الأزمة تشتعل داخل (إسرائيل) .. ساعر يهدد بالانسحاب من الحكومة وغالانت يعقد اجتماعا بديلا لجلسة مجلس الحرب
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
سرايا - هدد الوزير في حكومة الطوارئ (بدون حقيبة) جدعون ساعر، بالانسحاب من الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، في حال عدم ضمه لمجلس الحرب.
وقال ساعر، في حديث لقناة (12) الخاصة: “إذا لم أنضم إلى حكومة الحرب في غضون أيام قليلة، فسوف أستقيل”.
وأضاف: “قلت إنني سأبقى في الحكومة طالما أستطيع التأثير، وسيكون الاتجاه حينها صحيحا”.
وأردف ساعر: “أريد إمكانية محاولة التأثير، وخارج مجلس الوزراء الحربي لا أستطيع التأثير”.
والخميس، أعلن ساعر، انفصاله عن “المعسكر الوطني” برئاسة بيني غانتس، وقدم طلبًا للكنيست (البرلمان) ليكون حزبًا مستقلاً باسم “اليمين الوطني”.
وانضم ساعر، إلى حكومة الطوارئ ضمن تحالف “المعسكر الوطني” برئاسة غانتس.
وتابع ساعر، قوله “أعادت الحرب أجندة السياسة الأمنية التي لم تكن موجودة من قبل”.
وأردف “هناك جمهور كبير من يمين الدولة يؤمن بالمسار الذي أؤمن به”.
ويضم مجلس الحرب الذي تشكل بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات ومواقع (إسرائيلية) محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كلا من نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس.
ويشارك في المجلس، بصفة مراقب، كل من قائد الأركان السابق غادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر.
بدوره، عقد وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، السبت، اجتماعا بديلا عن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحرب، بشأنّ صفقة الأسرى المحتملة مع حركة حماس.
وقالت هيئة البث العبرية (رسمية): “بعد عدم اجتماع مجلس الحرب الليلة (السبت)، عقد وزير الدفاع جلسة نقاش شارك فيها كبار مسؤولي (الجيش الإسرائيلي) والموساد والشاباك والوفد المفاوض حول صفقة الأسرى”.
وشارك في الاجتماع رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي من المتوقع أن يغادر لإجراء محادثات في قطر في وقت لاحق.
وأشارت الهيئة إلى أنّ نتنياهو لم يُدع إلى اجتماع مجلس الحرب مساء اليوم، خلافًا للاجتماعات السابقة التي تعقد مساء كل سبت، منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
من جانبه قال زعيم المعارضة في (إسرائيل) يائير لابيد، السبت، إن (تل أبيب) لن تنتصر في حربها دون إعادة الأسرى المحتجزين في غزة.
جاء ذلك خلال مشاركته في مظاهرة في (تل أبيب)، تدعو لإعادة الأسرى.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن لابيد، قوله: “لن تكون هناك صفقة سهلة، لكن صفقة تعيد الأسرى إلى الوطن تستحق الثمن، وستحظى بالقبول ودعمنا الكامل”.
وأضاف: “لا نصر دون عودتهم”.
وهاجم لابيد، مرارًا سياسة نتنياهو وحكومته، في التعامل مع ملف الأسرى المحتجزين في غزة، متهمًا إياهم بأنهم يضحون بهم.
وتتوسط قطر ومصر، بمساعدة الولايات المتحدة، بين (إسرائيل) وحماس، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وتقدّر (إسرائيل) وجود أكثر من 125 أسيرا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن (إسرائيل) حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول (تل أبيب) أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
الأناضول
إقرأ أيضاً : وثائق سرية تكشف تفاصيل تُنشر لأول مرة حول خطة حماس لهجوم السابع من أكتوبر - تفاصيل إقرأ أيضاً : الداعية محمود الحسنات يرد على معتز العزايزة بعد إساءته للمقاومة: "بدلتك ثمنها دم أطفال غزة ومقاوميها"إقرأ أيضاً : ضاقت عليهم الأرض بما رحبت .. مطبخ وحمّام في آن شمالي غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الحكومة الحكومة مجلس الوزراء الدولة مجلس غزة الدفاع الاحتلال مجلس الدفاع رئيس قطر مجلس سياسة قطر غزة مطبخ قطر مجلس سياسة اليوم الحكومة الدولة الدفاع غزة الاحتلال محمود رئيس الوزراء مجلس الحرب
إقرأ أيضاً:
الذي يأتي ولا يأتي من الحـافلات
الذي يأتي ولا يأتي من الحـافلات
(من أرشيف باب "ومع ذلك" بجريدة الخرطوم 1988)
(طرأ لي إعادة نشر هذه الكلمة القديمة وأنا أرى مصارع السيارات المهجورة ملء البصر في الخرطوم في أعقاب غزوة الجنجويد)
نشر ترمنقهام مؤلف كتاب (الإسلام في السودان) جملة من الأفكار الخاطئة عن ثقافة السودان وإسلامه. غير أنني اتفق كثيراً مع ملحوظته القائلة بأن خريجي المدارس الحديثة (الصفوة بتعبير آخر) غير راغبين في إجراء تحسين جذري في حياة مواطنيهم. فعلى أن ترمنقهام أذاع هذه الملحوظة في الأربعينات إلا أنها ما تزال صادقة إلى حد كبير.
سمّت جريدة (السيـاسة) في افتتاحية لها مشكلة المواصلات (الهاجس اليومي) الذي يجعل حياة المواطن عبئاً لا يطاق. ولعل أخطر مظاهر المشكلة ليس المعاناة اليومية التي يتكبدها المواطن في غدوه ورواحه، ولكن إحساسه بأن هذه المشكلة المعلقة لأكثر من عقد من الزمان تبدو بلا حل قريب أو بعيد.
فالمعتمدية تراوح في مكانها القديم من المشكلة بين إنزال بصات جديدة (أو الوعد بذلك) وبتصليح العطلان منها وبين حملات تأديبية على أصحاب المركبات العامة الذين يزوغون عن العمل بالخطوط مكتفين بالبنزين. كما تتمسك المعتمدية في وصاية فارغة بفئات قانونية للطلبة وغير الطلبة. وفي مطالبة أهل حي بعينه من المعتمدية الانصياع للفئة التي قررها أصحاب المركبات العامة مؤشر قوي على استفحال المشكلة وعدم واقعية (أو بالأحرى جدية) المعتمدية.
ولعل أكثر دواعي اليأس من حل أزمة المواصلات هو تطاولها على خيالنا وفكرنا. فالأزمة غير واردة في أجندة فكرنا السياسي والاجتماعي والنقابي. فلم نعد نسمع شيئاً عن الدراسة التي التزمت المعتمدية بإجرائها على ضـوء استبيانات وزعتها. وهذه الدراسة هي الدليل الوحيد على أن المشكلة شاغل فكري معتبر يتجاوز همهمات المكتوين بنار الأزمة مما تنشره الصحف.
وأهـل الفكر عن المسألة في شغل وانصـراف. فطاقم الدولة القيادي اكتفى بتوسيع بند شراء العربات الحكومية (الخاصة) ليمتطيها آناء الليل وأطراف النهار. فقد صدقت وزارة الاقتصاد مؤخرا بـ 15 مليون دولار لشراء عربات كريسيدا تدفع مقابلها الوزارة من سمسم الوطن، أو القضارف. كما اتجهت نقابات الاطباء وأساتذة الجامعات والبياطرة وغيرهم الى مساومات مع وزارة التجارة وموردي السيارات لاستيراد عربات خاصة بأعضائها. ولا غبار على هذه الإجـراءات لو لم تكن هروباُ من مواجهة هذه الأزمة المزمنة. وما يجعل ذلك الهروب سخيفاً بحق هو أن يصدر من أكثر الفئات فصاحة في السياسة وأنسبها تأهيلاً للنظر في الأزمة وتدبير الحلول.
فمعاناة الشعب ليس عبارة تقال وتبتذل بالتكرار. إنها أوجاع بلا حصر تستنفر الخيال والنظر. فعلى أيام اختناقات البنزين تفتق ذهن الجماعات الصفوية عن فكرة إدخال الحاسوب لضبط توزيعه. ولكن حين يستمر المواطنون على أرصفة الشوارع لأكثر من عقد من الزمان ينتظرون الذي لا يأتي من الحـافلات فصفوتنا السياسية والفكرية خالية الوفاض من الحيل والمناهج.
لقد صدق ترمنقهام في واحدة وهي أن الصفوة من كل شاكلة ولون غير راغبة في تحسين حياة أهلها من كل شاكلة ولون.
ibrahima@missouri.edu