زوجة ماكرون متحولة جنسيًا .. حقيقة أم إشاعة؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
تواصل وسائل الإعلام الفرنسية مساعيها وجهودها لإثبات "شذوذ" زوجة الرئيس الفرنسي، بريجيت ماكرون، وبأنها ولدت بالأصل ذكرًا قبل أن تتحول لـ "أنثى".
وبدأت مواقع إخبارية تداول صورة قديمة قيل بأنها التقطت لـ بريجيت حين كانت تبلغ من العمر 10 أعوام، لكنها كشفت عن مفاجأة صادمة بأنها كانت "ذكرًا" بملابس صبيانية، واسمها الأصلي هو "جان ميشيل".
وتحت عنوان "فضيحة زوجة إيمانويل ماكرون"، نشر موقع فرنسي تقريرًا جاء فيه:
ولدت "بريجيت" زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رجلًا وتتظاهر بأنها أخته الكبرى المتوفاة، وأشارت إلى أن بريجيت بالفعل كانت أكبر من ماكرون بـ 24 عامًا، عندما بدآ بالخروج عندما كان ماكرون في الخامسة عشرة من عمره، لكن في الواقع كانت بريجيت أكبر من ماكرون بأكثر من 30 عامًا.
وذكرت الصحيفة أنه في عام 1977، تمت مقابلة امرأة متحولة جنسيًا تطلق على نفسها اسم فيرونيك على شاشة التلفزيون، وأتثبتت المقارنة الصوتية بين صوتها وصوت المقابلة الأخيرة مع بريجيت ماكرون تبين بأنها نفس الشخص.
وذكرت الصحيفة أن بإمكان للجميع رؤية ذلك من خلال الاستماع إلى تجاور الصوتين: والدليل هنا في فيديو 1دقيقة 27، في الفصل 14.(للاستماع للصوت يرجى النقر هنا)
وذكرت الصحيفة إلى أن لـ ميشيل ترونيو، المولود عام 1945، أخت ولدت عام 1953، لكنها توفيت صغيرة في أوائل عام 1961، ليجسد جان ميشيل هوية أخته التي لم يعلن عن وفاتها، أو تم محوها.
ومنذ عام 1984 وحتى اليوم، استخدم جان ميشيل هوية أخته المفقودة، وبالتالي حصل على شهادة ميلادها، وبطاقة هويتها، ورقم الضمان الاجتماعي الخاص بها، وما إلى ذلك.
ماذا عن زواج بريجيت ماكرون الأول من أندريه لويس أوزري عام 1974؟أجابت الصحيفة بالقول: "إنها حقيقية وخيالية. خيالي لأن العروس متوفاة والعريس خيالي، حقيقي لأنه تم تسجيله في السجل المدني دون التحقق من الهويات.
ووفقًا لويكيبيديا، تزوَّجت بريجيت في المرة الأولى في 22 يونيو 1974 من الموظف البنكي «أندري- لويس أوزري» وكانت تبلغ من العمر 21 سنة، وأنجبت منه ثلاثة أطفال (سيباستيان مواليد 1975؛ لورانس مواليد 1977؛ تيفين مواليد 1984). أقامت العائلة في بلدة صغيرة حتى عام 1991 ثم انتقلوا للعيش في أميان.
في المقابل، انشغلت بعد الصحف الفرنسية في الدفاع عن ماكرون وزوجته، مؤكدين بأن ما يتم تداوله على مستوى العالم مجرد "إشاعات" مصدرها روسيا التي تنتهج "رُهاب المثلية" في إدارتها للدولة، وبأن الهجوم على فرنسا انطلق لأنها "دولة ليبرالية متحررة". (حسب قولها)
برجيت ماكرون تقاضي جهات إعلامية روّجت بأنها ذكروكانت برجيت ماكرون قد أعلنت في 2021 عن نيّتها مقاضاة جهات إعلامية روّجت لإشاعة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أنها ولدت "ذكرًا" ثم تحولت لـ"أنثى”.
وكشفت مصادر مُقربة من السيدة الأولى في فرنسا بأنها ستقاضي مروجي شائعة تحولها جنسيًا من ذكر لأنثى، مستنكرة حملة "أكاذيب وشائعات" موجهة ضدها.
وبدأ الجدل في الشارع الفرنسي حين نشرت مجلة يمينية متطرفة في سبتمبر الماضي تقريرًا جاء في بأن زوجة "إيمانويل ماكرون" البالغة من العمر 68 عامًا هي امرأة متحولة جنسيًا ولدت تحت اسم "جان ميشيل تروجنو”.
كما ذكرت مجلة Faits et Documents بأنها توصلت الى هذه المعلومات بعد 3 سنوات من التقصي الدقيق، وبأنها ليست الأم الحقيقة لأطفالها الأربعة: لوراس وتيفاني وجوردان وسيباستيان الذين يحملن لقب والدهم "أزوزيار".
وبعد نشر المقال، دشن رواد موقع التدوين "تويتر" وسم jeanMichelTrogneux#، في إشارة الى اسمها "بريجيت" الأصلي للمطالبة بكشف الحقيقة.
كما بدأ المغردون بتداول صور "بريجيت" وتحليل حركاتها لإثبات النظرية وبأنها متحولة جنسيًا بالفعل.
ولكن في 10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أجرت "ناتاشا ري"، الصحفية التي كتبت القصة، مقابلة لمدة أربع ساعات حول تحول "بريجيت" جنسيًا ونشرتها على Youtube وحصدت ما يقرب من 500000 مشاهدة قبل إزالة التقرير.
وبعدها نشرت العديد من المواقع وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي الإشاعة، بمن فيهم العديد من المرتبطين باليمين المتطرف والمناهضين للتطعيم وحركة السترات الصفراء وحركة نظرية المؤامرة QAnon، التي تدعي أن الولايات المتحدة تحكمها عبادة الشيطان للأطفال.
من جهته قال محامي ماكرون، جان إينوتشي، إنه سيكون هناك "إجراء قانوني" ضد المحرضين على مزاعم التشهير: "قررنا الشروع في إجراءات الدعوى القضائية، وهي جارية".
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: بريجيت ماكرون ايمانويل ماكرون فرنسا متحول جنسي متحولة جنسي ا متحولة جنسی ا
إقرأ أيضاً:
ماكرون دون مظلة؟!
كثيراً ما كان يطمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منذ استلامه الحكم منتصف العام 2017، أن يضع بلاده على خارطة الدول المؤثرة في المشهد العالمي، على شاكلة الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين، غير أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن.
صحيح أن فرنسا تعتبر من اللاعبين الدوليين الكبار وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، لكن تأثيرها السياسي والعسكري يأتي في مرتبة متأخرة لا تمكنها من صناعة السلام العالمي أو حتى قيادة أوروبا وحلف «الناتو» بديلاً عن غياب أو تراجع أميركي في لعب هذا الدور.
منذ ولايته الرئاسية الأولى، حاول ماكرون جاهداً قيادة القاطرة الأوروبية ولعب دور سياسي وعسكري أكبر من الذي تلعبه ألمانيا القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، وملء الفراغ الذي أحدثه انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حزيران 2016.
في أيلول 2018 وخلال خطاب ألقاه في باريس، دعا ماكرون إلى إنشاء جيش أوروبي موحد، رداً على تصريحات نظيره الأميركي ترامب، التي قال فيها: إن بلاده لا يمكنها حماية أوروبا مجاناً وإن على الأخيرة حماية نفسها بأموالها وليس بالمال الأميركي.
منذ ذلك التاريخ وحتى هذه اللحظة، لم تتمكن فرنسا من إنشاء جيش أوروبي موحد، والسبب أن الأولى غير قادرة على ممارسة دور القيادة في ظل إمكانيات سياسية واقتصادية صعبة، إذ إن توفر هذا الدور يتطلب أولاً إرادة سياسية فرنسية موحدة وهذا لم يحصل، وثانياً إنفاق الكثير من المليارات على تطوير الأسلحة والقدرات العسكرية الفرنسية والأوروبية وهذا أيضاً متطلب غير ناضج بعد.
ثم إن الحرب الروسية على أوكرانيا منذ ثلاثة أعوام، كشفت هشاشة الاتحاد الأوروبي على المستويَين السياسي والعسكري، إذ لم تتمكن الدول الأوروبية من إرسال العتاد العسكري الكافي لأوكرانيا حتى تقيها شر الحرب، ولولا الدعم الأميركي لكانت كييف محتلة من جانب روسيا.
حرب أوكرانيا أثبتت أن أوروبا غير قادرة الاعتماد على نفسها في مواجهة أي مخاطر وتهديدات كبرى، وأنها بحاجة فعلاً إلى المظلة الأمنية الأميركية التي ظلت تدعمها منذ الحرب العالمية الثانية وحتى هذه اللحظة، لكن ثمة تغيرات كبرى تحدث في هذا المربع من العالم.
حرب أوكرانيا أثبتت أن أوروبا غير قادرة الاعتماد على نفسها في مواجهة أي مخاطر وتهديدات كبرى
ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، ظل «يتحركش» بأوروبا ويهددها حتى يقبض ثمن الحماية التي يؤمنها لها، وماكرون اكتفى بالكلام والتوعد ولم يحدث أن وضعت فرنسا خطة متكاملة لقيادة أوروبا، سواء عبر بناء جيش موحد أو حتى توحيد الجهود لتمكين التحالف العسكري بين دول «الناتو».
لم تكن تصريحات ماكرون الأخيرة بشأن استخدام المظلة النووية الفرنسية لحماية أوروبا جديدة، إذ سبق له أن تحدث في هذا الموضوع مرات كثيرة، وحديثه الأخير يبدو أنه موجه للاستهلاك الإعلامي والغرض منه تلميع صورته أمام الرأي العام الفرنسي، وخارجياً القول: إن هناك رجلاً قوياً يمكنه الوقوف أمام روسيا وحضورها في أوروبا وعقيدتها النووية.
من الصعب على باريس؛ إذا غابت واشنطن عسكرياً عن أوروبا، أن تقوم بدور «سوبرمان» والتلويح بالسلاح النووي ضد روسيا، والسبب أنها أولاً: تمتلك حوالى 290 رأساً نووياً مقارنة بترسانة روسيّة تفوقها عدداً بعشرات المرات، حوالى 6375 رأساً نووياً.
ثانياً: يمكن القول، إن فرنسا تركز على الردع النووي وحماية حلفائها في العمق الجغرافي الأوروبي، بينما تستخدم روسيا سلاحها النووي جزءاً من إستراتيجيتها العسكرية لحماية مصالحها والتلويح بالسلاح للتأثير في المشهد العالمي.
ثالثاً: هناك فرق كبير بين القوتين الروسية والفرنسية لصالح الأولى، وعلى الرغم من تأثيرات الحرب على الاقتصاد الروسي، إلا أن روسيا ماضية بقوة في تحديث وبناء أسلحتها، ونلحظ أنها تُنوّع من إدخال طائرات جديدة وأخرى مُسيّرة وصواريخ باليستية قصيرة وطويلة المدى إلى ترسانتها العسكرية حتى تلبي احتياجاتها الإستراتيجية والأمنية.
النتيجة أن أوروبا دون أمريكا لن تكون قادرة على حماية مصالحها الإستراتيجية بالطريقة المطلوبة
النتيجة أن أوروبا دون أمريكا لن تكون قادرة على حماية مصالحها الإستراتيجية بالطريقة المطلوبة، وإن حاول الرئيس الفرنسي دفع نظرائه الأوروبيين إلى الاعتماد على أنفسهم، فإن ما ينقص أوروبا هو الإرادة السياسية للمضي في وحدة حال حقيقية تؤدي في النهاية إلى إحداث فرق جوهري في القوة العسكرية.
ماكرون يُذكّر الاتحاد الأوروبي كثيراً أن عليه الاعتماد على نفسه، ويُذكّر نفسه هو الآخر أن عليه التقدم خطوات للأمام حتى يحقق الأمن والسلام لأوروبا، وفي نفس الوقت يبقي الباب مفتوحاً للترحيب بالحليف الإستراتيجي الأميركي حتى يظل حامي أوروبا.
أخيراً مهما تحدثت أوروبا وماكرون عن بداية عهد جديد للتعاون الأوروبي، تظل أوروبا بحاجة إلى الولايات المتحدة حتى تدعمها في مواجهة التحديات والمخاطر الأمنية في الفضاء الأوروبي والعالمي، وتدرك أن عليها مغازلة ترامب ودفع الكثير حتى يصل الجميع إلى نقطة التلاقي.
(نقلا عن صحيفة الأيام الفلسطينية)