ضغوطات غربية على اسرائيل.. هل أوشكت الحرب على النهاية؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
باتت المراوحة العسكرية تسيطر على جانب مُهمّ من المواجهة المشتعلة بين "حزب الله" من جهة والعدوّ الاسرائيلي من جهة أخرى على الجبهة الجنوبية للبنان. ولعلّ هذه المراوحة من شأنها أن تُظهر نوعاً من التوازن العسكري بين الطرفين الذي لا يمكن تخطّيه أقلّه في المرحلة الراهنة.
الاهم أن هذه المراوحة التي تسيطر على المشهد العسكري أتت بعد فترة من التصعيد والتصعيد المضادّ بين طرفي القتال، حيث أن العدوّ الاسرائيلي ذهب بعيداً في سياسة الاغتيالات، لكنّ هذه السياسية لم تستهدف الا بعض الكوادر الميدانيين الذين لا يؤدي اغتيالهم الى أي تغيير في المعادلة الحقيقية ولا الى تضرّر "حزب الله" لا من قريب ولا من بعيد.
وإذ حاولت اسرائيل توسيع نطاق الاشتباك لاستدراج "حزب الله" الى معركة أكبر، غير أن الأخير استمرّ في سياسته التي تهدف الى ضرب الأهداف الاستراتيجية من دون التوجه نحو عملية استهداف واسعة للمدن في العمق الاسرائيلي، وهذا ما تسبّب للعدوّ بإحراج كبير وجعله عاجزاً عن الاستمرار في عملية توسيع الضربات سيّما أنها لم تؤد الى أضرار فعلية بل انحصرت في ضرب مخازن مواد غذائية ومصانع لا علاقة لمعظمها بالحزب.
من جهة أخرى فإنّ الاستقرار الحالي السائد في شكل المواجهة يوحي بأنّ احتمال تدحرج الاشتباك بين لبنان والعدوّ الاسرائيلي نحو حرب شاملة ليس وارداً حتى الآن، أو أقلّه فإنّ نسبة اندلاع حرب على لبنان تراجعت بشكل كبير بسبب الضغوط الغربية وخاصة الاميركية على اسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل ونهائي، وذلك بعد إقرار القوى الغربية بتضرّر مصالحها بعد اندلاع الحرب.
ولعلّ ما هو متوقّع من عملية تصعيد شاملة قد تحدث في المنطقة ضد المصالح الغربية انطلاقاً من اليمن سيكون له دور كبير في زيادة الضغط على "تل أبيب" لوقف إطلاق النار وهذا سينهي احتمالات التصعيد على الجبهات كافة بما فيها الجبهة الجنوبية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عملية مفاجئة ومبتكرة.. كواليس البنتاغون يوم تفجيرات البيجر في لبنان
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تفاصيل عما حصل بأروقة البنتاغون يوم تفجيرات البيجر في لبنان.
ووفقاً لما نقلته جيروزاليم بوست عن دانيال شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط السابق أن يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بدأ يوماً عادياً في البنتاغون حتى تلقى فجأة طلباً من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، من أجل التحدث إلى نظيره الأمريكي آنذاك، وزير الدفاع لويد أوستن في شكل عاجل.وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُبدي فيها شابيرو، أو أي مسؤول أمريكي آخر، استعداده لمناقشة الأحداث الخفية في واشنطن بالتفصيل بشأن انفجار أجهزة البيجر التابعة لحزب الله.
رئيس #الموساد: #تفجيرات_البيجر_في_لبنان أجهزت على حزب الله https://t.co/kNAvxVVbQO
— 24.ae (@20fourMedia) February 25, 2025 قدرة خاصةوأخبر غالانت نظيره الأمريكي أوستن، أن إسرائيل تمتلك قدرة خاصة، وأنها على وشك استخدامها في لبنان، وكان غامضاً بشأن ماهيتها أو كيفية عملها، لكنه أراد أن يكون لدى أوستن علم مسبق بها، حسبما صرّح شابيرو.
وأضاف أنه حتى اللحظة الأخيرة، شعر غالانت بأنه مضطر لإخفاء جميع التفاصيل، محافظاً على السرية المطلوبة لمثل هذه العملية الحساسة، ولكن أوستن سأله هم ماهية "القدرة الخاصة" لإسرائيل، كما وصفها غالانت، من شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وأوضح شابيرو: "عندما انتهت المكالمة، كنا لا نزال في حيرة من أمرنا بشأن ما كان يصفه لأنه لم يتطرق إلى الكثير من التفاصيل، ولكن في غضون أقل من 30 دقيقة، بدأنا نرى تقارير على شبكة سي إن إن وشبكات تلفزيونية أخرى حول انفجارات تحدث في لبنان".
وفي ذلك اليوم، 17 أكتوبر (تشرين الأول)، انفجرت آلاف من أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله، وفي اليوم التالي، انفجرت أيضاً مئات أجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة للتنظيم، وتحدثت التقديرات الرسمية عن مقتل 59 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين.
وأفادت وكالة أنباء "رويترز" لاحقاً، بأن 1500 عنصر من حزب الله أصيبوا بجروح بالغة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من العودة إلى الخدمة، وصرح شابيرو لـ"واشنطن بوست": "لم نتلقَّ أي تفسير لسبب اختيار إسرائيل استخدام هذه القدرة في تلك اللحظة تحديداً".
وأضاف: "ما فهمناه هو وجود قلق من أن هذه القدرة على وشك الانكشاف، لقد ازدادت شكوك حزب الله بشأن أجهزة الاتصال، وأصبح الأمر بمثابة إما استخدامها أو فقدانها".
إعجاب أمريكي
ووصف شابيرو العملية بأنها "مفاجئة ومبتكرة، وكانت غير عادية، ومن بعض النواحي، يمكن القول إنها كانت مثيرة للإعجاب"، مشيراً إلى أن رد فعل كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية أعجبوا بـ"الإبداع والبراعة والسرية والاستهداف الدقيق لأعضاء حزب الله، مما ضمن عدم تضرر المدنيين".
سجال حاد بين غالانت ونتانياهو حول توقيت عملية البيجرhttps://t.co/axxGOp8jnE pic.twitter.com/f49s4DncK1
— 24.ae (@20fourMedia) February 7, 2025 جدل إسرائيليوتقول الصحيفة، إنه منذ بداية الحرب، دار جدل مستمر بين غالانت ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حول ما إذا كان بنبغي لإسرائيل فتح جبهة مع حزب الله في 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أي بعد 4 أيام فقط من أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وبينما جادل غالانت بأنها كانت فرصة ضائعة، وأنه كان بإمكان إسرائيل تفجير أجهزة الاتصال، مما يتسبب في أضرار جسيمة لحزب الله، صرح نتانياهو ورئيس الموساد ديفيد بارنيع بأن هذه القدرة لم تكن جاهزة في ذلك الوقت، وخلال الأسبوع الأول من الحرب، عارض
الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، فكرة فتح جبهة جديدة ضد حزب الله، والآن، يقول شابيرو للصحيفة، إنه لو كانت الولايات المتحدة على علم بعملية أجهزة النداء، وكذلك الخطط والهجمات اللاحقة، لكان موقف إدارة بايدن مختلفاً.
أضاف شابيرو: "لم يكن المسؤولون الأمريكيون على علم بالأمر آنذاك، لذا لم يتمكنوا من أخذه في الاعتبار عند تقديم نصائحنا أو توصياتنا بشأن مهاجمة حزب الله من عدمه"، موضحاً أنه لم يُشرح لهم مسار الأحداث، ولو كانوا على علم بذلك، لكان شكل تأثيراً على مجرى النقاش بشكل مختلف".