومتناسبة مع الهدف المرجو تحقيقه , ولا أري في وضع التيك توك ما فيه أخلال بأمن الولايات المتحدة ولكنها عقلية المشرع الأمريكي, وهي مثالًا على أن أكبر المشاكل التي تواجهها هي كيفية التعامل مع عالم يتحدي فيه هيمنتها بشكل متزايد. ومن خلال اختيار الحظر بدلا من المنافسة، أو الابتكار، أو التثقيف، تخاطر أمريكا بخيانة مبادئ الحرية والأسواق المفتوحة التي تتبناها وتدّعي صونها
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحرب الإعلامیة حریة التعبیر تیک توک التی ت الذی ی
إقرأ أيضاً:
الوحدة الوطنية وحرية التعبير، بين صلابة الدولة وصوت الشعب
#سواليف
#الوحدة_الوطنية و #حرية_التعبير، بين #صلابة_الدولة و #صوت_الشعب
كتب .. المحامي #علاء_هاني_الحياري
عضو الملتقى الوطني للدفاع عن الحريات
وسط زخم الأحداث التي تعصف بالمنطقة، يبرز تماسك الجبهة الداخلية كأهم أسلحة الدولة في مواجهة الأزمات. فالأوطان التي تفهم معادلة التوازن بين السلطة والشعب، والتي تتقن إدارة التنوع داخل صفوفها، هي التي تتمكن من تحويل التحديات إلى فرص، وتُبقي شعوبها متحدة حول مؤسساتها. هذه الوحدة ليست شعارًا أجوف، بل هي نتاج بيئة تحترم الحريات، وتشجع الحوار المسؤول، وتُدرك أن الأصوات المختلفة ليست تهديدًا، بل صمام أمان يحمي الدولة من الانزلاق إلى الفوضى .
مقالات ذات صلة الصبيحي .. ارفعوا الحد الأدنى الأساسي لراتب تقاعد الضمان 2024/12/23إن حرية التعبير ليست فقط حقًا مكفولًا، بل أداة استراتيجية لبناء شراكة واعية بين الشعب والمؤسسات . كما أن الأصوات النقدية التي تُعبر عن تطلعات المجتمع، مثل أحمد حسن الزعبي، تمثل ركيزة حيوية في هذا السياق.
الزعبي ليس مجرد كاتب يحمل قلمًا ناقدًا، بل هو صورة لمعاناة الشعب وآماله، صوت يعكس نبض الوطن بصدقٍ وأمانة ، اعتقاله وأمثاله يُثير تساؤلات عميقة حول قدرة الحكومة على استيعاب الاختلاف واستثمار النقد كمصدر قوة لا ضعف. فكيف لحكومةٍ تطمح إلى التفاف شعبها حولها أن تضيق ذرعًا بأصوات أبنائها الذين يحملون همّ الوطن؟
وحيث أن إدارة التنوع داخل المجتمع لا تعني التهاون مع أمن الدولة أو السماح بالتحريض ، لكنها أيضًا لا تُبرر التضييق على الرأي الحر أو التعامل مع النقد على أنه تهديد .
وإن إغلاق أبواب الحوار أو تقييد التعبير يُنتج شعورًا متزايدًا بالاغتراب لدى المواطنين، ويُضعف من جسور الثقة التي يُفترض أن تربطهم بمؤسساتهم ، وإن ما تحتاجه الحكومة اليوم هو إعادة خلق وعي اجتماعي سياسي يقوم على احترام التعددية، وإطلاق مساحة أوسع للنقاش الوطني، لا أن تُقصي أحدًا ولا تترك الآخر في دائرة العزلة أو التهميش.
ومن هذا السياق، فإن إطلاق سراح أحمد حسن الزعبي وغيره من معتقلي الرأي يُمثل خطوة رمزية وعملية في آنٍ معاً . هذه الخطوة ستُعيد للحكومة جزءًا من الثقة المفقودة، وتُظهر استعدادها لتبني سياسات أكثر انفتاحًا ومرونة. حيث لا يمكن الحديث عن وحدة الصف الوطني في ظل وجود أفراد يعبرون عن نبض الشعب خلف القضبان، ولا يمكن بناء جسور الثقة دون الاعتراف بأهمية الأصوات الحرة في تطوير الدولة وتقويم مسار مؤسساتها.
في حين ان التوصيات هنا ليست مجرد إجراءات تقنية، بل دعوة لإعادة صياغة الأولويات الوطنية. فالمصلحة العليا تتطلب تبني سياسات توازن بين صلابة الدولة في مواجهة التحديات وحماية حقوق الأفراد في التعبير عن آرائهم دون خوف أو قيد.
الحوار الوطني الشامل، إطلاق سراح معتقلي الرأي كخطوة تصالحية، وتعديل التشريعات وعلى رأسها قانون الجرائم الالكترونية بما يُحصّن الحريات دون المساس بأمن الوطن والمواطن ، هي ملامح مستقبل يُبنى على الثقة والتكامل بين الشعب والحكومة .
في نهاية المطاف، الأوطان التي تُصغي لأبنائها، تحتضن نقدهم، وتُعيد دمجهم في عملية البناء الوطني، هي الأوطان التي تصمد أمام أعنف الأزمات. أما التي تُقصي الأصوات الصادقة، فإنها تُغامر بتماسكها، وتُضعف نفسها من الداخل، مهما بدا ظاهرها قويًا.