ترتكز جهود هيئة كهرباء ومياه دبي على تعزيز مرونة التعامل مع التغير المناخي لضمان مرونة قطاع الكهرباء والمياه في دبي، وتواصل الهيئة تطوير قدراتها التقنيّة باستمرار لتتمكن من إدارة المخاطر، وفهم تأثير الكوارث الطبيعية والتكيف بشكل فعال واستباقي، وتعتمد أفضل البرامج والأنظمة والتقنيات لتحقيق هذا الهدف، بما يعزز الكفاءة والإنتاجية ويشجع على الإبداع والابتكار.


وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: “برؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، تواصل دبي مسيرتها لتكون أفضل مدينة للعيش في العالم، ولتحقيق هذا الهدف تبنت الهيئة خططاً واستراتيجيات فعالة وطموحه بهدف توفير خدمات الكهرباء والمياه وفق أعلى معايير التوافرية والاعتمادية والكفاءة والاستدامة، كما عززت الهيئة من مرونتها ورشاقتها وجاهزيتها لمواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في دبي، وتوفير أفضل مرافق لأفضل مدينة في العالم.”
وتتمتع هيئة كهرباء ومياه دبي بمرونة عالية في توفير خدماتها وفق أعلى معايير الكفاءة والجودة والموثوقية والتي تتنامى بالتوازي مع النمو السكاني لمدينة دبي، حيث تسهم أنظمة التحكم الذكي لدى الهيئة بشكل كبير في رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة القدرة الإنتاجية، إضافة إلى تقليل استهلاك الوقود، الأمر الذي يسهم في الحد من الانبعاثات الضارة. وقد طورت الهيئة نظاماً للتحكم في التوربينات الغازية في محطات إنتاج الطاقة يعد الأول من نوعه على مستوى العالم. ويجمع النظام الذكي بين علوم الديناميكا الحرارية وتقنيات “التوأمة الرقمية” و”الذكاء الاصطناعي” و”تعلم الآلة” للتحكم الذاتي في التوربينات الغازية في المحطة “إم” في جبل علي والتي تعد أكبر محطة لإنتاج الطاقة وتحلية المياه في دولة الإمارات العربية المتحدة.
برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس دي)
يُسهم برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس دي) في تحقيق مرونة الطاقة عبر رفع مستوى عمليات تطوير وصيانة وتخطيط شبكات الكهرباء والمياه، بالإضافة لتحسين كفاءة قطاعات الإنتاج، والنقل، والتوزيع في الهيئة عبر مراقبة محطات الطاقة الشمسية وتحسين التنبؤ بحجم إنتاج هذه المحطات من خلال توقّع حالة الطقس، ودرجة حرارة مياه البحر وملوحته، ومراقبة خطوط نقل الكهرباء، وكشف تسرّبات المياه، والكشف عن أي تغييرات في البنية التحتية بما يعزّز الاعتمادية والكفاءة التشغيلية، بما في ذلك الصيانة الوقائية لشبكتي الكهرباء والمياه (التخطيط والإنتاج والنقل والتوزيع)، وتعد الهيئة أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم تستخدم الأقمار الاصطناعية النانوية لتحسين عملياتها.
تخزين الطاقة حرارياً إحدى حلول توفير الطاقة المرنة
تعتمد الهيئة على عدة مشاريع لتنويع مصادر الطاقة لديها، ومن ضمنها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. وتعد المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى 950 ميجاوات، أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم. وسيزود المشروع ما يقرب من 320 ألف مسكن بالطاقة النظيفة والمستدامة، ويخفض انبعاثات الكربون بحوالي 1.6 مليون طن سنوياً، ما يعزز دور دبي كقطب عالمي رائد في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والعمل المناخي.
أنظمة الصيانة الوقائية تساهم في توفير طاقة مرنة وتساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
تسهم برامج وأنظمة الصيانة الوقائية في تعزيز ريادة أداء كابلات شبكة توزيع الطاقة في دبي. وتستخدم الهيئة الصيانة الاعتمادية المركزية والوقائية وتقنية الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بأعطال الكابلات، كما تعتمد منهجية “تعزيز الاعتمادية بناءً على تقييم الحالة” المتطورة، وتطبق مشروع الإدارة المثلى للعمر الافتراضي لكابلات التوزيع الذي طورته داخلياً، لتعزيز وإطالة العمر الافتراضي لكابلات التوزيع عبر منظومة متقدمة تعتمد على معالجة البيانات.
ويشار إلى أن الهيئة نجحت في تحطيم رقمها القياسي العالمي في فترة الصيانة (Major Inspection Outage) الذي سجلته عام 2019، حيث نجحت الهيئة في إكمال صيانة عمليات الفحص الرئيسية خلال 9 أيام عمل فقط مقارنة برقم الهيئة السابق (11 يوم عمل)، مما يشكل خفضاً لمدة الصيانة بنسبة 18% مقارنة بالرقم السابق المسجل باسم الهيئة ونسبة 84٪ مقارنة بما كان عليه الوضع في عام 2006. وقد أثمر هذا الإنجاز عن وصول نسبة توافرية التوربينات الغازية إلى 99.51% و99.83% للتوربينات الغازية من فئة (E-Class) و (F-Class) على التوالي في فصل الصيف. مما أسهم في تحقيق وفورات مالية بقيمة 3.55 مليون درهم لكل عملية.
وعلاوة على توفير خدمات الكهرباء والمياه وفق أعلى معايير التوافرية والكفاءة والاعتمادية، تسهم هذه الخطوة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 49,329 طناً في السنة، إضافة إلى خفض نفقات التشغيل والصيانة.
معايير المرونة وإدارة المخاطر
كانت هيئة كهرباء ومياه دبي سبّاقة في تطوير عدد من المعايير الرائدة على مستوى العالم، بالتعاون مع المعهد البريطاني للمعايير، أبرزها معيار (PAS 60518) الأول من نوعه على مستوى العالم لإدارة المخاطر والمرونة في قطاع المؤسسات الخدماتية، ويشكل مرجعاً للمؤسسات الخدماتية ومُمكّناً أساسياً للارتقاء بإدارة المخاطر والمرونة وضمان استمرارية الأعمال والتعامل مع حالات الطوارئ بأعلى قدر ممكن من المهنية والكفاءة. كما طورت الهيئة عام 2020 خطة شاملة لتعزيز مرونة التعامل مع التغير المناخي لضمان مرونة قطاع الكهرباء والمياه في دبي. وتحدد الخطة تفاصيل الإجراءات المتخذة للتخفيف من تداعيات التغير المناخي والضوابط الوقائية والإجراءات المستقبلية الخاصة بالمرونة، مما يسهم في مواجهة التأثيرات المحتملة لعوامل التغير المناخي على أعمال الهيئة وعملياتها التشغيلية.
الأمن السيبراني
يساهم الأمن السيبراني في تعزيز دور عمليات وخدمات الهيئة وتنفيذ حلول مبتكرة لتلبية احتياجات قطاعي الطاقة والمياه. ويعزز من مرونتها ويعمل على حماية أمن الشبكة ومن هذا المنطلق تتبنى الهيئة منهجاً متكاملاً للأمن السيبراني يتضمن سلسلة كاملة من أنماط الدفاع الوقائية والاستباقية والتنبؤية، لضمان استمرارية العمل والتعافي السريع من الحوادث، والحفاظ على أمن البيانات، وتعمل الهيئة على إعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية من خلال “ديوا الرقمية”، والتي ترتكز على أربعة محاور: إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية، وتشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين مبتكرة، والتوسع في استخدام حلول الذكاء الاصطناعي، وتوفير خدمات رقمية تخدم المدن المستدامة الذكية مع ضمان أمنها واستمراريتها في الفضاء الرقمي السيبراني.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

إغلاق آخر محطات توليد الكهرباء بالفحم في بريطانيا.. رسميًا

مقالات مشابهة مزيج توليد الكهرباء في الخليج العربي.. كيف تغيّرت الخريطة خلال 2023؟

‏ساعة واحدة مضت

التحديث.. كيفية تجديد الهوية الوطنية إلكترونيا عبر منصة أبشر بخطوات سهلة

‏ساعة واحدة مضت

وزارة المالية تتوقع عجز ميزانية السعودية في 2025 بنسبة 2.3 من الناتج المحلي

‏ساعتين مضت

“من هنآ” مقدمة عن نصر ال6 من أكتوبر للإذاعة المدرسية كاملة

‏ساعتين مضت

تحويل الزيارة: الي إقامة وتعرف على الخطوات و الشروط الخدمة بالسعودية

‏ساعتين مضت

جدول مباريات اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 والقنوات الناقلة لها

‏ساعتين مضت

تُسدل بريطانيا الستار على آخر محطات توليد الكهرباء بالفحم رسميًا، في خطوة تدعم مستهدفات الحكومة للحدّ من الانبعاثات الكربونية في السنوات المقبلة.

ومع إغلاق المحطة اليوم (الإثنين 30 سبتمبر/أيلول 2024)، تعدّ بريطانيا أول دولة عضوة بمجموعة الدول الـ7 الكبار التي تُقدِم على هذه الخطوة.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اعتمدت بريطانيا طيلة الـ140 عامًا الماضية على الفحم مصدرًا رئيسًا لتوليد الكهرباء بمحطة “راتكليف أون سور” الواقعة بمدينة ميدلاند البريطانية.

وأعلنت حكومة بريطانيا -عام 2015- خطط لإغلاق محطات الكهرباء العاملة بالفحم، بجزء من تدابير عدّة لتحقيق مستهدفات الحياد الكربوني في البلاد.

استحواذ الفحم

تراجعت نسبة توليد الكهرباء بالفحم في بريطانيا خلال العام الماضي (2023) إلى ما يقارب 1%، مقارنة بـ30% في عام 2015، حسبما نقلت رويترز.

وقالت رئيسة أمانة تحالف باورينغ باست كول (Powering Past Coal) جوليا سكوروبسكا، إن بريطانيا أثبتت قدرتها على التخلص التدريجي من محطات الكهرباء العاملة بالفحم بوتيرة سريعة.

ويضم تحالف “باورينغ باست كول” ممثلي ما يقارب 60 حكومة على مستوى العالم، تستهدف إنهاء توليد الكهرباء بالفحم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

جانب من الفحم المستخرج في بريطانيا – الصورة من موقع gmanetwork

وساعدت الخطوات التي تبنّتها الحكومة البريطانية لتقليص توليد الكهرباء بالفحم في خفض الانبعاثات الكربونية، لتتراجع بما يزيد عن 50% منذ عام 1990.

واتصالًا بهذه التطورات الإيجابية، تستهدف المملكة المتحدة تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مع التركيز على خفض الانبعاثات الكربونية بقطاع الكهرباء بحلول عام 2030.

وتتطلب هذه الخطوة دفعة قوية في مشروعات توليد الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

التزامات اتفاقية باريس

قال وزير الطاقة، مايكل شانكس، إن عصر الاعتماد على توليد الكهرباء بالفحم في بريطانيا قد يكون انتهى، مضيفًا أن البلاد ستشهد عهدًا جديدًا من التوسع في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، حسبما أفاد في بيان صحفي.

وتراجعت معدلات توليد الكهرباء بالفحم في بريطانيا منذ عام (1990)، قبل استقرارها في عام 2012، مستحوذة على نسبة 39% من القدرات الإجمالية للبلاد، وفق إحصاءات صادرة عن مؤسسة الأبحاث البريطانية “إمبر Ember” طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذه الأثناء، يطلق قطاع الطاقة انبعاثات كربونية بما يقارب 75% من إجمالي نسبتها عالميًا، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع الطاقة البريطاني.

برج كهرباء في مدينة ويلينغبرو البريطانية – الصورة من رويترز

وأكد العلماء أهمية الحدّ من الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري لتحقيق مستهدفات اتفاقية باريس للتصدي لظاهرة التغير المناخي.

ودعمًا لذلك، وافقت مجموعة الدول الصناعية الـ7 (G7) -خلال شهر أبريل/نيسان الماضي- على إنهاء الاعتماد على الكهرباء المولدة بالفحم، خلال النصف الأول من العقد المقبل.

وأتاح قرار المجموعة المساحة للاقتصادات كثيفة الاستهلاك للفحم، ما أثار انتقادات الكثير من الجمعيات الصديقة للبيئة.

وأكدت الباحثة في “غلوبال إنرجي” مونيتور كريستين شيرير أهمية تنفيذ العديد من التدابير لضمان تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني بحلول عام 2035، وإمكان تقديمها إلى عام 2030 خاصة لـ”أميركا وألمانيا واليابان”.

ويستأثر الفحم بما يزيد عن 25% من إجمالي قدرات توليد الكهرباء في ألمانيا، في حين يستحوذ على 30% في اليابان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • السواحة يجتمع بمسؤولي غرفة التجارة الأمريكية لتعزيز الشراكة الاستثمارية التقنية بين البلدين
  • توقيع اتفاقية لتمويل تجهيزات مركز الطاقة المتجددة بـ"جامعة التقنية"
  • "الكهرباء": قريبًاً الإعلان عن المستهدفات الجديدة لتحديث استراتيجية 2040
  • بدء بناء أطول خط ربط بحري لنقل الكهرباء في بريطانيا
  • إغلاق آخر محطات توليد الكهرباء بالفحم في بريطانيا.. رسميًا
  • وزير الكهرباء والمياه يتفقد الأضرار الناجمة عن العدوان الصهيوني على محطتي الحالي ورأس كتيب بالحديدة
  • مسؤول سوداني يعلن عن مباحثات مع شركة كهرباء روسية حول مشروع ضخم
  • “هيئة الطرق”: إنجاز عددٍ من مشاريع الصيانة في الباحة لتعزيز ورفع جودة وسلامة الطرق
  • إيران.. عجز الكهرباء يصل إلى 18 ألف ميغاواط خلال 2024
  • الهيئة الإنجيلية تنظم ورشة عمل لتعزيز الحقوق الصحية لذوى الإعاقة