قد يكون نظام تيار محيطي رئيسي في المحيط الأطلسي على وشك الانهيار بحلول عام 2025، وفقا لبحوث جديدة راجعها الأقران.

وهذا مقلق بشكل خاص في ضوء درجات الحرارة القصوى الحالية التي نشهدها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الخروج الكبير عن نطاق السجلات السابقة في المحيط الأطلسي نفسه.

وكتب الفيزيائي بيتر ديتليفسن والإحصائية سوزان ديتليفسن من جامعة كوبنهاغن: "نحسب هنا متى تكون علامات الإنذار المبكر أعلى بكثير من الاختلافات الطبيعية.

بالنظر إلى أهمية AMOC للنظام المناخي، يجب ألا نتجاهل مثل هذه المؤشرات الواضحة لانهيار وشيك".

إن دوران الانقلاب في خط الطول الأطلسي (AMOC) هو نظام كبير من التيارات المحيطية التي تشمل تيار الخليج المعروف جيدا وينظم نقل حرارة المحيط من المناطق المدارية إلى نصف الكرة الشمالي.

وعلى هذا النحو، فإنه يؤثر على الكثير من مناخ الأرض. ويعتبر أحد أهم عناصر الانقلاب في نظام مناخ الأرض، وهو يتباطأ منذ منتصف القرن العشرين.

وإذا توقف تماما، فمن المحتمل أن تتعطل مواسم الرياح الموسمية في المناطق الاستوائية، وستشهد أوروبا وأمريكا الشمالية فصول شتاء أشد خطورة على نحو خطير. وستنعكس الآثار غير المباشرة بشدة على النظم البيئية بأكملها وأمننا الغذائي.

وتمت مراقبة AMOC بشكل مباشر فقط منذ عام 2004، وهي ليست طويلة بما يكفي لفهم المسار الكامل لاتجاه التباطؤ الحالي.

لذلك من خلال فحص العديد من النماذج، حدد الباحثون منطقة المحيط حيث تتطابق درجات حرارة سطح البحر بشدة مع حالة دوران المحيط، لاستخدامها كواحد من مؤشرين أقل مباشرة حيث توجد السجلات منذ عام 1870.

كما كشفوا عن "فقدان المرونة" في النظام، والذي يظهر على شكل تقلبات وتباين متزايد.

كما أن استخدام علامتي التحذير المبكر هاتين لتقييم حالة AMOC يشبه إلى حد ما قياس النبض وضغط الدم لمراقبة صحة القلب.

وتشير نمذجة الفريق إلى أن كل هذا الدوران المهم للمحيطات يمكن أن يتوقف في وقت مبكر من عام 2025، وعلى الأرجح في موعد لا يتجاوز عام 2095.

وهذه النتائج هي أقرب بشكل مثير للقلق من أحدث تنبؤات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، لكن علامات الإنذار المبكر واضحة بالفعل، كما يجادل بيتر ديتليفسن وسوزان ديتليفسن.

إقرأ المزيد أسماك القرش "متهمة" بتعاطي الكوكايين قبالة سواحل فلوريدا!

ويشير الفريق في الورقة البحثية إلى أن النماذج السابقة لها "تحيز تجاه المبالغة في تقدير استقرار AMOC، سواء من الضبط إلى سجل المناخ التاريخي، أو التمثيل الضعيف لتكوين المياه العميقة، والملوحة والجريان الجليدي".

علاوة على ذلك، فإن السرعة التي نصل بها إلى هذا الحدث المزعزع للاستقرار يمكن أن تحدد أيضا ما إذا كان النظام ينهار أو يستقر.

ونظرا لأننا لم نفشل فقط في تقليل كمية غازات الدفيئة التي قمنا بضخها في الغلاف الجوي حتى الآن - ولكننا زدناها بدلا من ذلك - فمن المؤكد أننا نسير في مسار مخيف لنصل إلى عتبة المحيط هذه بقوة وسرعة.

وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن التقلبات المناخية الشديدة السابقة أو أحداث Dansgaard-Oeschger كانت ناجمة عن عدم الاستقرار هذا.

وأظهرت الأبحاث السابقة أيضا أن تغيير عامل واحد فقط، مثل زيادة كمية المياه العذبة التي تدخل شمال المحيط الأطلسي، يمكن أن يتسبب في تشعب النظام - يؤدي إلى تغيير مفاجئ وجذري في سلوك النظام.

وربما لم يتم الحفاظ على هذا المستوى من الحساسية في تقييم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، حيث لا تأخذ كل النماذج التي شملتها في الاعتبار.

وما زلنا لا نفهم جميع العوامل التي قد تؤثر على هذا النظام، وقد جادل باحثون آخرون بأن عناصر مثل تأثير تدفق الماء البارد لا تتطابق تماما مع سجلات المناخ السابقة.

ويعتقد الباحثون أن طريقتهم التي تركز على أعراض الإنذار المبكر تتجنب الحاجة إلى فهم هذه الدوافع بشكل كامل، لكن حذروا من أنهم لا يستطيعون استبعاد بعض المجاهيل التي تؤدي إلى نتيجة مختلفة. كما أوضحوا أنهم لا يستطيعون التمييز بين الانهيار الجزئي أو الكامل لـ AMOC.

ويخلص الفريق إلى أنه "حتى مع هذه التحفظات، فهذه بالفعل نتيجة مثيرة للقلق، وينبغي أن تدعو إلى اتخاذ تدابير سريعة وفعالة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية من أجل تجنب التغيير المطرد لمعايير التحكم نحو انهيار AMOC".

نُشر هذا البحث في مجلة Nature Communications.

المصدر: ساينس ألرت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا اكتشافات المحيط الأطلسي بحار بحوث محيطات المحیط الأطلسی إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء يحذرون من خطر منتجات التنظيف على الصحة

الولايات المتحدة – حذر خبراء الصحة من أن الإفراط في استخدام منتجات التنظيف للحفاظ على بيئة منزلية صحية وآمنة، قد يعرّض صحتنا للخطر على المدى الطويل.

ويعتقد الكثيرون أن تنظيف الحمام هو إحدى العادات الصحية الجيدة، ولكن ما قد يجهله البعض هو خطر بعض منتجات التنظيف على الصحة.

أظهرت الدراسات أن العديد من منتجات تنظيف الحمام تحتوي على مواد كيميائية سامة، مثل الفورمالديهايد والفثالات والمركبات العضوية المتطايرة، التي تساهم بشكل كبير في تلوث الهواء الداخلي. وهذه المواد الكيميائية قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، من بينها اضطرابات الجهاز التنفسي والصداع، وقد تتسبب في الإصابة بالسرطان في الحالات الشديدة.

ووفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، تعتبر هذه المواد من العوامل التي تلوث الهواء الداخلي وتعرّض الأشخاص لخطر الأمراض التنفسية المزمنة.

وتعتبر الحمامات من الأماكن ذات التهوية المحدودة، ما يعني أن المواد الكيميائية التي تنبعث من المنظفات يمكن أن تظل في الهواء لفترات أطول، ما يزيد من خطر التعرض لها.

وتحتوي بعض منتجات التنظيف على مواد حافظة تطلق آثارا من الفورمالديهايد، وهي مادة معروفة بخصائصها السامة. ومن بين هذه المواد: هيدانتوين دي إم دي إم ويوريا إيميدازوليدينيل ووبروموبول، وغيرها من المركبات التي قد تساهم في تلوث الهواء.

ويعتبر المعهد الوطني للسرطان أن الفورمالديهايد مادة مسرطنة للبشر، وقد يزيد التعرض له على المدى الطويل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. كما أن الفثالات، التي تستخدم عادة في المنتجات المعطرة، قد تتداخل مع هرمونات الجسم وتسبب مشاكل صحية مختلفة.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) إلى تدهور جودة الهواء الداخلي، ما يزيد من مخاطر مشاكل الجهاز التنفسي. ووفقا للمعهد، أظهرت الدراسات أن العمال الذين تعرضوا لمستويات عالية من الفورمالديهايد، مثل عمال الصناعة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم وسرطانات نادرة أخرى.

ولتقليل هذه المخاطر وتعزيز روتين تنظيف أكثر أمانا، ينصح الخبراء باستخدام بدائل غير سامة، مثل الخل الأبيض وصودا الخبز، والتي توفر تنظيفا فعالا وآمنا بدون إطلاق أبخرة ضارة. كما ينصح بالتحقق من ملصقات المنتجات لاختيار المنظفات الخالية من الفورمالديهايد والفثالات.

وأبرز خبراء الصحة مدى أهمية التهوية الجيدة أثناء التنظيف، مثل فتح النوافذ وتشغيل مراوح الشفط وإبقاء الأبواب مفتوحة، ما يساهم في تحسين تدفق الهواء وتخفيف تراكم المواد الكيميائية في الجو. كما ينصح بأخذ فترات راحة قصيرة أثناء التنظيف للحد من التعرض المستمر للمواد الكيميائية.

المصدر: ميرور

مقالات مشابهة

  • عملية دوران النخب: ركيزة الديمقراطية وضمان استمرارية الدولة
  • خبراء يحذرون من خطر منتجات التنظيف على الصحة
  • أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق
  • «التعليم» تعلن شروط اختيار رؤساء لجان امتحانات الدبلومات الفنية 2025
  • المريخ يتدرب على شاطئ المحيط الأطلسي والمجلس يؤمن على إصدار صحيفة النادي
  • السوداني: إبداء التشجيع بالروح الرياضية التي تعكس كرم العراقيين
  • محللون يحذرون من هبوط حاد في أسعار النفط
  • أورنج تستهدف استثمارات بقيمة 100 مليار جنيه بحلول 2025 وتستعد لإطلاق الجيل الخامس
  • كيف ستُوازن تركيا بين الأطلسي والبريكس؟
  • ايها المواطن ، ليحلم كل منا بشكل الدولة التي يريد