كلمة سر كشفها نصرالله.. هل ستبدأ الحرب؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
3 مسائل أساسيّة تمت إثارتها خلال الساعات الماضية، وتتعلّق بجبهة جنوب لبنان حصراً. المسألة الأولى ترتبطُ الحديث الإسرائيليّ عن أن إيران لا تريد الذهاب بعيداً باتجاه حربٍ ضد إسرائيل عبر "حزب الله"، فيما الثانية جاءت لتدعم الأولى من خلال تقريرٍ لوكالة "رويترز" يتحدّث عن أن قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني تبلغ من أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله أن الحزب سيقاتل بمفرده ولا يريد إنجرار إيران إلى حرب مع إسرائيل.
أما المسألة الثالثة فتتعلق بتقريرٍ بريطاني يتحدث عن أن إيران تستخدم الموانئ الأوروبية تمويهاً لنقل الأسلحة إلى "حزب الله".
ماذا تعني كل هذه المسائل المترابطة مع بعضها البعض؟ وما هي دلالاتها من حيث التوقيت؟
إذا تمّ النظر إلى المسألتين الأولى والثانية، فإن ما سيتبين بشكل علني هو أن هناك نية إيرانية لتجنب أي تصعيد ضدّ إسرائيل. الأمر هذا يعني من حيث الدلالة أن طهران تسعى لـ"خفض رأسها" قليلاً وتجنب الذهاب نحو معركة شاملة قد تؤدي إلى الإضرار بمصالحها في المنطقة وذلك في ذروة التقاطعات الإقليميّة التي تسعى إيران لاغتنام فرصتها ضمنها. كذلك، ومن حيث التوقيت، فإن ما يهم إيران الآن هو الذهاب نحو التهدئة أكثر من الجنوح باتجاه الحرب، والسبب هو أن المكتسبات التي تم تحقيقها من خلال حرب غزة لا يمكن إضاعتها بأي معركة شاملة قد لا تقدم ولا تؤخر كثيراً بالنسبة لها حالياً.
ما يؤكد هذه الفرضية هو ما قاله نصرالله في خطابهِ الأخير يوم الأربعاء الماضي، حينما أعلن صراحة أن إسرائيل خسرت الحرب، مُتحدثاً أيضاً عن "إنتصار حماس" ومحور المقاومة فضلاً عن الإنجازات الميدانية التي حققها "حزب الله" على جبهة جنوب لبنان. وعملياً، فإن كل ذلك يمهد إلى نقطة محورية وهي أنه تم جني ثمار المعركة الحالية من وجهة نظر "حزب الله"، ما يعني أن المرحلة التالية لن تكون مرحلة تصعيد والإشارات على ذلك عديدة وهي: بقاء "حماس" في طليعة المفاوضين بشأن غزة، التزعزع الإسرائيلي على صعيد الجبهة الداخلية وإستمرار تهجير المستوطنين، الأزمة العددية التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي.
لهذا، فإن تم جمع كل هذه المعطيات معاً، سيتبين أنّ المعركة بالنسبة للإيرانيين قد تبدلت مساراتها، وباتت الأمور مرتبطة بـ"تقطيع وقت" لا أكثر. ومن هنا، يمكن الإنطلاق باتجاه قراءة الميدان وتفسير ما يجري ضمنه، حيث يؤدي "حزب الله" دوراً تكتيكياً جديداً يتصل بإطلاق صواريخ عشوائية مع تقليل العمليات التي تستخدم خلالها الصواريخ الدقيقة والمؤثرة.
في الواقع، كل ذلك يعتبر مطلوباً من ناحية الحزب والإيرانيين بشدة لإظهار أن محورهما تراجع خلف "عتبة الحرب"، وفي الوقت نفسه يأتي الأمر الأساس المرتبط بالحفاظ على قدرة "حزب الله" الصاروخية والعسكرية وعدم إهدارها أبداً طالما أن الظروف الإقليمية والتفاوضية المرتبطة بغزة تسير لصالح "حماس".
ماذا عن المسألة الثالثة بشأن تهريب إيران أسلحة عبر البحر؟ ولماذا أثيرت الآن؟
المسألةُ المرتبطة بتهريب الإيرانيين لأسلحة عبر البحر ليست جديدة، كما أنه في أوقات سابقة تم الحديث عن تهريب طهران أسلحة لـ"حزب الله" بواسطة الطائرات المدنية.
إن تم النظر قليلاً في عمق المسألة، من الممكن أن يتصل مضمون الكلام الأخير عن تهريب الأسلحة ببعدين أساسيين: الأول يرتبط بحرب نفسية عنوانها إن الغرب والأميركيين والإسرائيليين يرصدون كافة تحركات إيران باتجاه "حزب الله" وأن كافة الأنشطة المسلحة تحت الرصد. على صعيد البعد الثاني فقد يتصل بالذهاب نحو تكريس تهديد إسرائيليّ مبطن باتجاهِ أي قافلات إيرانية بحرية، على أن يكون ذلك بمثابة ردّ غير مباشر على التهديدات التي تطال السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ورأس الرجاء صالح.
بشكل أو بآخر، يمكن أن تمهد تلك المسألة إلى تكريس جبهة بحرية جديدة، فما الذي يمنع حصول مضايقات بحرية للسفن الإيرانية؟ ما الذي يمنع حدوث هجمات مباغتة كتلك التي يقوم بها الحوثيون في البحر الأحمر؟
في المحصلة، كل شيء وارد طالما أن المعارك مفتوحة على جبهات عديدة، فكل السيناريوهات مطروحة والعبرة دائماً في الخواتيم.. وحتماً، فلننتظر ونراقب...
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
قبل نحو أسبوع وتحديداً عند تشييع أمين عام "حزب الله" السّابق الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أيّ عنوانٍ يتربطُ بـ"وحدة الساحات"، وهو المسار الذي كان قائماً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ويضمّ سائر أركان ما يُعرف بـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران.عملياً، لا يمكن اعتبار عدم حديث قاسم عن "وحدة الساحات" بمثابة "إنكارٍ لها" أو إعلان لـ"إنتهاء دورها"، ذلك أنَّ هذا الأمر لا يصدر بقرارٍ من "حزب الله" بل من إيران ذاتها والتي تسعى حالياً لـ"لملمة جراح الحزب" بعد الحرب من خلال تكريس الإحاطة الخاصة به، مالياً وعسكرياً.
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه الآن هو التالي: هل ستُحيي إيران "وحدة الساحات".. ماذا تحتاج هذه الخطوة؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "وحدة الساحات تزعزعت كثيراً إبان الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان"، معتبرة أن "حزب الله كان رائد هذه الوحدة في حين أن الخسائر التي أصيب بها عسكرياً تؤدي به حالياً إلى البقاء جانباً لإعادة ترميم نفسه داخلياً وأمنياً".
ترى المصادر أن "إيران قد تفكر في إحياء وحدة الساحات لاحقاً ولكن بطرق مختلفة لا تؤدي إلى خسائرها الكبيرة"، موضحة أنَّ "إيران تريد الاستثمار في حلفائها مرة جديدة على قاعدة الإستفادة وليس على قاعدة الخسارة، ذلك أنّ هذا الأمر مُكلف جداً بالنسبة لها".
في المقابل، ترى المصادر أن "انكفاء إيران عن الساحة بسهولة وبساطة هو أمرٌ ليس مطروحاً على الإطلاق، فحصول هذا الأمر سيكون بمثابة تسليمٍ لواقع المنطقة إلى أميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتسعى من خلال أدوات مختلفة للإبقاء على نفوذها قائما بعدما تراجع بشكل دراماتيكي".
ورغم الانتكاسات العسكرية التي مُني بها "حزب الله"، فإن إيران أبقت عليه كـ"عنصر محوري وأساسي يقود محور المقاومة ووحدة الساحات"، وفق ما تقول المعلومات، وبالتالي فإن عمليات الترميم تغدو انطلاقاً من هذه النقطة لتكريس قوة الحزب مُجدداً، لكن الأمر سيصطدم بأمرٍ مفصلي أساسه الداخل اللبناني، فضلاً عن أن عمليات تمويل الحزب وتسليحه باتت تواجه صعوبات جمّة لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي 2024.
ولهذا، تعتبر المصادر أنّ "وحدة الساحات تريد عنصراً متماسكاً"، كاشفة أن "استعادة الدور السابق من حيث القوة والزخم يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي قد لا تستقر تلك المساعي على نتائج إيجابية ذلك أن ورشة الحزب الداخلية تحتاج إلى تمكين وتمتين، وهذا الأمر يعمل الإيرانيون عليه".
وسط كل ذلك، تقول المصادر إنَّ "حزب الله" اليوم، ورغم توقه لإعادة "إحياء" وحدة الساحات، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد الاصطدام مع الداخل اللبناني الذي "رفض" تلك القاعدة، والأمر هذا قائم أيضاً في أوساط الطائفة الشيعية التي بات كثيرون فيها لا يؤيدون القاعدة المذكورة على اعتبار أن نتائجها كانت كارثية على الحزب ولبنان.
ضمنياً، تعتبر المصادر أن إعادة تبني "حزب الله" لمفهوم "وحدة الساحات" واعتماده كقاعدة جديدة مُجدداً سيعني بمثابة تكرار لسيناريوهات سابقة، وبالتالي عودة "حزب الله" إلى تكريس خطوات تتحكم بقرار السلم والحرب وهو الأمر الذي أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنه بـ"يد الدولة فقط"، وذلك خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
بشكل أو بآخر، قد لا يُغامر "حزب الله" بالإندماج مُجدداً ضمن "وحدة الساحات" مثلما كان يجري سابقاً، علماً أن هذا الأمر لا يعني خروج "الحزب" من المحور الإيراني، لكن آلية التعاطي والتنسيق ستختلف تماماً، وبالتالي سيكون الحزب أمام الواقع السياسي الداخلي اللبناني الذي بات "حزب الله" مُلزماً التعاطي معه كما هو وعلى أساس مكوناته وتحت سقف الدولة وضمن مقتضيات ومرتكزات خطاب القسم للرئيس عون. المصدر: خاص "لبنان 24"