حذّرت هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف من التخفيف المفرط في صلاة التراويح، ونشرت الهيئة تدوينة عبر صفحتها الرسمية على موقع فيس بوك الحلقة الخامسة في إطار منشوراتها التي تحمل هاشتاج «فتاوى الأئمة في صيام الأمة- رمضان 1445هـ - هيئة كبار العلماء»

التخفيف المُفرِط في التراويح

وبخصوص التحذير من التخفيف المفرط في صلاة التراويح، ذكرت هيئة كبار العلماء: «وأمّا التخفيف المُفرِط في صلاة التراويح فمن البدع الفاشية، ومُقتضَى عبارة التُّحفة [لابن حجر الهَيْتَميّ]: أنّ الانفراد في هذه الحالة أفضل من الجماعة، بل إن عَلِم المأمومُ أو ظَنَّ أن الإمام لا يُتِمُّ بعضَ الأركان: لم يَصِحَّ الاقتداء به أصلًا.

[بغية المسترشدين: 1/472]

دم اللِّثة الدائم حالَ الصيام

وبعد استعراض فتوى عن صلاة التراويح، نشرت فتوى سابقة بشأن دم اللثة الدائم حال الصيام، من ذات الكتاب السابق الإشارة إليه، وتابعت الهيئة: يُعفى عن دم اللِّثة الذي يجري دائمًا أو غالبًا، ولا يُكَلَّف غَسلُ فيه؛ للمشقة.

سنن الصوم

واتخذت هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف من كتاب «غاية تلخيص المراد: 189» مسألة: مِن سنن الصوم وجاء فيها: «كَفّ نفسه عن الشهوات من المسموعات والمُبْصَرات والمشمومات وإن كانت مباحة، فهو سر الصوم ومقصوده الأعظم؛ لتنكسر نفسُه عن الهوى، وتَقوى على التَّقوى بكَفّ الجوارح عن تَعاطي ما تشتهيه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صلاة التراويح الأزهر الشريف هيئة كبار العلماء هیئة کبار العلماء فی صلاة التراویح

إقرأ أيضاً:

صوم نينوي.. جذور تاريخية بين الكنيسة المشرقية والقبطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

في إطار الاحتفال بصوم نينوي (الباعوثا)، الذي تبدأه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من 10 حتى 13 فبراير من كل عام، تبرز إطلالة تاريخية حول نشأته المثيرة للجدل، والتي تربط بين الشرق الأدنى ومصر عبر قرون من التقاليد الدينية.  

جذور في المشرق ووباء القرن السادس

تعود أصول صوم نينوي إلى الكنيسة المشرقية عام 576م، وفقاً للمراجع التاريخية، حيث أُسس خلال فترة مار حزقيال أسقف الزوابي (النعمانية) بمبادرة من مطران باجرمي وأسقف نينوي، كاستجابة لتفشي وباء مدمر في المنطقة. ويروي المؤرخ يوسف حبي في كتابه "مجامع كنيسة المشرق" (1999) أن هذه الخطوة كانت جزءاً من طقس تكفيري لاسترضاء الرب ورفع البلاء.  

 

الكنيسة القبطية والقرن الثالث عشر: أول ظهور موثق

بينما ارتبط الصوم في المشرق بحدث الوباء، تشير الوثائق إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم تتبنَّه رسمياً إلا بحلول القرن الثالث عشر. فبحسب كتاب "سير البطاركة" للأنبا ساويروس بن المقفع (القرن العاشر)، لم يُذكر هذا الصوم في سجلات الكنيسة المصرية قبل ذلك، كما غاب عن قوانين بطاركة مثل الأنبا خريستوذولوس (1047-1077م) والأنبا كيرلس الثاني (1078-1092م)، اللذين حصروا الأصوام المعتمدة في: "الصوم الكبير، الرسل، الميلاد، والأربعاء والجمعة".  

 

القرن الثالث عشر.. البداية الفعلية في مصر

  
يُعتبر "المجموع الصفوي" للعلامة الصفي بن العسال (نُشر عام 1908) أول وثيقة قبطية تُدرج صوم نينوي كجزء من التقاليد الكنسية، حيث ورد: "صوم أهل نينوي ثلاثة أيام". كما أكدت مصادر لاحقة مثل "الجوهرة النفيسة" ليوحنا بن زكريا بن سباع (القرن الرابع عشر)، و"مصباح الظلمة" لابن كبر (1334م)، على شرعية هذا الصوم كفترة تكفيرية تشبهاً بتوبة أهل نينوي التوراتيين.  

لماذا الارتباط بالأنبا أبرام بن زرعة؟

 

رغم أن بعض المصادر الشفهية تربط صوم نينوي بالبطريرك الأنبا أبرام بن زرعة (القرن العاشر)، إلا أن غياب أي ذكر له في الوثائق المعاصرة له يطرح تساؤلات. فلم يُوثَّق الصوم في كتابات ساويروس بن المقفع ولا في قوانين ذلك العصر، ما يشير إلى أن تبني الكنيسة القبطية له جاء لاحقاً، ربما عبر تفاعل مع التراث السرياني أو كجزء من تطوير المنظومة الروحية في العصور الوسطى.  


 
يكشف تتبع تاريخ صوم نينوي عن مسارين متوازيين: جذر شرقي قديم مرتبط بأزمة وبائية، وتبنٍّ قبطي لاحق في القرن الثالث عشر، ربما تحت تأثير التبادلات الثقافية بين المذاهب المسيحية. وتظل هذه الرمزية الدينية، رغم اختلاف التأريخ، شاهدة على غنى التراث الكنسي وتشابكه عبر الحضارات.

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس هيئة الأركان الأردني سابقا: مقترح ترامب مستحيل التنفيذ
  • يتزامن مع شهر رمضان.. تعرف على موعد بدء الصوم الكبير لدى الأقباط الأرثوذكس
  • ‎فتوى غريبة عن تحريم إجراء عمليات الولادة القيصرية تثير الجدل
  • استخدام الآباء المفرط للشاشة يدفع الطفل إلى محتوى غير ملائم
  • رئيس هيئة الأركان يطّلع على سير استقبال طلاب الدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي
  • 27 كتابًا تتصدر مبيعات جناح الأزهر بمعرض الكتاب
  • إفطار رمضان لأجل الامتحانات.. دار الإفتاء: لا يجوز إلا عند الضرورة القصوى
  • صوم نينوي.. جذور تاريخية بين الكنيسة المشرقية والقبطية
  • إمساكية شهر رمضان 2025.. موعد الإفطار والسحور
  • بدء مقرأة كبار القراء برواية «البزي عن ابن كثير» في مسجد الحسين