سودانايل:
2025-02-06@19:48:46 GMT

رغم العتمة نراه قريباً

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

كلام الناس
نورالدين مدني
ندرك أن الأحزاب السياسية تأثرت سلباً بالانقلابات العسكرية التي غيبت الحراك السياسي الحزبي وأضعفتها، لكن ذلك لا يبرر الهجوم على الأحزاب وعلى مجمل تاريخ السودان.
نعلم أيضاً أن الحرب العبثية التي مازالت تضعضع الأوضاع في السودان وزادت طين العتمة السياسية، لكننا نؤمن أيضاً أن وقف الحرب وحده لن يعالج مجمل الاختلالات السياسية والمجتمعية والمهنية.


كل ذلك لايجعلنا نيأس أو نتقاعس عن اداء واجبنا الرامي لتحقيق السلام واسترداد الديمقراطية ودفع استحقاقات الإصلاح المؤسسي في كل مناحي الحياة السياسية والإقتصادية والعدلية والامنية والثقافية ...الخ.
صحيح الأولوية العاجلة مع وقف الحرب للإصلاح العسكري والأمني وفق عملية التسريح وإعادة الدمج إلا ان ذلك لايجعلنا نغفل عن عمليات الإصلاح المؤسسي في كل أجهزة الدولة ومؤسساتها، إضافة للإصلاح المؤسسي الحزبي الأهم لتأمين ديمومة الديمقراطية واستقرار السودان.
مهما تكن العقبات التي تواجهنا في تحقيق عمليات الإصلاح المؤسسي لابد من مواجهتها ومعالجتها لقفل الطريق أمام قوى الردة التي مازالت تحلم بالعودة للحكم عبر الإنقلابات وفرض الأمر الواقع.
هذا الواقع المأساوي لن يهزم الإرادة الشعبية التي نجحت دوماً في هزيمة الانقلابيين مهما تحصنوا بقوة السلاح، لذلك يزداد يقيننا بقرب فجر الخلاص الذي يروه بعيداً في ظل هذه العتمة المربكة.
لذلك نبارك ونساند الحراك الذي انتظم وسط القوى المدنية الديمقراطية المتامر عليها، بالتنسيق مع الحراك الإقليمي والدولي الهادف لوقف الحرب وتحقيق السلام واسترداد الحكم المدني الديمقراطي وبناء دولة المواطنة والسلام والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية.

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الحرب ليست قدرًا.. أوقفوا نزيف الوطن!

في زمن القيد والدم

يا رفيقي، وكيف نبكي جراحًا؟ كلُّ جرحٍ على المدى يستغيثُ
أين صوتُ الأحرار؟ هل ماتَ صوتٌ كان يومًا على الدُجى لا يخيفُ؟

في بلادي تُباعُ روحُ الرجالِ ثم يُرمَون في القيودِ صِغارًا
كلُّ حرٍّ متّهمٌ بالخيانةِ والمآسي تُقامُ فيها الديارا

هذه الأرضُ، هل تظلُّ رهينًا؟ بينَ نارٍ، بينَ سيفٍ يُذابُ؟
أيُّ دينٍ يُبَاعُ في سوقِ ظلمٍ؟ أيُّ عدلٍ إذا الرصاصُ يُجابُ؟

إنها فتنةٌ، ترى الناسَ فيها باسمِ ربٍّ يُقتلونَ طوائفْ
كم بريءٍ قد سُمّيَ اليومَ خائنًا؟ وهو في الحقِّ وحدَهُ قد يُنافحْ

يا رفيقي، متى نرى النيلَ يجري ليس يلطُخْ ضفَافَهُ دمُ قاتلْ؟
متى يولدُ النهارُ في أرضِ شمسي حيثُ لا يغربُ الضياءُ العادلْ؟

أيها القاتلونَ، كُفّوا يدَ الحقدِ دعوا النيلَ من دماءِ الذبيحِ
كلُّ جرحٍ سيورقُ الحقُّ فيهِ رغمَ سوطِ الطغاةِ رغمَ الجريحِ

يا بلادي، أما كفاكِ عذابًا؟ أنتِ أمٌّ لكلِّ قلبٍ شريفِ
فلنحيِ القِيَمْ، نعيدُ الضياءَ قبلَ أن يُطفئَ الخنوعُ الخريفَ

بينما تتساقط القذائف على البيوت، ويُدفن الأطفال تحت أنقاض المدن، ويجوع الشيوخ في أرضهم، لا بد أن نقف وقفة صدق مع أنفسنا: إلى متى ستظل الحرب تحكم مصيرنا؟ إلى متى ستبقى القوة الغاشمة هي لغة التعامل بين أبناء الوطن الواحد؟

لقد أدركت الشعوب الحية أن السلاح لا يبني الأوطان، وأن الدم لا يكون أبدًا مدادًا لمستقبلٍ مشرق. فلماذا نختار المسار الذي يقتل حاضرنا ويدمر مستقبلنا؟ لماذا يصرُّ البعض على الزجِّ بالبلاد في نفق الكراهية والدمار بينما الحلول السياسية لم تُستنفد بعد؟

أوقفوا الحرب من أجل أطفالنا!
كل يوم يموت أطفال أبرياء تحت القصف أو من الجوع والعطش والمرض، بينما العالم يكتفي ببيانات الشجب والإدانة. هؤلاء الأطفال ليسوا أرقامًا في نشرات الأخبار، إنهم مستقبل السودان، فإن استمرت الحرب فلن يكون لنا وطن نعود إليه.

النساء في دائرة النار!
الحرب لا ترحم أحدًا، لكنها تكون أكثر قسوة على النساء اللواتي يُجبرن على الفرار، أو يُتركن لمصير مجهول وسط الفوضى. كم من أمٍّ فقدت أبناءها؟ كم من فتاةٍ أصبحت لاجئةً في وطنها؟ هذا الخراب لا يمثّل قيمنا، ولا يمتّ لأخلاق السودانيين بصلة.

شيوخنا الذين صنعوا هذا الوطن يموتون من الجوع والخذلان!
هل يعقل أن يتحول كبارنا – الذين أفنوا أعمارهم في بناء هذه البلاد – إلى متسولين على أبواب الإغاثة؟ أي شرف تبقى لنا إن كنا عاجزين عن توفير أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة؟ الحرب لا تحترم شيبة الحكيم، ولا تسأل عن تاريخ من ضحوا من أجل السودان، لكنها تصرُّ على إذلالهم في أواخر أيامهم.

السودان أرض القيم والكرامة، لا أرض العرقية والطائفية!
تاريخ السودان لم يُكتب بالسلاح، بل بعرق الرجال والنساء الذين آمنوا بوحدة ترابه وعدالة قضيته. اليوم يُراد لنا أن نتحول إلى قبائل متناحرة، وإثنيات متصارعة، وطوائف متقاتلة. يُراد لنا أن ننقسم على أساس العرق والدين والولاء السياسي، لكننا أبناء هذه الأرض قبل كل شيء، وعلينا أن نرفع راية الإنسانية فوق كل الرايات.

الحوار هو الحل الوحيد!
لا نحتاج إلى المزيد من الدماء لنصل إلى حقيقة واضحة: لا منتصر في هذه الحرب، الجميع خاسرون. الحلّ الوحيد هو طاولة المفاوضات، حيث يكون السلاح هو العقل، والرصاص هو الكلمة، والمعركة الوحيدة هي معركة البناء والتنمية والسلام.

نناشد الجميع، من قادة سياسيين وعسكريين ومثقفين ورجال دين وشباب، أن يقفوا وقفة وطنية تاريخية، أن يقولوا بصوت واحد: كفى للحرب، كفى للدمار، كفى لقتل السودان بأيدينا!

السودان ليس أرضًا للحرب، السودان وطن الشمس التي لا تغيب، والنيل الذي لا يتوقف عن العطاء. فلنجعل السلام خيارنا، قبل أن نصبح جميعًا مجرد ذكرى في صفحات الحروب المنسية.

مرثية في زمن الحرب#

يا رفيقي، وهل تُرى الليل يمضي؟ أم تُرى باتَ في الدُجى لا يغيبُ؟
كيف نشكو وجُرحُنا غير يُشفى؟ والمآسي كأنها لا تَطيبُ؟

قد سَلبنا العِدى بَريقَ الديارِ ثم ألقوا بنا هُنا نستغيثُ
كلما قلتُ سوف يأتي ربيعٌ **عَصفَ الظُلمُ وانحنى بي خريفُ

أنتَ في السجنِ والقيودُ قيودٌ ليس فيها سوى الأسى والدموعِ
وأنا في الضياعِ أنبشُ صمتًا **فوقَ رملٍ، فوقَ الدمارِ الفظيعِ

أين أضواءُ شارعٍ كان يسري فيه طيفُ الأحبة المستضامِ؟
أين خبزُ الفقير، ماءُ اليتامى؟ كل شيءٍ تطايرَ الآنَ حامِ

أيها الصحفيُّ كيف احتِمالُك؟ هل أتاك المماتُ من غيرِ سيفِ؟
حين جاعَ اليراعُ ماتَ المعاني **وأتى القهرُ بالسوادِ الكثيفِ

إن يكن قد دنا الرحيلُ فإني شاهدٌ أنكم رجالُ الندى
في دروبِ العذابِ كنتمْ ضياءً لم يغيرْ جوعٌ ضياكمْ صدى

يا رفيقي، وإن بَقينا كأشباحٍ ترامت على مفازِ الخرابِ
سوفَ يأتي النهارُ لا شكَّ فيهِ وسنمضي على طريقِ الصوابِ

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • ننشر تفاصيل الاتفاق السلام بين حكومة جوبا والمعارضة السياسية
  • صحة السودان تتابع المستشفيات التي دمرتها الدعم السريع
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • لماذا يدعم ناشطو الديمقراطية السودانيون الجيش الآن؟
  • رفعت قمصان: النظام الانتخابي يهدف لتمكين الأحزاب السياسية
  • النعيمي وقيادات الأحزاب والقوى السياسية يزورون ضريح الشهيد الرئيس الصماد
  • الحرب ليست قدرًا.. أوقفوا نزيف الوطن!
  • تاح تاح تاح تحسك بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (2-2)
  • تاح تاح تاح تحسم بالسلاح: الأغنية السياسية في الحرب (1-2)