خط مخفي في أعماق المحيط يقسم الحيوانات إلى معسكرين!
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
وجد فريق دولي من العلماء أن أعمق الأعماق يهيمن فيه نوع معين من الكائنات الحية.
فتحت عمق حوالي 4400 متر، تمتلك معظم المخلوقات الكامنة في الظلام أجساما ناعمة وهادئة. وتوجد فوق هذا الخط الرخويات ذات القشرة الصلبة بشكل عام.
ويعتقد العلماء أن السبب يتعلق بتوافر المعادن التي تتكون منها الأصداف. ويمكن أن تساعدنا هذه المعرفة على حماية التنوع البيولوجي ضد النشاط البشري في هذه البيئات الباردة والمظلمة.
ويقول عالم البيئة في أعماق البحار إريك سيمون لليدو، من المركز الوطني لعلوم المحيطات في المملكة المتحدة: "كانت أعماق البحار السحيقة الموحلة تُعتبر في البداية بمثابة "صحارى بحرية" حتى تم استكشافها لأول مرة منذ عدة عقود، نظرا للظروف القاسية للحياة هناك - مع نقص الغذاء والضغط المرتفع ودرجة الحرارة المنخفضة للغاية. ولكن مع تقدم الاستكشاف العميق والتكنولوجيا، تستمر هذه النظم البيئية في الكشف عن تنوع بيولوجي كبير، يمكن مقارنته بالتنوع في النظم البيئية للمياه الضحلة، ولا يوجد إلا في انتشار مكاني أوسع بكثير".
ويغطي المحيط السحيق أكثر من 60% من سطح الأرض، ولكن لا يُعرف سوى القليل عن الحياة التي تعيش فيه. إنها لعنة بيئية للإنسان: ضغوط ساحقة، ودرجات تجمد حراري، وظلام دائم بعيدا عن ضوء الشمس.
ومع ذلك، فقد تحسنت التكنولوجيا لدرجة أنه يمكننا استكشاف هذه الأعماق المظلمة عن بعد.
إقرأ المزيد أسماك القرش "متهمة" بتعاطي الكوكايين قبالة سواحل فلوريدا!وباستخدام روبوتات أعماق البحار، جمع سيمون لليدو وفريقه قاعدة بيانات كبيرة من الصور من سهل سحيق يُعرف باسم منطقة Clarion-Clipperton، يمتد لمسافة 5000 كيلومتر (3107 أميال) في قاع المحيط الهادئ بين المكسيك وكيريباتي على أعماق تتراوح بين 3500 و6000 متر.
وقاموا بفهرسة أكثر من 50000 كائن - ولاحظوا اختلافا ملحوظا في أنواع الحيوانات الموجودة في الأعماق الضحلة مقارنة بتلك الموجودة في أعمق أجزاء المنطقة.
ويقول سيمون لليدو: "لقد فوجئنا بالعثور على مقاطعة عميقة تهيمن فيها بوضوح شقائق النعمان الناعمة وخيار البحر وقعر ضحل حيث كانت الشعاب المرجانية الناعمة والنجوم الهشة فجأة في كل مكان".
ولم تظهر الرخويات على عمق أقل من 4400 متر، على الرغم من أن جميع أنواع الحياة السحيقة كانت تعيش في منطقة انتقالية بين المنطقتين. ووجد الباحثون أن هذا العمق المعين مرتبط على الأرجح بعمق تعويض الكربونات.
وتتكون الأصداف الصلبة من كربونات الكالسيوم، التي تنتشر عبر المحيط من السطح. لكن تحت عمق معين، تبقى كربونات الكالسيوم غير كافية، مم يؤدي إلى نقصها في قاع البحر، لتتناولها الحيوانات ذات القشرة الصلبة.
ويشير هذا إلى وجود توازن دقيق يلعب دوره في التنوع البيولوجي لأعماق المحيطات، وهو توازن يمكن أن يتعطل بسهولة بسبب تحمض المحيطات، وتغير المناخ، والتعدين في أعماق البحار، والتي يجري النظر حاليا في منطقة كلاريون - كليبرتون من أجلها.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: "بشكل عام، يعكس هذا تباينا بيئيا أعلى بكثير، على مستويات متعددة، مما كان متوقعا في السابق للتجمعات القاعية عبر قاع البحر السحيق شمال شرق المحيط الهادئ. هذا التباين الذي تم التغاضي عنه، الناجم عن التأثيرات الجيوكيميائية والمناخية، له آثار حاسمة على البحوث البيئية والبيئية الكلية في المستقبل في المجتمعات السحيقة وعلى نجاح استراتيجيات الحفظ على النطاق الإقليمي التي تم تنفيذها لحماية التنوع البيولوجي في منطقة كلاريون كليبرتون وربما في مناطق سحيقة أخرى مستهدفة بواسطة التعدين في أعماق البحار في جميع أنحاء العالم".
نُشر البحث في مجلة Nature Ecology & Evolution.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الاحياء البحرية بحوث محيطات
إقرأ أيضاً:
اليمن يرسُمُ معادلة قواعد الاشتباك في البحار.. استهدافُ الحاملات الأمريكية يعقّد حسابات القوى الكبرى
يمانيون – متابعات
تتواصلُ أصداءُ العملية العسكرية اليمنية المتعلقة باستهداف حاملات الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن حتى اللحظة، حَيثُ شكلت هذه العملية الحدث الأبرز الذي لم يكن يتوقعه أحد، ومن بلد لم يكن يخطر على بال العدوّ أَو الصديق.
وخلال الأيّام الماضية، تناول الكثير من الناشطين الإعلاميين والسياسيين هذه العملية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي محليًّا ودوليًّا، وهم ما بين مندهش ومتيقن من الآيات العظيمة التي تتحقّق على أيادي المجاهدين من القوات المسلحة اليمنية؛ نتيجة توليهم الصادق وتبنيهم لقضايا الأُمَّــة الأَسَاسية ونصرتهم للمستضعفين.
ويشير أُستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبدالملك عيسى إلى أن هناك “دلالات سياسية واستراتيجية لاستهداف حاملة الطائرات الأمريكية لينكولن”، موضحًا أن “الدلالات السياسية تتمثل في عدة أمور أبرزها التصعيد في المواجهة مع أمريكا، وتوجيه رسالة دعم واضحة لفلسطين ولبنان، وتحذير للقوى الغربية من التدخل في اليمن، وإظهار قدرات عسكرية متطورة ومتنامية”.
ومن ناحية الدلالات الاستراتيجية يقول -عيسى- إنها تدل على توسيع نطاق العمليات إلى البحر العربي، وتعزيز مفهوم الردع الإقليمي، وإظهار الجهوزية العملياتية العالية، والتأثير على الملاحة البحرية الدولية من قبل أمريكا ورسالة قوة لحلفاء اليمن وأعدائها.
من جانبه يقول الناشط الإعلامي العراقي حسين علاء الأبيض: إن “اليمن أول دولة في العالم تهاجم حاملة الطائرات الحربية الأمريكية”، مؤكّـدًا أن “القوات المسلحة اليمنية أذلت عنجهية وطغيان أمريكا في المنطقة”.
ويوضح الأبيض أن هذه العملية رسالة واضحة إلى الكيان وأمريكا وبريطانيا بأن البحرَين الأحمر والعربي خطرٌ على سفنكم، متبعًا ” لا توجد دولة في العالم تجرأت على إطلاق رصاصة واحدة على أي سفينة أمريكية.
ويضيف أن هذه العمليات “أوجعت العدوّ الصـهـيو أمريكي وجعلته يتخبط، ويشن غارات بطائرات مسيرة وليست حربية”، مبينًا أن “هذا يدل على أن العملية العسكرية الأخيرة كانت قاسية جِـدًّا والضربات دقيقة وإصابة الأهداف بدقة عالية، وأن القادم أشد وأقسى بإذن الله”.
أول دولة في التاريخ تقصف الحاملات:
أما الناشط الإعلامي والمحلل السياسي عبدالباري عطوان فيعلق على العملية العسكرية قائلًا: “قصف اليمنيين لحاملة الطائرات الأمريكية أبراهام في البحر العربي ومدمّـرتين أُخرَيَين بالصواريخ في البحر الأحمر، ويوم الجمعة، قصفوا قاعدة ناحال سوريك العسكرية في يافا بصاروخ فرط صوت فلسطين2 ودمّـرها واشتعلت حرائق عديدة”، مردفًا “سمَّوا لي دولة واحدة صغرى أَو عظمى أطلقت رصاصة واحدة على حاملة طائرات أمريكية بالتاريخ”؟.
ويقول عطوان: “شكرًا لليمن الذي يتصدى ويبدع، وهو دولة عظمى يقاتل نيابة عن العالم كله ويحقّق إنجازات غير عادية وغير مسبوقة”، مضيفًا: “لا بد للروس والصينيين أن يتابعوا هذه العمليات اليمنية البطولية اليمنية ويتعلموا منها ويحللوها في معاهدهم وفي كلياتهم العسكرية”.
ويتابع القول: “نحن الآن أمام حرب وجودية، نحن ندافع عن أُمَّـة نائمة مهزومة وجبانة، فوالله لن يذكر اسم اليمن في الأُمَّــة العربية والإسلامية إلا بالمدح وحفظ الجميل والإشادة بهذه القوة اليمنية الذي تساهم بإذلال العدوّ الإسرائيلي”.
أما الناشط الإعلامي والحقوقي البحريني يحيى الحديد فيقول: “إنه وفي الوقت الذي يعم الخوف في العالم من الصين إلى أُورُوبا وهو يترقب قدوم الرئيس الأمريكي ترامب للبيت الأبيض، خرجت القوات اليمنية لتضرب بارجتين حربيتين في البحر الأحمر، ضاربة ترامب والجيش الأمريكي عرض الحائط”.
ويسخر الحديد بقوله: “اليمنيون غاضبون على رحيل بايدن؛ لذا استقبلوا ترامب بهدية 8 مسيّرات و8 صواريخ، ويبدو أن الإنتاجَ غزيرٌ للمسيَّرات والصواريخ اليمنية ويريدون تفريغ المخزون القديم قبل انتهاء ولاية بايدن؛ مِن أجلِ الإنتاج الجديد لاستقبال ولاية ترامب الجديدة بصواريخ فرط صوتية”.
سُرعةُ اتِّخاذ القرار:
وعلى صعيد متصل يقول الكاتب الصحفي اللبناني جمال شعيب: “صحيح هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها القوات المسلحة اليمنية قطعًا من الأسطول الأميركي، وصحيحٌ أنه ليس مهمًّا أية قطعة تمت مهاجمتها، سواء كانت حاملة طائرات، أَو مدمّـرة أَو زورق دورية، أَو حتى سفينة دعم لوجستي، المهم قطعًا هو أن هناك في هذا العالم من يستطيع أن يقرّر وينفذ هجومًا على الولايات المتحدة الأمريكية.. نعم أيها السادة؛ إنه اليمن”.
ويرى شعيب أن عمليات القوات المسلحة اليمنية، لا سِـيَّـما هذه الأخيرة ضد حاملة الطائرات الأمريكية ومدمّـراتها المرافقة، تؤكّـد على علو كعب القادة العسكريين اليمنيين ويدهم الطولى ليس في الرصد والاستطلاع وجمع المعلومات وتحليلها لمعرفة توجّـهات العدو ونواياه فقط.. بل في سرعة اتِّخاذ القرار العسكري المناسب، إن لجهة أبطال مفعول الهجوم بالتوقيت المناسب أَو لجهة الأسلحة المناسبة والتزامن في استخدام القدرات وتوجيهها بالسرعة والكفاءة اللازمتين لتحييد أسطول بحري من الأفضل في العالم من ساحة المواجهة وأبطال فعاليته الهجومية وتحويله إلى هدف”، متبعًا “أما الكيف وأين ومتى ولماذا.. فتلك سر من أسرار هو الله!”.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المصري سامح عسكر كتب تعليقًا على إعلان اليمن استهدافَ حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن ومدمّـرتين في معركة دامت 8 ساعات، بالتأكيد على أن “اليمن سجّل نفسه كأول بلد عربي يضرب حاملات الطائرات الأمريكية والأسطول البحري المرافق”.
ويشير عسكر إلى أن “المثير بعد الهجوم اليمني أن أعقبته حملة دعائية صهيونية ممولة تدَّعي وقف عمليات الحوثي في البحر الأحمر، وشاركت فيها منصاتٌ عربية كبيرة”، مُضيفًا أن “المؤكّـد أن هذا الهجوم يرسل إشارةً للإدارة الأمريكية الجديدة بأن (يبقى الوضع على ما هو عليه) وعلى المتضرّر من عمليات البحر الأحمر اللجوءُ لـ “إسرائيل” لوقف الحرب؛ لا أن يطلبها من الضحية”.
من جهته يكتب المفكّر والمحلل السياسي العماني علي بن مسعود المعشني: “اليمن بقصفه حاملة الطائرات أبراهام في بحر العرب، ومدمّـرتين في البحر الأحمر، يقرّر أن يتغدَّى بالعدوّ الأمريكي قبل أن يتعشى به، ويكسر غطرسة الأمريكي أمام أنظار العالم بالصوت والصورة، والله غالب على أمره”.
ويرى المعشني أن “أكبر هزيمة للعدو الصهيوني ورعاته الأمريكيين والغرب وذيولهم المتصهينة هي هزيمةُ العقل الغربي وكشف زيف سرديات الرعب التي قاتلنا بها أكثرَ من سبعة عقود من منظومات تشويش وتضليل وقِباب دفاع ومقلاع داوود، إذَا حضر الله، وحضرت الإرادَة، بان زيفهم وضلالهم وتجلت هشاشتهم”.
ويضيف أنه بعد قصف حاملات الطائرات الأمريكية أيزنهاور وأبراهام، ومدمّـرتين، بخلاف السفن التجارية، وإسقاط الطائرات والمسيرات للعدو الأمريكي؛ يكون يمن الشجاعة والعزة والكبرياء والشرف أول من أذل الشيطان الأمريكي وكسر عنجهيته في وضح النهار”؛ مردفًا “هو الله”.
من جانبه يتساءل الناشط الإعلامي اللبناني أحمد زياد بعد إخراج المدمّـرات وحاملات الطائرات الأميركية من الخدمة: “هل ستخاطر دولُ التطبيع العربي بإعطاء الكرت الأخضر للعدو الأمريكي لقصف اليمن عبر قواعده العسكرية في بلدانهم؟”.
ويواصل: “شخصيًّا أستبعِدُ هذه اللعبة من قبل عبيد أمريكا في المنطقة، بل أستبعد أن تغامر أمريكا بقواعدها؛ لأَنَّ ذلك إن حدث، فلن تبقى قواعد أمريكية في المنطقة! بل لن يبقى ملكٌ على عرشه”.
ويضيف أن “هؤلاء الملوك والأمراء “العملاء” لا قيمة لهم دونَ النفط وسعر النفط العالمي سيحدّده اليمن، بل اليمن سيحدّد من يستطيع شراء النفط من المنطقة”، مردفًا “اليمن يصوم ويفطر على مدمّـرات وحاملة طائرات وعلى حرب عالمية! فمَن مثلُ اليمن؟ لا أحد”.
مميَّزةٌ عن سابقاتها:
أما الناشط الإعلامي اللبناني خليل نصر الله فيشير إلى أن القوات المسلحة اليمنية نفَّذت عملية نوعية استمرت لثماني ساعات في البحرَينِ العربي والأحمر، مؤكّـدًا أن العملية منعت عدوانًا على اليمن، وهذه تعني نقلةً نوعيةً في إحباط هجمات يتعرض لها اليمن.
ويوضح نصر الله أنه “بمُجَـرّد الإعلان عن منع وإحباط يعني أن صنعاء كانت على عِلم مسبق، والأرجح نتيجة جمع استخباري”، مؤكّـدًا أنها عملية مميزة عن سابقاتها من عمليات الاستهداف للبوارج الحربية.
وأخيرًا يلفتُ الناشط الإعلامي والسياسي العراقي سيف عقيل إلى أن هناك زاملَ أسمعُه منذ زمن ولا أعرف تاريخُه يعود إلى أي عام للشهيد لطف القحوم -رضوان الله عليه- يقول فيه: “بشِّر الأقصى وغزة والخليل، المسيرة قادمة من أرض سبأ”، متبعًا “وأنا أقول في ذلك الوقت؛ ما هذه الثقة الذي يتحدث بها هذا المنشد.. وأنتم معركتُكم مع السعوديّة وباقي دول العدوان والتحالف على اليمن”.
ويتابع عقيل قوله: “بعد (طُـوفَان الأقصى) فهمتُ ما كان يقولُه الشهيد، ومَن كتب له هذا الشعر.. بأن بصيرةَ هؤلاء القوم واستعدادهم.. كان يسبق الأحداثَ كَثيرًا”.
——————————-
المسيرة | أيمن قائد