لبنان ٢٤:
2025-02-19@22:32:41 GMT

هذا هو المطلوب من بكركي

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

هذا هو المطلوب من بكركي

إذا تدّخلت بكركي لتصويب البوصلة السياسية، وبالتحديد البوصلة الرئاسية يُقال لها إنها تتدّخل في شؤون ليست لها. وإذا لم تتدّخل تُتهم بالتقاعس وعدم قيامها بما يفرض عليها واجبها الوطني القيام به حتى ولو لم يكن لها رأي وهي التي لا تُطاع. فالطاعة أساس في الحياة الرهبانية. وعندما تُفقد هذه الطاعة تضيع الطاسة، ويصبح كل راهب يغنّي على ليلاه، ولا تعود الحياة الرهبانية منتظمة كما كانت مع الأباء المؤسسين والقديسين الكثر.

فإذا لم يطع أبناء الكنيسة، وبالتحديد الكنيسة المارونية، راعيهم في الشؤون الكنسية كما في الشؤون الوطنية تصبح المشورة كمن يكتب على لوح ثلج، ولا تعود تنفع عظات الأحاد، ولا حتى المواقف التي يتخذها شهريًا المطارنة والأساقفة الموارنة، وقد بُحّ صوتهم.   ولكن، في المقابل ثمة من يقول إن بكركي يوم تحرّكت كما يجب في زمن المثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير كانت ملامح "الاستقلال الثاني"، وكان "لقاء قرنة شهوان"، الذي أسّس لوحدة مسيحية شبيهة بـ "الجبهة اللبنانية"، التي جمعت الأقطاب الموارنة الثلاثة آنذاك: الرئيسان كميل شمعون وسليمان فرنجية والشيخ بيار الجميل، ونخبة من المفكرين والمتنورين أمثال الأباتي شربل قسيس وشارل مالك وفؤاد افرام البستاني وجواد بولس وادوار حنين وغيرهم.   أمّا أن يرمي بعض السياسيين فشلهم على أكتاف بكركي فمسألة فيها نظر. لأن بكركي لم تكن مقصرّة إلا عندما لم تجد الأرضية الخصبة لدى من يُفترض بهم أن يكونوا المبادرين إلى التلاقي والحوار، فلا ينتظرون من مرجعيتهم الروحية التدّخل في أمر تعرف مسبقًا نتائجه غير المشجعة، وهي حاولت مع وصول البطريرك الحالي مار بشاره بطرس الراعي، الذي جمع الأقطاب الموارنة الأربعة: الرئيس الشيخ أمين الجميل والعماد ميشال عون، قبل أن يصبح رئيسًا، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية. فما كانت النتيجة؟ المزيد من التباعد، والمزيد من الكراهية، والمزيد من التنافس على الكرسي الرئاسي.   ولمن لا يتذكّر فإن بكركي هي أول من باركت لـ "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" تفاهمهما "المعرابي"، وهي أول من شجّعت على تلاقي "القوات" والمردة"، في لقاء جمع جعجع وفرنجية في بكركي وليس في مكان آخر. وكان يُفترض أن يُعقد "اتفاق معراب" تحت عباءة البطريركية "المعطاة مجد لبنان"، وقد أصبح لديها طوباوي جديد من بين بطاركة قديسين كثر.   إلاّ أن الدفاع عن بكركي في هذا الظرف الحسّاس والدقيق لا يعفيها من مسؤولية المحاولة مرّة واثنتين وأكثر وصولًا إلى الغاية المنشودة، وهي توحيد كلمة الموارنة كمقدمة لازمة لتوحيد كلمة المسيحيين، وكمقدمة لا بدّ منها في طريق الوحدة الوطنية. ومن دون وحدة المسيحيين لا وحدة وطنية. فالمطلوب من بكركي الكثير من كثير، بما أنها تحمل ارث البطاركة العظام، الذين عاشوا ايمانهم المسيحي بإخلاص وتقوى وقداسة في أديرة سيدة إيليج ويانوح وقنوبين، ولم تكن ارادتهم تنكسر أمام الاضطهاد، فكانت تلك المقرّات عنوانًا للحرية المشفوعة بإيمانٍ صلبٍ كإيمان بطرس والرسل.   المطلوب من بكركي الكثير روحيًا ووطنيًا واجتماعيًا وتربويًا وثقافيًا، ولكن المطلوب من السياسيين على المستوى الماروني أولًا، وعلى المستوى المسيحي ثانيًا، أكثر بكثير مما هو مطلوب من مرجعياتهم الروحية في العمل السياسي اليومي. فلا بكركي ولا المرجعيات الأرثوذكسية ولا الكاثوليكية ولا السريانية ولا الكلدانية ولا الانجيلية تمنع المسيحيين من الالتقاء على كلمة سواء، ولا هي التي تحول دون توافقهم على توحيد كلمتهم في كل أمر كبير وصغير، من الاستحقاق الرئاسي حتى مسألة تعيين خفراء جمارك. فالاستحقاق الرئاسي يُفترض أن يكون سببًا لتلاقي الارادات حول مشروع موحدّ بعدما أصبح "الفراغ الرئاسي" نوعًا من "اللعبة"، التي تستهوي الذين يرون الكرسي الرئاسة "حصرمًا في عيونهم".   مرّة أخرى نقول للسياسيين: لا ترموا فشلكم على بكركي أو على غيرها. المشكلة عندكم والحل بين أيديكم... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عبدالله نعمان: فشل مجلس القيادة الرئاسي كان متوقعًا

قال الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبدالله نعمان إن أسباب الأزمة اليمنية وأزمة مجلس القيادة الرئاسي تعود إلى وجود مشاريع متباينة ومتناقضة وتنافس حاد بين الداعمين الإقليميين على النفوذ والمصالح، بالإضافة إلى وجود لاعبين من غير الحلفاء الموجودين، إلى جانب الخصم الرئيسي على المستوى الإقليمي وهي إيران. موضحًا أن المشكلة لا تكمن في أن الخارج يتصارع أو يتسابق علينا وإنما في أننا نقبل أن نكون أدوات لتمثيل الخارج بإرادة أو بلا إرادة.


وفي حلقة نقاشية بعنوان "ثلاث سنوات منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.. ما الذي تغير وما الذي يجب فعله؟" ضمن أعمال الدورة الثالثة من منتدى اليمن الدولي الذي انطلق الأحد في العاصمة الأردنية عمان، أكد نعمان على ضرورة وضع رؤية استراتيجية مشتركة تقوم على أساس إدراك أن المكونات والمشاريع السياسية تعمل في إطار الجمهورية اليمنية، مشددًا على ضرورة مقاربة قضايا الاختلاف والاتفاق على أساس المرجعيات المتفق عليها. وأوضح أن استعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها وبسط سلطتها الشرعية على كامل ترابها يجب أن تكون ذات أولوية لجميع المشاريع الأخرى.


وانتقد نعمان أداء مجلس القيادة الرئاسي وقال: "موقفنا في التنظيم الناصري كان واضحًا ومعروفًا بشأن أداء مجلس القيادة الرئاسي. فشل المجلس لم يكن مفاجئًا بالنسبة لنا، كنا ندرك أن المجلس لن يستطيع تحقيق شيء، ورفضنا التوقيع على قرار نقل السلطة الذي اتخذ في الرياض، ووصفناه حينها بأنه أغرب انقلاب في التاريخ، حيث أصدر الرئيس هادي قرارًا يقصي نفسه ويأتي بهيئة بدلاً عنه".


وأكد نعمان أن المجلس الرئاسي تم تصميمه وفرضه خارجيًا، وأن اليمنيين التقوا في الرياض ليكونوا ديكورًا لإخراج هذا الحل. وأضاف: "من الطبيعي أن يتعثر هذا الحل، والمشكلة الحقيقية تكمن في عدم وجود محاولات جدية لمعالجة هذا الفشل من قبل أعضاء المجلس أو من صنعوه على المستوى الإقليمي والدولي أو من قبل الأحزاب والمكونات السياسية".


ودعا نعمان إلى عدم إلقاء اللوم على جهة معينة، وأكد أن الأحزاب السياسية تتحمل جزءًا من المسؤولية. وشدد على أهمية الالتزام بالمرجعيات الناظمة لقرار نقل السلطة في اليمن، مثل الدستور والمبادرة الخليجية واتفاق الرياض.


وشدد على أهمية استغلال الفرص المتاحة والدفع نحو استعادة الدولة اليمنية، مع ضرورة الاستفادة من الدعم الدولي لتحقيق هذا الهدف. ودعا إلى تكاتف الجميع والعمل بروح جماعية لتحقيق مستقبل أفضل لليمن وشعبه.


وأضاف: "تصعيد الحوثي وفر فرصة لتقارب المجتمع الدولي مع الشرعية ودعمها لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، ويجب استغلال ذلك، وإلا فسينفض المجتمع الدولي من حولنا ويتجه للتفاوض مع الحوثي كما حدث مع طالبان في أفغانستان".
.


مقالات مشابهة

  • غوتيريش يدعو مجلس الأمن الدولي إلى التركيز على الإجماع المطلوب وترك الخلافات لتحقيق السلام
  • القوات تحقق فوزًا كاسحًا في الانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية الأميركية
  • شيخ العقل التقى وزيري الأشغال والزراعة ووفدين من القوات اللبنانية وحزب الله
  • الرئاسة اللبنانية: نملك الحق في استخدام أي وسيلة لضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل
  • عبدالله نعمان: فشل مجلس القيادة الرئاسي كان متوقعًا
  • إعلام إسرائيلي : جيش الاحتلال سيتدخل بالأماكن الخالية من القوات اللبنانية
  • وظائف مصر للطيران 2025 .. اعرف الشروط والتخصص المطلوب
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • الأمين العام المساعد للجامعة العربية: انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان «ضروري»
  • شريف عبدالفضيل: بعض لاعبي الزمالك يبحثون عن الشو