مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وتعثر مفاوضات الهدنة والتهديد الإسرائيلي باجتياح رفح، ومحاولة العدو فصل غزة عن لبنان واستمراره بالعدوان على جنوب لبنان، ترددت معلومات عن أن هناك حراكاً أميركيا جديداً تجاه لبنان مرتقباً في الأيام المقبلة بهدف إعادة البحث في ترتيب الوضع في جنوب لبنان وإعادة التهدئة.

  إلى ذلك، تفتتح "الخماسية" جولاتها الاثنين من عين التينة بزيارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يلتقي سفراء اللجنة الخماسية أيضاً وتباعاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، العماد ميشال عون ورئيس "حزب القوات اللبنانية"سمير جعجع والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.   وتشير المصادر نفسها إلى أن الجولة لا تعني مطلقاً أن السفراء يحملون مبادرة أو أفكاراً جديدة، إنما تهدف إلى دفع المكوّنات السياسية قدما نحو انتخاب رئيس، وسيناقش السفراء مع المعنيين ما تضمنته مبادرة "كتلة الاعتدال" وكيفية البناء عليها لجهة التشاور، خاصة وأن الأجواء كلها تؤكد أن الدول المعنية بلبنان تشجع على الحوار الداخلي، وهي ليست في وارد الدعوة إلى حوار لبناني في إحدى العواصم العربية أو الأوروبية في الوقت الراهن.   وتقول أوساط سياسية إنّ "الخماسية" لن تستثني حزب الله من جولتها، لكن سفيري السعودية والولايات المتحدة سيغيبان عن اللقاء، لاعتبارات سياسية معروفة فلا تواصل أميركياً بالمباشر مع حزب الله إنما عبر الرئيس بري، أما السفير السعودي وليد البخاري، ورغم إعادة توطيد العلاقات بين بلاده وإيران، إلا أن الأمر لن ينعكس على علاقة المملكة بحزب الله التي لا تزال على حالها.   وبعد دعوة رئيس "التيار الوطني الحر"النائب جبران باسيل  بكركي للقيام بمبادرة تجاه دعوة الأقطاب المسيحيين إلى حوار برعاية البطريرك الماروني، ترددت معلومات أن الصرح البطريركي جمع في الأيام الماضية ممثلين عن "التيار "وحزب "القوات" و"مشروع وطن الانسان" وحزب "الكتائب" فيما غاب ممثل "تيار المردة".   ولم يعلم بعد ما إذا كان راعي أبرشيّة أنطلياس المارونية المطران أنطوان أبو نجم قد وجه دعوة إليه للمشاركة، في حين أشارت المعلومات إلى أن اللقاء لم ينته إلى أي جديد، إنما اقتصر على البحث في أهمية تعزيز الدور المسيحي، وضرورة التفاهم من أجل إنهاء الفراغ الرئاسي بناء على الورقة التي أعدها المطران أبو نجم.     المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رمضان محطة هدى وبلوغ تقوى

دينا الرميمة

بعد غياب دام عاماً، مجدّدًا عاد الضيف الكريم كعادته، وما بين مغادرته وعودته مررنا بالكثير من الأحداث التي أتخمت قلوبنا بالمآسي، لا سِـيَّـما ونحن في صراع دائم مع قوى الشر التي لا تزال تمعن وتتفن في إيذائنا بحروب عسكرية سواء علينا كشعب يمني أَو على أهلنا في غزة وفلسطين وسائر أرضنا العربية، أَو بحربهم الناعمة علينا كأمة إسلامية، لا شك أن الكثير تأثر بها وتلوثت عقولهم، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن حال صحائفنا كيف أصبحت بعد أن عزمنا في رمضان السابق أن نملأها بصالح الأعمال وحاولنا جاهدين ألَّا نلوثها بسيء الفعل، إلَّا أننا بلا شك ندرك أننا مقصّرون.

لكن معية الله لا تزال تهدينا الفرص السانحات منها شهر رمضان يحل علينا ضيفاً كريماً حاملاً عطايا من الرحمن تضاعف الأجور وتستجاب فيها الدعوات، التي تجنبنا العقوبة الإلهية، وتمحي الزلل وتغير حياتنا إلى الأفضل، ولا ينالها إلا من أحسن استقباله فيدخل في ضيافة الرحمن.

فشهر رمضان له طقوسه التي تميزه عن بقية الشهور، كونه شهرًا أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، أي أنه معيار للحق والباطل، وهو شهرُ الإحسان، وشهرُ الرضوان شهر الجهاد، شهر توبة وتسامح تُفتح فيه أبواب الجنان، منها باب يدخل منه الصائمون يسمى الريان، هو شهر تُغلق أبواب النيران، ويُصفد فيه كُـلّ شيطان، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر!!

بالتالي مخطئ من يعتقد أن الاستعداد لرمضان يكون بتوفير متطلبات البطن الجائعة من أكل وشرب ومتطلبات القلوب الغافلة بما تعده لها قنوات التلفزة من مسلسلات وبرامج للترفيه عن النفس كما يحسبون، فيقضون نهاره نياماً وليله بإشباع البطن والنفس بشهواتها، وهنا يفوتهم ما لهذا الشهر من عظيم الخير وفرص الغفران.

إنما لكي نحسن استقبال وإكرام هذا الشهر علينا أن ننظر إلى معنى ما يحمله معه من فريضة اختصها الرحمن من بين الفرائض لنفسه فقال بحديث قدسي: «كل عمل ابن أدم له إلا الصوم فَــإنَّه لي وأنا أجزي به».

وإذا ما تأمَّلنا في معنى الصوم من حَيثُ نَظَرنا إليه، هو عتقُ النَّفسِ الإنسانيةِ مِن كُـلّ رِقٍّ: من رِقِّ الحَياةِ ومَطالِبِها، ومن رِقِّ الأبدانِ وحاجاتِها في مَآكِلِها ومَشارِبِها، من رِقِّ النَّفسِ وشهواتِها، ومن رِقِ العُقول ونوازِعِها، ومن رِقِ المخاوِفِ حاضِرِها وغائبِها.

وهنا يكون استقباله كما ذكر السيد عبدالملك -سلام الله عليه- بالاستعداد النفسي والذهني للإقبال على هذا الشهر، وأن لا نتأثر بالحالة الروتينية الاعتيادية، فنستقبله بمتطلبات الروح العطشى للهدى والمثقلة بالهموم، علها تحظى برضا ربها وتصل لمرحلة التقوى غاية الله من هذه الفريضة.

وفي هذا يقول الإمام علي -عليه السلام- “صيام القلب عن الفكر في الآثام أفضل من صيام البطن عن الطعام”.

علينا أن نعقدها توبة نصوح ونحاسب أنفسنا عن كُـلّ مظلمة وكلّ معصية ونسعى لإصلاح مكامن الخلل في أنفسنا وكبح جماح شهواتها التي تسلبها زكاءها وتضيع الوقت، فنكون في حالة جهاد دائم، ويكون صيامنا صوم البطن والجوارح معاً نستشعر فيه المعنى الحقيقي للصوم، نحافظ على الصلاة المفروضة، ونكثر من النوافل التي تزيد من رصيد الحسنات، ونحيي مساجد الله بالصلاة والذكر وقراءة القرآن بتدبر وخشوع، لا بكم ما نختم، إنما نقف على آياته آخذين منها العبرة، مستلهمين منها مواقع الزلل ومواضع الطمأنينة وما يضاعف الأجور، أيضاً حفظ اللسان وإشغاله بالذكر والدعاء.

وتحسس الأعمال التي تخلق التقوى بالإحسان إلى أنفسنا بما يكرمها عند ربها والإحسان إلى من حولنا، والتنقيب عن المحتاجين والأسر المتعففة، لا سيَّما في يمننا الحبيب الذي أنهكته الحرب والحصار وسلبت الكثير أحبائهم ومنازلهم وأرزاقهم وفيها الكثير ممن يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، أَيْـضًا إخراج الزكاة المفروضة التي تطهر النفس والمال وهي ركن من أركان الإسلام.

هنيئاً لأُولئك الصائمين المرابطين بالثغور جهاداً في سبيل الله وذوداً عن دينه وأمته مجسدين سيرة النبي الكريم وغزوة بدر، وهناك حَيثُ هم تجمعت كُـلّ الشعائر في جبهات العزة والكرامة صلاة وصيامًا وجهادًا ببنادقهم التي تسبح في وجه أعداء الله تنكيلًا، هناك على هوى متارسهم، حَيثُ تكمن كُـلّ التقوى فلا ملذات ولا لهو ولا شيء يُغري سوى صوت طلقات الرصاص التي تفجر رؤوس الظالمين، هناك حَيثُ قد لا تسعفهم اللحظات لكسر صيامهم إلا برائحة البارود المنطلق من فوهات بنادقهم.

ومنهم من قد يرحل شهيدًا ليفطر هناك، حَيثُ الحياة الأبدية في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وهذا هو الفوز العظيم.

مقالات مشابهة

  • رمضان محطة هدى وبلوغ تقوى
  • رئيس وزراء الصومال: نثمن دعوة مصر لعقد القمة العربية وندعم حقوق الشعب الفلسطيني
  • جابر استقبل سفراء وبحث مع وفد IFC في سبل مساعدة لبنان
  • رئيس مجلس الوزراء يدعو الشركات الصربية للاستثمار في العراق
  • سلام تسلم دعوة اماراتية للمشاركة في قمّة الاعلام
  • سلام تسلم دعوة اماراتية للمشاركة في قمة الاعلام العربي
  • مصدر برلماني: حراك برلماني لإخراج القوات التركية من العراق
  • في أول محطة خارجية.. رئيس لبنان يزور الرياض
  • حراك نيابي لإصدار قرار يتضمن ثلاثة أبعاد بعد دعوة عبد الله أوجلان لحل حزب العمال - عاجل
  • التطبيع بين لبنان وإسرائيل... مُجرّد حلم أميركيّ