إيكونوميست: مرونة الاقتصاد الأميركي تتحدى المتشائمين
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
قالت مجلة إيكونوميست إن الاقتصاد الأميركي برز باعتبار أنه يمتاز بالمرونة والقوة الاقتصادية وقادر على تحدي التوقعات المتشائمة.
وسلطت المجلة الضوء على "الأداء الاستثنائي" للاقتصاد الأميركي، متعجبة من قدرته، ليس على الصمود في وجه العواصف فحسب، بل وأيضا على الازدهار وسط التحديات.
تجاوز التوقعات.. عام من النمووفي نهاية عام 2023 نما الاقتصاد الأميركي بمعدل بلغ نحو 3%، متجاوزا التوقعات ومخلفا وراءه شبح الركود الذي كان يطارد المحللين.
وخلافا للتوقعات السابقة بنمو متواضع فقد شهد الربع الأول من العام الحالي مضاعفة معدل النمو السنوي المتوقع، مما يرسم صورة لنشاط اقتصادي قوي.
وكانت إحدى الركائز التي تدعم هذا النشاط الاقتصادي هي مرونة سوق العمل، ومع انخفاض معدلات البطالة بشكل ثابت إلى أقل من 4% على مدار 25 شهرا تمتع الاقتصاد الأميركي بفترة من النمو المستدام في تشغيل العمالة لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من نصف قرن من الزمان.
ووفقا لـ"إيكونوميست"، فقد أدهش هذا الأداء "الفذ" المحللين الذين كانوا في حالة عدم يقين على خلفية التحديات الاقتصادية العالمية والشكوك الجيوسياسية.
وتؤكد المجلة على براعة الاقتصاد الأميركي مقارنة بالاقتصادات الكبرى الأخرى، فمنذ نهاية عام 2019 نما الاقتصاد الأميركي بنسبة 8% تقريبا من حيث القيمة الحقيقية، تاركا وراءه منطقة اليورو واليابان بهامش كبير.
وتشير "إيكونوميست" إلى أن الطريق بالطبع لا يخلو من العقبات، فعلى الرغم من مرونته يواجه الاقتصاد الأميركي تهديدات تلوح في الأفق والتي من المحتمل أن تعرقل مساره المثير للإعجاب.
ويشكل استمرار أسعار الفائدة المرتفعة خطرا، وكذلك التضخم الثابت الذي بقي فوق هدف بنك الاحتياطي الفدرالي البالغ 2%، وتؤدي التوترات الجيوسياسية إلى زيادة تعقيد التوقعات، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات محتملة على التجارة العالمية والاستقرار الاقتصادي.
وتقول الصحيفة إن الانتخابات الرئاسية المقبلة قد تكون التهديد الأهم الذي يلوح في الأفق، ولا يبعث أي من المرشحين جو بايدن ولا دونالد ترامب على الثقة في رعاية التوسع الاقتصادي المستمر، وبدلا من ذلك تثير سياساتهما المقترحة المخاوف بشأن تعريض المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في السنوات الأخيرة للخطر.
قوة ومرونةووفقا للمجلة، فقد كان أحد العوامل الحاسمة في النجاح الاقتصادي الذي حققته أميركا هو التدابير المالية الاستباقية، خاصة حزم التحفيز السخية أثناء الجائحة، والتي بلغت 26% من الناتج المحلي الإجمالي.
ورغم أن هذه التدابير غذت التضخم فإنها ضمنت أيضا النمو السريع، حيث لم يستنفد المستهلكون بعد التدفق النقدي من المساعدات الحكومية، ومع ذلك فإن استدامة هذا النمو القائم على التحفيز أصبحت موضع تساؤل متزايد، خاصة أن مدفوعات فوائد الديون تهدد بتجاوز الإنفاق الدفاعي الوطني.
وتبرز المجلة دور المهاجرين الكبير في نمو قوة العمل بأميركا، حيث ساهمت موجات الهجرة في توفير مصدر حيوي للعمالة في اقتصاد يتسم بالمرونة والقدرة على التكيف.
ومع ذلك، حذرت "إيكونوميست" من الاعتماد المفرط على هذه العوامل، والتي قد لا تكون مستدامة على المدى الطويل.
وتشير المجلة إلى أن شبح الحمائية الذي يلوح في الأفق -والذي تجسد في السياسات التي دعا إليها كل من بايدن وترامب- يشكل خطرا جسيما على المستقبل الاقتصادي لأميركا.
وفي حين تهدد التعريفات الجمركية والقيود المفروضة على الهجرة التي يقترحها ترامب بتعطيل سلاسل التوريد وتضخيم التكاليف فإن ولع بايدن بالقومية الاقتصادية يهدد بخنق الابتكار وتقويض مبادئ السوق الحرة.
وفي مواجهة مثل هذه التحديات تحذر "إيكونوميست" من حنين في غير محله وتدخّل مضلل، مؤكدة أن النجاح الاقتصادي الذي حققته أميركا كان مدفوعا بالإبداع والقدرة على التكيف وديناميكيات السوق الحرة، وليس بسياسات حكومية ثقيلة الوطأة أو تدابير حمائية، والفشل في الاعتراف بهذه الحقيقة من شأنه أن يعرض للخطر أسس الازدهار الاقتصادي للبلاد.
وخلصت المجلة إلى أن الاختبار الحقيقي يكمن فيما إذا كانت الإدارة المقبلة سوف تتمسك بالمبادئ التي دفعت أميركا إلى القمة الاقتصادية أو ستستسلم لإغراء الإصلاحات قصيرة الأجل والخطاب الشعبوي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات
إقرأ أيضاً:
حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..
◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة
– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..
◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..
◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها
◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..
– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم
????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..
♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..
♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.
النور صباح
إنضم لقناة النيلين على واتساب