كابوس "دبابير الذكاء الاصطناعي".. كيف يهدد أقوى جيوش العالم؟ (تفاصيل).. قد تشكل أسراب من الطائرات دون طيار منخفضة التكلفة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي - وربما المئات منها في نفس الوقت - تهديدًا وجوديًا لآلة الحرب الأمريكية الضخمة.

كابوس "دبابير الذكاء الاصطناعي".. كيف يهدد أقوى جيوش العالم؟

ورغم قدرة الجيوش المتقدمة على رصد الطائرات الفردية دون طيار، فإن أسرابًا منها منتشرة على هدف واحد، فيما يشبه الجراد، لديها القدرة على إعادة تشكيل توازن القوى العالمي.

وسيتم خوض المعارك المستقبلية بمزيج من الأسلحة الرخيصة - وليس أنظمة الأسلحة المتطورة التي لا تستطيع سوى القوى العظمى تحملها، حسب الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس والمحارب القديم في البحرية إليوت أكرمان، يوم الجمعة، في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

فحاملات الطائرات باهظة الثمن أو القاذفات الشبح، والتي تتطلب التزامات زمنية ضخمة للتطوير والبناء، ستصبح عرضة للطائرات دون طيار التي يمكن لكل مجموعة عسكرية ومسلحة الوصول إليها تقريبًا.

وكتب ستافريديس وأكرمان: "لم تأت هذه اللحظة بعد، لكنها تتسارع لمقابلتنا".

تغيير مسار الحروب

وزاد استخدام الطائرات دون طيار القاتلة في الصراعات حول العالم، فقد غيرت مسار الحرب في أوكرانيا عدة مرات، عبر استخدام مسيرات شاهد الإيرانية، بينما استخدمها الحوثيون في ضرب السفن بالبحر الأحمر.

وإلى الآن، فإن هذه المسيرات التي يجري توجيهها عن بعد من قبل مقاتلين أفراد، قابلة للإسقاط بواسطة التكنولوجيا المتقدمة المتوفرة لدى السفن الحربية الأمريكية.

ولكن إذا تم نشرها في سرب، فإن الطائرات دون طيار التي توفرها إيران والتي تكلف كل منها آلاف الدولارات يمكن أن تهاجم سفنًا حربية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

مضادات أسراب

ويتسابق البنتاغون لتطوير دفاع ضد الأسراب بينما يقوم ببناء أنظمة طائرات دون طيار خاصة به ومنسقة بالذكاء الاصطناعي.

ووقعت وزارة الدفاع ما لا يقل عن خمس صفقات مع مقاولين تشير صراحةً إلى فكرة الأسراب، وفقًا لتقرير صادر عن مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة الذي فحص عقود الشراء اعتبارًا من عام 2020.

وقال الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إن الطائرات دون طيار الرخيصة هي "واحدة من أكبر التهديدات"، ووصف الأسراب بأنها مصدر قلق أكبر.

وقال إن الولايات المتحدة يجب أن "تستمر في الاستثمار في أشياء مثل أسلحة الموجات الدقيقة عالية الطاقة" للدفاع ضد الهجمات الجماعية بطائرات دون طيار.

الأنظمة المستقبلية

وهناك مبادرة أخرى للبنتاغون تُعرف باسم "Replicator" وهي بناء "الآلاف من الأنظمة المستقلة" على مدى 18 إلى 24 شهرًا القادمة لمواجهة الحشد السريع للجيش الصيني.

وبحسب الكاتبان، فإن الذكاء الاصطناعي في جوهره يعتمد على التعرف على الأنماط.

وفي النظرية العسكرية، يُعرف التفاعل بين التعرف على الأنماط وصنع القرار باسم حلقة OODA - راقب، وجّه، قرر، تصرف.

ونظرية حلقة OODA، التي طورها في الخمسينيات الطيار المقاتل بالقوات الجوية جون بويد، تؤكد أن طرف الصراع الذي يمكنه التحرك خلال حلقة OODA بشكل أسرع سيمتلك ميزة حاسمة في ساحة المعركة.

على سبيل المثال، من بين أكثر من 150 هجومًا بطائرات دون طيار على القوات الأميركية منذ هجمات 7 أكتوبر، كانت حلقة OODA التي استخدمتها القوات كافية لإحباط الهجوم، باستثناء حالة واحدة.

وكانت السفن والقواعد الأميركية قادرة على مراقبة الطائرات دون طيار القادمة، والتوجه ضد التهديد، واتخاذ إجراءات مضادة ثم التصرف.

ومع ذلك، عند نشرها في أسراب موجهة بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمكن للطائرات دون طيار نفسها أن تطغى على أي حلقة OODA موجهة من قبل الإنسان. من المستحيل إطلاق الآلاف من الطائرات دون طيار ذاتية القيادة يقودها أفراد، لكن القدرة الحسابية للذكاء الاصطناعي تجعل مثل هذه الأسراب ممكنة.

وسيغير ذلك من طبيعة الحرب، فلن يكون السباق على أفضل منصات الإطلاق، بل على أفضل انظمة الذكاء الاصطناعي الذي توجه تلك المنصات.

حرب حلقات

وبحسب الكاتبان فهي حرب حلقات OODA، سرب مقابل سرب.

وسيكون الجانب الفائز هو الذي طور عملية صنع القرار القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن تتفوق على خصمه. الحرب تتجه نحو صراع الدماغ ضد الدماغ.

وتقوم وزارة الدفاع الأميركية، بالفعل بالبحث عن "واجهة بين الدماغ والحاسوب"، وهي عبارة عن مسار اتصالات مباشر بين الدماغ والذكاء الاصطناعي.

وقد أثارت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة راند، والتي تناولت كيف يمكن لمثل هذه الواجهة البينية أن "تدعم عملية صنع القرار بين الإنسان والآلة"، عددًا لا يحصى من المخاوف الأخلاقية التي تنشأ عندما يصبح البشر الحلقة الأضعف في سلسلة صنع القرار في زمن الحرب.

ولتجنب الكابوس المستقبلي في ساحات القتال المأهولة بالروبوتات القاتلة المستقلة بالكامل، أصرت الولايات المتحدة على أن صانع القرار البشري يجب أن يظل دائمًا على اطلاع قبل أن يتمكن أي نظام قائم على الذكاء الاصطناعي من توجيه ضربة قاتلة.

وكما هو الحال مع سباق التسلح النووي في القرن الماضي، فإن سباق التسلح القائم على الذكاء الاصطناعي سيحدد مسار الصراع، ومن سيفوز سيمتلك ميزة عسكرية كبيرة.

وبحسب الكاتبان، إذا وُضعت هيمنة الذكاء الاصطناعي في أيدي استبدادية، فسوف تصبح أداة للغزو، تمامًا كما قام الإسكندر بتوسيع إمبراطوريته باستخدام الأسلحة والتكتيكات الجديدة في عصره.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي أقوى جيوش العالم جيوش العالم الة الذكاء الاصطناعي الطائرات دون طیار الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي بات يشكل إحدى أهم أدوات التغيير في العالم.. دائرة الحوار العربي في الإسكندرية

أكد رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي أن الذكاء الاصطناعي بات يشكل إحدى أهم أدوات التغيير في عالم اليوم، ولم نعد نملك بشأنه رفاهية الاختيار بين مواكبة هذا التطور العالمي أو الابتعاد عنه، وإنما بات مفروضًا علينا التعامل معه، باعتباره التقنية الاستراتيجية التي ستقود العالم في المستقبل، وهو ما انعكس في قيام الكثير من دول العالم بإقرار استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي، واستثمار أموال ضخمة في هذا المجال.


وقال "اليماحي" إن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة بات خيارًا حتميًا لدول العالم كافة، وبقدر ما يوفر فرصًا عديدة للابتكار والتنمية وتحسين الكفاءة الإنتاجية وتوفير الجهد والوقت، فإنه يثير في الوقت ذاته تحديات أخلاقية، وتساؤلات جوهرية حول كيفية حماية قيمنا وثقافتنا العربية، والحيلولة دون انتهاك خصوصيات الأفراد أو تعريض أمن مجتمعاتنا للخطر، وهو ما يعني أننا مطالبون اليوم، ليس فقط بأخذ زمام المبادرة في استيعاب هذه التكنولوجيا، بل في تطويرها وتوظيفها بما يتماشى مع هويتنا وقيمنا ومبادئ أمتنا العربية.


وأبرز ضرورة توطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، ووضع الخطط وتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لذلك، من أجل مواكبة السباق العالمي المحموم في هذا المجال، وبما يضمن لنا في الوقت ذاته التوظيف الآمن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، على نحو يتناسب ومنظومة الأخلاق والثقافة في مجتمعاتنا العربية.


وتابع: "لا شك في أن بناء منظومة ذكاء اصطناعي عربية تتسم بالابتكار والاستدامة يتطلب شراكة قوية بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، إلى جانب وجود منظومة قانونية وتشريعية قوية تضمن تحقيق التوازن بين الإبداع التقني والمسؤولية الأخلاقية.


وذكر "اليماحي" أن البرلمان العربي ادرك بشكل مبكر أهمية حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي ووضع إطار قانوني منظم لها بما يتناسب مع خصوصية دولنا العربية ومنظومة القيم والأخلاق الخاصة بها.

 

وجاء ذلك خلال  افتتاح "دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي.. تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية  والذى تنظمه  الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، تحت رعاية ورئاسة السفير الأمين العام أحمد أبو الغيط، وذلك تزامنًا مع احتفالات الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: الذكاء الاصطناعي مستقبل العالم وتهديد للعالم الحقيقي
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • حسام زكي: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تسوية النزاعات
  • وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
  • أحمد ياسر يكتب: الذكاء الاصطناعي .. سلاح تدمير غزة
  • الذكاء الاصطناعي بات يشكل إحدى أهم أدوات التغيير في العالم.. دائرة الحوار العربي في الإسكندرية
  • 1000 طائرة بدون طيار في عرض مذهل ومخيف في سماء الصين.. فيديو
  • أبو الغيط يفتتح دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي:
  • أبو الغيط يؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي في العالم العربي ويحث على تحقيق التوازن بين المخاطر
  • رئيس البرلمان العربي: الذكاء الاصطناعي بات خياراً حتمياً وأحد أهم أدوات التغيير