الجامع الأزهر واليوم السابع من رمضان .. أسراره ولماذا عرف بهذا الاسم؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
اليوم السابع من رمضان، يوم ارتبط بذكرى تأسيس الجامع الأزهر على مر العصور منذ نحو 1084 عامًا هجريًا، حيث اعتمد الجامع الأزهر اليوم السابع من رمضان ذكرى للاحتفاء السنوي، فما هي أسرار الجامع الأزهر مع اليوم السابع من رمضان.
العيد الـ 84 بعد الألف لـ الجامع الأزهرالجامع الأزهر هو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، وقد أنشئ على يد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة في عام 970 ميلادية بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، الذي أمر ببناء مسجد كبير في المدينة الجديدة ، وقام بإرساء حجر أساسه في 14 رمضان عام 359 هـجرية ( 970 ميلادية )، وأتم بنائه في عامين (من عام 359 إلى عام 361 هجرية ) الموافقان (عامى 970 - 972 ميلادية)، فكان بذلك أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، وأول جامع ينشئ في مدينة القاهرة، المدينة التي اكتسبت لقب "مدينة الألف مئذنة " .
سمي المسجد في البداية بجامع المنصورية، وذلك على اسم مدينة القاهرة التي كان اسمها حينئذ " المنصورية " حيث كانت تسمية المسجد باسم المدينة التي يتواجد بها تقليدا شائعا في ذلك الوقت، ومع دخول الخليفة المعز لدين الله لمصر قام بتسمية المدينة بالقاهرة، وهكذا أصبح اسم المسجد جامع قاهرة، في أول نسخه من المصادر العربية.
واكتسب المسجد اسمه الحالي "الأزهر" ، في وقت ما بين الخليفة المعز، ونهاية عهد الخليفة الفاطمي الثاني في مصر العزيز بالله، والأزهر معناه المشرق وهو صيغة المذكر لكلمة الزهراء، والزهراء لقب السيدة فاطمة بنت الرسول محمد، زوجة الخليفة علي بن أبي طالب، حيث ادعى المعز وأئمة الدولة الفاطمية أنهم من سلفهم ، وتلك نظرية واحدة من نظريات تسمية الأزهر بهذا الاسم.
وبعد بنائه سرعان ما أصبح الأزهر مركزا للتعليم في العالم الإسلامي، وصدرت منه التصريحات الرسمية وعقدت جلسات المحكمة ، وقد عين المعز "القاضي النعمان بن محمد" ، مسئولا عن تدريس المذهب الإسماعيلى، وكانت بعض الفصول تدرس في قصر الخليفة، وكذلك في الأزهر، مع دورات منفصلة للنساء، وخلال عيد الفطر عام 973، تم إقرار المسجد مسجدا رسميا لصلاة الجماعة في القاهرة بأمر من الخليفة المعز ، وابنه عندما أصبح بدوره الخليفة، جعلوا خطبة الجمعة خلال شهر رمضان في الأزهر.
وجعل يعقوب بن كلس الموسوعي والفقيه والوزير الرسمي الأول للفاطميين من الأزهر مركزا رئيسيا للتعليم في القانون الإسلامي في عام 988 ميلادية ، وفي السنة التالية تم توظيف 45 عالما لإعطاء الدروس، وإرساء الأساس لما يمكن أن يصبح الجامعة الرائدة في العالم الإسلامي.
شهر الطاعات.. موضوع خطبة أول جمعة في رمضان من الجامع الأزهر بأربع قراءات.. الجامع الأزهر يتلألأ بتلاوة القرآن وحضور آلاف المصلين في التراويح أيقونة الدين الوسطيبني المسجد في البداية على شكل قاعة للصلاة مع خمسة ممرات وفناء مركزي متواضع، ثم وسع عدة مرات مع منشآت إضافية أحاطت بالهيكل الأصلي، وشكل العديد من حكام مصر في الفن والهندسة المعمارية للأزهر، ولهذا ترتبط الهندسة المعمارية للأزهر ارتباطا وثيقا بتاريخ القاهرة، حيث استخدمت مواد مأخوذة من فترات متعددة من التاريخ المصري، من "قدماء المصريين"، من خلال القاعدة اليونانية والرومانية، إلى الحقبة المسيحية القبطية، في بنية المسجد ، والتي استفادت من الهياكل الأخرى الفاطمية في أفريقية ، وتظهر تأثيرات من داخل وخارج مصر على حد سواء على هندسة المكان حيث تم مزجها معا في حين أن البعض الآخر يعد مصدر إلهام ويضم الجامع الأزهر، جامعة تعد الأولى في العالم الإسلامي فى تدريس المذهب السني والشريعة و القانون الإسلامي، حيث أنشأت جامعة متكاملة داخل المسجد كجزء من مدرسته منذ إنشائه، وأعلنت رسميا جامعة مستقلة بعد قيام ثورة ٢٣ يوليو في عام 1961.
مهام شيخ الجامع الأزهرويتولى شيخ الأزهر شئونه، وأنشئ منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني، وهو أعلى مركز في هيكل إدارة الجامع، حيث يتولى رئاسة علمائه ويشرف على شئون المسجد الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر، أظهر حكام مصر على مر العصور بدرجات متفاوتة الكثير من الاهتمام والاحترام للمسجد، وقدموا على نطاق واسع مساعدات مالية لمدرسته ولصيانته.
دور الجامع الأزهر الشرعيورغم مدى أكثر من عشرة قرون على تأسيس الجامع الأزهر الشريف وتفاوت اهتمام حكام مصر به، إلا أن عطاءه وجهوده ظلا مستمرين انطلاقا من مسئوليته الدينية والعلمية والاجتماعية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وقد عمل في الآونة الأخيرة على تفعيل دوره التاريخي فى مواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة السلام، مقدما رؤية ونشاطا يرتكزان على التطوير الذاتي، وتطوير التعليم والدعوة، وتجديد الخطاب الديني، وتدريب الأئمة الوافدين، وعقد لقاءات حوارية مع الشباب في مختلف المحافظات، وإرسال القوافل الدعوية والتوعوية والتكافلية للمناطق النائية، وإنهاء عدد من الخصومات الثأرية، وضبط الفتاوى، والمشاركة في عدد كبير من المؤتمرات والندوات داخل مصر وخارجها لتحقيق الهدف الأكبر الخاص بمكافحة التطرف ونشر الصورة الصحيحة للإسلام.
ويحرص الأزهر الشريف في رسالته على مكافحة التطرف الفكري باعتباره القضية الأبرز على الساحة حاليا والتي أصبحت تهدد استقرار المجتمعات والسلام العالمي، ولمكافحة الكراهية، شكل الإمام الأكبر لجنة لإعداد مشروع قانون لمكافحة الكراهية والعنف باسم الدين، بهدف تجريم الحض على الكراهية ومظاهر العنف التي تمارس باسم الأديان، وتم الانتهاء من مشروع القانون ليأخذ مساره التشريعي.
ويقوم الإمام الأكبر بجولات وزيارات خارجية وداخلية للدعوة للمصارحة ، ونشر السلام العالمي، ومواجهة التطرف، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، وقد شهد العالم بأهمية بدور الإمام الأكبر وتأثيره في الحد من التطرف، والإسهام في إرساء السلام، وهو ما أكدته العديد من الشخصيات والقيادات والمؤسسات السياسية والدينية العالمية ، وتجلى هذا التأثير الكبير للإمام الأكبر في اختياره الشخصية الإسلامية الأكثر تأثيرا في العالم للعامين متتالين، ويدرك العالم الدور المحوري للأزهر في مواجهة الإرهاب وترسيخ السلام العالمي؛ ولذلك شهدت مشيخة الأزهر الشريف توافد العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والدينية في العالم، بما يؤكد الدور المحورى والمهم للأزهر الشريف على مختلف المستويات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الازهر اليوم السابع من رمضان شيخ الجامع الأزهر السابع من رمضان الجامع الأزهر فی العالم فی عام
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر في 2024 .. مصدر إشعاع توعوي وفكري وثقافي لا يخفت
واصل الجامع الأزهر الشريف في عام 2024 دوره كمركز للإشعاع التوعوي والفكري والتنويري، فكان وبحق، بمثابة القلب النابض لها، والذي يزود رواده من من جميع دول العالم، بمئات المحاضرات والملتقيات الفكرية والتوعوية والدينية، وكان بمثابة الملاذ الآمن لمحبي علوم الشريعة واللغة وعلوم القرآن من منبعها الأصيل، بجانب تعريف عشرات الآلاف على علوم التجويد والقراءات وفنون الخط العربي والزخرفة وغيرها من العلوم العربية والإسلامية الأصيلة.
أروقة الجامع الأزهر في 2024: تحتضن 150 ألف دارس
شهد رواق القرآن الكريم والتجويد والقراءات بالجامع الأزهر، وفروعه بجميع المحافظات، في العام 2024 نشاطا كبيرا، حيث بلغ إجمالي عدد الدارسين فيه 10 آلاف دارس، مع استكمال برامج التعليم عن بعد، حيث بلغ عدد حلقات التحفيظ مباشر وعن بعد 11823 حلقة أسبوعيا، بالإضافة لإطلاق اختبارات الدفعة الرابعة لمركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بإجمالي 1139 معلم، وبلغ عدد الدارسين برواق الطفل لحفظ القرآن الكريم بالجامع الأزهر وجميع المحافظات 53 ألف دارس، مع استكمال ومتابعة برنامج التعليم عن بعد المخصص لهم، ليصل مجموع الحلقات بنظام التحفيظ المباشر وعن بعد للأطفال 25000 حلقة اسبوعيا.
وشهد رواق العلوم الشرعية والعربية، إقبالا كبيرا بالجامع الأزهر والفروع الخارجية، حيث بلغ عدد المتقدمين نحو (30000) ألف دارسًا، كما واصل رواق الخط العربي حضوره المميز، حيث وصل عدد المحاضرين فيه 19 محاضرا، يقدمون 240 محاضرة أسبوعيا لـ 1200 من الدارسين والمحبين للخط العربية وفنونه، بواقع 57 ألف دارس سنويا، ونظرا للإقبال الكبير فقد شهد الرواق افتتاح (٦) مقرات جديدة لرواق الخط العربي والزخرفة الإسلامية، بمحافظات أسوان، الأقصر، قنا، أسيوط، الغربية، الإسكندرية.
بحضور أكثر من 50 ألف ..ملتقيات الأزهر في 2024 توعية وتنوير وتفنيد للشبهات
واصل الجامع الأزهر في العام 2024 تقديم وجبة متكاملة من القضايا المعاصرة والفقهية الطبية وعلوم السيرة النبوية والقرآن الكريم، وقد تمثلت أبرز تلك الملتقيات فيما يلي:
ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة والذي يُعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ويستضيف كبار علماء الأزهر الشريف، وأساتذة جامعة الأزهر لمناقشة أهم القضايا المطروحة على الساحة، في مواكبة للواقع المعاصر، ومجابهة الشبهات التي تتردد حول الدين الإسلامي الحنيف، وقد عقد الجامع الأزهر في العام 2024 (42) ملتقى، كما بلغ إجمالي عدد الحضور 600 أسبوعيا، في حين يُعقد الملتقى الفقهي الطبي (رؤية معاصرة) يوم الاثنين من كل أسبوع، ويُعدّ منصة هامة لتعميق التعاون بين الفقهاء والأطباء لتقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، وقد عقد الجامع الأزهر في خلال هذا العام (10) ملتقيات.
ويُعقد ملتقى السيرة النبوية يوم الأربعاء من كل أسبوع؛ بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، حيث عقد هذا العام (10) ملتقيات،، وأما ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني فيُعقد يوم الأحد من كل أسبوع " بهدف إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين، وقد عقد الجامع الأزهر خلال هذا العام (8) ملتقيات، كما تم عقد ملتقى الطفل الخلوق النظيف الفصيح، إيمانا من الجامع الأزهر بدوره الرائد في تربية النشء، على أسس سليمة تتبع المنهج الأزهري المعتدل الذي يمثل صحيح الإسلام، وقد عقد الجامع الأزهر في هذا الصدد (42) ملتقى.
الجامع الأزهر في شهر رمضان.. مركز للعبادة والنشاط الديني والاجتماعي
عقد الجامع في شهر رمضان (206) مقرأة برواية حفص عن عاصم وبالقراءات (بالحضور المباشر وعن بُعد)، بالإضافة إلى (24) مقرأة خاصة للوافدات بالقراءات ودروس التجويد، (25) درسا بعد الظهر (رجال – رياض الصائمين)، و (25) درسا بعد الظهر (نساء – رمضانيات نسائية)، و (25) درسا الثانية عصرًا (باب الريان)، وبجانب ذلك، نظم الجامع الأزهر (30) خاطرة إيمانية خلال صلاة التراويح، وعقد (28) ملتقى فقهيًا بعد صلاة التراويح، حاضر فيها كوكبة من السادة أعضاء هيئة كبار العلماء والسادة أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، بجانب تقديم (160) ألف وجبة إفطار للطلاب الوافدين والمصريين، و (41) ألف وجبة سحور لرواد الجامع عقب صلاة التهجد، فضلا عن عقد (4) دروسا فقهية بلغة الإشارة لمتحدي الإعاقة من الصم والبكم، و(7) احتفالات، أبرزها الاحتفال السنوي بمرور 1084 عاما على تأسيس الجامع الأزهر.
بحضور الآلاف.. 4 مجالس حديثية في عام 2024
تواصلت في العام 2024 سلسلة المجالس الحديثية بالجامع الأزهر، والتي تم نقلها عبر البث المباشر على صفحة الفيس بوك الخاصة بالجامع الأزهر، إضافة إلى الحضور المباشر للآلاف من دارسي ومحبي علوم الحديث، وقد شملت سلسلة هذا العام المجالس الحديثية لقراءة سنن أبي داود، والمجالس الحديثية لقراءة كتاب" الأدب المفرد"، بالإضافة إلى المجلس الختامي لقراءة كتاب "سنن أبي داود" بجانب انعقاد المجلس الحديثي الأول لقراءة كتاب "سنن الإمام الترمذي".
وحدة الشعائر الدينية بالجامع الأزهر الشريف تعقد 1700 مقرأة
واصلت وحدة الشعائر الدينية بالجامع الأزهر في العام 2024، نشاطها المميز، حيث عمل معلمي القرآن بالجامع بجانب إمامة الصلاة؛ على حلقات تحفيظ القرآن الكريم (عن بعد) عبر برنامج (Microsoft Teams)، إضافة إلى إدارة المقارئ اليومية برواية حفص صباحا، والقراءات العشر مساءً، وقد بلغ عدد المقارئ (36)مقرأة أسبوعيًا، وواصلت إدارة الشؤون الدينية فعالياتها المكثفة عبر تفعيل برنامج كتب التراث، ونقلها عبر المنصات الاجتماعية للجامع الأزهر، وعدد السادة الأساتذة والعلماء قد وصل إلى (33) أستاذًا بإجمالي عدد محاضرات (33) محاضرة في الأسبوع، والمستهدف أن تصل محاضرات كتب التراث أكثر من (60) محاضرة أسبوعيًا.
4 بروتوكولات تعاون لنشر العلم الوسطي النافع في ربوع الوطن
عمل الجامع الأزهر في العام 2024 على تنفيذ عدد من بروتوكولات التعاون مع عدد من المؤسسات الوطنية، بهدف تحقيق رسالة الأزهر بنشر العلم الوسطي النافع في ربوع الوطن، وهي:
أولا: التعاون بين الأزهر ووزارة الشباب والرياضة، حيث استضافت وزارة الشباب والرياضة، عبر مراكز الشباب لديها، في العام 2024 أنشطة الرواق الأزهري التثقيفية والتوعوية التي تستهدف النشء في المقام الأول.
ثانيا: تنفيذ بروتوكول التعاون بين الجامع الأزهر الشريف ونادي قضاة مصر، لإنشاء أروقة لتحفيظ القرآن بفروع النادي على مستوى الجمهورية.
ثالثا: تنفيذ بروتوكول التعاون بين الجامع الأزهر الشريف ومحافظة الوادي الجديد.
رابعا: تنفيذ بروتوكول التعاون بين الجامع الأزهر الشريف ومحافظة شمال سيناء.