عشيّة حراك مكثّف لسفراء اللجنة الخماسيّة في الأيّام المقبلة حول الملف الرئاسي، أبلغت مصادر اللجنة الى "الجمهورية" قولها انّ مساعي اللجنة ستتواصل لتوفير الدعم للبنان لإنجاز استحقاقه الدستوري وانتخاب رئيس للجمهورية.
  ورداً على سؤال قالت المصادر: نحن متفائلون من الاساس، فما نقوم به منطلِق من حرصنا على مصلحة لبنان واستقراره.

وقلنا بوضوح اننا نعلّق املا كبيرا على ان يتجاوب اللبنانيون مع الجهود القائمة ويختاروا رئيس جمهورية يعبّر عن تطلعاتهم، وكما سبق أكدت اللجنة انها ليست في موقع الانحياز الى اي مرشح او الاعتراض او رفض اي مرشح.   ورداً على سؤال آخر، قالت المصادر "انّ اللجنة الخماسية لم تضع سقفاً لتحركها او حَددت لمهمتها مهلة زمنية، فهي تتصدى لمهمة معينة جوهرها مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، واللجنة ماضية في تأدية هذا الدور، واللقاءات مفتوحة".   وعن الطروحات الرامية الى فصل ملف رئاسة الجمهورية عن ملف الامن في الجنوب، قالت المصادر: ما نتمناه هو ان تحلّ كل المسائل في لبنان دفعة واحدة، وبالتالي لا ضَير أبداً إن تمّ حسم ملف قبل آخر او حَسمهما معاً. المهم ان يتحقق ما يؤمّن المصلحة والفائدة للبنان. يُشار في هذا السياق الى أنّ شخصيات نيابية واقتصادية نقلت عن السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو قوله خلال لقاء موسّع "إنّ الوضع في لبنان حَرِج، يستوجب من جهة صَبّ الجهود لمنع الإنزلاق الى حرب، والعمل الحثيث من قبل المسؤولين السياسيين على تجنّبها، ومن جهة ثانية توفير المناخات الايجابية للتعجيل في انتخاب رئيس الجمهورية، وإدراك انّ التأخير في هذا الأمر فيه ضَرر كبير بلبنان ومصلحته".    وعلى الخط الآخر، قَلّلت مصادر ديبلوماسة اوروبية من احتمالات تصاعد الوضع في المنطقة الجنوبية، وقالت لـ"الجمهورية": ما نشهده من تطورات يومية وعمليات عسكرية لم يخرج حتى الآن عن وتيرة معينة تبدو الاطراف المعنية مقيّدة بها منذ بدء المواجهات، ما يعكس بوضوح أن اسرائيل و "حزب الله" لا يدفعان نحو مواجهة واسعة لإدراكهما الكلفة الكبيرة لهذه الحرب. الا انّ المصادر عينها لا تسلّم بثبات الامور على ما هي عليه من مراوحة في التصعيد المضبوط، لأنها تخشى كما قالت "من أن يسود منطق التصعيد من هنا او هناك، ففي داخل اسرائيل، كما في داخل "حزب الله" اصوات تدفع الى الحرب الواسعة، والخضوع لها يعني اشعال النار على نطاق واسع.   وتعول المصادر على الجهود الرامية الى حلحلة سياسية، حيث لفتت الى أنّ خيوط الهدنة الطويلة الامد في غزة تتجمّع برغم التصعيد ورفع سقف الشروط من قبل اسرائيل وحركة "حماس". والجانبان مُدركان انّ سقف الشروط سينخفض في نهاية المطاف، ولا مفرّ من بلوغ هدنة تتأسّس عليها هدنة او هدنات. وعلى الخط الموازي تتحرك جهود الحل السياسي على جبهة لبنان لصياغةٍ تَضبط المنطقة على تفاهمات ترسّخ الامن والاستقرار على جانبي الحدود.   الى ذلك، سألت "الجمهورية" معنيّين بحركة الاتصالات الاخيرة حول الحل السياسي للمنطقة الجنوبية، فأكد هؤلاء ان الموفدين الذين سَوّقوا طروحات تلبّي المطالب الإسرائيلية، اصطدموا باستحالة تطبيقها والسير بها، ولفت هؤلاء الى ان اسرائيل لا تستطيع ان تُحدِث واقعا جديدا في المنطقة لا بالسياسة ولا بالحرب، ولذلك فإنّ الحل الذي يقبل به لبنان هو العودة بالوضع الى ما كان سائداً في المنطقة الحدودية قبل 7 تشرين الأول بفارقٍ جوهري يتجلّى في التطبيق الكلي للقرار 1701 ، وإلزام اسرائيل بتطبيقه حرفياً".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حزب الله يعلن قصف مقار عسكرية اسرائيلية رداً على "اغتيال" أحد قيادييه  

 

 

بيروت- أعلن حزب الله الأربعاء 3يوليو2024، قصف مقار عسكرية اسرائيلية عبر الحدود بأكثر من مئة صاروخ رداً على مقتل قيادي بارز في صفوفه بغارة اسرائيلية في جنوب لبنان، وسط مخاوف من ارتفاع مستوى التصعيد بين الحزب واسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

وتبنّى الحزب في بيان قصف مقرين عسكريين اسرائيليين في الجولان السوري المحتلّ "بمئة صاروخ كاتيوشا"، ومقر في كريات شمونة في شمال اسرائيل "بصواريخ فلق"، وذلك "في إطار الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور".

وأعلن متحدّث باسم الجيش الاسرائيلي من جهته لفرانس برس أن "نحو مئة صاروخ أطلق باتجاه اسرائيل من لبنان" الأربعاء.

وكان الحزب نعى في بيان "محمد نعمة ناصر +الحاج أبو نعمة+ مواليد عام 1965 من بلدة حداثا في جنوب لبنان"، هو ثالث قيادي كبير يقتل في جنوب لبنان منذ بدء التصعيد قبل نحو تسعة أشهر، وفق مصدر مقرب من حزب الله.

وقال مصدر آخر مقرب من الحزب إن محمد ناصر هو قائد "واحدٍ من المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان"، مضيفاً انه "قتل بغارة اسرائيلية على سيارته في صور". ونعى الحزب كذلك مقاتلاً آخر.

أعلن الجيش الاسرائيلي من جهته عن "القضاء" على محمد نعمة ناصر "في غارة جوية في منطقة صور"، مضيفاً أنه كان "مسؤولًا عن عمليات إطلاق القذائف الصاروخية والأخرى المضادة للدروع من منطقة جنوب-غرب لبنان نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية وقوات جيش الدفاع".

وقال إن ناصر كان "يتولى وظيفة توازي تلك التي كان يتولاها المدعو طالب سامي عبد الله...وكان الاثنان يعتبران من أرفع القيادات لحزب الله في جبهة جنوب لبنان".

وفي كانون الثاني/يناير، قُتل القيادي العسكري في حزب الله وسام الطويل بضربة اسرائيلية استهدفت سيارته في جنوب لبنان.

وفي 11 حزيران/يونيو قُتل القيادي طالب عبدالله الذي كان كذلك قائد واحدٍ من المحاور الثلاثة في جنوب لبنان في غارة اسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة جويا الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود مع اسرائيل إلى جانب ثلاثة عناصر آخرين من الحزب. 

- تحركات دبلوماسية -

منذ بدء التصعيد، يعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"اسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.

وصعّد مسؤولون اسرائيليون في الآونة الأخيرة لهجة تهديدهم بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ لبنان.

ووسط هذه التهديدات، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في حزيران/يونيو من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب.

وازدادت المخاوف خلال الأسابيع الماضية من اندلاع حرب واسعة بين الطرفين. لكن وتيرة الهجمات تراجعت في الأسبوع الأخير.

وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على "الضرورة المطلقة لمنع اشتعال" الوضع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيان إلى أنّ ماكرون ونتانياهو "تباحثا في الجهود الدبلوماسية الجارية في هذا الاتجاه" عشية وصول آموس هوكستين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى باريس الأربعاء.

ومن المقرّر أن يلتقي هوكستين المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان-إيف لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط.

وكانت ايران قد حذرت السبت اسرائيل من "حرب إبادة" بـ"مشاركة كاملة لمحور المقاومة" الذي يضم طهران وحلفاءها الاقليميين في حال شنت الدولة العبرية هجوماً "واسع النطاق" على حزب الله في لبنان.

الأربعاء، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ الدولة العبرية "لا تريد حرباً" في لبنان لكنها يمكن أن تعيده إلى "العصر الحجري" في حال اندلعت حرب.

وخلال أكثر من ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 495 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 325 على الأقلّ من حزب الله ونحو 95 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • شبكات الدولار المزوّر تنشط جنوباً...ومتورطون كُثر
  • تحضيرات لزيارة رئيس وزراء المجر الاثنين وجلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء والمواجهات تتصاعد جنوبا
  • مؤشرات إيجابية في غزة تنتقل تداعياتها إلى لبنان
  • غزة الصامدة تجبر إسرائيل على التفاوض.. وتصعيد كبير على الجبهة اللبنانية
  • اكثر من 30 صاروخاً.. هجوم عنيف من لبنان باتجاه شمال اسرائيل
  • باسيل: اسرائيل عاجزة عن شن حرب شاملة على لبنان
  • غارات إسرائيلية على عدة بلدات.. هكذا يبدو الوضع جنوبا
  • فرنسا قلقة من تصاعد التوترات جنوبا.. ميقاتي: العدوان الاسرائيلي تدميري وارهابي
  • التهدئة جنوبا تنتظر لقاءات نتنياهو في واشنطن
  • حزب الله يعلن قصف مقار عسكرية اسرائيلية رداً على "اغتيال" أحد قيادييه