يحتفي الأزهر الشريف، بعد قليل، بذكرى مرور 1084 عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر، والتي توافق السابع من شهر رمضان المبارك من كل عام، وذلك بحضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ولفيف من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.

الجامع الأزهر واليوم السابع من رمضان .. أسراره ولماذا عرف بهذا الاسم؟ مقارئ وملتقيات وخواطر يومية وإفطار جماعي .

. حصاد الجامع الأزهر في الأسبوع الأول من رمضان

وتتضمن الفعالية، مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تبرز تاريخ الجامع الأزهر وهيئاته العلمية والتعليمية المختلفة، ومساهمات أبرز شيوخه وعلمائه، ومواقف الأزهر من قضايا الأمة قديمًا وحديثًا، كما سيتم عرض فيلم وثائقي عن الأزهر وتاريخه، وفي ختام اليوم ينظم الجامع إفطارًا جماعيًّا للمصلين.

يعتبر الجامع الأزهر، أقدم جامعة عالمية متكاملة، ومن أهم المساجد الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه، حتى غدا قِبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام الشامخة، وقد تجاوز عمره الألف سنة، متحملًا مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، فكان لها رمزًا حضاريًا، ومرجعًا علميًا رئيسًا، ومنبرًا دعويًا صادقًا.

وفي مايو 2018 ، قرر المجلس الأعلى للأزهر، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.

نشأة الجامع الأزهر

أنشئ الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هـ/ 4 أبريل 970م أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيه 972م، وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.

وبعد زوال دولة الفاطميين على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في الثالث من المحرم 567هـ/ 11 سبتمبر1171م عطَّل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه في رسالته العلمية للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، واستطاع بهذه الخطوة أن يعيد إلى مصر المذهب السُني بحيوية ونشاط، فانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي.  

وقد شهد الجامع الأزهر تحولًا كبيرًا في ظل الحكم المملوكي (648 ـــ 923هـ/ 1250 ـــ 1517م)؛ فأعيدت فيه صلاة الجمعة في عام 665هـ/ 1267م، وسرعان ما اتجه السلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيهًا سُنيًا (وفق المذاهب الأربعة).

وفي ظل الحكم العثماني لمصر (923 ـــــ 1213هـ/ 1517 ـــــ 1798م) احتفظ الجامع الأزهر على مدار ثلاثة قرون بقوته وتقاليده، ومضى يؤدي رسالته باللغة العربية في الحَقْلًيْنِ الديني والتعليمي، وظل موطنًا للدراسات الدينية، وملاذًا للغة العربية، وكعبة علمية يفد إليها أعلام الفكر الإسلامي يتصدرون الحلقات الدراسية في رحابه، وقد بلغ أثره في الحياة المصرية من القوة والعمق والذيوع ما جعله يحافظ على الطابع العربي لمصر طوال فترة الحكم العثماني، كما توافد عليه طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لينهلوا من شتى المعارف التي تُدَرَّس فيه، ومن أهم ما يتميز به الأزهر في ذلك العصر هو ظهور منصب شيخ الأزهر.

صد الهجمات الخارجية

كما كان الجامع الأزهر هو القلعة التي تحطمت على أبوابها أمال الحملة الفرنسية في البقاء في مصر ( 1798 ـــ 1801)، وقاد علماؤه البلاد في فترة الفراغ السياسي التي أعقبت خروج الفرنسيين، واختاروا محمد علي ليكون حاكمًا على البلاد عام 1220هـ/ 1805م، وذلك وفق الشروط التي اتخذوها عليه من إقامة العدل وعدم فرض الضرائب ومشورتهم في القرارات التي تخص عامة الشعب ... وغير ذلك، كما مَثَّل الجامع الأزهر حائط الصد المنيع الذي وقف في وجه حملة فريزر الإنجليزية عام 1222/ 1807م، وضرب علماؤه أروع الأمثلة في الوطنية في مساندة الثورة العُرابيَّة عام 1299ه/ 1882م والمشاركة فيها، مواصلًا دوره الوطني الباسل والراسخ الذي سجله التاريخ بمدادٍ من ذهب في أحداث ثورة عام 1338ه/ 1919م، وإبان الحرب العالمية الثانية (1939 ـــ 1945م) من عدم الزج بالبلاد في الحرب وتجنيبها ويلاتها، والدور الوطني الباسل على كافة المستويات إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1376ه/ 1956م.

أروقة الجامع الأزهر

أولاً: أروقة الوافدين:

1 - رواق الأتراك: تم تخصيص هذا الرواق لأبناء الجنس التركي الوافدين من قارتي آسيا وأوربا وبعض جزر البحر المتوسط.

2- رواق الشوام: خصص للوافدين من بلاد الشام (سوريا- فلسطين- لبنان- الأردن).

3 - رواق الحرمين: تم تخصيص هذا الرواق للوافدين من بلاد الحرمين الشريفين.

4 - رواق اليمنية: أفرد هذا الرواق للطلبة الوافدين من اليمن.

5 - رواق الأكراد: تم تخصيصه للطلبة الأكراد السُنَّة الوافدين من شمالى العراق وبلاد الشام والأناضول وغيرها.

6 - رواق البغدادية (البغادة): يستقبل هذا الرواق الوافدين من العراق والبحرين والكويت.

7 - رواق السليمانية: ويقبل الطلبة الوافدين من أفغانستان.

8 - رواق الهنود: كان هذا الرواق مخصصاً للطلبة الوافدين من الهند.

9 - رواق الجاوة (الجاوية): وكان مخصصاً للوافدين من إندونيسيا والفلبين وماليزيا.

10 - رواق المغاربة: كان رواق المغاربة من أوائل الأروقة التى أنشأت بالجامع الأزهر، لم يكن يقبل به إلاَّ من كان بلاد المغرب( طرابلس, تونس, الجزائر, مراكش), كما لم يكن يقبل به إلاَّ من كان مالكى المذهب.

11 - رواق السنارية: تم تخصيصه للطلاب الوافدين من إقليم سنار فى السودان.

12 - رواق الدكارنة دارفور: تم تخصيصه للوافدين من بلاد دارفور وسنار وتكرور.

13 - رواق دكارنة صليح: تم تخصيصه للوافدين من منطقة التشاد والبلاد المجاورة لها بوسط القارة الأفريقية.

14 - رواق البرابرة: تم تخصيصه للطلاب الوافدين من موريتانيا وما جاورها من أقاليم.

15 - رواق الجبرت: تم تخصيصه للوافدين من الحبشة, وسواحل البحر الأحمر.

16 - رواق البرناوية (البرنو): وكان مخصصاً للطلبة الوافدين من غرب أفريقيا كالسنغال, والنيجر, وغينيا, وساحل الذهب(غانا.

وقد تم إنشاء أروقة أخرى فى الجامع الأزهر فى القرن العشرين مثل رواقي الصين وجنوب أفريقيا.

ثانياً: أروقة المصريين:

1- رواق الصعايدة: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من أقاليم صعيد مصر.

2 - رواق الشراقوة: وتم تخصيصه لطلبة إقليم الشرقية.

3 - رواق (زاوية) العميان: وخصصت للطلبة المكفوفين.

4 - رواق البحاروة (البحيرة): وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم البحيرة.

5 - رواق الفيومية (الفَيَمَة): وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم الفيوم.

6- رواق الفشنية: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم بني سويف.

7 - رواق الشنوانية (الأجاهرة):

8 - رواق ابن معمر: وهو من أشهر أروقة الجامع الأزهر؛ لأنه لم يكن مخصصًا لجنسية أو إقليم جغرافى أو لمذهب ديني معين.

9 - رواق الأقبغاوية: وتم تخصيصه للطلبة الذين يحضرون الحلقات الدراسية فى هذه المدرسة.

10 - رواق الأحناف (الحنفية): وتم تخصيصه لطلاب المذهب الحنفي.

11 - رواق الحنابلة: وتم تخصيصه لطلاب المذهب الحنبلي.

12 - الرواق العباسي: وتم تخصيصه كمقر لإدارة الأزهر وإقامة الاحتفالات الرسمية به، ولإقامة طلاب بعض الأروقة من المصريين والوافدين، بالإضافة إلى مقر طبيب وصيدلي الأزهر, وإفتاء الديار المصرية.

وقد استمرت أروقة الجامع الأزهر عامرة بالمجاورين, تؤدي دورها العلمي والاجتماعي حتى إنشاء مدينة البعوث الإسلامية والبدأ فى شغلها بالطلبة في 12 ربيع الأول 1379هـ/ 15 سبتمبر 1959م.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الازهر الشريف الجامع الازهر طلاب العلم أروقة الجامع الأزهر الجامع الأزهر ة الوافدین من للوافدین من

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة: مصر حققت رقمًا قياسيًا في عدد الوافدين على مدار 2024

شارك شريف فتحي وزير السياحة والآثار، في اجتماع لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ الذي عقد لمناقشة مستقبل السياحة في مصر، برئاسة الدكتور النائب محمود مسلم رئيس اللجنة.

واستعرض شريف فتحي، خلال الاجتماع، مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال عام 2024 والتي حققت رقماً قياسياً، حيث استقبلت مصر 15.7 مليون سائح من مختلف الأسواق السياحية رغم الأوضاع الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.

وأشار إلى أن ذلك تحقق في ضوء ما تقدمه الدولة المصرية من أمن وأمان وسلامة وما توليه من دعم كبير لقطاعي السياحة والآثار، بالإضافة إلى الجهود التي بذلها الزملاء من الوزراء السابقين والعاملين بالوزارة والقطاع السياحي الخاص في مصر ومؤسسات المجتمع المدني ممثلة في الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المختلفة.

وأكد أن ما حققته السياحة في مصر رغم الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة والمتغيرات في العالم بصفة عامة، جاء ثمرة مجهود جماعي يجب أن نفتخر به جميعاً وأن نحافظ عليه.

وتحدث الوزير عن السياسة التي تنتجها الوزارة مع القطاع الخاص بدعم وتشجيع من الدولة والقيادة السياسية لتشجيع الاستثمار السياحي في مصر، لافتاً إلى أن هناك ملفات لم تفتح من سنوات طويلة وتحديات جاري العمل على حلها والتغلب عليها ليكون لدينا تنافسية قوية في الاستثمار بقطاع السياحة واستعادة مصر لزخمها في هذا الشأن.

وأشار شريف فتحي إلى الحاجة لإنشاء غرف فندقية جديدة وأن تكون موزعة على مختلف الوجهات السياحية المختلفة وفي ضوء مدى توافد السائحين إليها، مستعرضاً تفاصيل المبادرات التمويلية التي طرحتها الدولة المصرية مؤخراً، والتي تم الانتهاء من الاستفادة من إحدى هذه المبادرات والتي تم تنفيذها بالتعاون مع وزارة المالية والبنك المركزي المصري والخاصة بدعم قطاع السياحة بقيمة 50 مليار جنيه.

وأوضح أن هناك عددا كبيرا من الشركات تقدمت للاستفادة منها في مجال إجراء التوسعات واستكمال المشروعات غير المكتملة وعمل إحلال وتجديد، مما سيعمل على إضافة 40 ألف غرفة فندقية جديدة للطاقة الفندقية الموجودة حالياً على مستوى الجمهورية، ومنوهاً عن أنه جاري العمل على طرح مبادرات أخري خلال الفترة المقبلة لإقامة فنادق جديدة.

وأضاف أنه حرصاً على تشجيع الاستثمار السياحي سيتم إنشاء بنك للفرص الاستثمارية المتاحة لإعداد خريطة استثمارية موحدة بكافة فرص الاستثمار السياحي المتاحة والتسويق لها داخل وخارج مصر. وأكد على أهمية التركيز ووضع نصب أعيننا اتخاذ ما يلزم نحو سرعة إنجار موافقات التراخيص اللازمة، وحصر الرسوم وتمتعها بالتنافسية لخلق مناخ جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية.

وأعرب عن حرصه واستعداده للاستماع ولدعم أي فكرة لمشروع سياحي أو لأي آلية أو مقترح لتشجيع مزيد من الاستثمارات السياحية والتغلب على أي تحديات قد تواجهها.

كما استعرض الوزير خلال حديثه باللجنة استراتيجية العمل الحالية بالوزارة ومستهدفاتها لتطوير قطاع السياحة والآثار، ورؤية هذه الاستراتيجية التي ترتكز على إبراز تنوع الإمكانيات والمقومات والأنماط السياحية والأثرية لدي مصر والتي تؤهلها لتكون المقصد السياحي الأول في العالم من حيث التنوع السياحي، موضحاً أنه جاري العمل على تطوير كافة المنتجات والأنماط السياحية في مصر وخلق أنماط سياحية جديدة وربط بعض المنتجات ببعضها، كما سيتم العمل على تنفيذ خطة تسويقية متكاملة لهذه المنتجات.

وأشار إلى أهمية ما تم من تطوير في البنية التحتية من طرق وكباري ومطارات والذي ساهم في ربط العديد من المقاصد السياحية المصرية بعضها ببعض.

وأوضح أن مستهدفات هذه الاستراتيجية هي تحقيق الأمن الاقتصادي السياحي، لافتاً إلى أن ذلك يعني تحقيق الاستدامة والعائد المباشر والغير مباشر على المجتمع والتنمية المجتمعية للبيئة المحيطة للمواقع السياحية والأثرية المختلفة والمواطنين بها بما ينعكس إيجاباً على سلوكياتهم وحرصهم على الحفاظ على هذه المناطق، موضحاً أنه يمكن تحقيق ذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المختلفة.

وتحدث الوزير عن منصة التدريب الإلكترونية Learning Management System التي تعمل الوزارة حالياً على إنشائها لتدريب وتأهيل ورفع كفاءة كافة العاملين بالوزارة والقطاع الخاص، موضحاً أنه جاري تنظيم برامج تدريبية مع الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المختصة.

كما أشار إلى اللقاء الذي عقده مع عمداء كليات السياحة والفنادق على مستوى الجمهورية لمناقشة سبل تطوير نظم التعليم والتدريب لطلبة كليات السياحة والفنادق وتوحيد المفاهيم التي تتعلق بالعمل السياحي وبحث آليات الربط بين التعليم الأكاديمي والنظري والتدريب والخبرة العملية بما يعمل على تحسين مهارات الخريجين والذي ينعكس بصورة إيجابية على تطوير ورفع كفاءة العنصر البشري داخل القطاع.

وأوضح الوزير أنه جار العمل على إعداد مخطط استراتيجي عام متكامل Master Plan للمناطق السياحية المختلفة مثلما يحدث لتطوير المنطقة الممتدة من مطار سفنكس وحتى منطقة سقارة والتي تتضمن منطقة أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير لتحديد أماكن الفنادق وارتفاعاتها والأماكن الترفيهية ليكون هناك تخطيط ورؤية بصرية للمنطقة وبما يضمن عدم المساس بالطابع الأثري والتراثي بها.

مقالات مشابهة

  • صفات المتقين .. خطيب الجامع الأزهر: الورع ترك الشبهات ومراقبة الخطرات
  • طب الاسكندرية تحتفل بتخريج الدفعة 83 من الطلاب الوافدين
  • الرئيس السيسي: مصر بخير رغم كل الصعوبات التي نواجهها منذ 4 سنوات
  • “إنفيديا” الأمريكية تنتقد القيود التي تعتزم إدارة بايدن فرضها
  • شيخ الأزهر: العالم أصبح متبلد الإحساس أمام المأساة الإنسانية الكبرى في غزة
  • شيخ الأزهر لوزير الأوقاف اليمني: العالم أصبح مُتبلد الإحساس تجاه ما يحدث بغزة
  • اليمن يستعيد دوره الريادي التاريخي
  • الأزهر 
  • «الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
  • وزير السياحة: مصر حققت رقمًا قياسيًا في عدد الوافدين على مدار 2024