معركة إسطنبول الانتخابية.. على ماذا يتنافس المرشحون؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
إسطنبول– يتّفق الساسة والمراقبون في تركيا على أن الانتخابات المحلية القادمة نهاية مارس/آذار المقبل، لا تقل أهمية عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، والتي وصفت بأنها المعركة الديمقراطية الأصعب في تاريخ البلاد الحديث؛ وخاصة على حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ أكثر من عقدين.
وتنبع أهمية الانتخابات المحلية من أن نتائجها أصبحت مؤشرا، وأحيانا كثيرة محددا للانتخابات العامة.
في إطار ذلك، يرى خبراء أن الانتخابات المحلية القادمة يمكن وصفها بأنها معركة استعادة إسطنبول خاصة، وأنقرة أيضا بالنسبة للحزب الحاكم وخاصة زعيمه الرئيس رجب طيب أردوغان الذي بدأ طريق السياسية من تلك الولاية الصاخبة.
في الجانب الآخر، تعد المحافظة على المدينتين من قبل المعارضة هدفا بالغ الأهمية بالنسبة لها، لما تتضمنه من تعويض لشيء من الخسارة الأخيرة، فعلى ماذا سيتنافس المتنافسون؛ وكيف سيكون شكل ذلك التنافس؟
مراد كوروم وزير البيئة التركي السابق ومرشح حزب العدالة والتنمية لبلدية إسطنبول (الفرنسية) الشخصية وغياب الإجماعوفي هذا السياق يرى الصحفي والمحلل السياسي جونجور يافوز أصلان، أن الانتخابات في إسطنبول وشكل سيرها يحمل روح وشكل الانتخابات في عموم البلاد، ويعبر عنها بشكل كبير، ويتفق أصلان مع الخبراء في أهمية الانتخابات المحلية وحساسيتها العالية؛ وخاصة من زاوية استعادة إسطنبول.
ويقول أصلان متحدثا للجزيرة نت: "أمام هذه الأهمية، عمل الحزب الحاكم على اختيار اسم مرشحه لإسطنبول بشكل دقيق، ووفق دراسات معمقة، فشخصية المرشح وسيرته الذاتية مهمة ومهمة جدا".
وواصل المحلل التركي: "كل العيون تتجه نحو إسطنبول ومستقبلها، وتقديم الحزب الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية لمراد كوروم -نائب برلماني حالي- مرشحا لانتخابات بلدية إسطنبول الكبرى خطوة مهمة".
ويرجع الصحفي جونجور، أهمية اختيار كوروم؛ لكونه وزيرا سابقا، وصاحب تجربة ناجحة، وله حضور وقبول قوي جماهيريا، والأهم أنه شخصية حيوية وشابة ومقبولة من قبل الشريحة الانتخابية المتنوعة في إسطنبول.
وسابقا، أكد حزب الشعب الجمهوري المعارض نيته دخول انتخابات إسطنبول عبر تجديد ترشيحه لرئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو، بينما أعلن حليفه حزب الجيد، ثاني أحزاب المعارضة (الطاولة السداسية)، أنه سيدخل الانتخابات المحلية القادمة بشكل منفصل ودون تحالفات.
وفي هذا الصدد، يقول الصحفي والكاتب التركي الشهير عبد القادر سلفي إن "المعارضة أو المرشح الحالي فقد أهم النقاط وهي إجماع المعارضة ودعمها لمرشح واحد كما حدث عام 2019".
عوامل وطنيةوتابع سلفي للجزيرة نت: "رغم جهد المعارضة إلا إنها لم تستطع تجميع قواها خلف مرشح واحد، ورغم أن الوقت أصبح متأخرا إلا أن هناك جهودا لا تزال تبذل في إطار ذلك".
وبعد شخصية المرشح وسجله العملي، يؤكد سلفي أن القضايا الوطنية والقومية ستكون حاضرة بقوة في الانتخابات المحلية خاصة في ظل أعمال "الإرهاب" المتصاعدة على حدود البلاد.
من جهة أخرى، يعتقد المحلل والصحفي جونجور يافوز أصلان، أن "أسماء المرشحين للبلديات الفرعية في إسطنبول وكذلك في العاصمة أنقرة ستلعب دورا مهما في نتائج وشكل انتخابات البلديات الكبرى". وبيّن أصلان أن نتائج ومخرجات الانتخابات العامة الأخيرة ستكون مؤشرا مهما، ونقطة درست وستدرس في إطار السعي للفوز من قبل الأطراف جميعا.
وتابع: "تركيا من الدول التي تشهد نسبة عالية جدا من المشاركة في الانتخابات، لذلك فهم الجمهور واحتياجاته وتلبية تطلعاته، ومراعاة تنوعه وتقسيماته خاصة في مدينة كإسطنبول التي تعبر عن 20% من الخزان والمزاج الانتخابي في البلاد، ونسبة المشاركة، ستلعب دورا مهما في تحديد نتائج هذه الانتخابات".
ويعتقد أصلان أن المعارضة غير الموحدة، ومرشحها الذي خسر جزءا من شعبيته وحضوره من خلال تجربته السابقة كرئيس لبلدية إسطنبول (2019-2024)، أقل جاهزية وحظا للفوز، خاصة أمام مرشح تم اختياره بشكل دقيق ووفق معايير واعتبارات مهمة.
مميزات خاصة
بدوره يعتقد الكاتب سلفي أن الانتخابات المحلية، وإن تشاركت مع الانتخابات العامة في الأهمية، إلا أنها انتخابات لها شكلها وملفاتها الخاصة. وبرأيه، فإن "المشاريع، والخدمات، وحل المشاكل من أهم مظاهر المنافسة، وعلى رأس اهتمامات الناخب، وهذه اللغة يجيدها الحزب الحاكم في ظل مرشحه صاحب التجربة والنجاحات؛ وزير البيئة والعمران السابق، وكذلك الاقتصاد والظروف المعيشية ستكون جزءا من ملفات المنافسة".
ووفقا لعدد من الخبراء والباحثين الأتراك، بالإضافة للخدمات الحياتية والازدحام، فإن ملف زلزال إسطنبول الكبير والاستعداد له، ومشاريع التحول الحضاري، ستكون من الملفات الأولى للمنافسة بين المرشحين، حيث منذ سنوات يجري الحديث عن زلزال كبير متوقع قد يضرب الولاية التاريخية في أي وقت، وقد زاد الحديث والتخوف منه بشكل كبير بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد مطلع العام الماضي.
ويؤكد الخبراء أن الزلزال أصبح كابوسا يطارد أفكار سكان إسطنبول، وأن شخصية مرشح الحزب الحاكم وتجربته النوعية السابقة في مشاريع التحول الحضاري والعمران، تجعله أوفر حظا في هذا المجال وفي مجال حل مشكلة الازدحام في المدينة؛ خاصة إذا ما تم مقارنة ذلك بمنجزات الرئيس الحالي؛ والتي توصف بالمتواضعة ودون مستوى مدينة عالمية كإسطنبول.
يذكر أن بلدية إسطنبول الكبرى بقيت تحت سيطرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأحزاب قادها أو كان جزءا من قيادتها منذ 25 عاما تقريبا، ويوليها الرئيس التركي مكانة مهمة في حياته السياسية والاجتماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الانتخابات المحلیة أن الانتخابات الحزب الحاکم
إقرأ أيضاً:
عشرات القتلى وفوضى في موزمبيق على خلفية الطعن بالانتخابات الرئاسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمكن ما يزيد عن 1500 شخص من الفرار من أكبر سجن في موزمبيق على خلفية الاضطرابات في البلاد، إلى جانب مقتل وإصابة العشرات في الاشتباكات مع الشرطة، بحسب ما ذكرت قناة "روسيا اليوم".
وأوردت وكالة "فرانس برس" عن قائد الشرطة في موزمبيق قوله إن 1534 سجينا فروا من سجن ذي النظام المشدد على بعد 15 كيلومترا عن العاصمة مابوتو عقب تمرد أدي إلي الفوضى والاضطرابات داخل السجن.
وخلال محاولة الفرار قتل 33 شخصا وأصيب 15 آخرون بجروح في مواجهات مع الشرطة.
وأطلقت القوات الأمنية بدعم من الجيش عملية للبحث عن الفارين من السجن، ونجحت في القبض على حوالي 150 شخصا ممن فروا من السجن.
ولفت قائد الشرطة إلى أن ما يقرب من 30 سجينا كانوا على صلة بالجماعات المسلحة الناشطة في محافظة كابو ديلغادو بشمال البلاد، والمسؤولة على الهجمات وأعمال الشغب هناك.
وقبل ذلك تحدثت وسائل الإعلام المحلية عن فرار "الآلاف" من السجناء من السجن جراء الاضطرابات.
يشار إلي أن موزمبيق تشهد موجة من العنف في أعقاب الانتخابات التي عقدت في البلاد في أكتوبر الماضي، والتي تم الإعلان عن فوز مرشح حزب "فريليمو" الحاكم دانييل شابو فيها.
ورفض مرشح المعارضة فينانسيو موندلاني الاعتراف بنتائج الانتخابات وطالب أنصاره بالاحتجاج، رغم تأكيد المحكمة الدستورية لفوز شابو.