لبنان ٢٤:
2024-07-01@16:53:38 GMT

هذا هو المطلوب من بكركي

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

هذا هو المطلوب من بكركي

إذا تدّخلت بكركي لتصويب البوصلة السياسية، وبالتحديد البوصلة الرئاسية يُقال لها إنها تتدّخل في شؤون ليست لها. وإذا لم تتدّخل تُتهم بالتقاعس وعدم قيامها بما يفرض عليها واجبها الوطني القيام به حتى ولو لم يكن لها رأي وهي التي لا تُطاع. فالطاعة أساس في الحياة الرهبانية. وعندما تُفقد هذه الطاعة تضيع الطاسة، ويصبح كل راهب يغنّي على ليلاه، ولا تعود الحياة الرهبانية منتظمة كما كانت مع الأباء المؤسسين والقديسين الكثر.

فإذا لم يطع أبناء الكنيسة، وبالتحديد الكنيسة المارونية، راعيهم في الشؤون الكنسية كما في الشؤون الوطنية تصبح المشورة كمن يكتب على لوح ثلج، ولا تعود تنفع عظات الأحاد، ولا حتى المواقف التي يتخذها شهريًا المطارنة والأساقفة الموارنة، وقد بُحّ صوتهم.   ولكن، في المقابل ثمة من يقول إن بكركي يوم تحرّكت كما يجب في زمن المثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير كانت ملامح "الاستقلال الثاني"، وكان "لقاء قرنة شهوان"، الذي أسّس لوحدة مسيحية شبيهة بـ "الجبهة اللبنانية"، التي جمعت الأقطاب الموارنة الثلاثة آنذاك: الرئيسان كميل شمعون وسليمان فرنجية والشيخ بيار الجميل، ونخبة من المفكرين والمتنورين أمثال الأباتي شربل قسيس وشارل مالك وفؤاد افرام البستاني وجواد بولس وادوار حنين وغيرهم.   أمّا أن يرمي بعض السياسيين فشلهم على أكتاف بكركي فمسألة فيها نظر. لأن بكركي لم تكن مقصرّة إلا عندما لم تجد الأرضية الخصبة لدى من يُفترض بهم أن يكونوا المبادرين إلى التلاقي والحوار، فلا ينتظرون من مرجعيتهم الروحية التدّخل في أمر تعرف مسبقًا نتائجه غير المشجعة، وهي حاولت مع وصول البطريرك الحالي مار بشاره بطرس الراعي، الذي جمع الأقطاب الموارنة الأربعة: الرئيس الشيخ أمين الجميل والعماد ميشال عون، قبل أن يصبح رئيسًا، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية. فما كانت النتيجة؟ المزيد من التباعد، والمزيد من الكراهية، والمزيد من التنافس على الكرسي الرئاسي.   ولمن لا يتذكّر فإن بكركي هي أول من باركت لـ "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" تفاهمهما "المعرابي"، وهي أول من شجّعت على تلاقي "القوات" والمردة"، في لقاء جمع جعجع وفرنجية في بكركي وليس في مكان آخر. وكان يُفترض أن يُعقد "اتفاق معراب" تحت عباءة البطريركية "المعطاة مجد لبنان"، وقد أصبح لديها طوباوي جديد من بين بطاركة قديسين كثر.   إلاّ أن الدفاع عن بكركي في هذا الظرف الحسّاس والدقيق لا يعفيها من مسؤولية المحاولة مرّة واثنتين وأكثر وصولًا إلى الغاية المنشودة، وهي توحيد كلمة الموارنة كمقدمة لازمة لتوحيد كلمة المسيحيين، وكمقدمة لا بدّ منها في طريق الوحدة الوطنية. ومن دون وحدة المسيحيين لا وحدة وطنية. فالمطلوب من بكركي الكثير من كثير، بما أنها تحمل ارث البطاركة العظام، الذين عاشوا ايمانهم المسيحي بإخلاص وتقوى وقداسة في أديرة سيدة إيليج ويانوح وقنوبين، ولم تكن ارادتهم تنكسر أمام الاضطهاد، فكانت تلك المقرّات عنوانًا للحرية المشفوعة بإيمانٍ صلبٍ كإيمان بطرس والرسل.   المطلوب من بكركي الكثير روحيًا ووطنيًا واجتماعيًا وتربويًا وثقافيًا، ولكن المطلوب من السياسيين على المستوى الماروني أولًا، وعلى المستوى المسيحي ثانيًا، أكثر بكثير مما هو مطلوب من مرجعياتهم الروحية في العمل السياسي اليومي. فلا بكركي ولا المرجعيات الأرثوذكسية ولا الكاثوليكية ولا السريانية ولا الكلدانية ولا الانجيلية تمنع المسيحيين من الالتقاء على كلمة سواء، ولا هي التي تحول دون توافقهم على توحيد كلمتهم في كل أمر كبير وصغير، من الاستحقاق الرئاسي حتى مسألة تعيين خفراء جمارك. فالاستحقاق الرئاسي يُفترض أن يكون سببًا لتلاقي الارادات حول مشروع موحدّ بعدما أصبح "الفراغ الرئاسي" نوعًا من "اللعبة"، التي تستهوي الذين يرون الكرسي الرئاسة "حصرمًا في عيونهم".   مرّة أخرى نقول للسياسيين: لا ترموا فشلكم على بكركي أو على غيرها. المشكلة عندكم والحل بين أيديكم... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عائلة بايدن تطالبه بمواصلة السباق الرئاسي بعد مناظرة ترامب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

طلبت عائلة جو بايدن منه مواصلة السباق الرئاسي، بعد الأداء "الكارثي" الذي ظهر به في مناظرة الأسبوع الماضي، أمام الرئيس السابق دونالد ترامب.

 بينما أعرب أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي، ومانحون عن سخطهم من طريقة إعداد الرئيس الأمريكي للحدث من قبل مستشاريه، وفق "جارديان" البريطانية.

وذكرت الصحيفة، أن بايدن اجتمع مع عائلته في كامب ديفيد، الأحد، حيث تضمنت المناقشات أسئلة بشأن مستقبله السياسي، وجاء اللقاء بعد أيام شهدت ضغوطاً متزايدة على الرئيس الأمريكي، بعد أن سلط أداؤه المتعثر في المناظرة على نقاط ضعفه، وأثار دعوات بالتنحي من قبل محللين، ووسائل إعلام، وناخبين.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن عائلة بايدن قالت له خلال الاجتماع في كامب ديفيد، والذي شمل زوجة الرئيس، وأبناءه، وأحفاده، إنه لا يزال بإمكانه أن يظهر للأمريكيين أنه قادر على الاستمرار في المنصب لأربع سنوات أخرى.

ولا تزال عائلة بايدن تعتقد أنه أفضل شخص، يُمكنه التغلب على الرئيس السابق دونالد ترمب، منافسه في الانتخابات، على الرغم من أنها كانت على دراية بمدى سوء أدائه في المناظرة، وقالت "أسوشيتد برس" إن أكثر من طالب بايدن بمقاومة الضغوط التي يتعرض لها للانسحاب من الانتخابات، هما زوجته جيل، ونجله هانتر.

وأدانت هيئة محلفين هانتر بايدن الشهر الماضي، بشأن تعاطيه المخدرات بشكل غير قانوني عندما اشترى سلاح ناري عام 2018، ليصح أول ابن لرئيس حالي يُدان بارتكاب جناية.

وكانت زيارة كامب ديفيد مقررة في وقت سابق؛ للمشاركة في جلسة تصوير مع المصورة آني ليبوفيتز، من أجل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي المقبل.  

وأفادت تقارير أن أقارب بايدن أيضاً، انتقدوا الطريقة التي أعده بها أقرب مستشاريه للمناظرة، حسبما ذكرت "جارديان".

وذكرت الصحيفة البريطانية أن بايدن، أطل بصوت مبحوح في أثناء المناظرة، والتي ظهر فيها بأداء متعثر، ولم يتمكن الرئيس من إكمال بعض الجمل، وألقى البعض، باللوم على الخطة الصارمة التي وُضعت لإعداد الرئيس للمناظرة، والتي تضمنت انعزاله في كامب ديفيد لمدة 6 أيام، وقال جون مورجان، وهو محامي بفلوريدا وأحد كبار جامعي التبرعات: "أعتقد أنه (بايدن) جرى تدريبه، وإعداده بشكل مفرط".

وقال منتقدون لأداء بايدن أيضاً، إن الإعداد كان يجب أن يركز على الرؤية الأكبر التي يريد أن يقدمها للبلاد، وأوضح أحد الأشخاص لوكالة "رويترز" أنه طلب من مستشاري الرئيس التأكد من حصوله على "قسط من الراحة قبل المناظرة"، لكنه كان "منهكاً"، ووصف إرساله إلى المناظرة، وهو يبدو "مريضاً ومنهكاً" بـ"القرار السيء".  

وبعد المناظرة التي استضافتها شبكة CNN، كتبت عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية السابقة من ولاية ميسوري والمؤيدة لبايدن، كلير مكاسكيل، على منصة "إكس": "بايدن كان لديه شيء واحد عليه أن يحققه، وهو طمأنة أميركا بأنه على مستوى الوظيفة في عمره الحالي، وفشل في ذلك".

وأضافت مكاسكيل: "لست الوحيدة التي ينفطر قلبها الآن، هناك الكثير من الأشخاص الذين شاهدوا هذا، وشعروا بالخوف الشديد تجاه جو بايدن".

في اليوم التالي للمناظرة، وخلال حدث انتخابي بولاية نورث كارولينا، اعترف بايدن بأن أدائه لم يكن جيداً، وقال أمام الحضور، وهو أكثر نشاطاً عن الليلة الماضية: "أعلم أني لست شاباً، لم أعد أمشي بسهولة كما كنت في السابق.. لم أعد أتحدث بسلاسة كما كنت في السابق.. لم أعد أجيد المناظرة كما كنت في السابق، لكنني أعرف ما أعرفه، أعرف كيف أقول الحقيقة".

 

 

 

مقالات مشابهة

  • المبادرات الوطنية الفلسطينية: ما المطلوب؟
  • عائلة بايدن تطالبه بمواصلة السباق الرئاسي بعد مناظرة ترامب
  • قبلان متوجها للعرب: المطلوب موقف يزلزل إسرائيل
  • بكركي لن تتراجع رغم الموجات السياسية العابرة
  • بكركي 2024 تحاكي بكركي الـ2000.. وضغط الفاتيكان نجح
  • إخفاق الحزب الديمقراطي في المناظرة الرئاسيّة
  • الراعي يستقبل فريد هيكل الخازن في بكركي
  • حزب الله يوسّع هجماته من دون أي اعتبارات… فما هي أهدافه؟!
  • ملف لبنان في لقاء لودريان وهوكشتاين الاسبوع المقبل والخازن في بكركي اليوم لرأب الصدع مع الحزب
  • ماذا قال بارولين للقيادات اللبنانية؟