الجزيرة:
2024-07-01@03:07:32 GMT

هكذا يخرق الاحتلال الوضع الراهن في المسجد الأقصى

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

هكذا يخرق الاحتلال الوضع الراهن في المسجد الأقصى

القدس المحتلة – لم تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة ومحيطه منذ احتلال شرقي القدس عام 1967، لكنها تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتعمد الاحتلال استباق شهر رمضان بسلسلة من الاعتداءات الرامية لإحكام السيطرة على أولى القبلتين بشكل كامل.

الجزيرة نت رصدت عددا من الانتهاكات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى ومحيطه مؤخرا، واعتبرها كل من الأردن والسلطة الفلسطينية خرقا "للوضع الراهن" والقانون الدولي، لتضاف إلى خروق سابقة أبرزها اقتحامات المستوطنين وجنود الاحتلال للمسجد.

 

26 فبراير/شباط 2024: الانتهاء من نصب برج للتجسس أعلى المدرسة التنكزية المطلة على ساحات المسجد والتي يسيطر عليها الاحتلال منذ عام 1967. ويضم البرج كاميرات مراقبة وأجهزة تنصت ولواقط صوتية ترصد ذبذبات حديث رواد المسجد.

28 فبراير/شباط 2024: نصب كاميرات مراقبة جديدة في محيط المسجد الأقصى عند بابي الأسباط والمطهرة، وقرب مئذنة باب السلسلة.

28 فبراير/شباط 2024: نصب حواجز حديدية متنقلة عند باب الأسباط بعد أيام من نصب مكعبات إسمنتية عند هذا الباب من الخارج ومدخل مقبرة باب الرحمة الإسلامية. وتوالت لاحقا عملية نصب المتاريس والحواجز الحديدية لإحكام السيطرة على باب الأسباط ومحيطه.

11 مارس/آذار 2024: تركيب أسلاك شائكة على سور القدس المحاذي للمسجد الأقصى من جهة باب الأسباط.

13 مارس/آذار 2024: أُغلق حاجز "الأعمدة الإلكترونية" القريب من باب الأسباط أمام المقدسيين المصرح لهم بعبوره، وقيل لهم إن ذلك جاء بأمر من شرطة الاحتلال.

14 مارس/آذار 2024: شرطة الاحتلال نصبت على كل من باب الملك فيصل والحديد والغوانمة أقفاصا حديدية لحماية أفرادها المتمركزين عند أبواب المسجد الأقصى.

15 مارس/آذار 2024: منعت شرطة الاحتلال عناصر ومتطوعي الهلال الأحمر من الدخول إلى باحات الأقصى لتقديم خدماتهم الإنسانية والإسعافية للمصلين في الجمعة الأولى من رمضان، دون إبداء أسباب ذلك، واعتبرت الجمعية ذلك سابقة خطيرة.

ويُصَنف قانون الـ"ستاتيكو" (الوضع الراهن) وفقا لأستاذ القانون الدولي في جامعة القدس منير نسية بأنه قانون دولي سُنّ خلال حكم الدولة العثمانية، ويتعلق بالأماكن المقدسة التي يجب "أن تبقى على حالها دون أي مساس أو خرق".

هذا القانون من شأنه أن يحفظ حقوق الأديان والطوائف والمعالم التاريخية والدينية، وصون هوية الأماكن والمقدسات وتبعيتها الإدارية، بالإضافة إلى الأدوار والصلاحيات الدينية والتاريخية للجميع.

ويفيد مصطلح "الوضع الراهن" للأقصى بأن المسجد بساحاته ومصلياته ومدارسه ومعالمه المسقوفة وغير المسقوفة هو ملك خالص للمسلمين، ولهم إدارته في كل ما يتعلق بالسياحة والزيارة لهذا المكان المقدس الذي يتربع على مساحة 144 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع).

وبالتالي، فإن القانون الدولي ينظر للانتهاكات الإسرائيلية في الأقصى من منظور الإدانة والخرق للوضع الراهن فيه، وفقا للخبير في القانون الدولي.

المحامي المختص في قضايا القدس خالد زبارقة قال للجزيرة نت إن إسرائيل تكذب عندما تقول إنها تحافظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى لأن الانتهاكات التي تحصل في هذا المقدس ومحيطه منذ عام 1967 تهدف للسيطرة الكاملة عليه وتحويله من مقدس إسلامي إلى يهودي، وهي لا تتردد في تسميته بـ"جبل الهيكل".

وأكد زبارقة أن الوضع الراهن ينص على أن هذا المكان هو مقدس حصري للمسلمين، ولا يوجد أي حق للشرطة الإسرائيلية في تقييده والاعتداء عليه، كما أنه لا اعتراف لأي وجود يهودي داخل سوره تحت أي مسمى.

وختم المحامي زبارقة حديثه بالقول "وصلنا أيضا أنه تم تركيب ما هو أخطر من كاميرات المراقبة، وهو تشغيل برنامج تجسس عالي الدقة تم تركيبه حول المسجد للسيطرة على كل ما يحصل فيه على يد شركة أميركية، وتم تشغيله في الأسبوع الأخير".

تحاول شرطة الاحتلال تمرير عدوانها الذي فرضته اليوم على ثلاثة أبواب للمسجد الأقصى بصفته "أعمال صيانة روتينية"، وهنا لا بد من تفنيد هذا الخداع والتحايل:

التفصيل في الصور المرفقة… #الأقصى_تحت_الحصار pic.twitter.com/ZCrkr7zJTV

— زياد ابحيص (@ZiadIbhais) March 14, 2024

أما الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص فيقرأ الانتهاكات الأخيرة في ثلاثة سياقات:

السياق الأول: بعد 21 عاما من الصعود التدريجي للصهيونية الدينية أصبح تغيير هوية الأقصى من مقدس إسلامي خالص إلى مقدس مشترك تمهيدا لتحويله إلى مقدس يهودي سياسةً مركزية للكيان الصهيوني الذي بات مستعدا إلى أن يتكبد خسائر من أجل تحقيقه، ويجعله عنوانا لمعركة تصفية هوية وقضية فلسطين.

وبالتالي فإن تقليل عدد المصلين الواصلين للمسجد هو هدف بحد ذاته لأن تغيير هوية المسجد تتطلب بالضرورة تقليل أعداد المسلمين الواصلين إليه للسيطرة على الحشود والتحكم في أوقات دخولها وخروجها وطريقة تعبدها داخل المسجد كما رأينا في معركة الاعتكاف العام الماضي.

السياق الثاني: هو نظرة الاحتلال خلال الحرب للأقصى باعتباره عنوانا لتفريغ معركة طوفان الأقصى من معناها، إذ يتعمد الاحتلال اليوم إطلاق يد المستوطنين في المسجد وبالطقوس التوراتية التي كانوا يترددون فيها سابقا، وحتى إطلاق يدهم في حضور إداري لم يكن موجودا، فنرى مشرفين ومرشدين في الأقصى يلبسون ملابس خاصة ويتبعون لمنظمة "بيدينو" (إحدى منظمات جماعات الهيكل المتطرفة).

والهدف من وجود هؤلاء هو القول إن هناك جسما إداريا موازيا للأوقاف الأردنية في أوقات الاقتحام على الأقل، وهذا الجسم يستطيع أن يظهر نفسه بعلانية لم يكن حاضرا فيها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولأن الاحتلال يريد أن يبالغ في النكاية فهو يحافظ على مكانة الأقصى باعتباره العنوان المركزي الذي يستنزل فيه قوته بشكل متتال، ويفتح الباب على مواجهات أخرى قريبة قادمة رغم كل ما حصل في قطاع غزة.

السياق الثالث: يتمثل في فكرة حصار الأقصى الذي بدأ عمليا في رأس السنة العبرية بموسم الأعياد الذي سبق 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما زال متواصلا حتى يومنا هذا.

استساغ الاحتلال هذا الحصار ووجده الطريقة المناسبة التي يريد أن يدير بها حضور المسلمين في الأقصى، ونحن أمام محاولة لتأبيد الحصار من خلال منع دخول المصلين عبر الأسطح بعد تسييج السور في محيطه، وتصغير مساحات الدخول إليه بعد نصب الأقفاص الحديدية التي وضعت للاختبار، ورصد مدى حساسية المصلين منها، وسيجري تعميمها على بقية الأبواب إذا مُررت الخطوة.

ورغم أن مراقبة المصلين من المدرسة التنكزية كانت قائمة سابقا، فإن ما يجري اليوم هو محاولة لجعلها أكثر حضورا وإشرافا من خلال كاميرات تتعرف على الوجوه، والحديث عن أن البرج الجديد يحتوي على لواقط صوتية تستطيع أن تلتقط ذبذبات الصوت للحديث الطبيعي للمصلين في الأقصى وليس ما يتم تداوله عبر الهواتف، وهناك بعض التلميحات عن ذلك ولم تُنشر بشكل صريح وعلني.

الباحث ابحيص ختم حديثه للجزيرة نت بالقول "نحن أمام حالة من تغييرات أمنية واسعة تحصل في محيط المسجد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتأبيد الحصار عليه وإحكامه وإطباقه خاصة أن هذا حلم قديم عند نتنياهو بطرحه فكرة الكاميرات عام 2015، أو بمحاولته فرض البوابات الإلكترونية في 2017، واليوم هو يعيد ترجمته بشكل جديد وبأدوات أخرى من الهيمنة والسيطرة على الأقصى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات أکتوبر تشرین الأول فی المسجد الأقصى القانون الدولی شرطة الاحتلال الوضع الراهن مارس آذار 2024 باب الأسباط الأقصى من فی الأقصى

إقرأ أيضاً:

مسجد المولوية في القدس.. من هنا مرت طريقة جلال الدين الرومي

جامع المولوية -أو الخانقاه- هو زاوية من الزوايا المهمة في مدينة القدس، يعود تاريخه إلى الحقبة العثمانية في فلسطين. يقع داخل أسوار البلدة القديمة. ويُنسب إلى إحدى الطرق الصوفية، وهي الطريقة المولوية.

الموقع

يقع المجمع المعماري للخانقاه المولوية (هي كلمة فارسية تعني المكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة) في شمال البلدة القديمة من القدس، إلى الشمال قليلا من منتصف الطريق المعروف بطريق المولوية، الواصل بين طريق المئذنة الحمراء من الشرق والطريق الرئيسي لحارة السعدية من الغرب.

ويقع تحديدا في نهاية طريق عرفت في العصر المملوكي بطريق ابن جراح وفي زقاق السعديين.

وفي العصر العثماني عرفت الخانقاه بحوش السعديين او حوش السعدي، ثم زقاق المولوية أو درج المولوية. ويمكن الوصول إليها عبر بابي العامود والساهرة، على بعد قرابة 150 مترا إلى جنوب غرب باب العامود. وقد بني سنة 995هـ/1586م.

أحد الطرق المؤدية لحارة السعدية حيث يقع مسجد المولوية (الجزيرة) المؤسس

ينسب مجمع الخانقاه المولوية إلى الطريقة الصوفية المعروفة بالطريقة المولوية، والتي دخلت إلى القدس في العصر المملوكي، وتوسع انتشارها في ظل حكم العثمانيين، الذين رعوا هذه الطريقة منذ عهد السلطان العثماني سليم الأول.

وقد عين سليم الأول أخفش زاده رئيسا للدراويش المولوية ومنحه 500 أقجة هو وكل شيخ ودرويش من أتباعه في القدس إثر فتحه للقدس في عام (921هـ/1516م).

يرجع أصل البناء إلى فترة سابقة للعهد العثماني، فطبقته الأولى من العصر الفاطمي، والثانية من أيام احتلال الفرنجة الذين أقاموها وجعلوها كنيسة تدعى كنيسة "أغنوس".

وقد حول الواقف هذه الكنيسة إلى مسجد اعتبر من أوائل المساجد العثمانية في القدس. وينسب تأسيس الخانقاه إلى "الحاج خداوردي بك الشهير بأبي سيفين بن الشيخ حسين الخلوتي"، أمير لواء القدس الذي أنشأ قاعة السماع والمئذنة في عام (995هـ/1586م).

ووقف على الخانقاه وقفا يضمن استمرارها وحدد فيه الوظائف ومهام أصحابها، وأمر بنقش تاريخ البناء عند مدخل الخانقاه جاء فيه: "أنشأ هذا المقام الشريف المسمى بخانقاه المولوية الأمير الكبير أبو سيفين غازي سنة 995هـ".

وتحفل سجلات محكمة القدس الإسلامية بالحجج والوثائق الكثيرة التي تتناول شؤون الخانقاه وأوقافها، سواء في الجوانب الإدارية أو المالية أو الاجتماعية أو المعمارية أو مخصصاتها من الأوقاف والصدقات.

الطريقة المولوية للخانقاه

توسعت الطريقة الصوفية المولوية في العصر العثماني واتخذت مقرا لها في القدس. وهي منسوبة إلى الصوفي الذائع الصيت جلال الدين الرومي، المدفون في مدينة قونية في تركيا.

واشتهرت هذه الطريق بغطاء الرأس الطويل، وبمصاحبة الموسيقى والرقص الإيقاعي لجلساتها الصوفية. وقد بقيت هذه الطريقة نشيطة في القدس حتى أوائل القرن الـ14 الهجري/ الـ20 الميلادي، إلا إنها ضعفت وتلاشت في النصف الثاني من ذلك القرن، فتحولت كثير من مراكزها إلى دور سكن، لكن لا تزال الصلوات اليومية تؤدى في المسجد، ويرتفع الأذان من أعلى مئذنته.

ترميم الخانقاه

أجرى محب الدين أفندي نقيب الأشراف في القدس الشريف ترميما شاملا للخانقاه المولوية في العام (1137هـ/1724م).

وتفيد وثائق مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية أن الخانقاه والمئذنة تعرضتا لخراب كامل في سنة 1927م، بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب مدينة القدس. وأعادت إدارة الأوقاف بإشراف المجلس الإسلامي الأعلى تعميرهما في العام نفسه، فجاءت المئذنة على صورة أقصر مما كانت عليه نتيجة خطأ هندسي، وتوالت عمليات الإعمار فيها حتى عام 1947م.

الوصف

تتألف الخانقاه من بناء معقود بشكل متقاطع تعلوه قبة ضحلة، وتبلغ مساحة الغرفة 31.4 مترا مربعا، ويوجد فيها بابان أحدهما شرقي والآخر غربي يصل إلى شرفة معلقة، إضافة إلى شباك شمالي وآخر جنوبي وثالث شرقي على موازاة المئذنة، ويرتفع سقفها 4.37 أمتار.

اشتملت الخانقاه على مكتبة تضم أهم كتب الطريقة المولوية، وخاصة كتاب "المثنوي" لصاحبه جلال الدين الرومي (672-604هـ/1207-1273م)، وبلغت 70 كتابا باللغة التركية.

وقد زارها عدد من الرحالة العرب والأجانب، أهمهم: الشيخ الرحالة عبد الغني النابلسي، الذي قدم وصفا مفصلا لها قبل أن يرممها محب الدين أفندي.

أما المسجد، فيقع في الناحية الشمالية من الزاوية، وتحديدا على يسار العتبات الموصلة إليها، وتبلغ مساحته نحو 80 مترا مربعا، وهو غير منتظم الشكل بسبب تداخل في جدار المسجد الشمالي مع جدار إحدى الدور المجاورة.

وتضم الزاوية غرفة صغيرة من ذوات العقد النصف الدائري، تقع أسفل القوس الحاملة لعقد القبو من المدخل وللدرج الموصل إلى الطابق العلوي، ينزل إليها على 3 عتبات توصل إلى 3 أضرحة ملفوفة بالقماش الأخضر لـ3 من شيوخ الطريقة المولوية.

وتمثل مئذنة الخانقاه نموذجا حيا لفن عمارة المآذن العثمانية المبكرة، فهي قصيرة تتألف من 4 أقسام، هي: قاعدة مربعة من 12 مدماكا حجريا، تعلوها 9 مداميك حجرية تشكل مربعا آخر ينفصل عن مربع القاعدة بإفريز حجري.

وفي المئذنة عدد من الفتحات المعدة للتهوية والإنارة، وهذه المئذنة مستندة إلى جدار المسجد الجنوبي، حيث يختفي جانبها الشمالي بواجهة الجدار القبلي للمسجد.

وتقتصر وظيفة الخانقاه اليوم على المسجد الذي تقام فيه الصلوات الخمس، حتى أصبح يدعى مسجد المولوية. أما الغرف الأخرى، فهي تستعمل للسكن من طرف بعض العائلات.

مقالات مشابهة

  • من متغيِّرات الكنيسة.. إلى إلغاء إرهابية الحزب!
  • مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
  • مستوطنون إسرائيليون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • 85 مستوطنًا يقتحمون ساحات المسجد الأقصى
  • مُستوطنون إسرائيليون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • 30 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 30 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في رحاب الأقصى
  • بسبب المنع... 30 ألف فلسطيني فقط يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 30 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • مسجد المولوية في القدس.. من هنا مرت طريقة جلال الدين الرومي