اسرائيل والانتهاك الصارخ للقانون الدولي
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
mohammedhamad11960@gmail.com
بقلم: د. محمد حمد مفرح
٢/١
شرعت اسرائيل، منذ شنها حربا شعواء ضد سكان قطاع غزة كرد فعل على ما قامت به حركة حماس حيالها، شرعت في اتباع اسلوب أقل ما يمكن أن يوصف به انه اعتمد نهجا تدميريا ممنهجا، يهدف فحسب لابادة السكان الفلسطينيين و القضاء على كل أسباب الحياة بغزة، كما يعمل على تدمير البنية التحتيةInfrastructure بها.
و بدلا من ان تدفع اسرائيل بأية مبررات منطقية او مقبولة تبرر بها حملتها التدميربة هذه Destructive campaign الموجهة ضد.سكان غزة و مقدراتهم و البنية التحتية بغزة، فقد طفقت تعتمد، في تبريرها لحملتها هذه، على استهدافها لحركة حماس التي بدأت الحرب، كما صرحت اسرائيل بذلك. و بالرغم من أن الواقع يقول ان حماس بدأت الحرب ضد اسرائيل فان الموضوعية تقول ان ذلك حدث نتيجة الاستفزازات الاسرائيلية الرسمية التي جرت جراء الظهور الرسمي المتكرر و المتحدي و المستفز للمسلمين من قبل مجموعات من اليهود في ساحة المسجد الاقصى. هذا علاوة على انه ثبت بالدليل القاطع ان ما ظلت تقوم به اسرائيل في هذه الحرب، و خلافا لزعمها، قد تجاوز بكثير سعيها لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس، كما تقول. فالاستهداف الذي يتم بصفة يومية للفلسطينيين جراء الحملات الجوية و البرية التي ظلت تطول كل احياء غزة مخلفة إعدادا كبيرة من القتلى و الجرحى بمن في ذلك استهداف الصحفيبن و غيرهم، فضلا عن الدمار الفظيع للمباني السكنية و الأعيان هناك، علاوة على الدمار الواسع الذي حدث و يحدث للبنية التحتية بغزة تؤكد، مجتمعة، ان مسوغ اسرائيل ذا الصلة باستهداف حماس لم.يعد مقبولا البتة و لا يرقى الى مستوى المسوغ القانوني الذي يعول عليه في تبرير هذه الأفعال الاجرامية. و تبعا لذلك فان حملتها هي، في الأصل، ضد سكان غزة، و ان تبريرها المتعلق بهحوم حماس عليها لا يعدو أن يكون ذريعة لا تستند الى منطق و لا سند قانوني في ظل ما تقوم به.
و بناء عليه فان استهداف اسرائيل للفلسطينيين بهدف القضاء عليهم و قسرهم على اخلاء الأرض هناك أصبح حقيقة ظاهرة للعيان، تحدث عن نفسها، و لا يمكن انكارها. و من الشواهد عليها استمرار كل أشكال الابادة انفة الذكر و دفع السكان الى الهجرة القسرية من غزة، مضافا إليها التجويع و منع و عرقلة المعونات الغذائية و الدوائية الموجهة الى غزة، مع قصف المستشفيات و المساجد و المدارس و المخابز و خلافها من ضروريات الحياة.
و قد قاد هذا الوضع الشاذ الذي شاهد كل العالم اثاره المدمرة، قاد دولة جنوب افريقيا الى التقدم بدعوى الى محكمة العدل الدولية Int. Court of Justice ضد اسرائيل متهمة اياها بارتكاب جريمة الابادة الجماعية Genocide ضد الفلسطينيين و مطالبة المحكمة باتخاذ اجراءات هادفة الى وقف الضربات المؤدية لابادة الفلسطينيبن و القضاء على أسباب الحياة بغزة.
و تستند الدعوى القضائية
التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية ضد اسرائيل، و التي تم تفصيلها في أكثر من ثمانين صفحة، مدعية ان اسرائيل ارتكبت جريمة الابادة الجماعية بحق الفلسطينيين بغزة، عبر انتهاكها لالتزاماتها الناشئة عن اتفاقية الابادة الجماعية الموقعة عليها، من خلال حربها الدائرة بغزة و ما ظلت تقوم به هناك من قتل جماعي ومختلف انواع الأذى الجسيم و التدمير الممنهج للبنية التحتية و خلافه، تستند، أي الدعوى المشار اليها، من وجهة النظر القانونية للقانون الدولي، الى حيثيات منطقية تتمثل في بينات دامغة و أدلة كافية مبنية على ممارسات و وقائع و حقائق على الارض يعول عليها في اثبات التهمة المدعاة، من جهة توافر الادلة الدالة على نية الابادة الجماعية.
و بعد تسلمها الدعوى عقدت المحكمة جلسة جمعت الاطراف المعنية، و استمعت الى حيثيات الدعوى ثم طالبت، فيما بعد، اسرائيل بمنع ارتكاب أعمال تتضمنها اتفاقية منع الابادة الجماعية و شددت المحكمة على ضرورة ان تتخذ اسرائيل كل ما بوسعها لمنع جميع الاعمال التي تتتضمنها المادة الثانية من اتفاقية منع الابادة الجماعية فيما يتعلق بالفلسطينببن في غزة.
و هذا يعني.ضرورة قيام اسرائيل بالكف عن حملتها التدميربة ضد سكان غزة. كما حددت المحكمة مدة شهر لاعداد تقرير عن مدى استجابة اسرائيل لذلك. كما شرعت، من جهة أخرى، في جمع مختلف الادلة و البينات ذات الصلة باثبات جريمة الابادة الجماعية، و التي تحتاج لمدة طويلة يتم خلالها دراسة القضية بصورة وافية و متعمقة قبل البت فيها.
اما اسرائيل فقد استمرت في مسلسلها التراجيدي هذا غير ابهة بطلب المحكمة و استنكار و مناشدات العديد من الدول، و ذلك في سلوك يؤكد على سيادة قانون الغاب بالعالم Jungle Law. ليس هذا فحسب بل و هددت اكثر من مرة باجتياح رفح التي لجأ إليها سكان غزة، و ذلك بحجة استهداف حماس. كما قامت بعمل اجرامي اخر تمثل في ضرب الفلسطينيين الذين كانوا يستلمون حصصهم من الاغاثة بالقرب من دواري الكويت و النابلسي.
و قد دفعت هذه التداعيات المتكررة و الخطيرة دولا أخرى للانضمام الى معسكر المستهجنين لسياسة اسرائيل و ممارساتها بغزة. ليس هذا فحسب بل غيرت بعص الدول الاوروبية موقفها الداعم لحملة اسرائيل هذه فطفقت تدبن تصرفاتها، كما ابدت تعاطفا بينا مع سكان غزة جراء ما تبدى لها من قتل و دمار ظلت تقوم به اسرائيل. هذا فضلا عن ان امريكا المساندة لاسرائيل في حربها هذه غيرت من لهجتها بعض الشيء تجاه ما يجري و غدت تنتقد سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي و تصريحات بعض وزراء حكومته ثم تقوم بمساعي خاصة باغاثة سكان غزة و التنبيه الى خطورة قيام اسرائيل بهجوم على رفح و ما الى ذلك.
علاوة على ذلك فقد جرت مظاهرات و مسيرات في عدد من الدول الاسلامية و الغربية و غيرها تندد بممارسات اسرائيل و تطالب بوقف الحرب.
من جهة أخرى فقد قاد هذا الوضع الخطير الى تعالي أصوات الكثير من الدول المنادية بحل الدولتين من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الابادة الجماعیة علاوة على سکان غزة ضد سکان
إقرأ أيضاً:
صافرات الإنذار في اسرائيل بعد إطلاق صواريخ من اليمن
30 مارس، 2025
بغداد/المسلة: قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق صافرات الإنذار في العديد من المناطق الأحد، بعد إطلاق “مقذوف” من اليمن.
وسمع دوي صافرات الإنذار في القدس وتل أبيب ومناطق أخرى في وسط إسرائيل، فيما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في وقت لاحق بسماع دوي انفجارات خفيفة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts