أكبر انتخابات في العالم.. الهند تحدد موعدا لاختيار البرلمان الجديد
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
حددت لجنة الانتخابات في الهند، موعدا لفتح صناديق الاقتراع من أجل اختيار البرلمان الجديد، في أكبر انتخابات في العالم، يحق لنحو مليار شخص التصويت فيها.
وأكدت لجنة الانتخابات أن الهند ستنتخب برلمانا جديدا على سبع مراحل، تبدأ في 19 نيسان/ أبريل وتستمر حتى بداية حزيران/ يونيو.
وقال راجيف كومار، رئيس لجنة الانتخابات المستقلة في الهند، للصحفيين "نخاطبكم في لحظة مهمة، اللحظة التي نستعد فيها كأمة للتأكيد على تعهدنا بممارسة الديمقراطية في الانتخابات عندما يعبر (الناخبون) الهنود معا عن إرادتهم مجددا".
وأضاف أن المرحلة الأخيرة من التصويت ستجري في الأول من حزيران/ يونيو، وسيكون فرز الأصوات في الرابع من الشهر ذاته.
مواجهة تحالف متشاحن
وتضع الانتخابات رئيس الوزراء ناريندرا مودي المنتخب لفترتين وحلفاءه الإقليميين، في مواجهة تحالف متشاحن يضم 24 حزبا من المعارضة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب بهاراتيا جاناتا، الذي ينتمي إليه مودي، سيحقق فوزا مريحا.
والفوز بالانتخابات سيجعل مودي (73 عاما) ثاني رئيس وزراء يفوز بولاية ثالثة، بعد رئيس الوزراء الأسبق جواهر لال نهرو، بطل استقلال الهند ورئيس وزرائها الأول.
وقال مودي إن "أكبر مهرجان للديمقراطية قد بدأ، وإن حزبه سيعتمد في حملته الانتخابية على سجله في الحكم الرشيد والخدمة العامة".
وبدأ مودي وحزبه الحملة الانتخابية منذ أشهر، ويجوب رئيس الوزراء أنحاء البلاد كل يوم تقريبا ويفتتح مشروعات جديدة، ويصدر بيانات ويشارك في فعاليات دينية، ويحضر اجتماعات عامة وخاصة.
ووضع مودي هدفا يتمثل في حصد حزبه بهاراتيا جاناتا 370 مقعدا، ليكون إجمالي ما يشغله التحالف الوطني الديمقراطي الذي يقوده الحزب أكثر من 400 مقعد في مجلس النواب الذي يتألف من 543 عضوا، وذلك صعودا من 303 مقاعد لحزبه وأكثر من 350 مقعدا للتحالف إجمالا في 2019.
أداء الحزب
وكان أداء الحزب الذي تأسس عام 1980 في انتخابات عام 2019 هو الأفضل على الإطلاق.
وسيواجه مودي تحالفا تحت اسم (إنديا)، أو التحالف الهندي الوطني التنموي الشامل، الذي يضم نحو 24 حزبا من المعارضة بقيادة حزب المعارضة الرئيسي (حزب المؤتمر).
لكن التحالف الذي تشكل في العام الماضي يكافح للبقاء في حالة اتحاد ومشاركة المقاعد بشكل ودي.
وتراجع تأييد حزب المؤتمر، الذي حكم الهند 54 عاما من بين 76 عاما مضت على استقلالها عن بريطانيا، لمستويات قياسية متدنية بعدما اكتسح مودي الطريق إلى السلطة، ويكافح الحزب من أجل إحياء الحصول على الدعم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الانتخابات الهند البرلمان التصويت مودي الهند البرلمان انتخابات التصويت مودي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
لماذا تُعد الانتخابات الأميركية الحالية تاريخية وغير مسبوقة؟
واشنطن- بغض النظر عمّن سيفوز في انتخابات 2024، فهي انتخابات جعلها كل من الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، استثنائية بصورة يصعب تكرارها.
فالناتج عن هذه الانتخابات سيكون:
إما فوز نائبة الرئيس هاريس، لتصبح أول امرأة تشغل منصب رئيس الولايات المتحدة والقائد الأعلى لأكبر وأقوى جيش في العالم. أو أن يفوز ترامب ويصبح ثاني رئيس في التاريخ يشغل المنصب لفترتين غير متتاليتين بعد الرئيس السابق جروفر كليفلاند، كما سيكون ترامب أول رئيس في التاريخ يفوز بعد إدانته جنائيا بارتكاب العديد من الجرائم الفدرالية وعلى مستوى الولايات.وتتميز هذه الانتخابات عما سبقها من انتخابات تاريخية، حيث شهدت انسحاب رئيس حالي في البيت الأبيض من السعي لفترة حكم ثانية اضطرارا قبل 3 أشهر فقط من السباق، رغم فوزه بالانتخابات التمهيدية ونيله دعم مؤسسات الحزب الديمقراطي ومؤتمره العام.
وتقليديا، يتردد كل 4 سنوات أن الولايات المتحدة تشهد انتخابات تاريخية، وأنها الأهم في حياة المواطنين، لكن كثيرا من المؤرخين يعتبرون هذه الانتخابات الأهم منذ عام 1860 عندما تم انتخاب أبراهام لنكولن للرئاسة، ومن ثم اندلعت حربا أهلية استمرت لسنوات وأزهقت حياة مئات الآلاف من الأميركيين.
ويرجع الكثير من المعلقين تاريخية هذه الانتخابات إلى انسحاب بايدن، وخلفية هاريس، وطبيعة وإدانة ترامب.
انسحاب بايدنفي أبريل/نيسان 2023، أعلن الرئيس جو بايدن تدشين حملته الانتخابية لفترة حكم ثانية، وفاز بسهولة في انتخابات الولايات التمهيدية، ونال رسميا دعم حزبه في المؤتمر العام الذي انعقد بمدينة شيكاغو في أغسطس/آب الماضي.
ولكن تبعات المناظرة الرئاسية المبكرة التي واجه فيها بايدن خصمه ترامب في أواخر يونيو/حزيران الماضي، والتي شهدت أداء كارثيا، كشفت هشاشته الصحية والذهنية والعقلية بسبب تقدمه في العمر.
وعلى مدى شهور حاول الحزب الديمقراطي التستر على حالة بايدن العقلية والذهنية والتأكيد على لياقته للحكم 4 سنوات إضافية، إلا أن بايدن خذل الجميع مع استمرار تدهور حالته والوقوع في هفوات أثناء أحاديثه ولقاءاته.
وبعد أن خاض بايدن غمار السياسة الأميركية لما يزيد عن نصف قرن، انسحب من السباق في أواخر يوليو/تموز الماضي بعد أسابيع من الضغط من قادة حزبه، مؤيدا على الفور نائبته هاريس لتحل محله.
وصوّت مندوبو الحزب بما يشبه الإجماع، لتصبح مرشحة رسميا بعد عملية تصويت المندوبين عبر الإنترنت في أوائل أغسطس/آب، وهو ما اعتبر أمرا نادرا واستثنائيا، أن يتبادل المرشحون للرئاسة أدوارا معينة وسط السباق الانتخابي، وقبل 3 أشهر من الاقتراع العام.
خلفية هاريسيعد ترشح كامالا هاريس للرئاسة ووصولها للخطوة الأخيرة في السباق بهذه السرعة والسهولة أمرا تاريخيا في حد ذاته، فهذه السيدة السوداء المولودة لأم مهاجرة من أقلية التاميل الهندية، وأب من جزيرة جامايكا في البحر الكاريبي، تمثل ما تعكسه التغيرات السكانية التي تعصف بالولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة، والتي يتراجع معها نسبة المواطنين البيض على حساب المهاجرين الملونين.
وإذا فازت هاريس، فستكسر الحواجز الباقية أمام حق النساء في التصويت منذ عشرينيات القرن الماضي وصولا لانتخاب سيدة سوداء ذات أصول هندية جامايكية لارتقاء المنصب الأعلى والأهم في النظام السياسي الأميركي. لكن، ومن الجدير بالذكر، أن هاريس نفسها لم تجعل من عرقها أو جنسها نقطة محورية في حملتها الانتخابية.
وبسبب طبيعة الحزب الديمقراطي الصارمة وغير الديمقراطية، لم تتعرض هاريس لأي تنافس من قادة الحزب ممن لهم طموحات رئاسية، واختاروا الانتظار للدورات المقبلة، خاصة أنهم لا يزالون صغارا بالمعايير الأميركية، مثل حكام ولايات كاليفورنيا، وميشيغان، وأريزونا، وبنسلفانيا.
وقبل أيام، وجّه سؤال لهاريس عن رأيها في التاريخ الذي قد تصنعه، فأجابت بالقول "أنا مدركة تماما لجنسي وعرقي، وأنا أعلم أنه سيكون مهما للغاية لكسر الكثير من القيود، لكنني لا أتوقع أن يصوت لي أي شخص بسبب جنسي أو عرقي، يجب أن يكون ذلك لأنني أكسب أصواتهم بخطة لجعل حياتهم أفضل".
لكن وفي الواقع، ينتظر ملايين الأميركيين، ومليارات البشر حول العالم، وبشغف، إذا ما كانت هاريس ستستطيع التغلب على قيود التاريخ وكسر التقاليد والوصول للبيت الأبيض.
خصوصية ترامبتمثل محاولة ترامب الثالثة لدخول البيت الأبيض قصة تاريخية في حد ذاتها، بعدما نجح عام 2016 وفشل عام 2020، وهو الذي جاء مكسرا ومطيحا بكل قواعد التقاليد السياسة الأميركية الراسخة، ونجح في السيطرة المطلقة على الحزب الجمهوري، ولم يكترث مناصروه بمن تحدّوهم في الانتخابات التمهيدية، مع اتفاق أغلبيتهم على أن انتخابات 2020 قد تمت سرقتها منه ومنهم.
ومنذ خروجه من البيت البيض يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021، واجه ترامب سيلا من الاتهامات الجنائية، أسفرت إحداها عن حكم بالإدانة من قبل هيئة محلفين في ولاية نيويورك بتهمة تزوير السجلات التجارية فيما يتعلق بمدفوعات مالية سرية لنجمة أفلام إباحية في الأيام الأخيرة من حملة عام 2016، بينما يقول ترامب إنه بريء وقرر استئناف الحكم.
وبعد إعلانه الترشح لانتخابات 2024، واجه ترامب انتخابات تمهيدية داخل الحزب الجمهوري مع أكثر من 10 منافسين، بمن فيهم نائبه السابق مايك بنس، لكن معظمهم انسحبوا قبل المؤتمر الحزبي الذي شهدته مدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن في يوليو/تموز الماضي.
وقبل قبول ترشحه رسميا بيومين، نجا ترامب من محاولة اغتيال في ولاية بنسلفانيا بعد إطلاق النار عليه وإصابته في أذنه، وبعد إفشال محاولة اغتيال ثانية خارج منتجع الغولف الخاص به في ولاية فلوريدا، اعتبر الملايين من أنصاره أن هناك "رعاية إلهية تحمي وتبارك مرشحهم".
وإذا استطاع ترامب النجاح، فسيكون أول رئيس سابق يفوز بولاية ثانية غير متتالية، بعد جروفر كليفلاند الذي حكم فترتين منفصلتين، الأولى بين عامي 1885 و1889 ثم 1893-1897، وسيعتبر أنصاره أنه جاء بمشيئة إلهية أيضا.
وهكذا، وبغض النظر عن هوية الفائز في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فإنه سيتم كتابة فصل جديد غير مسبوق من التاريخ الأميركي.