"معجزة على الأرض".. يهودي وعربي على طاولة واحدة!
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
لم تكن الصورة النمطية الحالية عن علاقة العداء المستحكم بين اليهود والعرب، والمودة الخالصة بينهم وبين الأوروبيين، قائمة بهذا الشكل في العصور الماضية.
إقرأ المزيدعانى اليهود في أوروبا في مر العصور من الاضطهاد والطرد في مناطق من أوروبا، حتى أن أول "غيتو" لليهود في القارة، أقيم بأمر من البابا بولس الرابع في عام 1555، وحرم "الرومان" في ذلك الوقت اليهود من جميع حقوقهم، وحشروا في "منطقة ضيقة بها مدخلان ومخارج، وكانت بواباتها تفتح في الصباح وتغلق مع مغيب الشمس".
إلى أن تغير هذا الوضع في عام 1849، عاش اليهود فترة طويلة من الزمن، تحت قواعد صارمة تجبرهم على الإقامة في منطقة محددة، وتحظر عليهم مزاولة أي نشاط تجاري، باستثناء بيع الخرق والملابس القديمة، وتحرمهم من التملك، وتلزمهم ارتداء علامة مميزة توضع على ملابسهم.
الأمر ذاته كان جرى قبل ذلك في فرنسا في عام 1182، حين أصدر الملك فيليب الثاني أغسطس مرسوما قضى بطرد جميع اليهود من البلاد ومصادرة ممتلكاتهم.
اليهود تعرضوا لطرد جماعي أيضا من بريطانيا في عام 1290، بقرار من الملك إدوارد الأول، وقبل ذلك فرض عليهم ارتداء علامة مميزة في عام 1218.
محنة اليهود في فرنسا تكررت مرة أخرى في عام 1306، حين أصدر الملك فيليب الرابع الوسيم مرسوما بشأن طردهم من فرنسا ومصادرة جميع ممتلكاتهم. لم يستمر الطرد طويلا، وسمح الملك لويس العاشر لليهود في 28 يوليو 1315 بالعودة إلى فرنسا، لكن بشرط دفع فدية كبيرة.
المحنة الكبرى جرت في إسبانيا في عام 1492 وكان العرب والمسلمون شركاء لليهود فيها، وتمثل ذلك في إصدار الملكان إيزابيلا الأولى وفرديناند الثاني، "مرسوم قصر الحمراء"، الذي قضى بمغادرة اليهود البلاد في غضون ثلاثة أشهر.
وتقول كتب التاريخ عن تلك المحنة التي عاني من ويلات العرب الإسبانيين بنفس القدر، إن "الهجمات على اليهود والسرقات الجماعية والقتل اجتاحت جميع مدن إسبانيا. ثم خوفا على حياتهم أجبر العديد من اليهود على التعميد. بدأ يطلق على هؤلاء الأشخاص الذين تحولوا قسرا إلى المسيحية اسم (المنبوذين). جرى رصدهم باستمرار، للاشتباه في الالتزام السري بدين أسلافهم".
المؤرخون بما في ذلك اليهود يكتبون عن تلك الحقبة من الحكم العربي للأندلس والتي تواصلت لأكثر من 500 عام، قائلين إن " العرب أعطوا دفعة كبيرة لتطوير العلوم والطب والفن ورفعوا التعليم إلى مستوى غير مسبوق في جنوب إسبانيا. أصبحت قرطبة، التي كان عدد سكانها في ذلك الوقت أكثر من 500000 نسمة، ليس فقط عاصمة الخلافة العربية الوحيدة في أوروبا، بل وحصلت أيضا على مكانة المدينة الأكثر تعليما".
ويشير المؤرخون إلى أن العرب شيدوا في قرطبة على سبيل المثال "العديد من المستشفيات والمؤسسات التعليمية، وكانت المكتبة، التي احتوت على أكثر من 600000 مجلد، الأكبر في أوروبا"، لافتين أيضا إلى أن الشخصية العلمية اليهودية الشهيرة في تلك الحقبة ابن ميمون، والمعروف بين اليهود باسم "رامبام"، كان معلمه الأول الفيلسوف العربي "العظيم" ابن رشد.
حياة اليهود تحت الحكم العربي في جنوب إسبانيا توصف بأنها "معجزات غير مسبوقة على الأرض"، وذلك لأن العرب واليهود والمسيحيين عاشوا "لأكثر من 300 عام على نفس الأرض وتحت نفس السماء. كتب الفيلسوف اليهودي أعماله على نفس الطاولة مع المفكر العربي".
الصورة النمطية الحالية عن العداوة المترسخة بين العرب واليهود حديثة نسبيا، وقد بدأت منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وانفجرت تدريجيا تدفق الهجرة اليهودية من الشتات بدعم ومساندة أوروبية، لتكتمل حلقاتها بقيام دولة إسرائيل على حساب الفلسطينيين.
وجهة نظر يكررها عادة سياسيون وخبراء تقول إن الأوروبيين "كفروا عن ذنوبهم" تجاه اليهود بمساعدتهم على إقامة دولة لهم تجمعهم بعيدا في فلسطين، وبهذه الطريقة حلوا "المشكلة اليهودية" واستراحوا.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف فی عام
إقرأ أيضاً:
ريال مدريد يبحث عن معجزة أمام أرسنال.. وإنتر يتمسك بالأفضلية ضد بايرن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد سهرة الأربعاء، مواجهتين من العيار الثقيل فى إياب ربع نهائى دورى أبطال أوروبا، حيث يستضيف ريال مدريد الإسبانى نظيره أرسنال الإنجليزى على ملعب "سانتياجو برنابيو"، فيما يرحب إنتر ميلان الإيطالى بضيفه العملاق الألمانى بايرن ميونيخ على أرضية "سان سيرو".
وتمثل هاتان المواجهتان ذروة الإثارة والتشويق فى البطولة القارية الأغلى، حيث يلتقى التاريخ العريق بالطموح الكبير، ويبحث كل فريق عن كتابة فصله الخاص فى سجل المجد الأوروبي.
ريال مدريد وأرسنال.. معركة البقاء أو الإقصاءيدخل ريال مدريد مواجهة الإياب أمام أرسنال فى موقف لا يحسد عليه، بعدما سقط فى مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة فى ملعب "الإمارات"، ليجد نفسه فى مهمة شبه مستحيلة أمام كتيبة أرتيتا.
الملكي، صاحب الرقم القياسى فى عدد مرات الفوز بالبطولة، يعرف جيدًا أن العودة من التأخر بثلاثة أهداف ليست بالمهمة السهلة، حتى وإن كانت على أرضه وبين جماهيره.
لكنه يعتمد على تاريخه الكبير، وخبراته الواسعة فى قلب الطاولات فى مثل هذه الليالى الأوروبية الخاصة.
كارلو أنشيلوتي، المدير الفنى للميرينجي، سيعول على عناصر الخبرة مثل مودريتش الى جانب نجوم الهجوم فينيسيوس جونيور ورودريجو، بينما تبقى التساؤلات قائمة حول مدى جاهزية جود بيلينجهام.
من جهة أخرى، يدخل أرسنال المباراة بثقة كبيرة بعد الفوز الساحق ذهابًا، وهو يدرك أن الدفاع المنظم والانضباط التكتيكى سيكونان المفتاح لعبور بوابة "سانتياجو برنابيو" إلى نصف النهائى لأول مرة منذ موسم 2008/2009.
ويعتمد أرسنال على أسلوب الضغط العالى وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، مع تألق واضح للاعبين مثل بوكايو ساكا، جابرييل جيسوس
المعركة ستكون شرسة، خاصة أن هدفًا مبكرًا من ريال مدريد قد يعيد الأمل ويشعل الأجواء، بينما أى هدف إنجليزى سيعقد المهمة بشكل كبير على أصحاب الأرض.
صراع العمالقة فى "جيوزيبى مياتزا"وفى ميلانو، يبدو الوضع أكثر توازنًا بين إنتر ميلان وبايرن ميونيخ، حيث انتهت مواجهة الذهاب بفوز النيراتزورى بنتيجة 2/1 على الأراضى الألمانية، ما يمنحه أفضلية بسيطة قبل مباراة الإياب، لكنه فى الوقت ذاته يدرك خطورة البافارى وقدرته على قلب المعطيات فى أى لحظة.
إنتر ميلان بقيادة سيمونى إنزاغي، يعتمد على تنظيم دفاعى قوي، وانضباط تكتيكى مميز، مع ارتكاز واضح على قوة الوسط وتوهج المهاجم الأرجنتينى لاوتارو مارتينيز الذى سجل هدفًا رائعًا فى الذهاب.
ورغم التقدم ذهابًا، فإن إنتر يدرك أن بايرن ميونيخ سيقاتل بشراسة من أجل التأهل، خصوصًا وأن النادى البافارى يعانى فى الدورى المحلي، ويبحث عن إنقاذ موسمه من بوابة دورى الأبطال.
مدرب البايرن، يعلم أنه لا بديل عن الفوز فى ميلانو، وسيدفع بكل أوراقه الهجومية بقيادة هارى كين، وجمال موسيالا، إلى جانب عودة ليروى سانى المتوقع لها أن تضيف الحيوية والسرعة للهجوم البافاري.
من يحجز مقعده فى المربع الذهبي؟فى ظل النتائج الحالية، يبدو أن أرسنال وضع قدمًا فى نصف النهائي، لكن لا يمكن أبدًا استبعاد ريال مدريد من الحسابات، خاصة إذا تمكن من تسجيل هدف مبكر يعيد الأمل للجماهير المدريدية.
أما فى ميلانو، فالمواجهة تعد مفتوحة على جميع الاحتمالات، وسط تقارب كبير فى المستوى بين إنتر وبايرن، حيث سيكون العامل النفسى والتكتيكى حاسمًا، إضافة إلى مدى جاهزية النجوم وتركيزهم فى اللحظات الحرجة.