هجمات متبادلة بعشرات المسيّرات بين روسيا وأوكرانيا
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
اتهم مسؤول معين من روسيا القوات الأوكرانية بمهاجمة مركز تصويت في الجزء الخاضع لسيطرة موسكو في منطقة زاباروجيا، فيما أكدت روسيا إسقاط 35 مسيّرة أوكرانية بالتزامن مع اليوم الأخير من الانتخابات الرئاسية في البلاد.
وقال فلاديمير روغوف المسؤول المحلي الذي عينته روسيا إن طائرتين مسيرتين أوكرانيتين هاجمتا مركز تصويت في الجزء الخاضع لسيطرة روسيا بمنطقة زاباروجيا اليوم الأحد.
وكتب روغوف على تطبيق تليغرام أن الهجوم تسبب في اشتعال النار بالمبنى، لكنه لم يسفر عن إصابات.
من جانب آخر، قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا أطلقت 14 طائرة مسيرة على أوديسا خلال الليل، مما ألحق أضرارا بشركات زراعية ودمر مباني، دون تسجيل إصابات.
وأضافت القيادة أنه تم تدمير 13 طائرة مسيرة فوق منطقة أوديسا وواحدة عند تحليقها قرب منطقة ميكولايف.
في المقابل، قالت هيئة مراقبة الطيران الحكومية الروسية إنه تم رفع قيود فرضت على الرحلات الجوية في مطارات موسكو في وقت سابق اليوم بعدما أسقطت الدفاعات الجوية 5 طائرات مسيرة أوكرانية بالقرب من العاصمة الروسية.
وأعلنت السلطات الروسية أن حركة المرور على الجسر الرابط بين شبه جزيرة القرم والأراضي الروسية عادت من جديد بعد تعليقها لأقل من نصف ساعة، دون أن تفصح عن سبب التعليق. وغالبا تعلق السلطات المرور على الجسر لأسباب أمنية.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية أسقطت 35 مسيّرة أوكرانية خلال الليل، فيما دخلت الانتخابات الرئاسية يومها الأخير.
وقالت الوزارة إن الدفاعات الجوية "رصدت ودمرت" 35 طائرة مسيرة في 8 مناطق مختلفة، بينها 4 فوق موسكو".
واتهمت روسيا القوات الأوكرانية بتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة أدت إلى نشوب حريق لفترة وجيزة في مصفاة لتكرير النفط وتسببت في انقطاع الكهرباء بمناطق حدودية.
وقال مقر العمليات في منطقة كراسنودار بجنوب روسيا عبر تليغرام اليوم الأحد "تم تحييد طائرات مسيرة، لكن اندلع حريق نتيجة سقوط إحدى الطائرات" في مصفاة سلافيانسك، فيما أكد رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 4 طائرات مسيرة كانت تحلق باتجاه العاصمة.
وفي منطقة بيلغورود الحدودية أدى هجوم شنته 4 طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا إلى إتلاف خطوط الكهرباء والغاز في إحدى القرى، حسبما قال حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.
وتزامنت الهجمات الأوكرانية مع اليوم الأخير للانتخابت الرئاسية في روسيا، وتتهم موسكو كييف بالعمل على إفساد الانتخابات من خلال ضرباتها على البنية التحتية الروسية على مدى أيام، في واحدة من أكبر العمليات الجوية على الأراضي الروسية منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بشن حرب على أوكرانيا قبل عامين.
وشكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قواته العسكرية ومخابراته على "القدرات الجديدة بعيدة المدى" في خطابه المسائي المصور أمس السبت، دون الإشارة إلى الهجمات المكثفة التي تشنها قوات بلاده.
وقال زيلينسكي إن المدى الممتد للطائرات المقاتلة المسيرة الأوكرانية يمثل دفعة عسكرية مهمة لبلاده، مضيفا "في هذه الأسابيع رأى كثيرون بالفعل أن المنظومة الحربية الروسية لديها نقاط ضعف، وأنه يمكننا الوصول إلى نقاط الضعف هذه بأسلحتنا".
وأضاف "من الآن فصاعدا ستكون لأوكرانيا دائما قوتها الضاربة الخاصة في السماء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات طائرات مسیرة
إقرأ أيضاً:
وسط تحسن العلاقات والتواصل بين ترامب وبوتين.. الضمانات الأمنية حجر الزاوية لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
البلاد- جدة، وكالات
في خطوة تُظهر ميلًا نحو التهدئة وتحسين العلاقات بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مُرتقب اليوم (الثلاثاء)، في خطوة قد تكشف عن تحركات جديدة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد تغيرات دبلوماسية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يُظهر تواصلًا إيجابيًا مع بوتين وتلميحات لعقد صفقات كبرى بين الطرفين.
وخلال حديثه على متن طائرة الرئاسة عائدًا من فلوريدا إلى واشنطن، أمس، أشار ترامب إلى إمكانية الإعلان عن خطوات مشتركة غدًا بشأن روسيا وأوكرانيا، مُبرزًا أن “الكثير من العمل قد أنجز خلال نهاية الأسبوع”، وأن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى نهاية للصراع الذي طال أمده. وفي تصريحاته، أكد الرئيس الأمريكي أهمية التوصل إلى اتفاق يُختم به العنف الدائر بين البلدين منذ فبراير 2022، مستعرضًا إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن تقسيمًا للأراضي ومحطات الطاقة بين روسيا وأوكرانيا كجزء من حلول التسوية.
وتبدو معضلة “الضمانات” التي يطلبها الطرفان العقبة الكبرى في طريق السلام، إذ يشترط الجانب الروسي حصوله على ضمانات صارمة في أي اتفاق سلام. فقد أكدت موسكو مرارًا أن أي معاهدة سلام طويلة الأمد يجب أن تضمن بقاء أوكرانيا محايدة واستبعاد عضويتها من حلف شمال الأطلسي، كما شددت على ضرورة منع نشر قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية. هذه الشروط تعكس مخاوف موسكو من استمرار التوسع العسكري والتحالفات الغربية التي قد تزيد من الضغط على حدودها.
ومن جانب آخر، يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية قوية لضمان عدم تكرار سيناريوهات الاعتداء الروسي، إذ أن الاتفاقيات السابقة التي مُنحت لأوكرانيا في التسعينيات لم تردع التدخلات الروسية في 2014 و2022.
وتُشير التصريحات الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تحاول إيجاد حل وسط يرضي الطرفين، حيث يسعى ترامب، إلى استخدام مفاوضاته لخلق مناخ دبلوماسي يسمح بالتوصل إلى اتفاق شامل. وفي ظل تبادل الضربات الجوية والصاروخية المكثفة بين روسيا وأوكرانيا خلال الأيام الماضية، تُعتبر مبادرات الاتصال المباشر بين ترامب وبوتين خطوة مهمة لكسر دوامة العنف بين الطرفين وإعادة رسم خريطة العلاقات في المنطقة.
ومن جهة أخرى، يبدي حلفاء أوكرانيا اهتمامهم بمبادرات السلام، إذ أعلنت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، فيما أبدى رئيس الوزراء الأسترالي أيضًا تأييده تجاه أي طلبات تتعلق بالمهمة الدولية. ورغم ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل سيتمكن ترامب من تقديم الضمانات اللازمة لكلا الطرفين؟.
في نهاية المطاف، يواجه المجتمع الدولي تحديًا دبلوماسيًا جسيمًا، حيث إن أي اتفاق سلام يجب أن يُعيد ترتيب البنية الأمنية والسياسية في الساحة الأوروبية، ويمنع تكرار سيناريوهات الحرب كما حدث في الماضي. لذا تبقى الضمانات الأمنية حجر الزاوية في أي مسار لتحقيق السلام، ويظل الأمل معلقًا على التفاهمات بين ترامب وبوتين، وعلى قدرة القادة في تجاوز الخلافات وتحقيق تقدم ملموس نحو سلام دائم.