هناك رسائل كثيرة أرسلها "طوفان الأقصى"، بعد مضي أكثر من خمسة أشهر عليه، لكنها لم تُقرأ جيدًا، وفي أحيان لم يتم التقاطها بالكلية.

تبلور مع الطوفان الاتجاه التاريخي المتصاعد بأن قضية الفلسطينيين لم تعد قضية العرب والمسلمين الأولى، بالرغم مما أظهرته استطلاعات الرأي من تعاطفهم ومساندتهم لها. هي مساندة تبدو ضعيفة وبلا فاعلية، في حين يبدو تحولٌ كبيرٌ لدى قطاعات من الرأي العام العالمي -خاصةً في الغرب- تجاه القضية، بالإضافة إلى مساندة كثير من دول الجنوب، مما يمكن معه القول؛ إنّ القضية الفلسطينية صارت قضية الفلسطينيين أولًا، وقضية العالم الآن.

هذا التحول سيكون له تداعيات إستراتيجية كبيرة في المستقبل القريب، خاصةً بعد أن تحولت الحرب على غزة إلى مرآة تعكس مجمل الأزمات التي تعاني منها قطاعات متّسعة من البشر في كوكبنا، مما يمكن معه القول؛ إن القوى والحركات التي تساند الفلسطينيين ضد حرب الإبادة يرون فيها -كلٌ من زاويته- معاناته الذاتية.

إن النزعة القومية المتطرفة، وعدم المساواة في الدخول والفرص والثروات، والعسكرة المفرطة، وانتشار الفساد، وتفشي العنصرية العابرة للحدود الوطنية، ومعاداة الأجانب، وتصاعد اليمين، وعدم المساواة بين الجنسين، وتراجع الحرية، وتزايد الهشاشة الاقتصادية لفئات عريضة من السكان، وغياب الشفافية والمساءلة، وتآكل النظام الدولي القائم على القواعد.. أصبحت سمات مثيرة للقلق في هذا القرن.

يؤثّر الوباء بشكل غير متناسب على الفقراء والمهمّشين، فإن الفساد يؤثر بشدّة على أولئك الذين لديهم أقلّ قدر من الوصول إلى الضروريات الأساسية، بينما تستغلّ النخبة أنظمة العدالة

الحرب آخذة في الارتفاع في كل مكان. عندما نشرَ المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن مسحه الرسمي للنزاعات المسلحة في أوائل ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي؛ أحصى 183 صراعًا على مستوى العالم في عام 2023، وهو أعلى مما تم تسجيله منذ 30 عامًا. إن العالم ككل أصبح مكانًا أكثر عنفًا مما كان عليه منذ 30 عامًا على الأقل. ووَفقًا لبعض المقاييس، أصبحت البلدان مليئة بالصراعات أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

الصراع بين الجماعات المسلحة غير الحكومية، مثل العصابات، زاد بأكثر من ثلاثة أضعاف، وفقًا لبرنامج أوبسالا السويدي لبيانات الصراع، منذ أدنى مستوياته في عام 2007. وقد تضاعف العنف الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المدنيين منذ عام 2009، وتتزايد محاولات الاغتيال للسياسيين والمعارضين.

في عام 2011؛ كان هناك ما يقرب من 40 ألف حالة وفاة، بسبب الحروب في جميع أنحاء العالم، لكن وفقًا لتقديرات أوبسالا لعام 2022 فقد تجاوز العدد 238 ألفًا، أي بزيادة ستة أضعاف تقريبًا.

أصبحت الانقلابات أكثر شيوعًا: فقد استولت تسعة أنظمة على السلطة بالقوة منذ عام 2020. إن عدد الحكومات التي تسقط تحت سيطرة عسكرية في منطقة واحدة يفوق عدد الحكومات التي سقطت خلال الربيع العربي في 2011/2010، أو الثورات الملونة في العقد السابق، حيث سقطت في كل منهما أربع حكومات فقط.

وجد تقرير "الحرية في العالم" الأخير من فريدوم هاوس أن 80 بالمائة من سكان العالم لا يعيشون في بيئة بلد حر.

إن الأزمات العالمية مثل الوباء وتغير المناخ مدمِّرة في حد ذاتها، ولكنها تؤدي أيضًا إلى تضخيم مشكلاتنا الهيكلية المتأصلة، وخاصة عدم المساواة والعنصرية وتأثيرات الفساد واستيلاء النخبة والاستبداد في جميع أنحاء العالم.

يُظهر مؤشر مدركات الفساد (CPI) لعام 2023 أن الفساد العالمي آخذ في الارتفاع. وعلى مقياس من صفر إلى 100، يستقر المتوسط العالمي عند 43، مع عدم إحراز معظم البلدان أي تقدم؛ وتراجعت 23 دولة إلى أدنى درجاتها في العام الماضي.

وكما يؤثّر الوباء بشكل غير متناسب على الفقراء والمهمّشين، فإن الفساد يؤثر بشدّة على أولئك الذين لديهم أقلّ قدر من الوصول إلى الضروريات الأساسية، بينما تستغلّ النخبة أنظمة العدالة.

تزايدت فجوة التفاوت في الدخل في معظم الاقتصادات المتقدمة والاقتصادات الناشئة الكبرى. وفقًا لتقرير "تزايد فجوة التفاوت" الصادر عن معهد بروكينغز في العام الماضي.

في جميع أنحاء العالم، يتصاعد القمع، ويستغل المستبدون التكنولوجيات الرقمية الجديدة لسحق المعارضة في الداخل، وزرع المعلومات المضللة في الخارج، وتصاعدت الصراعات العنيفة داخل الدول وبينها، مصحوبة بانتهاكات واسعة النطاق للقانون الإنساني الدولي، وإفلات مرتكبي جرائم الحرب من العقاب. وتكافح المؤسسات الدولية القائمة لحماية الحقوق الراسخة، وتكييف مبادئ الكرامة الإنسانية مع التهديدات العالمية الجديدة.

وتمتدّ هذه القضية إلى ما هو أبعد من دور المجمع الصناعي العسكري المتمثل في شركات السلاح وامتدادها في السياسة من خلال صنع القرار؛ بل يتعلق الأمر بالعنف الهيكلي الراسخ وهيمنة نموذج الدولة الأمنية.

العدوان على غزة كشف عن العطن والخلل في النظام الدولي لحقوق الإنسان، لكن هذا العطن ليس حديثًا وغير مرتبط فقط بوضعية إسرائيل. إن ترتيبات النظام الدولي منذ الحرب العالمية الثانية تحمل بداخلها تناقضات تصبح معها ازدواجية المعايير وتسييس حقوق الإنسان أمرًا حتميًا في العلاقات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان تتعامل مع هذا الواقع بتناقضاته.

نفس الأطراف التي تدعم اليوم الحق الفلسطيني هي ذاتها التي شاركت من قبل في التغطية على جرائم أخرى أو حماية جلادين، على سبيل المثال، جنوب أفريقيا كانت من المعارضين للمحكمة الجنائية الدولية، ومذكرة التوقيف التي صدرت في حق عمر البشير، وكانت ترى أن المحكمة تستهدف أفريقيا.

أوضح بايدن أن أوكرانيا كانت الجبهة المركزية في "معركة أكبر من أجل.. المبادئ الديمقراطية الأساسية"؛ لذا فإن الولايات المتحدة ستعمل على حشد العالم الحر ضد "أعداء الديمقراطية اللدودين"

النظام العربي أيضًا تورط ويتورط في ممارسة ازدواجية المعايير عربيًا ودوليًا – كيف تعاملت الدول العربية مع الجرائم ضد الإنسانية في حق الإيغور في الصين، أو المجاعة الحالية في السودان؟ روسيا والصين مارستا حق الفيتو أكثر من 14 مرة في عامين ضد أي قرار يتعلق بحقوق الإنسان في سوريا، كما قام النظام العربي بالمصالحة مع بشار الأسد، برغم ما اقترفه ولا يزال يقترف في حق السوريين من جرائم.

ما فعلته إسرائيل سبق أن مارسته البلدان العربية وبعض أنظمة الحكم فيها، لكن الجديد هو التواطؤ الغربي الواضح وغير الخفي المتمثل في مجمل النظام الغربي بمؤسساته وإعلامه وحكوماته.

بعد مرور 75 عامًا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أصبحت البشرية كلها في خطر. في جميع أنحاء العالم، يتصاعد القمع، ويستغل المستبدون التكنولوجيات الرقمية الجديدة لسحق المعارضة في الداخل، وزرع المعلومات المضللة في الخارج، وتصاعدت الصراعات العنيفة داخل الدول وبينها، مصحوبة بانتهاكات واسعة النطاق للقانون الإنساني الدولي، وإفلات مرتكبي جرائم الحرب من العقاب. تكافح المؤسسات الدولية القائمة لحماية الحقوق الراسخة، وتكييف مبادئ الكرامة الإنسانية مع التهديدات العالمية الجديدة.

أسقطت الحرب على الفلسطينيين المقولة التي استخدمت لفترات طويلة للترويج للنظم الليبرالية وهي: أن مزيدًا من انتشار هذه النوعية من الأنظمة من شأنه أن يزيد من شيوع السلام في العالم. فها هي إسرائيل "الديمقراطية" وداعموها في الغرب من حكومات ليبرالية ترعى الإبادة الجماعية في غزة.

عزز الغزو الروسي لأوكرانيا هذه الأطروحة؛ فقد قُدمت باعتبارها دراسة حالة عن العدوان الاستبدادي والفظائع، وتحذيرًا من أن العالم الذي تقوده دول غير ليبرالية سيكون عنيفًا بشكل قاتل، وخاصة بالنسبة للديمقراطيات الضعيفة القريبة.

أوضح بايدن أن أوكرانيا كانت الجبهة المركزية في "معركة أكبر من أجل.. المبادئ الديمقراطية الأساسية"؛ لذا فإن الولايات المتحدة ستعمل على حشد العالم الحر ضد "أعداء الديمقراطية اللدودين".

حشدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي القواعد والمؤسسات والأعراف العالمية لمقاومة العدوان الروسي. وفي غزة تم انتهاك هذه القواعد جميعًا، وتقويض مؤسسات الأمم المتحدة من قبل نفس الحكومات، وفي حين يتمسك الجنوب بالنظام القائم على القواعد، تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها من الحكومات الغربية بتقويض هذه القواعد.

إن الصراعات الجيوسياسية الآخذة في التوسع، والحروب الأهلية، والتراجع الديمقراطي في الديمقراطيات الكبرى، وتزايد الاستبداد، وكراهية الأجانب، وزيادة العنف السياسي، والتمييز المتزايد ضد الأقليات، كلها تشكل صورة العالم الذي سنشهده فيما تبقى من سِنِي هذا القرن.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی جمیع أنحاء العالم الولایات المتحدة العالم ا أکثر من فی عام

إقرأ أيضاً:

ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟

طرحت فرنسا والمملكة المتحدة فكرة إرسال قوات إلى الميدان كضمان أمني بعد اتفاق السلام. ولكن حتى الآن، يبدو أن قلة من الدول توافق على ذلك.

اعلان

خلال قمة عُقدت في لندن يوم الأحد، طرحت فرنسا والمملكة المتحدة، مقترحًا لتطوير "تحالف الراغبين"، بهدف تعزيز الدفاع عن أوكرانيا والمساهمة في أي خطة سلام مستقبلية، في إطار الجهود الغربية المستمرة لدعم كييف في مواجهة التحديات الأمنية.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التحالف بأنه مجموعة من الدول "المستعدة لدعم أوكرانيا بقوات على الأرض وبطائرات في الجو، والعمل مع الآخرين ".

لا تزال طبيعة المهمة العسكرية المحتملة للقوات الغربية في أوكرانيا غير واضحة، وسط تساؤلات استراتيجية حول نطاق وأهداف هذا التدخل. ويطرح فيليب بيرشوك، مدير "معهد البحوث الاستراتيجية" في المدرسة العسكرية في أوروبا، سلسلة من التساؤلات الجوهرية حول السيناريوهات المحتملة لنشر القوات.

ويشير بيرشوك ليورونيوز إلى أن هناك فارقًا جوهريًا بين إرسال قوات إلى غرب أوكرانيا للسماح للجيش الأوكراني بإرسال وحدات محلية للقتال على الجبهة، وبين نشر قوات لحفظ السلام، حيث يتطلب هذا الأخير تمركز قوات عند خطوط التماس لمنع استمرار القتال، وهو نهج يختلف تمامًا عن التدخل العسكري التقليدي.

Relatedأوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلةرئيس وزراء السويد السابق" يصف مفاوضات ترامب للسلام حول أوكرانيا بأنها مباحثات "هواة" ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب

ويقدر الخبراء أن تنفيذ مهمة حفظ سلام موثوقة يتطلب نشر عدة آلاف من الجنود. وفي هذا السياق، صرّح سفين بيسكوب، الباحث في "معهد إيغمونت" في بروكسل، لقناة يورونيوز قائلاً: "قد يكون من الضروري إرسال فيلق عسكري يضم 50 ألف جندي، لإيصال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أننا جادون للغاية في هذا الأمر."

ورغم أن باريس ولندن تبديان استعدادًا لاستكشاف هذا الخيار، إلا أن المواقف الأوروبية لا تزال منقسمة بشكل كبير حيال هذه الخطوة الحساسة، إذ تتحفظ بعض الدول على التصعيد العسكري المباشر، ما يضع مستقبل هذا المقترح أمام اختبار سياسي ودبلوماسي معقد.

الدول المترددة

ويبدو أن بعض الدول الأوروبية تتجه نحو تأييد المبادرة الفرنسية-البريطانية، لكنها لم تحسم موقفها بعد بشأن مسألة نشر جنود على الأرض في أوكرانيا.

ففي البرتغال، تعهدت الحكومة بدعم الخطة التي ستضعها لندن وباريس، لكنها ترى أن الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار عملية حفظ السلام لا يزال سابقًا لأوانه. وأكد الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا أن أي قرار يتعلق بنشر قوات برتغالية يجب أن يُعرض على المجلس الأعلى للدفاع الوطني، المقرر اجتماعه في 17 مارس للنظر في الأمر.

أما في هولندا، فقد أوضح رئيس الوزراء ديك شوف أن بلاده لم تقدم أي التزامات ملموسة بعد، لكنه أكد انضمام هولندا إلى الجهود العسكريةالفرنسية-البريطانية للمساهمة في وضع حلول ممكنة.

بدورها، قد تنضم إسبانيا إلى المبادرة في مرحلة لاحقة، إذ صرّح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد "ليس لديها مشكلة" في إرسال قوات إلى الخارج، لكنه شدد على أن التركيز الحالي بشأن أوكرانيا لا يزال سياسيًا ودبلوماسيًا بالدرجة الأولى. ومع ذلك، يبدو أن الرأي العام الإسباني يدعم هذا التوجه، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة "لا سيكستا" أن 81.7% من الإسبان يؤيدون نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا.

إيطاليا وبولندا: المتشككون

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تُعد من أكثر القادة الأوروبيين تحفظًا بشأن فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، حيث وصفتها بعد اجتماع لندن بأنها "حل معقد للغاية وربما أقل حسمًا من الخيارات الأخرى". وأكدت في تصريحاتها أن إرسال قوات إيطالية لم يكن مطروحًا على جدول الأعمال في هذه المرحلة.

وترى ميلوني أن أفضل ضمان أمني لأوكرانيا يكمن في تفعيل المادة 5 من ميثاق الناتو، التي تلزم جميع أعضاء الحلف بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لهجوم. ومع ذلك، يظل تطبيق هذه المادة غير واضح في ظل عدم عضوية أوكرانيا في الحلف، مما يجعل مقترح ميلوني غير محدد المعالم في الوقت الحالي.

Relatedردًّا على ترامب وبوتين: الدنمارك تُطلق صفقة تسليح ضخمة بـ6.7 مليار يوروفون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسياقمة أوروبية تناقش تعزيز تسليح أوكرانيا والحرب في غزة

أما في بولندا، أحد أبرز داعمي أوكرانيا منذ بداية الحرب، فلا يزال الموقف حاسمًا برفض إرسال قوات بولندية إلى الأراضي الأوكرانية. وأوضح رئيس الوزراء دونالد توسك أن بلاده تحملت بالفعل عبئًا كبيرًا باستقبال نحو مليوني لاجئ أوكراني خلال الأسابيع الأولى من الحرب، مما يجعلها غير مستعدة للانخراط عسكريًا بشكلٍ مباشر.

وبينما تبدو وارسو مستعدة لتقديم الدعم اللوجستي والسياسي، إلا أنها لا تعتزم نشر قوات على الأرض، ما يعكس الانقسامات داخل أوروبا بشأن هذا الخيار العسكري الحساس.

المجر وسلوفاكيا، غير مستعدتين على الإطلاق للقيام بذلك

تتخذ كل من المجر وسلوفاكيا موقفًا أكثر انتقادًا للدعم العسكري الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، إذ تدفعان باتجاه فتح حوارٍ مع روسيا لإنهاء الحرب بدلاً من تصعيد المواجهة العسكرية.

اعلان

وهاجم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القادة الأوروبيين المجتمعين في لندن، متهمًا إياهم بالسعي إلى "مواصلة الحرب بدلاً من اختيار السلام"، في إشارة واضحة إلى رفضه لاستراتيجية الدعم العسكري المستمر لكييف.

من جانبه، أعرب رئيس وزراء سلوفاكيا عن تحفظه الشديد تجاه مبدأ "السلام من خلال القوة"، معتبرًا أنه مجرد مبرر لاستمرار الحرب في أوكرانيا بدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية حقيقية.

وبناءً على هذه المواقف، يُستبعد تمامًا أن تنضم بودابست وبراتيسلافا إلى أي مبادرة لنشر قوات أوروبية، إذ ترفض حكومتا البلدين بشكلٍ قاطعٍ الانخراط العسكري المباشر في النزاع الأوكراني.

موقف برلين

تتوجه الأنظار الآن إلى ألمانيا، حيث يجري تشكيل حكومة جديدة برئاسة المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس.

اعلان

وقد استبعد المستشار الألماني الحالي أولاف شولتز إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا، على الرغم من أن وزير دفاعه بوريس بيستوريوس ألمح إلى إمكانية نشر قوات حفظ السلام في منطقة منزوعة السلاح، في حال وقف إطلاق النار.

إلا أن هذا الموقف قد يتغير، حتى وإن كان من الصعب إقناع الرأي العام المحلي بقرار نشر الجنود الألمان في أوكرانيا.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة بعد مشادة البيت الأبيض.. زيلينسكي: مستعدون لتوقيع اتفاق المعادن ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب الغزو الروسي لأوكرانياالمملكة المتحدةالاتحاد الأوروبيقوات عسكريةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية يعرض الآنNext هجوم إسرائيلي على ميناء طرطوس شمال غربي سوريا يعرض الآنNext أوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلة يعرض الآنNext بسبب تهديد غامض.. إخلاء محطة القطارات الرئيسية في فيينا يعرض الآنNext من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة اعلانالاكثر قراءة فانس ذهب في رحلة تزلج فوجد المتظاهرين له بالمرصاد بسبب ما حدث مع زيلينسكي شروط دمشق الجديدة.. هل تغير مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا؟ جنود أوكرانيون عن المشادة بين ترامب وزيلينسكي: على الطرفين تقديم تنازلات إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلالحرب في أوكرانيا سورياروسياغزةفولوديمير زيلينسكيأوكرانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوروباتيك توكالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • شاهد | بعد ربع قرن.. الحاج صدقي يذوق طعم الحرية في أجواء رمضان مع عائلته في الخليل
  • شاهد | الأسير الفلسطيني المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بغزة
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • العطيشان يروي قصة قضية الفساد الكبرى التي اكتشفها والده في ميناء رأس تنورة.. فيديو
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي
  • عالم رباني.. نور في زمن الظلمات
  • محللون: إقرار جيش إسرائيل بفشل 7 أكتوبر يطمس حقائق طوفان الأقصى