قال الخبير المتخصص والمستثمر في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، عبد الرحمن بن عبد العزيز مازي، إن قيام شركات الاتصالات بفصل أصولها من الأبراج، له أسباب اقتصادية وأخرى فنية تشغيلية.

وأوضح في مقابلة مع "العربية" أن شركات الاتصالات التي صرفت المليارات في البنية التحتية ومن أهمها الأبراج كانت مضطرة لبناء تلك الأبراج في وقت من الأوقات لأنها كانت تريد استيفاء الشروط المطلوبة لمنحها رخص الاتصالات، ومنها الانتشار والجودة وتغطية أكبر عدد من السكان وغيرها، وهذا الأمر تحقق وأصبحت مهمتها التركيز على تقديم خدمات فينة أفضل و تنافس بشكل آخر.

مادة اعلانية

تابع أن الشركات ستحقق عوائد مالية مجزية من بيع وحدات الأبراج، ويلاحظ عند تقييم أصول شركات الاتصالات الخاصة بالأبراج تقيم بمعامل أكبر بكثير من معامل تقييم شركات الاتصالات نفسها، فمثلا توجد شركات اتصالات تقيم عند 5 أو 6 أو 10 أمثال أرباحها السنوية، بينما تقييم شركات الأبراج يصل إلى حدود 40 مثل الأرباح السنوية، والسبب في ذلك هو وجود توقعات للتوسع وعوائد مالية مستمرة تضمن أرباحا معقولة لشركات الاستثمارات في الأبراج وغالبا ما تكون صناديق سيادية أو شركات الملكية الخاصة أو شركات حقوق الملكية، ومن الشركات الكبيرة التي تستثمر في شركات أبراج الاتصالات شركة "بلاك ستون" وهذه الشركات التى تستثمر في البني الأساسية سواء في قطاع الكهرباء أو الاتصالات.

نبض السوق مفاوضات بين "أريدُ" وزين" و"تاسك تاورز" لدمج 30 ألف برج اتصالات تحت مظلة واحدة

وذكر أن أول سبب لتأسيس شركات لأبراج الاتصالات هو تحقيق عائد مالي مجز من البيع، والسبب الثاني برأيه هو أنه لما تسند هذه الأبراج إلى شركات متخصصة ينتج عنها فاعلية أكبر وتقليل في التكاليف.

وأضاف أن الفاعلية تأتي من ملكية شركة الأبراج لشركة محايدة وتقدم الخدمة لأكثر من شركة اتصالات، وكان في السابق المشاركة في الأبراج تكون فيما يسمى بالأجزاء التي ليس لها علاقة فنية بالشبكة ونوعيتها لكن حاليا مع التقدم الفني التقني أصبح بالإمكان أن يشارك في البرج الواحد أكثر من شركة و تقديم أكثر من نوع من الخدمات.

وأشار إلى أن عمليات فصل نشاط الأبراج عن شركات الاتصالات بدأ يتضح خلال السنوات الثلاث الماضية، وإن كانت الفكرة بدأت قبل 20 عاما، وانطفأت قليلا، ثم عادت للظهور بقوة خلال السنوات الماضية بعدما وجود فوائد مالية كبيرة.

وقال مازي إن الشركة المتخصصة تقدم الخدمة بفاعلية وتركيز أكبر، وتترك الفرصة لشركات الاتصالات – التى تحصل على عوائد مالية ضخمة من بيع الأبراج- للاستثمار في التقنيات الرقمية المختلفة ما يعود عليها بعوائد أعلى من الاستثمارات المجمدة في أبراج الاتصالات.

وأشار إلى أن شركات الاتصالات تبيع الأبراج وتعاود استئجارها مجددا ما يحقق عوائد مالية للملاك الجدد للأبراج سواء صناديق سيادية أو صناديق الملكية الخاصة أو التأمينات أو صناديق التقاعد أو شركات متخصصة بما يحقق لها عوائد مجزية ومستمرة وهو أقرب إلى الاستثمارات طويلة المدى وتحقق عوائد أعلى من معدلات الفائدة السائدة.

وأوضح أن شركات الاتصالات في الغالب لا تبع جميع مساهماتها في شركات الأبراج بل تحرص على استمرار وجودها في مجالس إدارات تلك الشركات لتضمن استمرار تقديم خدماتها دون أية مشكلات.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News شركات الاتصالات صناديق الملكية الخاصة مكاسب شركات الاتصالات صناديق التقاعد أبراج الاتصالات بلاك ستون

المصدر: العربية

كلمات دلالية: شركات الاتصالات صناديق التقاعد شرکات الاتصالات

إقرأ أيضاً:

مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد

كمبالا: أحمد يونس: الشرق الأوسط: قبل معارك منطقة «جبل موية» بولاية سنار جنوب شرقي السودان خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم تكن «قوات الدعم السريع» قد خسرت معركة كبيرة منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023.

لكن خسائرها توالت بعد استعادة الجيش تلك المنطقة الاستراتيجية، وتراجعت مناطق سيطرتها تدريجياً في وسط وشرق البلاد، كما أصبح وجودها في العاصمة الخرطوم مهدداً. فهل تعني انتصارات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وتراجعات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن حرب «الجنرالَين» على وشك الانتهاء؟

يؤكد الجيش أنه حقق انتصارات كبيرة وألحق هزائم فادحة بـ«قوات الدعم السريع»، متوعداً باستمرار الحرب حتى القضاء عليها تماماً. من جانبها، تنفي «قوات الدعم السريع» تعرضها لهزائم، وتؤكد أنها انسحبت من المناطق التي دخلها الجيش من دون معارك، وذلك بسبب «تكتيكات قتالية جديدة»، مشيرة إلى عدم استطاعة الجيش توثيق الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد التي يتحدث عنها.

ولُحظ أن «قوات الدعم السريع» المنسحبة تتوجه إلى إقليمي دارفور وكردفان حيث الحاضنة الاجتماعية لتلك القوات، فيما يقول متحدثون باسمها إن «المناطق التي انسحبنا منها، انتزعناها من الجيش انتزاعاً في الأشهر الأولى من الحرب. احتفظنا بها لأكثر من عام ونصف العام، ثم تركناها برغبتنا، ونستطيع انتزاعها مرة أخرى متى ما أردنا ذلك». لكن مؤيدي الجيش يرون أن المعركة أوشكت على النهاية، بينما يؤكد مراقبون مستقلون أن «نهاية الحرب لا تزال بعيدة».

استراتيجية جديدة
ويقول المحلل السياسي، الجميل الفاضل، إن تقدم الجيش ليس سوى «جولة من جولات الحرب التي لا تبدو لها نهاية قريبة»، موضحاً أنه «من المتوقع أن تتخذ الحرب طابعاً أكثر عنفاً ودموية، لكن ليس في المناطق التي استردها الجيش، بل في مناطق رخوة في خاصرة الحاضنة الشعبية للجيش».

وأشار الفاضل إلى التصريح الأخير من قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، الذي طالب فيه قواته بعدم التأثر بفقدان بعض المناطق مؤخراً، وأنه ينبغي عليهم التركيز على مناطق جديدة سيسيطرون عليها. وأضاف الفاضل: «يبدو أن (قوات الدعم السريع) ستتبع استراتيجية جديدة، تتخلى فيها عن تكتيك الانتشار الواسع في البلاد. كما أن هجمات المسيّرات خلال الفترة السابقة تشير إلى مناطق المعارك المرتقبة، فبينما تتراجع في الخرطوم، نشهد تقدمها في مناطق أخرى غرب البلاد بالاشتراك مع (قوات عبد العزيز الحلو)».

وتوقع عدد من المحللين أن تنتقل الحرب من العاصمة إلى أقاليم غرب البلاد، وأن «تتخذ شكلاً أعنف إذا تم تشكيل حكومة موازية في تلك المناطق، وإدخال أسلحة نوعية وإضافة إمكانات حربية جديدة، مما سيغير من خريطة الحرب على الأرض».

معارك العاصمة
ميدانياً، تدور معارك «كسر عظم» في مدن العاصمة المثلثة - الخرطوم وأم درمان وبحري - حيث يحقق الجيش تقدماً لافتاً، ففي منطقة شرق النيل بمدينة بحري، يقترب الجيش وحلفاؤه من جسر «المنشية» الرابط بين شرق النيل ووسط مدينة الخرطوم، بعد أن استعاد معظم منطقة «الحاج يوسف»؛ وهي من أهم معاقل «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب.

غير أن حدة المواجهات انخفضت في الخرطوم وأم درمان مع بداية شهر رمضان المبارك، فقد تراجعت العمليات في معظم خطوط التماس بين الطرفين المتحاربين، وبقيت مناطق السيطرة كما هي دون تغيرات كبيرة. ويقول شهود إن الجيش ما زال يسيطر على أحياء في جنوب غربي الخرطوم حتى جسر «الحرية» والمنطقة الصناعية، بينما لا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على أحياء أخرى في جنوب الخرطوم؛ بما فيها القصر الرئاسي ومنطقة «جنوب الحزام»، ومقر القيادة الاستراتيجية التابعة للجيش و«مطار الخرطوم»، والجزء الشرقي من مقر القيادة العامة للجيش.

وفي أم درمان، وسع الجيش من مناطق سيطرته لتشمل بعض الأحياء الجنوبية والغربية من المدينة، خصوصاً منطقتَي أم بدة والفتيحاب، لكن المعارك على حدود المنطقتين تحوّلت إلى كر وفر، من دون تقدم لمصلحة أحدهما.

معارك الغرب
أما في شمال إقليم كردفان بوسط غربي البلاد، فقد حقق الجيش انتصارات باستعادة السيطرة على مدينتَي أم روابة والرهد، وتمكن من الوصول إلى أطراف مدينة الأُبيّض؛ كبرى مدن الإقليم، وفتح الطريق البرية الرابطة بينها وبين وسط البلاد. إلا إن الجيش مُني بهزيمة كبيرة حين حاول التقدم شرقاً باتجاه مدينة بارا، وأعلنت «قوات الدعم السريع» أنها «دحرت القوات المهاجمة وألحقت بها هزائم كبيرة في الأرواح والعتاد»، ولم يصدر تعليق من جانب الجيش.

وتأثرت العمليات العسكرية في ولاية النيل الأزرق بالتحالف الذي نشأ بين «قوات الدعم السريع» وقوات «الحركة الشعبية لتحرير السودان - تيار عبد العزيز الحلو»، فقد استطاعت القوتان معاً السيطرة على عدد من مناطق الولاية المتاخمة لجمهورية جنوب السودان، وأصبحت القوات المشتركة بينهما تهدد حاضرة الولاية؛ مدينة الدمازين.

ووقّعت قوى سياسية وحركات مسلحة، على رأسها «حركة عبد العزيز الحلو»، مع «قوات الدعم السريع» في 22 فبراير (شباط) بالعاصمة الكينية نيروبي، ميثاقاً سياسياً يهدف إلى توحيد العمل السياسي والعسكري ضد الجيش وحلفائه من أنصار النظام السابق، بالإضافة إلى تشكيل حكومة في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»؛ لمنافسة الحكومة التي يقودها الجيش وتتخذ من مدينة بورتسودان مقراً لها.  

مقالات مشابهة

  • رئيس بلدية مكناس يمنع شركات الإتصالات من تركيب اللواقط الهوائية في أسطح المنازل السكنية
  • خبير اقتصادي: العراق يواجه تحديات مالية كبيرة بسبب سوء الإدارة والمحاصصة
  • برج العذراء.. حظك اليوم الأربعاء 5 مارس 2025.. مكاسب غير متوقعة
  • خبير اقتصادي:العراق سيواجه أزمة مالية خانقة في 2025
  • عوائد البث التلفيزيوني بين الأهلي والزمالك.. من أكثر المستفيدين من تشفير الدوري؟
  • وزير الاتصالات يبحث مع مسئولي شركات عالمية فرص الاستثمار في مصر
  • 4 صناديق للاشتراك في نظام الادخار الاختياري
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • سكرتير بني سويف يتفقد منظومة العمل بمشروعات الدواجن المركزية