موسكو- “رأي اليوم”- أبرمت كوريا الشمالية “صفقات تجارية سرية مع روسيا” من شأنها مساعدة نظام، كيم جونغ أون، في تغلبه على العقوبات الدولية ومواصلة تمويل البرنامج النووي، بحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ”. وبحسب الوكالة، سهّلت الحرب على أوكرانيا من صفقات بيع بيونغ يانغ لأسلحة وذخائر لموسكو، في حين باتت كوريا الشمالية تستورد السكر من روسيا.

وقالت راشيل مينيونغ لي، الخبيرة بشؤون كوريا الشمالية في الشبكة النووية المفتوحة ومقرها فيينا، والتي عملت كمحللة بوكالة المخابرات المركزية الأميركية على مدى عقدين تقريبا: “تتمكن كوريا الشمالية دائما من إيجاد طريقة للبقاء على قيد الحياة”. وأضافت: “ليس هناك ما يشير إلى أنها ستعود إلى المحادثات النووية في أي وقت قريب”. وتتحدى كوريا الشمالية منذ سنوات العقوبات الدولية الكثيرة المفروضة عليها لمواصلة تطوير برنامجيها النووي والصاروخي، ولم تصدر أي إشارة تدل على استعدادها للتخلي عن ترسانتها التي تعتبرها ضمانة ضد أي محاولة لقلب النظام، وفق “الحرة”. وتنفي بيونغ يانغ أنها تمد روسيا بالأسلحة، ومع ذلك، قال البيت الأبيض في ديسمبر إن لديه أدلة على أن كوريا الشمالية صدرت شحنة أسلحة أولية إلى مجموعة “فاغنر” لاستخدامها في أوكرانيا. ووفقا لـ”بلومبرغ”، فإن أحد الأسلحة التي تمتلكها كوريا الشمالية وروسيا على الأرجح هو قذائف مدفعية من عيار 152 ملم. وتعتبر هذه القذائف قابلة للتشغيل عبر أسلحة الحقبة السوفيتية التي تمت إعادتها للخدمة في غزو أوكرانيا. وكانت آلة الكرملين الحربية تحرق الآلاف من القذائف يوميا، وفقا لمجموعة أبحاث مؤسسة جيمس تاون، ما دفعها إلى الحصول على مزيد من الإمدادات مع استمرار الحرب. مصادر دخل أخرى وتمتلك كوريا الشمالية مخازن ذخيرة لا حصر لها يمكن أن تصل إلى ملايين القذائف ضمن ترسانتها. وقال خبير الأسلحة، غوست أوليمانز، الذي شارك في تأليف كتاب “القوات المسلحة لكوريا الشمالية”، إن بيونغ يانغ ستغتنم على الأرجح فرصة تفريغ بعض مخزونها بسعر باهظ، مضيفا أن المبلغ الذي سيحصلون عليه بالضبط يعود إلى قدرتهم على التفاوض. على سبيل المثال، إذا باعت كوريا الشمالية قذائفها بسعر 1000 دولار للواحدة، فإن بيع 250 ألفا منها سيكون مساويا لحوالي 1 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي، وفقا لحسابات الوكالة. ويعد هذا التقدير متحفظا على اعتبار أن ارتفاع الطلب على الأسلحة أدى إلى ارتفاع الأسعار، حيث بلغ سعر القذائف من عيار 155 ملم التي تستخدمها قوات الناتو حوالي 3000 دولار للواحدة. ولا تصدر كوريا الشمالية المنزوية على نفسها إحصاءات رسمية عن حجم اقتصادها السنوي، ومع وجود التعتيم المتعمد، من الصعب إجراء تقييمات عامة حول حجم النشاط الاقتصادي للبلاد. وقال الزميل البارز بمركز الأمن الأميركي الجديد في سيول، دويون كيم أنه “من المرجح أن تشجع الحرب الروسية في أوكرانيا كيم جونغ أون على التصرف بشكل أكثر عدوانية”. وتابع: “لقد فشلت الصين وروسيا في الوفاء بالتزاماتهما بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولهذا السبب لم تعمل العقوبات بشكل صحيح وتمكنت بيونغ يانغ من مواصلة تطوير أسلحتها النووية وسلوكها الاستفزازي”. ولا تعتبر صفقات الأسلحة وحدها كافية لإعادة الاقتصاد الممزق والمعزول إلى وضعه الطبيعي. وبالإضافة إلى صفقات الأسلحة مع روسيا، تضمن إعادة فتح الروابط التجارية مع الصين ومصادر الدخل الأخرى مثل الجرائم الإلكترونية، بقاء اقتصاد كوريا الشمالية مستقرا بما يكفي ليتمكن كيم من مواصلة تحدي المجتمع الدولي. وفي إشارة أخرى إلى أن كوريا الشمالية لديها أموال تنفقها، قال تقرير لفريق خبراء الأمن التابع للأمم المتحدة في مارس، إن شحنات المنتجات البترولية المكررة خلال عام 2022 تجاوزت مرة أخرى مبلغ 500 ألف برميل سنويا من الواردات المسموح باستيرادها بموجب العقوبات الدولية.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: کوریا الشمالیة بیونغ یانغ

إقرأ أيضاً:

بلينكن: دعم كوريا الشمالية لروسيا بالقوات يجب أن يلقى تدخلا حازما

أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، أن إرسال قوات من كوريا الشمالية إلى روسيا للمشاركة في القتال ضد أوكرانيا "يتطلب تدخلاً حازماً".

وشدد بلينكن، عقب اجتماعه بالأمين العام حلف الناتو، مارك روته، في مقر الحلف ببروكسل، على التزام بلاده بمواصلة دعم أوكرانيا. 

وزاد : "سنواصل دعم أوكرانيا لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها بفعالية ضد العدوان الروسي".

من جانبه، قل روته إن "الولايات المتحدة واصلت على مدى السنوات الأربع الماضية مساعدة الحلف في تعزيز تقاسم الأعباء، مع زيادة الإنفاق من جانب أوروبا وكندا".

أميركا تكشف عدد جنود كوريا الشمالية "المنخرطين بالقتال" لجانب روسيا والتدريبات التي تلقوها قالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن قوات من كوريا الشمالية بدأت الاشتراك في عمليات قتالية في صفوف القوات الروسية، معبرة عن قلقها من استعانة روسيا بكوريا الشمالية لإرسال جنود للمشاركة في حربها على أوكرانيا.

وأضاف: "انضم عضوان جديدان إلى التحالف خلال العامين الماضيين"، مؤكداً أنه "بفضل القيادة الأميركية، تمكنت أوكرانيا من الصمود ولم تنتصر روسيا، ومن الواضح أنه يجب علينا بذل المزيد لضمان بقاء أوكرانيا في المعركة وقدرتها على صد الهجوم الروسي ومنع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من تحقيق النجاح في أوكرانيا".

وتابع روته: "نرى الآن أن قوات من كوريا الشمالية نشطة في أوكرانيا، وهذا يأتي بتكلفة؛ فهؤلاء الجنود الكوريون الشماليون يشكلون تهديداً إضافياً لأوكرانيا، ويزيدون من إمكانيات بوتين لإلحاق الأذى".

واعتبر أن "بوتين يدفع ثمن التعاون مع كوريا الشمالية بمنحها تقنيات، مثل تكنولوجيا الصواريخ".

حالة تأهب وإنذارات في كافة أنحاء أوكرانيا بعد صواريخ روسية انطلقت الإنذارات الجوية في كافة أرجاء أوكرانيا، الأربعاء، مع إعلان حالة تأهب عامة وسط تحذيرات بهجوم صاروخي يستهدف العاصمة كييف.

وشدد على أن هذا التعاون "يشكل تهديداً ليس فقط على الجانب الأوروبي من الناتو، بل أيضاً على الأراضي الأميركية وكوريا الجنوبية واليابان".

وأشار روته إلى أن "الصين تلتف على العقوبات المفروضة على موسكو من خلال توريد سلع مزدوجة الاستخدام إلى روسيا، مما يساهم في دعم المجهود الحربي" لقوات الكرملين.

وأضاف: "إيران تقوم بذلك أيضاً من خلال تزويد روسيا بتكنولوجيا الطائرات المسيرة وإمدادات أخرى، وذلك مقابل أموال تساعد طهران على مواصلة جهودها لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها".

مقالات مشابهة

  • في جلسة سرية.. ماسك يلتقي بالسفير الإيراني لدى واشنطن وحديث عن إمكانية رفع العقوبات عن طهران
  • كوريا الشمالية تنتج كميات ضخمة من المسيرات المتفجرة
  • إيران تفوز على كوريا الشمالية بـ 10 لاعبين
  • ماذا نعرف عن قوات كوريا الشمالية التي تؤازر روسيا؟
  • معلومات عن زعيم كوريا الشمالية.. حقائق أم شائعات؟
  • واشنطن: جنود كوريا الشمالية يشاركون بالقتال في أوكرانيا
  • بلينكن: دعم كوريا الشمالية لروسيا بالقوات يجب أن يلقى تدخلا حازما
  • أميركا تكشف عدد جنود كوريا الشمالية المنخرطين بالقتال لجانب روسيا والتدريبات التي تلقوها
  • الخارجية الأمريكية: جنود من كوريا الشمالية ينضمون لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا
  • ماكرون: نشر قوات من كوريا الشمالية تصعيد خطير للصراع في أوكرانيا