بكين- “رأي اليوم”- قبل 5 أسابيع فقط، كان وزير الخارجية الصيني، تشين جانغ، في قلب عملية استعادة مهمة للدبلوماسية رفيعة المستوى في العلاقات الأميركية الصينية، حيث صافح الرجل نظيره وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين في بكين، وكذلك قبل دعوته لزيارة الولايات المتحدة. إلا أنه اليوم مختفٍ، وكما يقال “لا حس ولا خبر”، وهو على هذه الحال منذ أكثر من شهر.

حتى خرجت السلطات الصينية عن صمتها أمس وأعلنت تعيين سلفه دون ذكر أي معلومات أخرى حول مصير الدبلوماسي الرفيع. وفي علامة على تقلب سياسات النخبة في الصين، تمت إقالة تشين فجأة من منصب وزير الخارجية يوم أمس الثلاثاء، بعد أن اختفى عن الأنظار لمدة 30 يوما. وأنهت هذه الخطوة مسيرة الدبلوماسي الذي قفز إلى القمة كواحد من أكثر النجوم الصاعدة كاسباً ثقة الرئيس شي جين بينغ، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”. بدوره، أوضح مستشار الأبحاث الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن جود بلانشيت، أن المفاجأة والغموض سيدا الموقف بالنسبة لما جرى مع الوزير الصيني، لافتاً إلا أنهما أيضاً باتا أبرز سمات النظام السياسي في عهد شي، وفق “العربية”. وشدد على غرابة الموضوع خصوصا وأن القرار الرسمي باستبدال تشين وتولي وزير الخارجية السابق وانغ يي مكانه جاء بعد أسابيع من التكهنات حول مصيره. وبينما ادعت وزارة الخارجية الصينية أن تشين يعاني من مشاكل صحية، أتى إعلان التكليف عبر الموجز الصادر عن اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهو مجلس للهيئة التشريعية الصينية يعين رسميا كبار المسؤولين الحكوميين، ولم يذكر شيء عن صحة الرجل أو أي أسباب أخرى حول اختفاء الوزير. من هو تشين غانغ؟ وزير الخارجية الصيني المقال البالغ من العمر 57 عاما، كان صعد بشكل سريع في صفوف وزارة الخارجية الصينية في السنوات الأخيرة. تخرج تشين من جامعة العلاقات الدولية، وهي كلية في بكين مرتبطة بجهاز الأمن الصيني، وعمل مساعدا في مكتب بكين لوكالة يونايتد برس إنترناشيونال قبل انضمامه إلى وزارة الخارجية في عام 1992، بحسب نيويورك تايمز. إضافة إلى منصبه وزيرا للخارجية، شغل أيضا وظيفة مستشار للدولة، وهو منصب رفيع المستوى في مجلس الدولة الصيني، وشغل منصب عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ولا يزال يحتفظ بالمنصبين حتى الآن على الأقل. وصعد الوزير السابق، الذي اعتبر مساعدا موثوقا به للرئيس الصيني، بشكل سريع وغير عادي في السلك الدبلوماسي الصيني في السنوات الأخيرة بعد أن شغل منصب رئيس البروتوكول للرئيس الصيني. كما عمل متحدثا باسم وزارة الخارجية، ودبلوماسيا في لندن، قبل أن يعين سفيرا لبكين في واشنطن، في عام 2021، على الرغم من عدم وجود خلفية رسمية له في التعامل المباشر في ملف العلاقات الأميركية. وانضم بعدها إلى اللجنة المركزية للحزب، وفاز بالترقية إلى منصب وزير الخارجية في أواخر العام الماضي. ومثل تعيينه مخالفة لتقاليد الصين التي تركز على الخبرة بشكل كبير في ما يتعلق بالمناصب الحكومية. حالات مماثلة ويقول محللون سياسيون إن ارتباط تشين الوثيق بشي جعل غيابه مثيرا للاهتمام بشكل خاص. وأوضحوا أن ندرة المعلومات عن مكان تشين هي ما أثار تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”. ولفت التقرير إلى أنه وفي ظل النظام السياسي الغامض في الصين، كثيرا ما يتم تبرير غياب المسؤولين الكبار بوجود مشاكل صحية، فعندما اختفى وانغ لي غون، قائد الشرطة السابق في مدينة تشونغتشينغ، في فبراير 2012، قالت السلطات البلدية إنه كان يتلقى “علاجا” للإجهاد والإرهاق، على الرغم من أنه فر في الواقع إلى القنصلية الأميركية في مدينة تشنغدو القريبة لطلب اللجوء. يشار إلى أن وزارة الخارجية الصينية كانت أشارت في وقت سابق إلى أن أسباباً صحية لغياب تشين عن اجتماع دبلوماسي في إندونيسيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن كان قبل 5 أسابيع فقط، في قلب عملية دبلوماسية مهمة بين الولايات المتحدة والصين. وأثار قرار الرئيس الصيني شي جينبينغ إقالة تشين الكثير من التساؤلات، لكن الصين، المعروفة بتحفظها الإعلامي لم تعط سببا للإقالة. وفي جلسة عقدت على عجل يوم أمس الثلاثاء، قررت اللجنة الدائمة للهيئة التشريعية الصينية أن يستعيد وانغ يي، وزير الخارجية السابق، وكبير الدبلوماسيين الصينيين، منصبه القديم، الذي تخلى عنه في أواخر العام الماضي.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الخارجیة الصینی وزارة الخارجیة وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

وزير الفلاحة يستكمل "تصفية" تركة سلفه الصديقي من المسؤولين الكبار بوزارته

يستكمل وزير الفلاحة والصيد البحري، أحمد البواري (التجمع الوطني للأحرار)، للأسبوع الثالث على التوالي، سلسلة تغييرات شاملة مست كبار المسؤولين في وزارته، سواء بقطاع الفلاحة، أو قطاع الصيد، تستهدف في الغالب مسؤولين سبق أن عينهم الوزير السابق في الفلاحة، محمد الصديقي.

فالخميس، صادق مجلس الحكومة، على تعيين اثنين في مناصب عليا بوزارة الفلاحة تكملة للقائمة التي ضمت حوالي 15 مسؤولا كبيرا بهذه الوزارة.

أول المعينين كان هو محمد وحساين، مديرا ماليا لقطاع الفلاحة، خلفا لطارق بوعطيوي الذي لم يقض في منصبه سوى سنتين و10 أشهر بعدما جرى تعيينه من لدن وزير الفلاحة السابق، محمد الصديقي في هذا المنصب يونيو 2023.

وحساين بدأ حياته المهنية بوزارة الفلاحة، فهو مهندس دولة شغل منصب رئيس مصلحة التمويل داخل إدارة الهندسة القروية بوزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري ابتداءً من شهر أكتوبر 2001. ولاحقا، تدرج حتى أصبح رئيس قسم تعزيز وتنظيم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال الري، بوزارة الفلاحة.

يعتبر هذا التعيين بمثابة ترقية.

أما لوبنة المنصوري، التي عُينت مديرة لنظم المعلوميات بوزارة الفلاحة، فهي قادمة من منصبها مديرة للقطب الرقمي بوزارة الفلاحة.

وزير في مهمة

ويواصل وزير الفلاحة والصيد البحري، حملته تغيير كبار المسؤولين في وزارته من أولئك الذين تركهم سلفه، وبدأ في 27 فبراير، بـ7 تعيينات جديدة قدمها الوزير الجديد الذي عين في منصبه أكتوبر الفائت في سياق التعديل الوحيد الذي أجري على هذه الحكومة.

وخمسة من هذه التعيينات مست قطاع الفلاحة، بينما اثنين آخرين فقد شملا قطاع الصيد.

أول هذه التعيينات كانت وضع بلال حجوجي مديرا للمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، قادما من منصبه السابق في قطاع الفلاحة، مديرا للتعليم والتكوين والبحث. لم يبق هذا المنصب شاغرا أيضا، فقد تولته بشرى شرفي في ترقية لهذه السيدة التي عملت رئيسة قسم التعليم التقني والتكوين المهني في هذه المديرية.

ترقية مماثلة حصل عليها عبد الهادي سبيع، من رئيس مصلحة التتبع والتقييم بمديرية تنمية المجال القروي والمناطق الجبلية، إلى منصب مدير لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية.

ترقية أخرى، تنالها لمياء الغوتي، نائبة مدير التعاون والشراكة والتنمية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، فقد أصبحت الآن مديرة للمعهد الوطني للبحث الزراعي.

بنفس هذه الطريقة، رفع وزير الفلاحة، درجة موظفه محمد الأمين العمراني، وكان رئيس قسم الشؤون الإدارية والقانونية، إلى منصب مدير للشؤون الإدارية والقانونية بقطاع الفلاحة.

أما على صعيد قطاع الصيد في هذه الوزارة، فقد عين عبد الحكيم أوراغ مديرا لمراقبة أنشطة الصيد البحري، قادما من منصبه رئيسا لقسم الجودة والتطوير الذي عين فيه عام 2021. وفيما يتعلق بمحمد احمامو الذي نال منصب مدير للتكوين البحري ورجال البحر والإنقاذ، فقد كان مديرا للمعهد العالي للصيد البحري بأكادير، ما يجعل منصبه الجديد ترقية أيضا.

والأسبوع الفائت، أجازت الحكومة أيضا قائمة أولى.

في تلك التعيينات، قام الوزير بتعويض الشغور الذي تركه بنفسه في منصب مدير الري وإعداد المجال الفلاحي، وهو منصبه منذ 2013. وقد جرى تعيين زكريا اليعقوبي خلفا له في هذا المنصب.  كذلك فعل مع منصب المدير العام للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، حيث نقل منه جواد بجاجي، ووضع هشام الرحالي الذي كان يشغل منصب مدير للشؤون القانونية والإدارية بهذه الوزارة. أما بجاجي فقد جعله رئيسا للمجلس العام للتنمية الفلاحية.

يبقى المنصب الأهم، وهو منصب المفتش العام بقطاع الفلاحة. فقد آل إلى مجيد لحلو، القادم من منصبه مديرا مركزيا لنظم المعلوميات، بدلا عن محمد الهادي الذي اختفى اسمه من قائمة التعيينات الجديدة.

أما قطاع الصيد البحري، فمثله مثل حالة قطاع الفلاحة، حيث كان يتعين على وزير الفلاحة ملء شغور منصب الكاتب العام الذي تولته في السابق، زكية الدرويش قبل أن تصبح كاتبة للدولة في الصيد البحري نهاية العام الماضي. في منصبها، عُين إبراهيم بودينار. كان هذا المسؤول يدير الكتابة العامة في هذه الفترة، بالنيابة، وقد كان متوقعا أن يؤول المنصب إليه بإيعاز من الدرويش.

ستشمل التغييرات مناصب إضافية، فعبد الله المستتير، أصبح مدير الصيد البحري، بدلا عن بوشتى عيشان الذي عاد إلى وظيفته الأصلية بالوزارة. هناك أيضا حسن الفلالي، وقد عين مديرا للشؤون العامة والقانونية، ثم إلهام المنوني، مديرة للاستراتيجية والتعاون، خلفا لعبد الله بن منصور الذي عين في منصبه  في ديسمبر 2021.

وفي نهاية هذه القائمة، نجد محمد نجيح، مديرا للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، خلفا لعبد المالك فرج الذي لم يشغل هذا المنصب سوى فترة قصيرة بدأت في يوليوز 2023.

كلمات دلالية أحزاب أخنوش المغرب تعيينات حكومة عليا فلاحة مناصب

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن بالخارج يبحث مع نائب وزير الخارجية حزمة مبادرات جديدة
  • وزير الخارجية يبحث المستجدات الإقليمية والدولية مع ممثلة الاتحاد الأوروبي
  • السوداني يعلن قتل الإرهابي عبد الله مكي الذي يشغل منصب والي العراق وسوريا
  • الخارجية الصينية: ندعم سياسة إيران بمواصلة التعاون مع وكالة الطاقة الذرية
  • مناقشات بين وزارة الخارجية اليمنية و السفارة الصينية
  • وزير الفلاحة يستكمل "تصفية" تركة سلفه الصديقي من المسؤولين الكبار بوزارته
  • عبدالله بن زايد يبحث التعاون مع وزير التجارة الخارجية السويدي في ستوكهولم
  • وزير الخارجية يستعرض مع القائم بأعمال السفارة الصينية آفاق تطوير التعاون
  • وزير الخارجية يبحث مع رئيس الوزراء القطري خطة إعادة إعمار غزة
  • الخارجية الصينية: سنجري محادثات مع موسكو وطهران في بكين بشأن الملف النووي الإيراني