أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تحليلاً جديداً تناول خلاله، بالمعلومات والمؤشرات، قطاع الخدمات، مشيراً إلى أن هناك اعتقادا سائدا بين البعض وهو أن الخدمات قطاع ثانوى لا يخلق الثروة كقطاعى الزراعة والصناعة، لكن فى الحقيقة فإن القطاع الأقدم بين القطاعات الاقتصادية، فقبل اكتشاف الزراعة والثورة الصناعية، كان الأفراد يمارسون خدمات السفر والنقل والضيافة ونقل المعلومات دون دراية بمسمى هذا النشاط، فكانوا يقومون به ولا يطلقون عليه المصطلح الاقتصادى المعروف اليوم بـ«قطاع الخدمات»، وحتى مع اكتشاف الزراعة والصناعة كانت الخدمات جزءًا لا يتجزأ من اكتمال الدورة الاقتصادية لتلك القطاعات، فلولا خدمات النقل والشحن والتخزين والتجارة لما تحققت الاستفادة الحقيقية من المنتجات الزراعية والصناعية، والآن يخطو قطاع الخدمات خطى واسعة فى ظل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حتى أصبح المساهم الأكبر فى الناتج المحلى والتشغيل لجميع الاقتصادات المتقدمة والنامية.

أخبار متعلقة

«المساهم الأكبر في الناتج المحلي الإجمالي».. «معلومات الوزراء»: قطاع الخدمات يشهد نموًا متزايدًا عالميًا ومحليًا

«معلومات الوزراء»: مصر إحدى الدول الواعدة بمجال الهيدروجين الأخضر بما تمتلكه من إمكانات

«معلومات الوزراء» يسلط الضوء على نماذج لقرى مصرية رائدة تتمتع بميزة تنافسية محليًا ودوليًا

وأشار مركز المعلومات فى تحليله إلى أن الخدمات هى «أنشطة غير ملموسة، قد تكون مقترنة بمنتجات مادية، لكن إنتاجها غير ملموس، كخدمات الاتصالات»، ويتميز قطاع الخدمات بتشعب الأنشطة التى تندرج أسفل منها، ومن أمثلتها: تجـارة الجملـة والتجزئـة، والمطاعم والفنـادق، والنقـل واللوجيستيات، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات المالية والمصرفية، والتشييد والبناء والأنشطة العقارية، والتعليم والصحة والتسويق، والأعمال الإدارية والتجارية، والأنشطة الحكومية، والأنشطة الاجتماعية، والأنشطة الترفيهية والثقافية، والخدمات الأمنية، والخدمات المنزلية، كما يذهب البعض لتصنيف الخدمات وفقًا للعديد من المعايير، على حسب الهدف من الخدمة وحجم العمالة بها ونوع المستهلك والمنتج وسبل تسويقها وطبيعة الخدمة.

واستعرض مركز المعلومات الأهمية الاقتصادية لقطاع الخدمات، مشيراً إلى أنها تُعد محركا رئيسيا للاقتصادات المتقدمة والنامية على حد سواء، ويرجع ذلك إلى كونها المساهم الأكبر فى الناتج المحلى الإجمالى بنسبة تجاوزت 60% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، وارتفعت تلك النسبة لأكثر من 70% من الناتج المحلى الإجمالى لاقتصادات الدول مرتفعة الدخل حتى عام 2021. كما يعد قطاع الخدمات بوابة لفرص العمل لحوالى 50% من المشتغلين عالميًّا بناءً على مساهمته المرتفعة فى الناتج المحلى الإجمالى مقابل تراجع نسبة المشتغلين فى قطاع الزراعة وثبات نسبى لقطاع الصناعة، أما على مستوى الاقتصادات فقد ساهم قطاع الخدمات فى توفير فرص عمل فى الاقتصادات منخفضة ومتوسطة الدخل بنسبة 45% عام 2021 كما يُمثل العاملون فى قطاع الخدمات فى الاقتصادات ذات الدخول المرتفعة نحو 75% من إجمالى المشتغلين، وتسهم بنسبة أكبر من 70% من الناتج المحلى الإجمالى لتلك الدول.

وأضاف المركز أن نمو قطاع الخدمات فى اقتصادات الدول لا يعنى تقلص قطاع التصنيع، بل تساهم الخدمات فى التوسع فى التصنيع بفضل الميكنة، فقد أصبحت قطاعات مثل: التأمين والنقل واللوجيستيات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تلعب دورًا فى تعزيز الأداء الصناعى فى ظل اعتبارها مدخلات وسيطة رئيسية.

كما استعرض التحليل النمو المتسارع للتجارة الدولية للخدمات فى الاقتصاد العالمى، مشيرا إلى أن التجارة الدولية للخدمات شهدت قفزة نتيجة للتقدم الهائل فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقدرة العالم على وضع قواعد حاكمة للتجارة فى الخدمات من خلال الاتفاقية العامة للتجارة فى الخدمات (GATS) التى سرى مفعولها منذ بداية عام 1995 فى إطار منظمة التجارة العالمية واتفاقيات التجارة الإقليمية، ومن ملامح الدور الاقتصادى لتجارة الخدمات عالميًّا:

مساهمة تجارة الخدمات فى الناتج المحلى الإجمالى: حيث ارتفعت حصة التجارة الدولية للخدمات من الناتج المحلى الإجمالى العالمى إلى 13.8% عام 2019، مقارنة بنحو 7.9% عام 1996، ثم تراجعت حصة تجارة الخدمات لتصل إلى 11.8% و12.1% فى عامى 2020 و2021 وذلك بفعل تداعيات جائحة كوفيد-19 على أنشطة السفر والنقل والفنادق والمطاعم واللوجيستيات على وجه الخصوص، كما تجاوزت حصة تجارة الخدمات 316% فى دولة لكسمبورج و137% فى أيرلندا عام 2021، وتخطت نسبة 30% فى العديد من الدول النامية.

وارتفعت حصة صادرات الخدمات فى التجارة العالمية، حيث تستحوذ صادرات الخدمات على خمس التجارة العالمية، ووصلت قيمة صادرات الخدمات إلى نحو 6 تريليونات دولار مقابل 24 تريليون دولار قيمة صادرات السلع عام 2021، ومن المتوقع أن تتزايد نسبتها من التجارة بشكل مطرد فى المستقبل القريب، نظرًا لإدخال تكنولوجيات نقل جديدة (مثل الخدمات المصرفية الإلكترونية أو خدمات الصحة عن بُعد أو التعليم عن بُعد).

وتناول مركز المعلومات فى تحليله أوضاع قطاع الخدمات فى مصر، موضحاً أن قطاع الخدمات يشهد نموًّا متزايدًا فى الاقتصاد المصرى ليتجاوز نسبة 50% من الناتج المحلى الإجمالى، إذ وصلت قيمته إلى أكثر من 200 مليار دولار فى عام 2021 مقابل 101 مليار دولار فى العام 2010، أى تضاعف قيمة قطاع الخدمات خلال العقد الماضى، وقد انعكس حجم قطاع الخدمات على أداء الميزان التجارى للخدمات الذى يتميز بتحقيق فائض لصالح مصر على عكس الميزان التجارى السلعى، مدفوعًا بارتفاع حصيلة إيرادات السفر والنقل، على وجه الخصوص، وهو ما يجعل تجارة الخدمات المصرية متقلبة وفقًا لأحوال السفر والنقل العالمى، حيث تراجع فائض ميزان الخدمات فى عام 2020/ 2021، بسبب جائحة كوفيد 19، وبالنظر لهيكل الصادرات الخدمية خلال عام 2021، نجد أن السفر والنقل استحوذا على حوالى 79% من الصادرات الخدمية المصرية، وفى ظل الارتفاع فى قيمة قطاع الخدمات بالاقتصاد المصرى وتنوع قطاعاته، أصبح يمثل مصدرًا لتوليد فرص العمل، حيث أصبح يضم أكثر من 50% من إجمالى المشتغلين فى مصر.

وأشار التحليل إلى وجود العديد من الفرص الكامنة فى العديد من الأنشطة الخدمية التى يمكنها مضاعفة حصيلة صادرات الخدمات المصرية وذلك كالآتى: خدمات النقل البحرى واللوجيستيات: حيث تُعد مصر إحدى الدول التى تلعب دورًا مهمًّا فى خدمات النقل البحرى، بحكم موقعها الجغرافى الفريد من نوعه وامتلاكها ممرًا ملاحيًّا عالميًّا «قناة السويس»، بما يؤهلها لأن تلعب دورًا مهمًّا ورياديًّا فى مجال خدمات النقل البحرى والموانئ واللوجيستيات، ولا سيما فى المنطقة العربية والإفريقية والدول المطلة على البحرين المتوسط والأحمر، خاصة أن مصر تملك موانئ بحرية متنوعة ما بين تخصيصية (38 ميناء) وتجارية (18 ميناء) على البحرين الأحمر والمتوسط.

وكذلك الخدمات المصرفية، حيث أحدث القطاع المصرفى المصرى تقدمًا كبيرًا فى تطبيق مقررات «بازل 1، 2، 3» للرقابة المصرفية بالبنوك العاملة فى مصر، وبالتالى يصبح أمام البنوك المصرية فرص كبيرة للانتشار فى أسواق خارجية عربية وإفريقية، ورفع حصتها فى البنوك الإقليمية والتنموية، وعن خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: أصبح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من القطاعات الدافعة للنمو الاقتصادى فى السنوات الراهنة بمعدل نمو وصل إلى 16.5% فى 2021/ 2022، ونمت قيمة الصادرات الرقمية لتبلغ نحو 4.5 مليار دولار فى 2020/ 2021. لذا من الأهمية بمكان استثمار هذا الإنجاز فى تصدير الخدمات التعليمية عن بعد والاتصالات، ولا سيما فى السوق الإفريقية، وكذلك تعزيز خدمات الرعاية الصحية، عبر التوسع الجغرافى فى العديد من التطبيقات الإلكترونية كمبادرة «اطمن» لتقديم الاستشارات الطبية عن بعد فى 2020. وكذلك مبادرة بُناة مصر الرقمية والتى تهدف لمنح درجة الماجستير المهنى فى إحدى التخصصات التالية: علوم البيانات والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى، وعلوم الروبوتات والأتمتة، والفن المعمارى الرقمى والفنون الرقمية، والتكنولوجيا المالية، وذلك بالشراكة مع كبرى الجامعات العالمية المرموقة.

خدمات التعهيد والعمالة، إذ تتميز مصر بثروة بشرية متميزة، مكنتها من أن تصبح تحويلات المصريين العاملين بالخارج من أهم مصادر تدفقات النقد الأجنبى للداخل، وأمام هذه الأهمية لا بد من تعزيز سبل تنمية تحويلات العاملين من الخارج، من خلال تنويع الأسواق المستقبلة للعمالة المصرية، والربط بين مخرجات التعليم ومتطلبات أسواق العمل العالمية.

وأكد المركز، فى نهاية التحليل، أهمية خلق فرص إضافية لتصدير الخدمات المصرية ذات الميزة التنافسية، بما يسهم فى تحسين وضع ميزان المدفوعات المصرى، بالشكل الذى ينعكس إيجابياً على قيمة سعر الصرف وأداء المؤشرات المالية والاقتصادية كافة، من خلال جذب مزيد من الاستثمارات المباشرة فى الأنشطة الخدمية، بما يرفع كفاءة القطاع وجودته التنافسية، وكذلك وضع إطار تنظيمى لذلك القطاع المتشعب بين العديد من الأنشطة، بما يضمن القضاء على أى لبس فى تحديد طبيعة بعض الخدمات، بالتوازى مع تعزيز التعاون الدولى وتبادل الخبرات مع الدول المتميزة فى صناعة الخدمات ولا سيما المالية والتقنية.

سياسة أخبار مجلس الوزراء معلومات الوزراء

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين سياسة أخبار مجلس الوزراء معلومات الوزراء زي النهاردة الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات معلومات الوزراء مرکز المعلومات خدمات النقل العدید من عام 2021 إلى أن

إقرأ أيضاً:

معلومات الوزراء : 56% من المصريين يقضون ساعة أو أكثر في سماع البودكاست أسبوعيا

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً عن "البودكاست"، أشار خلاله إلى ظهور طفرة أخرى استحوذت على اهتمام العالم الرقمي بعد أن كانت طفرة بث الفيديو هي السائدة في عالم الإنترنت بين المستخدمين؛ حيث باتت اليوم تقنيات بث المحتوى الصوتي أو ما يُعرف بالبودكاست Podcast من أبرز المحتويات التقنية التي يقضي المستخدمون أوقاتهم عليه، حيث يشهد عالم البث الصوتي ازدهارًا كبيرًا؛ إذ يستمع الملايين إلى برامج البث الصوتي للحصول على ما يريدونه من الترفيه والتعليم الصوتي. 

ولم تكن جائحة فيروس كورونا هي البداية للبث الصوتي؛ حيث سبق ذلك محاولات عديدة لبعض الشركات منها محاولة شركة Apple عندما أدرجت في عام 2012 تطبيقًا للبودكاست في هواتفها الذكية، والذي قدم نظام مكتبة أثبت شعبيته بين المستمعين؛ حيث استجاب للرغبات والاحتياجات المتطورة للمستمعين الشباب الذين لا يريدون فقط تشغيل الراديو في سياراتهم.

وفي عام 2014، حدث تحول ثقافي هائل؛ فدخل الملايين إلى صيغة البث الصوتي، حتى وصل عدد المستمعين إلى نحو 464.7 مليون مستمع للبودكاست حول العالم في عام 2024.

ويتميز البودكاست بالتنوع في المحتوى؛ فقد يكون الموضوع أدبيًّا، أو تاريخيًّا، أو تكنولوجيًّا أو غير ذلك؛ حيث يمكن تحويل كل الموضوعات الحياتية حتى الرياضية إلى محتوى صوتي.

وأشار مركز المعلومات في تحليله إلى ظهور مصطلح بودكاست podcast لأول مرة في عام 2004، كنوع من الابتكار التكنولوجي استخدمته محطات الراديو في الغالب لتأخير البرامج، ويمكن نشره على الإنترنت، ليتم تنزيله حسب رغبة المستمع، وقد صاغ المصطلح الصحفي "بن هامرسلاي" Ben Hammersley" من صحيفة الجارديان The Guardian، ومنذ ذلك الحين، تحولت الإذاعة تدريجيًّا من البث المباشر إلى البودكاست ليتم رفعه على الإنترنت للتحميل والاستماع بما يناسب أوقات المستمعين.

ويمكن تعريف البودكاست أو التدوين والبث الصوتي على أنه أحد أنواع وسائل الإعلام الرقمية التي تتكون من ملفات صوتية أو مرئية يتم توزيعها عبر الإنترنت من خلال منصات رقمية للاستماع إليها أو لمشاهدتها. 

شهدت منصات البودكاست تحولًا كبيرًا في تفضيلات وأذواق المستمعين، كما يُعد البث الصوتي خدمة سهلة ومتاحة مجانًا للمستخدمين لتجربة العديد من الأنواع كالأخبار والتعليم والصحة واللياقة البدنية والكوميديا والخيال بالإضافة إلى تحديثات الصناعة والتفاصيل التي يمكن تنزيلها أو بثها عبر الإنترنت، كما يُبقي البث الصوتي الإخباري والسياسي المستمعين على اطلاع دائم بالأخبار أو السياسة المحلية أو العالمية، وغالبًا ما يركز على موضوع معين باستخدام مصادر إعلامية موجودة مثل: الصحف أو المجلات.

أشار التحليل إلى أن ارتفاع البث الصوتي في عام 2024 كان له تأثير كبير على وسائل الإعلام السائدة، ولكنه لا يشير بالضرورة إلى نهاية الوسائط الإعلامية التقليدية، بل إنه يعكس تحولًا في كيفية استهلاك الجماهير للمحتوى وتنويع منصات الوسائط.

فوفقًا لدراسة صادرة عن شركة أبحاث السوق الأمريكية "Emarketer"، وُجد أن في عام 2021 كان المستمعون الأمريكيون يقضون وقتًا أكبر على وسائل التواصل التقليدية بنحو 5 ساعات يوميًّا (300 دقيقة)، وانخفض هذا الوقت في عام 2024 إلى نحو 4 ساعات في اليوم أي (258 دقيقة).

- حجم سوق البث الصوتي "البودكاست" ومعدل النمو: لقد نما حجم سوق البث الصوتي بشكل كبير في السنوات الأخيرة؛ فوفقًا لتقرير "سوق البث الصوتي العالمي 2025" الصادر عن شركة “أبحاث الأعمال” “The Business Research Company” وهي شركة عالمية لأبحاث السوق والاستشارات تقدم تحليلات متعمقة للصناعة، بلغ حجم سوق البث الصوتي 36.28 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو ليصل إلى 47.83 مليار دولار في عام 2025 بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 31.8٪. 

ويمكن أن يُعزى النمو في الفترة إلى ارتفاع المحتوى عند الطلب، وانتشار الإنترنت، والشعبية المتزايدة لخدمات البث الصوتي عند الطلب، وزيادة الطلب على المحتوى المخصص، وتنويع المنصات.

ووفقًا لشبكة "Podcastatistics" العالمية هناك أكثر من 464.7 مليون مستمع للبودكاست، وبحلول نهاية عام 2025، من المتوقع أن يصل عدد مستمعي البودكاست في جميع أنحاء العالم إلى 504.9 ملايين مستمع، كما وصل عدد البودكاست المنشور في جميع أنحاء العالم أيضًا إلى 4.3 ملايين بث صوتي في يناير 2025.

وفي المتوسط، يقضي مستمعو البث الصوتي حوالي 7 ساعات أسبوعيًّا في الاستماع إلى البث الصوتي على تطبيق البث الصوتي المفضل لديهم؛ حيث يفضل 86.1٪ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم الاستماع إلى البث الصوتي على الهاتف المحمول، وكل شهر، يتم تنزيل نحو 103.3 ملايين بودكاست في جميع أنحاء العالم، ما يقرب من ثلث البودكاست يبلغ مدته من 20 إلى 40 دقيقة.

ذكر التحليل أنه وفقًا لأحدث بيانات لمؤشر البودكاست، وهو قاعدة بيانات عالمية مفتوحة ومصنفة للبودكاست"، تم نشر 317.8 ألف بودكاست في آخر 30 يومًا (حتى 19 يناير الجاري)، وتم نشر 468.6 ألف بودكاست في آخر ثلاثة أشهر (حتى 19 يناير الجاري).

أوضح التحليل أنه من المتوقع أن تنمو إيرادات سوق إعلانات البودكاست في جميع أنحاء العالم بنسبة 16.0% في عام 2025، لتصل إلى 4.46 مليارات دولار، مقابل 4.02 مليارات دولار عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 5.03 مليارات دولار بحلول عام 2027، ويُعتقد أن هذه الزيادة في سوق إعلانات البودكاست ترجع إلى الزيادة السريعة في عدد مستمعي البودكاست في جميع أنحاء العالم. وأنه كان من المتوقع أن يبلغ متوسط الإيرادات لكل مستمع في سوق إعلانات البودكاست 8.69 دولارًا في عام 2024.

- الفئات العمرية المختلفة لمستمعي البودكاست: حيث استمع ثلثا البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا إلى البودكاست في الولايات المتحدة عام 2022، وفي الوقت نفسه، استمع 58% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و49 عامًا إلى البودكاست في عام 2022، وعلى العكس من ذلك، استمع 28% فقط من البالغين الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا إلى البودكاست وفقًا لمركز بيو للأبحاث، ولم يكن هناك فرق كبير بين حصة مستمعي البودكاست من الإناث والذكور.

ووفقًا لإحصائيات موقع Statista، في فبراير 2024 امتلكت البرازيل أعلى عدد من مستمعي البودكاست بين البلدان المختارة في جميع أنحاء العالم؛ حيث إن 51% من المستمعين في البرازيل يستمعون إلى البودكاست، وتأتي إندونيسيا في المركز الثاني؛ حيث يستمع 49% من الأشخاص فيها إلى البودكاست، بينما تم تسجيل اليابان باعتبارها صاحبة أدنى نسبة من الأشخاص الذين يستمعون إلى البودكاست 9% مقارنة بالدول الأخرى، إلى جانب ذلك، يستمع 18% فقط من الأشخاص في كوريا الجنوبية وباكستان والمغرب إلى البودكاست. وفي الوقت نفسه، يفضل 24% فقط من الأشخاص في الصين الاستماع إلى البودكاست.

وأشار مركز المعلومات إلى منصات البث الصوتي الأكثر شهرة، موضحاً أن منصة البودكاست Spotify لا تزال المنصة الأكثر شعبية؛ حيث إن نحو 35.8% من الأشخاص في جميع أنحاء -اعتبارًا من يناير 2025- العالم يستمعون إلى البث الصوتي على Spotify. 

وتُعَد Apple Podcasts المنصة الثانية الأكثر تفضيلًا على مستوى العالم؛ حيث يفضل أكثر من ثلث الأشخاص الاستماع إلى البث الصوتي على Apple Podcasts، وتُعَد المنصات الأخرى هي متصفحات الويب، ومشغل Buzzsprout Embed، وتتنافس كل منصة على جذب المستمعين والاحتفاظ بهم من خلال المحتوى الحصري والميزات المتقدمة، ويتم أيضًا استخدام منصات مثل TikTok وYouTube بشكل متزايد لمشاركة مقاطع البث الصوتي؛ مما يؤدي إلى توسيع نطاق محتوى البث الصوتي إلى ما هو أبعد من المنصات الصوتية فقط. 

ويحتوي Spotify على أكثر من 6 ملايين عنوان بودكاست، كما توفر المنصة لمستخدميها 100 ألف بودكاست فيديو، ويستضيف"Apple Podcast" نحو 2.7 مليون بودكاست في يناير 2025، ويمثل هذا زيادة بنسبة 13.5% مقارنة بـ 2.33 مليون بودكاست مستضاف على Apple podcasts في سبتمبر 2021.

أما على مستوى التأثير على وسائل الإعلام الرئيسة، فقد أشار المركز إلى عدد من التأثيرات منها:

- التراجع في استهلاك وسائل الإعلام التقليدية: حيث يتراجع استهلاك التلفزيون التقليدي؛ لتهيمن القنوات الرقمية على 59% من استهلاك وسائل الإعلام في عام 2024، ويزداد هذا التحول وضوحًا بين الجماهير الأصغر سنًا (16 - 34) سنة، ويستمر عدد الذين لا يملكون اشتراكات تلفزيونية تقليدية في الارتفاع؛ مما يعكس اتجاهًا أوسع نحو المحتوى عند الطلب والمحتوى الرقمي.

- تنويع استهلاك المحتوى: يعتبر البث الصوتي جزءًا من اتجاه أوسع لتنويع وسائل الإعلام؛ حيث يستهلك الجمهور المحتوى عبر منصات متعددة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات البث والبث الصوتي، ويعني هذا التنويع أنه في حين قد تفقد وسائل الإعلام التقليدية بعض نفوذها، إلا أنها لا يحل محلها بديل واحد بل مجموعة متنوعة من الخيارات الرقمية وعند الطلب.

وأضاف تحليل المركز أنه عند الحديث عن المحتوى من المهم توضيح أنواع البودكاست؛ هناك أنواع عديدة ومختلفة من البودكاست، منها البودكاست: الترفيهي، والثقافي، والإخباري، والتحليلي، والروائي، والبودكاست التعليمي الذي يقدم محتوى تعليميًّا ومعرفيًّا في العلوم والتكنولوجيا والتاريخ والتنمية الشخصية.

ووفقًا لإحصائيات مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث (Pew Research Center)، ففي عام 2023 أعرب 3 من كل 4 مستمعين للبودكاست الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا في أمريكا أنهم يفضلون الاستماع إلى البودكاست للترفيه، وفي الوقت نفسه، ذكر 7 من كل 10 بالغين في الفئة العمرية نفسها أنهم يفضلون الاستماع إلى البودكاست لمجرد وجود شيء للاستماع إليه في أثناء القيام بشيء آخر، وعلى العكس من ذلك، ذكر 6 من كل 10 بالغين تزيد أعمارهم على 65 عامًا أنهم يستمعون إلى البودكاست لتعلُّم شيء جديد.

وتُعد الكوميديا من بين الأنواع الشائعة من البودكاست في الولايات المتحدة؛ إذ إنها النوع الأكثر تفضيلًا من البودكاست في الولايات المتحدة، ويأتي البودكاست الإخباري في المركز الثاني الأكثر تفضيلًا من البودكاست، ثم البودكاست المجتمعي والثقافي النوع الثالث الأكثر تفضيلًا، وفي الوقت نفسه يتمتع البودكاست الذي يتناول الجرائم الحقيقية والخيال بأعلى معدل إكمال.

وعن دمج البودكاست في التعليم؛ أشار التحليل إلى أنه في ديسمبر 2024، أعلنت National Public Radio (NPR) الأمريكية عن مسابقة تحدي البودكاست للطلاب لعام 2025، وهو العام السابع منذ إطلاقه للطلاب من الصف الرابع إلى الصف الثاني عشر؛ حيث يُطلب من المشاركين إنشاء بودكاست لا يتجاوز مدته ثماني دقائق، مع التركيز على جودة الصوت والمحتوى تحت إشراف المعلمين.

تُوفر هذه المسابقة العديد من الفوائد للطلاب والمعلمين، كما تُسهم في تطوير مهارات أساسية تُعزز جاهزيتهم لمتطلبات المستقبل. كما أن استخدام البودكاست كأداة للحوار والمناقشة بين الطلاب والمعلمين حول الموضوعات المختلفة، يعزز التواصل والتفاعل ويشجع على المشاركة الفعّالة في العملية التعليمية. علاوة على ذلك، يثري إجراؤهم للمقابلات الشخصية من معلوماتهم ومهاراتهم الحياتية.

أما دمج الذكاء الاصطناعي في البث الصوتي؛ يستخدم حوالي 40% من مقدمي البث الصوتي أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين البث الصوتي الخاص بهم، فيمكن ملاحظة تبني الذكاء الاصطناعي بشكل رئيس في مجالات مثل: نسخ الحلقات، وإنشاء المحتوى المخصص؛ حيث يساعد الذكاء الاصطناعي في تبسيط عملية إنتاج البث الصوتي ويوفر للمستمعين تجربة مخصصة. 

ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في البث الصوتي إلى 2.82 مليار دولار في عام 2024. وبالمقارنة، فإنه في عام 2023، بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالمية في البث الصوتي 2.2 مليار دولار. وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن تنمو السوق بمعدل نمو سنوي مركب قدره 28.3% بين الفترة المتوقعة من عام 2024 إلى عام 2033، لتصل إلى 26.6 مليار دولار.

أشار التحليل إلى أنه وفقًا لمنصة "Horizon Databook" العالمية وهي أكبر قاعدة بيانات لأبحاث السوق، حققت سوق البث الصوتي في مصر إيرادات بلغت 221.9 مليون دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى إيرادات قدرها 1,696 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 33.7% من عام 2024 إلى عام 2030.

كما وجدت دراسة لمجموعة “YouGov Global Profiles" -وهي مجموعة دولية لتكنولوجيا البيانات والتحليلات البحثية عبر الإنترنت- على 47 دولة حول العالم، أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أصبحت من اللاعبين الرئيسين في التركيبة السكانية لمستمعي البودكاست، ما جعلها سوقًا رئيسة لمستمعي البودكاست العالميين في عام 2024.

ففي جنوب إفريقيا يستمع 68% من الأشخاص بانتظام إلى البودكاست، وفي المملكة العربية السعودية يبلغ هذا الرقم 59%، ثم مصر؛ حيث أفاد (56%) من الأشخاص أنهم يقضون ساعة واحدة أو أكثر في سماع البودكاست في الأسبوع، وتأتي الإمارات العربية المتحدة بنحو (53%) والمغرب (45%)، وجميعها أعلى من المتوسط العالمي.

أشار التحليل في ختامه إلى أنه مع تطور الفضاء الرقمي، نجح البث الصوتي في جذب انتباه المستمعين لمدة أطول، ونتيجة لذلك، تستثمر حصة كبرى من الشركات والعلامات التجارية في جميع أنحاء العالم في إعلانات البث الصوتي، ومن المتوقع أن تنمو صناعة البث الصوتي بسرعة في المستقبل القريب.

ولذلك تواجه وسائل الإعلام التقليدية تحديات في الحفاظ على جمهورها في عالم يقدم فيه البث الصوتي والمحتوى الرقمي خيارات استهلاك أكثر تخصيصًا ومرونة؛ فإن قدرة البث الصوتي على تقديم قصص عميقة ودقيقة ومخاطبة الأصوات غير الممثلة هي ميزة كبيرة لا تكاد وسائل الإعلام التقليدية تضاهيها، وسوف تحتاج وسائل الإعلام التقليدية إلى التكيف من خلال دمج الاستراتيجيات الرقمية، وتعزيز مشاركة الجمهور، والاستفادة من نقاط القوة في كلا الشكلين؛ لضمان استمرارها في تقديم محتواها.

مقالات مشابهة

  • المؤتمر الدولي الثالث للمكتبات والمعلومات يركز على تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • معلومات الوزراء : 56% من المصريين يقضون ساعة أو أكثر في سماع البودكاست أسبوعيا
  • بالفيديو | حمدان بن محمد يشهد جلسات اليوم التمهيدي للقمة العالمية للحكومات
  • معلومات الوزراء: البودكاست طفرة تستحوذ على اهتمام العالم الرقمي
  • «معلومات الوزراء»: البودكاست طفرة أخرى تستحوذ على اهتمام العالم الرقمي
  • أحمد البدوي: اهتمام عالمي متزايد بالحضارة المصرية بعد فيديو مستر بيست
  • «معلومات الوزراء» عن تطوير المتحف الزراعي: يحيي ذاكرة مصر الزراعية
  • معلومات الوزراء: 3.6 تريليونات دولار تنفق على سوق التكنولوجيا العالمي
  • محافظة المنيا تعلن زيادة عدد الخدمات المقدمة بالمراكز التكنولوجية
  • معلومات... ماذا دار بين بري وأورتاغوس؟