كانت لافتة الزيارة التي قام بها وفد قواتي الى بكركي حاملاً ورقة أو وثيقة سياسية تم التباحث فيها مع سيد الصرح وهذا الامر اعتبرته مصادر سياسية بأنه محاولة لخرق الجمود السياسي وحالة المراوحة الرئاسية والشلل الذي يعطل البلاد ويجمد الاستحقاقات ومنها الاستحقاق الرئاسي الذي يشكل اولوية راهنة لدى بكركي والقوى المسيحية.

  وكتبت ابتسام شديد في "الديار": مع ان مصادر القوات تعتبر أي لقاء في بكركي "أمراً اعتياديا" وفي اطار اللقاء والتواصل الدائم والتشاور مع الكاردينال بشارة بطرس الراعي في المواضيع الطارئة والقضايا الوطنية والمسيحية، إلا ان ما عبر عنه النائب فادي كرم اكد ان ما وراء اللقاء الأخير خطة عمل وخريطة طريق للمرحلة المقبلة، فنائب "القوات" أكد أن الوفد طرح خطة سياسية انقاذية من اجل توحيد الرؤية السياسية، موضحاً ان أبرز نقاط الخطة يتضمن مسألة انتخاب رئيس جمهورية واحترام الشراكة والدستور وتجنيب لبنان الحرب.   الوثيقة التي قدمها الوفد القواتي تركز على المبادىء والثوابت وتضم تصورا وحلولا للأزمات التي يرزح تحت وطاتها اللبنانيين مع طمأنة جميع الأفرقاء والمكونات السياسية لكيفية الخروج من النفق من ضمن احترام الشراكة الوطنية والتعددية.   اللقاء كما تؤكد مصادر مطلعة خُصص لمناقشة الوضع العام في البلاد وبحث الملفات الساخنة، ولمس الوفد مخاوف لدى الراعي من تفريغ المواقع المسيحية ومصير المسيحيين وسط بحر الازمات المتعلقة بالحرب المقبلة على لبنان وملف النازحين السوريين والهجرة المسيحية.   وفق المصادر، فان البحث يركز اليوم على مقاربات سياسية غير تقليدية لجمع اكبر عدد من السياسيين والقوى الفاعلة حولها بغية فرض احترام الشراكة والمصلحة الوطنية.   مع ذلك، فإن لقاء الوفد القواتي لم يحمل مبادرة رئاسية حصراً كما تؤكد مصادر سياسية، فالقوات لا تزال تعطي فرصة لمبادرة الإعتدال إلا ان اللقاء في بكركي هو من اجل النقاش والتباحث في الهواجس المسيحية والوطنية ووضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة.   وجاء في افتتاحية "الديار" ان دعوة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بكركي للمبادرة وتوجيه دعوات الى القيادات المسيحية لاجتماع يرعاه البطريرك الماروني بشارة الراعي واجهت معارضة فورية قبل اعلانها في خطابه في العشاء السنوي التمويلي للتيار اول امس من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.   وتقول المعلومات ان باسيل حرص على التاكيد والالحاح على بكركي لتوجيه الدعوة  بغض النظر عن المواقف المحتملة منها ،وذلك بغية توضيح الصورة ومعرفة من يرفض الحوار المسيحي - المسيحي ومن يؤيده.   ووفقا للمعلومات أيضاً، فإن بكركي لا ترغب في توجيه دعوات الى القيادات المسيحية من دون ضمان موافقة الجميع عليها وضمان نجاح مثل هذا اللقاء، وانها على دراية مسبقة بمواقف الاطراف تجاه مثل هذه الخطوة.   وبغض النظر عن موقف هذه القيادات من فكرة باسيل، فان عدم اقدام بكركي على الدعوة يعكس الخلافات المسيحية القائمة حول التعاطي مع العنوانين اللذين اثارهما باسيل ووضعهما في خانة اللقاء: انتخاب رئيس الجمهورية، والشراكة في الحكم. ويعكس موقف بكركي ايضا انها لا تريد تسليط الاضواء على هذا الخلاف او نقله من دون طائل الى مثل هذا الاجتماع تحت سقفها. وفي التحركات والمواقف البارزة من التطورات رعى البطريرك الراعي أمس حفل إطلاق المؤتمر الوطني الماروني في جبيل، ونقل عنه قوله في مستهل المؤتمر" "لبنان والموارنة توأم ولا ألفظ كلمة ماروني الّا مرّة واحدة عندما أتكلّم عن رئيس الجمهورية".
 
وفي الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر قال الراعي: "للأسف الشديد نلحظ أنّ الميزات التي جعلت من لبنان "قيمة حضاريّة ثمينة"، وجسراً ثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا بين الشرق والغرب، ومكانًا للحوار وتلاقي الأديان، آخذة في التشويه منذ حوالي ثلاثين سنة. فهناك إنتهاك سافر للدستور ظاهر بشكل خاصّ في عدم إنتخاب رئيس للجمهوريّة، من دون أيّ مبرّر، ولكن لأهداف مكشوفة وهي إقصاء الرئيس المسيحي المارونيّ الوحيد في هذا الشرق. فنسأل أي شرعيّة لممارسة مجلس النواب الفاقد صلاحيّة التشريع، ولممارسة مجلس الوزراء الفاقد صلاحيّة التعيين وسواه مما هو حصرًا منوط برئيس الجمهوريّة. وهناك إنتهاك خطير آخر للدستور في المادّة 65 التي تعتبر "إعلان الحرب والسلم من المواضيع التي تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة". وها نحن في صميم حرب مع إسرائيل لا يريدها أحد من اللبنانيّين فيما يقرّرها فريق يورّط فيها لبنان والجنوب واللبنانيّين وهم كلّهم ما زالوا يعانون من الحرب اللبنانيّة المشؤومة ونتائجها. وبعد إبرام إتفاق الطائف (1989) الذي لا يُنفّذ بروحه وبكامل نصوصه، ظهر مليًّا غياب سلطة سياسيّة حاسمة في لبنان، فدبّت الفوضى وبات الحكم على الأرض للنافذين بمنصبهم أو بسلاحهم أو بمالهم أو باستقوائهم. وقد أقرّ رئيس الجمهوريّة السابق العماد ميشال عون في أواخر عهده: "لسنا في جمهوريّة، بل في جمهوريّات"، وما القول عن حالة الفقر المتزايد، ونزيف الهجرة، وخسارة أهمّ قوانا الحيّة، وعن النتائج الوخيمة لوجود مليوني نازح سوري على المستوى الإقتصاديّ والأمنيّ والإنمائيّ والإجتماعيّ والتربويّ".
 
وختم: "هذا المؤتمر الوطنيّ المارونيّ جاء في وقته ومحلّه، ليكون وسيلة لإعادة معرفة ذاتنا اللبنانيّة ومسؤوليّتنا. فلبنان وقيمته الحضاريّة مسؤوليّة في أعناقنا. لبنان مريض ويجب تشخيص مرضه من أجل التزام شفائه. مرضه الأساسيّ أنّه فقد جوهر طبيعته وهو حياده الإيجابيّ الفاعل كوسيط سلام، ورائد حوارٍ وتلاقٍ، ومدافع عن حقوق الشعوب، وفي مقدّمتهم الشعب الفلسطينيّ. لا يستطيع لبنان أن يقوم بهذا الدور والرسالة إذا دخل في حروب ونزاعات إقليميّة أو دوليّة".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أسقف نافباكتوس: عيد بشارة العذراء مريم من الأعياد البارزة في الكنيسة المسيحية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المتروبوليت هيروثاوس أسقف نافباكتوسعبر صفحته علي فيس بوك ان عيد بشارة العذراء مريم من الأعياد البارزة في الكنيسة المسيحية، فهو ليس مجرد احتفال بالحدث التاريخي المتمثل في إعلان رئيس الملائكة جبرائيل لمريم العذراء بحملها بالمسيح، بل هو عيد للمسيح  ولمن حملت فيه الكلمة الإلهية، والدة المسيح ثيوتوكوس). 

وأضاف : يكتسب هذا العيد طابعًا مزدوجًا؛ فهو عيد للمسيح لأن المسيح تجسد في بطن العذراء مريم، وفي ذات الوقت هو عيد خاص بالعذراء مريم، لأنها كانت الوسيلة التي من خلالها تجسد الكلمة.

وأوضح أسقف نافباكتوسعبر ان العذراء مريم من الشخصيات ذات المكانة الكبيرة في الكنيسة، فقد كان لها دور محوري في تاريخ الخلاص، إذ كانت الأم التي حملت في رحمها الكلمة المتجسد. مكانتها هذه لا تنبع فقط من فضائلها الشخصية، بل من كونها الأم التي وهبت الطبيعة البشرية للكلمة الإلهي، المسيح.

 وأكد ان علاقة العذراء مريم بالمسيح علاقة وثيقة، فالحديث عن إحداهما لا يمكن أن يتم دون الإشارة إلى الأخرى. في العبادات والترانيم، نرى دائمًا أن إشادة العذراء مريم تكون مترافقة مع الإشارة إلى المسيح، حيث يُنشد: “افرحي، لأنكِ عرش الملك، افرحي، لأنكِ حملتِ من يحمل كل شيء”.

وتابع : تجسد بشارة العذراء مريم بداية مسار الخلاص للبشرية، كما يتضح من ترنيمة صرف العيد التي تبدأ بـ “اليوم هو بداية خلاصنا وظهور سرّ الدهور ، حيث أعلن الملاك جبرائيل لمريم عن حملها بالمسيح، الأمر الذي يعدّ إعلانًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.

 

وقال : فيما يتعلق بمعنى كلمة “بشارة”، أوضح انها تتألف من كلمتين تعنيان “الخير” و”الرسالة”، أي إعلان الخبر السار. هذا الإعلان كان بمثابة تحقيق لوعد الله الذي قطعه بعد سقوط آدم وحواء، مما جعل هذا الحدث جزءًا من التاريخ الخلاصي.
وأشار إلى أنه  من خلال هذا الحدث، كما يذكر القديس مكسيموس المعترف، نجد أن إنجيل المسيح هو رسالة شفاعة وتعزية للبشرية عبر تجسد الكلمة. وهكذا، بدأ الخلاص من خلال حدث البشارة، الذي يرمز إلى تصحيح السقوط الذي وقع في جنة عدن.

وشدد على ان  العذراء مريم تعتبر “الممتلئة نعمة”، كما وصفها الملاك جبرائيل في بشارته، وقد أكد الآباء القديسون مثل القديس غريغوريوس بالاماس أن نعمة الله كانت تحيط بها منذ زمن طويل، وأنها وصلت إلى درجة التأله الكامل. حضورها في قدس الأقداس في الهيكل كان بمثابة علامة على اكتمالها الروحي ونيلها نعمة الله بشكل كامل.


واختتم، يعتبر عيد بشارة العذراء مريم ذكرى عظيمة تتجلى فيها علاقة الوالدية المسيح  بين مريم والمسيح، ويستمر هذا العيد في تعزيز إيمان المسيحيين ويذكّرهم بمكانة العذراء المميزة في تاريخ الخلاص.

مقالات مشابهة

  • بدر: يبدو ان خطة جعل موقع رئيس الحكومة برتبة وزير أول تسير بخطى ثابتة
  • الراعي يستقبل وزير الخارجية
  • هذه التعيينات القضائية التي أٌقرّت في مجلس الوزراء
  • الراعي استقبل مجلس إدارة تلي لوميار وعرض أمورا كنسية وانمائية مع زواره
  • حملاوي تبحث مع رئيس مؤسسة “صناعة الغد” تعزيز التعاون
  • رئيس مجلس النواب يستقبل سفير جمهورية غواتيمالا
  • أسقف نافباكتوس: عيد بشارة العذراء مريم من الأعياد البارزة في الكنيسة المسيحية
  • الراعي: تسمية الملاك مريم ممتلئة نعمة تكشف سرّها الغنيّ بالأوصاف
  • الخازن أبرق إلى الراعي مهنئًا بعيد البشارة
  • أزمة باسيل مع الزعامات المناطقية ايضا