إذا تدّخلت بكركي لتصويب البوصلة السياسية، وبالتحديد البوصلة الرئاسية يُقال لها إنها تتدّخل في شؤون ليست لها. وإذا لم تتدّخل تُتهم بالتقاعس وعدم قيامها بما يفرض عليها واجبها الوطني القيام به حتى ولو لم يكن لها رأي وهي التي لا تُطاع. فالطاعة أساس في الحياة الرهبانية. وعندما تُفقد هذه الطاعة تضيع الطاسة، ويصبح كل راهب يغنّي على ليلاه، ولا تعود الحياة الرهبانية منتظمة كما كانت مع الأباء المؤسسين والقديسين الكثر.
فإذا لم يطع أبناء الكنيسة، وبالتحديد الكنيسة المارونية، راعيهم في الشؤون الكنسية كما في الشؤون الوطنية تصبح المشورة كمن يكتب على لوح ثلج، ولا تعود تنفع عظات الأحاد، ولا حتى المواقف التي يتخذها شهريًا المطارنة والأساقفة الموارنة، وقد بُحّ صوتهم. ولكن، في المقابل ثمة من يقول إن بكركي يوم تحرّكت كما يجب في زمن المثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير كانت ملامح "الاستقلال الثاني"، وكان "لقاء قرنة شهوان"، الذي أسّس لوحدة مسيحية شبيهة بـ "الجبهة اللبنانية"، التي جمعت الأقطاب الموارنة الثلاثة آنذاك: الرئيسان كميل شمعون وسليمان فرنجية والشيخ بيار الجميل، ونخبة من المفكرين والمتنورين أمثال الأباتي شربل قسيس وشارل مالك وفؤاد افرام البستاني وجواد بولس وادوار حنين وغيرهم. أمّا أن يرمي بعض السياسيين فشلهم على أكتاف بكركي فمسألة فيها نظر. لأن بكركي لم تكن مقصرّة إلا عندما لم تجد الأرضية الخصبة لدى من يُفترض بهم أن يكونوا المبادرين إلى التلاقي والحوار، فلا ينتظرون من مرجعيتهم الروحية التدّخل في أمر تعرف مسبقًا نتائجه غير المشجعة، وهي حاولت مع وصول البطريرك الحالي مار بشاره بطرس الراعي، الذي جمع الأقطاب الموارنة الأربعة: الرئيس الشيخ أمين الجميل والعماد ميشال عون، قبل أن يصبح رئيسًا، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية. فما كانت النتيجة؟ المزيد من التباعد، والمزيد من الكراهية، والمزيد من التنافس على الكرسي الرئاسي. ولمن لا يتذكّر فإن بكركي هي أول من باركت لـ "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" تفاهمهما "المعرابي"، وهي أول من شجّعت على تلاقي "القوات" والمردة"، في لقاء جمع جعجع وفرنجية في بكركي وليس في مكان آخر. وكان يُفترض أن يُعقد "اتفاق معراب" تحت عباءة البطريركية "المعطاة مجد لبنان"، وقد أصبح لديها طوباوي جديد من بين بطاركة قديسين كثر. إلاّ أن الدفاع عن بكركي في هذا الظرف الحسّاس والدقيق لا يعفيها من مسؤولية المحاولة مرّة واثنتين وأكثر وصولًا إلى الغاية المنشودة، وهي توحيد كلمة الموارنة كمقدمة لازمة لتوحيد كلمة المسيحيين، وكمقدمة لا بدّ منها في طريق الوحدة الوطنية. ومن دون وحدة المسيحيين لا وحدة وطنية. فالمطلوب من بكركي الكثير من كثير، بما أنها تحمل ارث البطاركة العظام، الذين عاشوا ايمانهم المسيحي بإخلاص وتقوى وقداسة في أديرة سيدة إيليج ويانوح وقنوبين، ولم تكن ارادتهم تنكسر أمام الاضطهاد، فكانت تلك المقرّات عنوانًا للحرية المشفوعة بإيمانٍ صلبٍ كإيمان بطرس والرسل. المطلوب من بكركي الكثير روحيًا ووطنيًا واجتماعيًا وتربويًا وثقافيًا، ولكن المطلوب من السياسيين على المستوى الماروني أولًا، وعلى المستوى المسيحي ثانيًا، أكثر بكثير مما هو مطلوب من مرجعياتهم الروحية في العمل السياسي اليومي. فلا بكركي ولا المرجعيات الأرثوذكسية ولا الكاثوليكية ولا السريانية ولا الكلدانية ولا الانجيلية تمنع المسيحيين من الالتقاء على كلمة سواء، ولا هي التي تحول دون توافقهم على توحيد كلمتهم في كل أمر كبير وصغير، من الاستحقاق الرئاسي حتى مسألة تعيين خفراء جمارك. فالاستحقاق الرئاسي يُفترض أن يكون سببًا لتلاقي الارادات حول مشروع موحدّ بعدما أصبح "الفراغ الرئاسي" نوعًا من "اللعبة"، التي تستهوي الذين يرون الكرسي الرئاسة "حصرمًا في عيونهم". مرّة أخرى نقول للسياسيين: لا ترموا فشلكم على بكركي أو على غيرها. المشكلة عندكم والحل بين أيديكم... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
شبانة: البعض يتصيد الأخطاء للشناوي.. وكولر حقق المطلوب منه مع الأهلي
وجه الإعلامي محمد شبانة، التحية للسويسري مارسيل كولر، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، بسبب مشاركة محمد الشناوي في مباراة سموحة.
وقال شبانة، في تصريحات عبر برنامج “بوكس تو بوكس” الذي يذاع على قناة "etc":" كولر في المؤتمر الصحفي طالب بسرعه حسم الصفقات بسبب وجود إصابات في الفريق، وأنا أوكد أن الفريق يحتاج 5 صفقات".
وتابع:" هناك وجناح ومدافع من الدوري المصري، قريب من الانتقال لصفوف الأهلي خلال الأيام القادمة".
وأردف:" يحيى عطية الله يعني من كسر في عظمة الوجة ويغيب من لمة قد تصل 6 أسابيع، وأشرف داري قد يغيب شهر بسبب إصابته في العضلة الخلفية، وبيرسي تاو أصبح قريب من الرحيل بجانب كهربا، وهناك مشكلة في الفريق في الوقت الحالي بسبب الغيابات".
وتابع:" الأهلي أصبح أول الدوري المصري، رغم الضغوط التي تعرض لها كولر والمطالب برحيله في الفترة الماضية، وما هو المطلوب من الفريق في الوقت الحالي، بعدما حقق التارجت المطلوب منه في بداية يناير بتصدر البطولة المحلية والإفريقية".
وشدد:" البعض تحدث أن هناك خراب في الأهلي ومشاكل فنية، وفي حالة تحقيق الفوز على استاد أبيدجان المباراة القادمة سيتأهل لربع نهائي دوري أبطال إفريقيا".
وواصل:" طالبت بضرورة مشاركة محمد الشناوي، في مباراة سموحة، وهو قيمة فنية كبيرة ووجوده مهم في الفريق، والأهلي سيتأثر برحيله، ومن الوارد أن يخطئ، وهناك تصيد للاخطاء للاعب، والأهلي يملك كنز اسمه محمد الشناوي، وهناك اطمئنان لتواجد مصطفى شوبير".
وأردف:" أحيي كولر على مشاركة الشناوي أمام سموحة، وهو أفضل حارس في مصر وإفريقيا".
وشدد:" وضع سموحة، في جدول الدوري لا يناسب أمكانيات الفريق ولا اللاعبين ولا الجهاز الفني ومجلس الإدارة برئاسة المهندس فرج عامر".